لا يحصل انقطاع الحيض بشكل فجائي، بل تسبقه فترة زمنية تختلف مدّتها وأعراضها من سيّدة إلى أخرى، وتعرف باسم «فترة ما قبل انقطاع الحيض». ومن خصوصية هذه المرحلة الخلل في انتظام الدورة الشهرية وكميتها ومدّتها نتيجة النقص في الهرمون الجنسي النسائي.
وإذ لا يمكن تحديد سنّ لهذه المرحلة، لأن للوراثة باعاً طويلة في هذه الحالة، إلا أنّه بشكل عام تلازم هذه المرحلة المرأة بين سنّ الخامسة والأربعين والخمسين، وقد تستمر بين سنتين وأربع سنوات.
«سيدتي» تسلّط الضوء على مرحلة ما قبل انقطاع الحيض من خلال الحوار الآتي نصّه مع الاختصاصي في الطب والجراحة النسائية الدكتور وليد أبي فاضل:
ما هي أبرز الأعراض التي تعاني منها النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الحيض؟
تتمثّل هذه الأعراض في مشكلات تسبق موعد الدورة الشهرية كالضغط على الثدي الذي يكبر حجمه ويصيب السيدة بالألم، والتوتر والأرق وانتفاخ في البطن والوجه، يتبعه انتفاخ في الرحم. وترتبط هذه الأعراض بهرمون «الأستروجين» الذي يكثر إفرازه في مقابل نقص في إفراز هرمون «البروجستيرون». وتلازم هذه الفترة السيدات بمعدّل 4 سنوات، بشكل عام.
ولكن، إذا لم تنتج عن هذه الأعراض أية مشكلات صحية كبيرة تعوق الحياة اليومية للمرأة، فإن العلاج ليس ضرورياً.
هل يشير عدم الانتظام في الدورة الشهرية ضرورة إلى مرحلة ما قبل انقطاع الحيض؟
قد لا يكون توقف الدورة الشهرية نهائياً، حتى لو استمر لفترة طويلة، علماً أنّ المبيض يستمرّ في إفراز هرمون «الاستروجين» لفترة تمتد إلى عام أو عامين، في غياب الدورة الشهرية. وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أن تناول «البروجيستاتيف» لمدة تتراوح بين 10 أيّام وشهر يعيد الدورة الشهرية من جديد، ما يعني أن السيدة لم تدخل بعد مرحلة انقطاع الحيض النهائي.
هل من وسائل حديثة لتحديد مرحلة انقطاع الحيض؟
أثبتت الدراسات الحديثة أنّ سنّ بلوغ مرحلة انقطاع الحيض مرتبط بالوراثة. وفي هذا الإطار، ثمة فحص وراثي يحدّد من خلاله استعداد المرأة لانقطاع الحيض وتاريخه. ومعلوم أنّ كل امرأة تمتلك كميّة معيّنة من البويضات عند الولادة تستعملها في خلال حياتها، وانقطاع الاباضة يعني انقطاع الحيض. وتحدّد العوامل الوراثية عدد البويضات الأساسي ونمط استهلاك الاباضة والبويضات.
وفي مرحلة لاحقة، سيتم تحديد الجينات المسؤولة عن انقطاع الحيض المبكر، وسيساعد هذا الإنجاز العلمي النساء اللواتي يعشن في البلدان المتقدّمة واللواتي يتأخّرن في الحمل الى سنّ متقدّمة.
هل يمكن لجميع السيدات الإفادة من الفحص الوراثي؟
يمكن للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 45 و55 سنة الاستفادة من هذا الفحص، كما يمكن الخضوع له من قبل السيدات في عمر الاربعين واللواتي يشكين عدم انتظام الدورة الشهرية أو يعانين من القلق والأرق وزيادة الوزن.
كيف يعمل هذا الفحص؟
يرتكز هذا الفحص على قياس هرمون «اف.اس. اش» في البول، وهو المسؤول عن تحفيز البويضات. وإذا سجّلت النتيجة 25 وحدة، تكون السيدة قد دخلت مرحلة ما قبل انقطاع الحيض. ويمكن للمرأة الخضوع لهذا الفحص في خلال أي وقت من الدورة الشهرية، وينصح باستعمال البول الصباحي لهذه الغاية. وهناك نوع ثان من هذا الفحص يتمّ في خلال 10 دقائق، عبر جمع البول ووضعه في داخل آلة القياس لمدة 5 ثوانٍ، فإذا كان الفحص ايجابياً يتلوّن خطّان بالليلكي، ليجرى الفحص الثاني بعد 5 الى 7 ايام في الحدّ الأقصى. وهناك نوع ثالث من هذا الفحص يحتاج إلى 5 دقائق، وتستعمل القطّارة في خلاله لسحب البول ووضعه على شريط خاص، فتظهر ألوان تشير إلى التالي: إذا كان لون الشريط زهرياً
وأغمق من لون شريط المراقبة يكون الفحص ايجابياً، وإذا لم يبدُ لون في شريط المراقبة يكون الفحص سلبياً، أمّا اذا لم يظهر أي لون سواء في الشريط الخاص أوشريط المراقبة فهذا يعني أن الفحص أجري بطريقة خاطئة.
هل من أنواع لانقطاع الحيض؟
يبدأ انقطاع الحيض في عمر الخمسين، إلا أن هناك عدداً من الأمراض والعلاجات التي تعجّل ظهوره. ويمكن الإشارة إلى الأنواع التالية من انقطاع الحيض:
- إنقطاع الحيض المبكر الذي تعاني منه نسبة 1% من السيّدات، وتنتج عنه مشكلة نفسية كبيرة لديهن نظراً إلى عدم استعدادهن لهذه المرحلة. ولكن، ما تزال الأسباب المسؤولة عن هذه الحالة غير معروفة بعد، ولو أن للوراثة ضلعاً في شيخوخة المبيض المبكرة.
- إنقطاع الحيض الثانوي الناتج عن علاج يصيب نشاط الاباضة بعطل، على غرار الخضوع إلى عمليّة جراحية لاستئصال الرحم بسبب السرطان أو ألياف في الرحم أو علاج كيميائي مضاد السرطان.
- إنقطاع الحيض المتأخّر الذي يظهر بعد عمر 55 سنة ويشكّل حالة نادرة، ويعود حسب الاحصائيات إلى احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، علماً أنّه إذا ظهر انقطاع الحيض في مرحلة مبكرة أي في سنّ 45 فإنه يقي من سرطان الثدي.