العادات السيئة للطفل كثيرة ومتعددة الأشكال مما يحفز الآباء على دوام الاهتمام برعاية الأبناء، وتقديم كل يمكن لتأمين حياة أفضل لهم وحمايتهم سواء من مخاطر الحياة المتنوعة أو حتى من أنفسهم، لهذا يصاب الآباء بالكثير من القلق عندما يلاحظون خطأ ما في سلوكهم أو شخصيتهم -عادات سيئة- حتى لو بدا الأمر بسيطاً، وواجبهم هنا: التعرف على المقصود بهذه العادات السيئة أولاً، وما هي أسباب وجودها لدى أطفالنا ثانياً، وكيف يمكن علاجها ومساعدتهم على التخلص منها؛ على هذه العادت يسلط الأطباء والاختصاصيون ضوءهم.
الطفل وعاداته
تربية الأبناء هي المسؤولية الأولى التي يشعر بها الوالدان في حياتهما، فيعمل الأب ليلاً ونهاراً من أجل تأمين متطلَبات الحياة لأبنائه الصغار، حيث تبذل الأم قُصارى جهدها من أجل إتمام العملية التي بدأها الأب في المنزل من خلال رعاية الأطفال. الذين يولدون صفحة بيضاء والآباء - هم - من يغرسون العادات الحسنة وينقشون عليها العادات والتقاليد والقيم والأخلاقيات، سواء كان ذلك سيئاً أم حسناً، فإن ما يتعلمه الطفل في صغره لا يمكن للسنين أن تمحوه والعادات السيئة هي بعض التصرفات وأنماط السلوك التي يقوم بها الطفل، ويعتاد على تكرارها باستمرار حتى يصبح لديه سلوك غير واعٍ.
ما هي العادات السيئة عند الطفل
قضم الأظافر
قضم الأظافر من العادات الواسعة الانتشار حيث يجد الطفل في ممارسها لذة معينة فيها، ولا يتمكن من التوقف عنها إذا ما تطورت معه، والعادة تسبب لصاحبها العديد من الآثار السلبية مثل الآلام في الأصابع أو الحرج والشكل السيئ للأظافر إضافة إلى ما قد تسببه للطفل من أمراض جراء نقل الجراثيم من اليدين والأظافر عبر قضمها وربما ابتلاع أجزاء منها.
الحل
اجعلي طفلك على دراية بهذه العادة، وفي كل مرة تري طفلك الدارج يعض أظافره، استخدمي جملاً دقيقة لتذكيره بأفعاله. يمكنك أيضًا استخدام رمز سري أو إجراء، مثل صافرة، لتنبيه الطفل. فهذا يمكن أن يجعل الطفل الصغير يدرك أفعاله إذا كان يميل إلى الخروج من المكان وقضم أظافره. يساعده ذلك على إدراك أضرار قضم الأظافر في نهاية المطاف.
الشراهة في الطعام
الشراهة عند الأطفال من العادات المحرجة والمضرة للطفل في تناول الطعام تظهره بشكل منبوذ، وأسبابها عدم تعليم الطفل منذ صغره آداب الطعام والمائدة.
الحل
قد يكون من المفيد تخفيف التوتر والمشاعر السلبية في أوقات الوجبات، ومن الممكن تجنب الاحتكاك مع الطفل عن طريق وضع الطعام أمامه وإزالته بعد 20-30 دقيقة من دون إبداء أي تعليق. وينبغي السماح للطفل بالاختيار من أي طعام يَجرِي تقديمه في أوقات الوجبات الرئيسية أو الوجبات الخفيفة المجدولة في الصباح وبعد الظهر.
حك الأنف
قد تنتج هذه العادة عن مرض جلدي معين داخل الأنف أو أسباب أخرى، وهي تعد من العادات السيئة والمقرفة غير المستحبة، وإذا لم يتوقف الطفل عن تكرارها فوراً ويعالج سببها فسوف تصبح عادة لدى الطفل ولا يمكنه التحكم فيها أو التوقف عنها.
الحل
لا توبخي طفلك. على الرغم من الإحراج الكبير الذي يمكن أن تتسبب به هذه العادة، عليك مواجهة رغبتك في توبيخ الطفل؛ إذ أن معاقبته أو توبيخه عندما يضع إصبعه في أنفه لن يمنعه من الاستمرار في فعل ذلك بل على العكس، يمكن أن يوّلد ذلك صراعاً على السلطة بينك وبينه .
