تلعب حبوب «دروسبيرنون»Drospirenone والمستخدمة بوفرة، نظراً إلى مضاعفاتها الجانبية المحدودة، دوراً يتجاوز منع الحمل إلى علاج اضطرابات الدورة الشهرية ومنع نمو الشعر الزائد في جسم المرأة وخصوصاً في الأماكن الحسّاسة.
«سيدتي» اطّلعت من الإختصاصي في جراحة النساء والتوليد والعقم الدكتور سامح عزازي على كيفية اختيار وسيلة منع الحمل المناسبة والجديد في هذا المجال.
وسائل منع الحمل هي وسائل طبيّة مستخدمة لمنع حدوث الإخصاب والحمل في حالة استمرار العلاقة الزوجية، وهي تنقسم إلى قسمين رئيسيين:
1- الوسائل التي يستخدمها الزوج، وهي:
- العازل الطبي الذي يضعه الرجل لمنع وصول الحيوانات المنوية إلى رحم المرأة.
- ربط قنوات الحيوانات المنوية لمنع تدفّقها ووصولها.
ومن الواضح أن الوسيلة الأولى هي مؤقّتة وسهلة الإستخدام، أمّا الثانية فتحتاج إلى تدخّل طبّي، إلا أنها طويلة المدى.
2- الوسائل التي تستخدمها الزوجة، وهي:
- وسائل مستديمة: تستخدم في حال عدم الرغبة في الحمل نهائياً وليس بشكل مؤقّت، وتقضي بربط قنوات فالوب لمنع التقاء الحيوانات المنوية بالبويضات وحدوث الإخصاب.
- وسائل مؤقّتة: تختلف طريقة استخدامها من امرأة إلى أخرى، وفقاً لمعايير عدّة، كالسن والفترة التي تريد المرأة منع الحمل خلالها وظروف المرأة الصحية والنفسية... وتشمل:
- الوسائل الموضعية: مواد توضع داخل المهبل، إما لقتل الحيوانات المنوية أو لمنع عبورها ووصولها إلى عنق الرحم.
اللولب: جهاز مصنوع من النحاس أو البلاستيك يوضع داخل الرحم لمنع حدوث الحمل، يقوم بإفراز مادة «البروجستين» في بطانة الرحم، ممّا يجعل عملية إنغراز البويضة في حالة التلقيح مستحيلة.
الوسائل الهرمونية: تقوم بإفراز هرمونات للجسم لمنع عملية التبويض، وهي كحبوب منع الحمل وحقن منع الحمل. وهناك وسيلة جديدة وهي «الكبسولات» التي تُؤخذ تحت الجلد، حيث تتدفّق منها يومياً نسبة ضئيلة من الهرمون تعمل على إيقاف عملية التبويض. كما يفضّل البعض استخدام اللصقات الطبيّة التي تقوم أيضاً بإفراز الهرمونات.
كيف تختارين وسيلتك المناسبة؟
حتى تُؤتي وسيلة منع الحمل بجدوى، لا بدّ أن تكون مناسبة للمرأة، علماً أن عوامل عدّة تلعب دوراً في هذا المجال. وبشكل عام، لا بدّ من توافر الشروط التالية:
- أن تكون مناسبة تماماً للزوجين نفسياً ومعنوياً وصحياً، والمقصود بالعامل النفسي أن بعض النساء، على سبيل المثال، قد لا يتقبّلن اللولب نفسياً ويقلقهن وجود جسم غريب في جسمهن، وقد ينهرن نفسياً من غزارة دم الدورة الشهرية بسببه.
- أن تحقّق الشروط الخاصّة بمدّة فعاليتها بالنسبة لحالتهما، وهذا يعتمد على ما إذا كان الزوجان يرغبان بوسيلة تمنع الإنجاب لمدّة قصيرة أو متوسطة أم بعيدة.
- أن توفّر الوسيلة إمكانية ارجاع الخصوبة مرّة أخرى، بدون مشكلات وأعراض جانبيّة.
دور الطبيب
يجدر بالطبيب الشرح المستفيض للزوجة والزوج حول وسيلة منع الحمل وطريقة استعمالها وآثارها ومميّزاتها وأعراضها الجانبية، وأن يعطي جلّ وقته لسماع الزوجين وتفهّم رغبتهما. وتجدر الإشارة إلى غياب وسيلة منع حمل مضمونة النتائج بنسبة 100%، إلا في الوسائل المستخدمة بصورة مستديمة وهي ربط قنوات فالوب أو قنوات الحيوانات المنوية لدى الرجل. أمّا بالنسبة للوسائل الأخرى، فهناك نسبة ضئيلة لحدوث أخطاء.
حبوب «دروسبيرنون» Drospirenone
تجنّب هذه الحبوب المرأة الأعراض الجانبية المتعارف عليها في حبوب منع الحمل الأخرى، فلا تسبّب زيادةً في الوزن، وهي المشكلة الأكثر شيوعاً والتي كانت تتعرّض لها النساء سابقاً إذ كانت تجعل الجسم يقوم بتخزين السوائل بداخله، أما الآن فقد تمّ التعديل به وبمركّباته حيث يتمّ تلافي هذه المشكلة. وبالفعل، تحقّق المنتجات المعتمدة على هذا المركّب الطبي نجاحاً باهراً، وأصبحت النساء يقبلن على استخدامه بدون خشية من ازدياد أوزانهن. كما تمتاز هذه الحبوب بعدم تأثيراتها السلبيّة على بشرة المرأة وجلدها، كما تخفّف من الآلام الناتجة من الدورة الشهرية.
ولعلّ الأمر الإيجابي في هذا المجال يكمن في قلّة نسبة الهرمون المستخدمة في هذه الحبوب، ممّا يجعلها آمنة أكثر على النساء لناحية تجنيبهن الآثار الناتجة عن تعاطي الهرمونات، وفي الوقت عينه هي مضمونة النتائج.
وتستخدم هذه الحبوب أيضاً، وبعد أبحاث علمية حديثة، في علاج اضطرابات الدورة الشهرية ومنع نمو الشعر الزائد في جسم المرأة خصوصاً في الأماكن الحسّاسة وفي التحكمّ في الأكياس الوظيفية للمبايض وفي علاج ما يسمى بخلايا الرحم المهاجرة.
ولكن، يجدر بالمرأة الخضوع إلى فحوص معيّنة لمعرفة ما إذا كان جسمها مؤهّلاً لتناولها، كفحوص لوظائف الكبد وفحوص الدم المعتادة، فضلاً عن قياس الضغط. وفي الموازاة، يمنع منعاً باتاً تناولها من قبل المرأة المدخّنة أو من تعاني من جلطات سابقة في الساقين أو من اضطربات في الكبد أو ارتفاع في ضغط الدم.
وكحال حبوب منع الحمل الأخرى، يجب الإنتظام في تناولها ومعرفة عدد مرّات الخطأ المسموح به خلال الدورة الواحدة، حيث إن تجاوز عدد هذه المرّات يتطلّب التدخّل السريع بوسيلة أخرى كمحاولة لمنع حدوث الحمل الذي قد تزيد نسبة حدوثه بسبب نسيان تناولها.