كيف يبدو المنزل الخاص بمصمّم الديكور؟ وكيف يمكن إطلاق العنان لتصاميم مميّزة في مساحة محدودة؟ سؤالان يبدوان مختلفين، إلا أن زيارة «سيدتي» لهذه الشقة تحمل الإجابة عنهما، لأن هذه الأخيرة يملكها مصمّم الديكور المهندسريشار مجدلاني ولأن مساحتها لا تتجاوز 125 متراً... وتجدر الإشارة إلى أنها مفرطة في عصريتها، إلا أنها تبدو دافئة لحسن اختيار الخامات والأثاث فيها.
إثر ولوج هذا المنزل، تطالعنا مساحة تبدو رحبة، تعود حسب مجدلاني، إلى حسن اختيار الأثاث الذي يتماشى وحجم المنزل، يتخلّلها اللون الأسود المستخدم في الزجاج الذي يبرز لمّاعاً بتقنية «بلاك بينتنغ».
وتبدو تواقيع أبرز المصمّمين على قطع الأثاث الموزّعة في الصالون، على غرار فيليب ستارك، علماً أن المالك رغب في أن يكون أثاث منزله قليلاً في عدده ومميّزاً في نوعيته، فاختاره بكلّيته من الجلد الطبيعي. وتتوسط طاولة منخفضة للغاية المكان، تحمل مستويين من الزجاج الشفّاف والأسود، صمّمها بنفسه، ويتمّ تحريكها بالإتجاهات كافّة.
وثمة لعبة ضوئية تتراءى بوضوح للزائر، إذ يمكن ملاحظة مستويات أربعة منها، تحملها الإنارة المباشرة وغير المباشرة، ما يساهم في إضفاء أجواء منوّعة على الجلسة الواحدة.
وهنا، يلفتنا جدار يبلغ طوله ستة أمتار، يضمّ شاشة تلفزيون مسطّحة، يتماهى مع لونها، ليبدو وكأنه مرآة سوداء، علماً أنه نفّذ وفق تقنية «بلاك بينتنغ»، ما يبرز تناقضاً لونياً رائعاً يعكس، بتألّق، إنارة السقف. ويبرز جدار آخر تكسوه قطع مستطيلة من الحجر الهندي البركاني العصري، يتناغم مع الهندسة العصرية للمكان.
وتفصل زاوية بين هذا الصالون والمطبخ، هي عبارة عن طاولة استعمل الزجاج الأسود لسطحها، وهي مخصّصة لتناول الطعام، وتضمّ برّاداً وفرن غاز وآلة لغسل الأطباق لا يبدو أي منها لأنها تحتجب خلف الخشب، تتقدّمها ثلاثة كراس بطراز مارلين مونرو.
عمل مميّز في المطبخ
حقّق مجدلاني ضمن هذه المساحة الضيّقة عملاً مميّزاً يحمله كل من الخشب البني الداكن و«الستاينلس» والإنارة القوية. وإذ تبدو الجدران معتّقة بالرمادي والذهبي، نفّذت الأرضية بالسيراميك القرميدي اللون.
أكسسوارات
وإذ وزّعت الاكسسوارات بشكل خجول في هذا المنزل، إلا أنها منتقاة بعناية، يلفتنا من بينها مصابيح ملوّنة تحمل شكل نبتة الفطر، مشغولة من زجاج فرنسي يعود إلى الثلاثينيات، بالإضافة إلى مصباح من كريستال «المورانو» يجسّد الفنانة الراحلة مارلين مونرو يتقدّم الصالون، ومجموعة كريستالية.
الشرفة الخارجية: روح المنزل
في الشرفة الخارجية، ثمة مساحة رحبة تمتدّ بطول عشرة أمتار ونصف وعرض مترين ونصف، يعلّق عليها مجدلاني، بالقول: «إنها روح المنزل». وقد تمّ تزجيجها، وإضفاء أجواء الخمسينيات عليها، من خلال الأثاث الذي تحتويه، علماً أنها دائرية الشكل. وتحمل الكراسي طراز «بانتين تشير»، فيما تبرز تصاميم «بوغاتي» في الجلسة الجلدية المخصّصة لتناول الفطور.
ولم يدخل السجاد إلى المنزل إلا ضمن هذه المساحة، وذلك من خلال سجادة قوقازية يناهز عمرها 300 سنة ويبلغ طولها خمسة أمتار، وألوانها ضاربة إلى الأزرق!
غرف النوم: فنّ الممكن
يسود اللون الأصفر الرواق المؤدّي نحو قسم غرف النوم، والتي لم يسمح ضيق الرئيسية منها سوى أن تضمّ سريراً بطراز «بالداكان» يعود لعصر لويس الرابع عشر، فيما اختار المالك سريرين لغرفة نوم الضيوف التي يطغى عليها الليلكي.
لرؤية الصور بشكل أوضح زوروا استوديو "سيدتي".