سرقة الأشياء أو النقود
يكون ذلك من الوالدين أو حتى سرقة أشياء الغرباء والزملاء في المدرسة حيث يمكن في بعض الظروف أن تتحول المسألة من حاجة لعادة يجد الطفل في تكرارها إثباتاً لذكائه ونجاحاً وانتصاراً على الآخرين، وتكمن خطورة هذه العادة في استمرارها حتى بعد التقدم بالعمر، وما ينتج عنها من شخصية محتالة وإجرامية خطرة على المجتمع.
الحل
ما لم تكوني قد رأيت طفلك يسرق أو سمعت عنه من شخص تثقين به تماماً، فلا تتهميه، قد يكون طفلك أحياناً ضحية اتهامات كاذبة أو سوء فهم، أو يكون ما اعتبرته سرقة أمراً تافهاً يتعلق بشهية طفلك.
قولي له بوضوح إن هذا خطأ كبير، يجب أن يعلم الأطفال أن عملية السرقة غير مقبولة، ويجب أن تخبريهم بأن عملهم هذا عمل خاطئ ويمكن أن يسجنوا بسببه.
الصراخ
قد يُحاول بعض الأطفال التعبير عن ذواتهم عن طريق أسهل طريقة مزعجة بالنسبة للوالدين وهي الصراخ، وهنا تأتي خبرة الوالدين في عدم تلبية طلب الابن حتى يتحدَث بطريقة هادئة ومؤدبة، وقد يعمد الطِفل إلى البكاء من أجل لفت انتباه الآخرين إليه وبخاصَة والداه، ولا يجب على الأم أن تُهمل تلك الظاهرة أبداً.
الحل
كثيرًا ما تكون محاولات التخلص من سبب نوبة الغضب غير مجدية، ولا تؤدي إلا إلى إطالة أمدها، ولذلك فمن الأفضل إعادة توجيه الطفل وتشتيت انتباهه من خلال توفير نشاط بديل للتركيز عليه. قد يستفيد الأطفال من إبعادهم عن المكان أو الموقف الذي حدثت فيه نوبة الغضب، وقد ينتهي غضب الطفل عن طريق سؤال صغيرٍ توجهه له.. ما الذي يغضبك؟
نطق العبارات السيئة..واستخدام اليدين
ربما يلجأ بعض الأطفال إلى بعض العبارات السيئة فيتلفظون بها دون إدراك معناها، وهنا يتوجب على الوالدين تلقي الأمر بهدوء وتأنيب الطفل بطريقة هادئة؛ ليفهم خطأه بعيداً عن الصراخ، ودائماً ما يلجأ الطفل إلى استخدام يديه ومحاولة الانتقام بنفسه عما يُزعجه، وهذا قد يُسبب الأذى الكبير له ولمن حوله، فعلى الأم أن تلجأ إلى عقوبة مناسبة دون أن تُلحق به أي أذى جسدي.
الحل
اشرحي للطفل أن الكلام البذيء يعبر عن عدم احترامه الناس، وأنه سيؤدي إلى عدم احترامهم له، فلا ينبغي استخدامه أبداً، وكوني قدوة للطفل وتجنبي الكلام البذيء أثناء الحديث وبخاصة في حالات الغضب، وشجعي الطفل على التعبير عن الإحباط أو الغضب بطريقة مقبولة، واستخدام عبارات مقبولة مثل الاستغفار أو الاستعاذة من الشيطان.
هل يمكن علاج العادات السيئة عند الطفل
سواء كان اهتمامنا بتخليص أطفالنا من عاداتهم السيئة بدافع التربية والتعليم أو بدافع الحفاظ على صحتهم ومظهرهم أو حتى حمايتهم من مخاطر هذه العادات وآثارها الصحية.. فهناك طرق عديدة عامة، لعلاج أي عادات سيئة عند الأطفال، وهي:
- قدري مستوى هذه العادات ودرجتها، وبالتالي قدري مستوى ما يمكن أن تعود به من آثار سواء على الطفل نفسه أو من حوله
- حاولي البحث عن أسباب ظهور هذه العادة لدى الطفل، وافهمي علاج كل سبب وعامل على حدة
- اعلمي أن مسؤوليتك لم تنته عند تأمين الماديات لأبنائك، ولكن على العكس تماماً .. فقد بدأت
- أنشئي أطفالك على العادات الحسنة التي تبعدهم عن التمسك بالعادات السيئة، أي قدمي البدائل
- امنعي أي فرد من الأسرة يريد أن يفرض عاداته السيئة في المكان. لأنَ الطفل في صغر سنه لا يستطيع أن يميِز بين العادات الحسنة والعادات السيئة، وهو يقلد ما يراه وما يسمعه.
- افهمي هذه العادات وادرسي أسبابها، وكوني على معرفة بآثارها بشكل جيد بهدف إلى إيجاد العلاج الأمثل لها
أبرز العادات السيئة عند الأطفال طرق حلها
* ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص