ماليزيا: أبراج ومنتجعات فوق السحاب وتنوّع ثقافي غني

طبيعة بكر وخضرة في كل مكان، شمس مشرقة وغيوم وأمطار، دقة والتزام بالقوانين والأنظمة، حفاوة بالغة في الترحيب بالضيوف، تنوّع ثقافي وعرقي أصبح نموذجاً للوحدة، تراث وحكمة آسيا يمتزجان مع الحداثة... كل هذه العوامل تلخّص دولة ماليزيا التي زارتها «سيدتي» تلبية لدعوة مكتب السياحة الماليزي في دبي.

منذ تأهّبنا لركوب الطائرة المتوجّهة نحو كوالالمبور من مطار دبي، تجلّت قيمة النظام وتقدير الوقت التي يتحلّى بها هذا الشعب، من خلال تقسيم الركاب إلى فئات حسب أرقام المقاعد. ثم، نودي على كل فئة على حدة تجنباً للإزدحام العشوائي الذي نشاهده في بعض الطائرات.

وقد استغرقت الرحلة من دبي إلى كوالالمبور 7 ساعات، وحطّت الطائرة في المطار الدولي بجنوب العاصمة مع مطلع الشمس، علماً أن العاصمة تبعد 75 كيلومتراً عن المطار، بالإضافة إلى أن جميع مقار الوزارات والهيئات تتواجد خارج العاصمة، وتحديداً في منطقة «بوتراجايا» التي تبعد 25 كيلومتراً جنوبي العاصمة. ويطلق على هذه الأخيرة اسم «العاصمة الجديدة»، وهي تمثّل تحفةً معماريةً وتحتضن منتجعاً ترفيهياً.

وتنبسط، على امتداد الطريق من المطار نحو كوالالمبور، مزارع المطّاط والنخيل ومنشآت جامعية ومستشفيات راقية. وتشغل المنطقة الصناعية مدخل العاصمـة وتحمل أبنيتهـا العلامــات التجارية للشركات متعدّدة الجنسيات في الكمبيوتــــر والإلكترونيــات والسيارات، علماً أن الصناعة تشكّل مصدر الدخل الأول في ماليزيا.

 

مطاعم من الشرق والغرب!

تشتهر ماليزيا بتنوّع المطاعم فيها، إذ تشغل ثقافة الطعام حيّزاً كبيراً ضمن تراث هذه البلاد. وفي هذا الإطار، يستطيع السائح الاختيار بين لوائح الطعام التي تقدّمها المطاعم الإيطالية والفرنسية والهنديـة والتايلاندية والكـوريـــة واليـابـانـيـة والصينيــة، بالإضافة إلى سلسلة مطاعم الوجبات السريعة الأميركية وبعض المطاعم العربية. ورغم احتواء الفنادق ومراكز التسوق على مطاعم فخمة، فإن تجربة الأكل في المطاعم الصينية الشعبية المنتشرة في الشارع الصيني وسط كوالالمبور تجذب البعض، لكن يجب التأكد من درجة النظافة ومن وجود اللحم الحلال قبل الجلوس إلى طاولة في الشارع الصيني!

 

برجا «بتروناس»

يعتز الماليزيون ببرجي «بتروناس» باعتبارهما من بين أعلى الأبراج في العالم، ويربط بينهما جسر يتمركز على الطابق 41، بينما يبلغ الارتفاع الإجمالي لهما 452 متراً ويستغرق المصعد 41 ثانية لبلوغ الجسر! ومن عليائهما، يمكن مشاهدة الجبال المغطّاة بالأشجار الاستوائية التي تحيط بالعاصمة. وقد أنشأت «مؤسسة بتروناس للبترول» هذين البرجين في عام 1999 كرمز لنهضة ماليزيا وريادتها الاقتصادية في جنوب شرق آسيا. وهما يضمّان مدينة متكاملة للتسوّق وإدارة الأعمال ومعارض فنيّة ودور عرض. وتشكّل منطقة البحيرة والنوافير والمسطحات الخضراء المحيطة بهما نقطة ترفيهية جذابة. وخلال الجولة فيهما، لم يخف المرافقون الماليزيون قلقهم من تراجع الرقم القياسي العالمي للبرجين، أكثر وأكثر، بعد افتتاح «برج خليفة» في دبي مؤخّراً وتصنيفه بأنّه الأعلى في العالم (828 متراً)، يليه «برج تايبيه» في تايوان (509 أمتار)، ليحلّ برجا بتروناس في المرتبة الثالثة (452 متراً).

 

منتجع «جنتنج»: ملاه فوق السحاب!

يستقبل منتجع «جنتنج» الواقع على بعد 45 دقيقة من كوالالمبور وعلى ارتفاع 3 آلاف قدم عن سطح البحر، السيّاح من دول العالم كافة، خصوصاً أنّه يضم ستة فنادق عالمية تحوي حوالي 10 آلاف غرفة، من بينها فندق «عالم أول» الذي يحفل بناؤه بـ  6118 غرفة والمصنّف أكبر فندق في العالم. كما يقدّم «جنتنج» لزائره أكثر من مدينة ترفيهية ومراكز تسوّق و«سبا» وتجميل ومسارح للعروض الفنية وملعب مخصّص لممارسة رياضة الغولف. وهنا، يجب عدم تفويت فرصة ركوب عربة «التلفريك» المعلّقة فوق الغابات والمتجهة نحو المحطّة في سفح الجبل المطل على الساحل الغربي للجزيرة. ويمكن ملاحظة، في خلال رحلة الصعود، مدرّجات حقول الخضر والفاكهة (خصوصاً الفراولة)، وفي منتصف الطريق الملتوية والشديدة الانحدار، يتواجد مدفن العجوز الصيني الذي أنشأ قبل عقود الكوخ الأوّل في هذه المنطقة والذي تحوّل  أحد أكبر المنتجعات في العالم!.

 

الهرم وأبو الهول في كوالالمبور!

يقع مركز «صن واي لاجون» في ضواحي كوالالمبور، ويجمع بين مزايا الحديقة المائية الترفيهية وبين المركز التجاري. ويجلس أبو الهول ومجسّم للهرم على بوابته الرئيسة، في إشارة إلى التواصل بين شرق آسيا والشرق الأوسط، والذي تحرص ماليزيا على تأكيده.