إن الاهتمام الإعلامي بمشاكل التنمر بين الأطفال حول العالم، يسلط الضوء على الوعي العام بما يعرفه معظم الآباء والمهنيين في المدارس ويعيشونه يومياً: يمكن أن يكون الأطفال عدوانيين، هذا حسب رأي الخبراء يجب أن ينتهي!" وهم على حق. السؤال هو كيف سننهي الأمر، إذا لم تساعدي طفلك بنفسك على مواجهة المتنمرين.
إن سياسات المدارس حول العالم، تقوم على عدم التسامح مطلقاً، مع الأطفال المتنمرين، ويتم فرض عقوبات جنائية على بعضهم، لكن الكثيرين، هم بارعون في الدفاع الجيد عن أنفسهم لهذا يدعوك الاختصاصيون للوقوف بجانب طفلك، ومساعدته على مواجهة التنمر.
هناك مهارات يجب تعليمها لأطفالك كي تساعدهم على الدفاع عن أنفسهم وإيقاف المتنمرين في طريقهم، وبعبارة أخرى، ورغم أنه للأسف، قد لا يمكن تغيير هذه الظاهرة، لكن الأطفال أنفسهم يمكنهم تغيير عالمهم من خلال تطوير مجموعة من التصرفات التي تجعل التنمر غير مفيد.
التصرف الأول: علمي طفلك أن يتجنب الانعزال
يعمل المتنمرون من خلال جعل ضحاياهم يشعرون بالوحدة والعجز، فهم يستهدفون الأطفال الذين لا يتواصلون مع أقرانهم، ودائماً ما يكونون وحدهم، ولا يشاركون في اللعب، لكن الأطفال يستعيدون قوتهم عندما يقيمون علاقات مع الأصدقاء المخلصين الداعمين ويحافظون عليها.
التصرف الثاني: علميهم الإخبار عن تعرضهم للتنمر
في بعض الأحيان يشعر الأطفال بأن البالغين لا يفعلون أي شيء أبداً لمساعدتهم، ويتساءلون: لماذا تهتم بإخبارهم عن حوادث التنمر؟ في حين أن هناك حالات يفشل فيها البالغون في الاعتراف بخطورة الموقف، إلا أنه في أغلب الأحيان لا يكون البالغون على دراية بما يحدث. إذ يستخدم المتنمرون العدوان لإيقاع عنفهم بطرق خفية ومقبولة اجتماعياً قد لا تصل إلى البالغين. علمي طفلك أن وظيفته هي خلق الوعي. وكوني واضحة في تعليم الأطفال أن إخبار شخص بالغ عن التنمر ليس علامة على الجبن، بل هو خطوة جريئة وقوية.
تعرّفي إلى المزيد: كيف يمكن أن يؤثر التنمر الإلكتروني على طفلك
التصرف الثالث: علميهم ألا يخافوا من كلام الناس
بعض الأطفال يخافون ويقلقون من إخبار البالغين عن حوادث التنمر، خوفاً من أن يتم تصنيفهم على أنها "ثرثارون". وهذا هو بالضبط ما يريده المتنمر أن يفكر الطفل الآخر فيه! لذلك عليك تغيير وجهة نظر طفلك ناحية المشكلة، فالعزلة هي أسلوب التخويف الذي يستخدمه المتنمر. لكن فقط من خلال إخبار شخص بالغ، يمكن للأطفال البدء في إعادة التوازن إلى ديناميكية السلطة. وعندما يدرك المتنمر أنه لن يتمكن من إبقاء الضحية معزولة، فإنه يبدأ على الفور في فقدان السلطة.
التصرف الرابع: علميهم ألا يسكتوا طويلاً
كلما طالت فترة سيطرة المتنمر على الضحية، أصبحت قبضته أقوى. في كثير من الأحيان، يبدأ التنمر بشكل معتدل نسبياً، مثل الشتائم أو المضايقة أو الاعتداء الجسدي البسيط. وبعد أن يجرب المتنمر الوضع ويتأكد من أن الضحية لن يخبر ويدافع عن حقوقه، فيزيد من تنمره. علمي طفلك أن اتخاذ إجراء سريع ضد المتنمر - واتخاذه عاجلاً وليس آجلاً - هو أفضل طريقة لاكتساب السلطة والاحتفاظ بها.
التصرف الخامس: دربيهم الرد بحزم
كلما اعتقد المتنمر أنه يستطيع مهاجمة الضحية من دون رد، فعل ذلك أكثر. ولهذا السبب فإن الاستجابة الحازمة فعالة جداً في مكافحة التنمر. الأطفال الذين يتقنون التصرف بحزم يشعرون بالارتياح في الوسط بين الردود العدوانية التي تزيد من حجم الرهان في الجولة التالية والاستجابات السلبية التي تدعو إلى المزيد من الإساءة.
التصرف السادس: علميهم استخدم لغة بسيطة وغير عاطفية
يستخدم الأطفال الحازمون لغة بسيطة وغير عاطفية ومباشرة لتعريف المتنمرين أنهم لا ينوون أن يصبحوا ضحية. وذلك من دون غضب، أو خوف، لأن هذه الطريقة تعلمه كيفية إظهار الثقة. ويكتشف المتنمر بدوره عدم القدرة على ممارسة السيطرة كلياً.
التصرف السابع: علمي طفلك استخدام لغة الجسد لتعزيز الكلمات
عند تدريب طفلك على مهارات التواصل الحازم، من المفيد التدرب على استخدام لغة الجسد لتعزيز الكلمات. علّمي طفلك أن يستخدم هذه الاستراتيجيات البسيطة غير اللفظية الحازمة التي تشير للمتنمر إلى أن طفلك يعني ما يقوله وهي:
• الحفاظ على التواصل البصري.
• الحفاظ على الصوت هادئاً ومتساوياً.
• الوقوف على مسافة مناسبة من المتنمر.
• استخدام اسم المتنمر عند التحدث معه.
علمي طفلك أن العبارات العاطفية غير اللفظية، مثل النظر بعيداً، أو رفع صوته، أو الانكماش، كلها تكون لصالح المتنمر.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.