الاستكشاف والمخاطرة عند الأطفال.. من الصفات التي يتمتع بها البعض دون الآخر؛ إذ ترتبط بأسلوب التربية داخل المنزل.. وما يضمه من إتاحة الحرية والفرصة للطفل لتجربة ما هو غير مألوف، كما أنها تعتمد كذلك على شخصية الطفل، وما يحمل بداخله من روح المغامرة والفضول لاستكشاف كل ما هو غامض وغريب!
في هذا الشأن أُعدت أبحاث.. وتكلم مختصون وشرح التربويون.. فحددوا الفرق بين المخاطرة الآمنة والأخرى التي تشكل خطراً على الطفل.. كما رصدوا صفات الطفل المغامِر وما يتمتع به قيم وأفكار.. وهو ما سنعرفه بالتقرير التالي. اللقاء ومحاضر التنمية البشرية وأستاذ طب النفس الدكتور فؤاد الفقي للشرح والتفسير.
دراسات وأبحاث عن المخاطرة
- درس باحثون في جامعة ويسكونسن ماديسون القرارات التي اتخذها أكثر من 150 طفلاً أعمارهم بين 10 و13 عاماً، أثناء ممارسة ألعاب تم تصميمها؛ لتتيح للأطفال فرصاً للمخاطرة قليلًا، واستكشاف المكاسب المحتملة.
- ووجد فريق البحث أنه، كلما شعر الأطفال بأن والديهم أقل ثقة وقابلية للتنبؤ بما يفعلون، قل احتمال قيامهم بمخاطرات استكشافية في المستقبل، ما يعني أن الأطفال من خلفيات غير مستقرة يبقون ضمن نطاق أضيق من الاحتمالات، والتمسك بما يعرفونه بالفعل، بدلاً من المجازفة.
- بينما هناك أطفال من خلفيات أكثر استقراراً ، يلعبون ويجربون، يستكشفون ويخاطرون.. ويتعرفون على كيفية عمل الأشياء.. كما قاس الباحثون الضغط الذي يعاني منه الأطفال-يعيشونه- وإمكانية التنبؤ بحياتهم، بناءً على عوامل مثل: فقدان وظيفة الوالدين، والطلاق، والوفاة أو المرض في الأسرة، وتغيير المدارس والمنازل.
موسم الرياض 2023 ودعوة لبث روح الاستكشاف داخل طفلك
فوائد المخاطرة الآمنة على الطفل
- لأن الخطر جزء طبيعي من الحياة في الواقع، ويعود بالكثير من الفوائد، فإن المخاطرة الآمنة التي يقوم بها الطفل؛ تعني تجربة المشاعر الإيجابية بما في ذلك المتعة والإثارة والفخر والثقة بالنفس والاستقلالية.
- فعندما يحاول الطفل استكشاف الجديد، ويخاطر بالقيام بشيء خارج منطقة الراحة الخاصة به، فإنه يساهم في تطوير وتعزيز ثقته بنفسه وقدرته على إدارة الخوف والتغلب عليه.
- واليوم ونحن نعيش في عالم مليء بالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وألعاب الفيديو والواقع الافتراضي، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يخرج الأطفال إلى الهواء الطلق.
- حيث يعد اللعب في الخارج جزءاً أساسياً من حياة الأطفال.. ليس فقط من أجل الاستمتاع، ولكن لتحسين الصحة الجسدية والنفسية للطفل، كما يساهم في تعزيز الخيال والإبداع والاستقلالية للطفل.
- وهذا يساهم في زيادة ثقة الطفل بنفسه، وتطوير المهارات الاجتماعية واللغوية لديه، وكذلك مهارات حل المشكلات والتفكير الإبداعي، وهذا ليس بغريب؛ فعادة ما يحاول الأطفال باستمرار الانتقال من مغامرة إلى أخرى أثناء اللعب بالخارج.
- وقد يعرّضون أنفسهم للخطر وحتى للإصابات، وبالتالي نجد أولياء الأمور في حرص مستمر على سلامة أطفالهم ، والحد من تلك المخاطر، ولكن للحفاظ على أطفالنا "آمنين"، يمنعهم من تعلم كيفية تقييم المخاطر بأنفسهم.
- ومن المهم للأطفال أن يتعلموا طرق الاستكشاف وكيفية المخاطرة بأمان، أي.. التعامل مع المواقف التي يمكن للطفل أن يتصورها ويختار ما إذا كان يريد المشاركة أم لا".
المخاطر والاستكشافات غير الآمنة
- المخاطر "غير الآمنة"، تعد أشياء خطرة حقاً على الطفل، بسبب مواقف أو مواد لا يراها الطفل، مع احتمالية مؤكدة لإلحاق الأذى به، ولكنه لا يستطيع أن يتخذ قراراً منطقياً بشأنها.
- وعندما يخاطر الطفل ويحاول القيام بشيء خارج منطقة الراحة الخاصة به، فإنه يساهم في تطوير وتعزيز ثقته بنفسه وقدرته على إدارة الخوف والتغلب عليه.
- بينما المخاطرة الآمنة تدفع الطفل لأن يتساءل: ما الذي ساعدني على النجاح في هذا النشاط، وإذا لم يتمكن من إتمام النشاط، فسيتساءل عن سبب الفشل.
- لذلك فإن خلق بيئة مليئة بالتحديات وآمنة بنفس الوقت يمثل تحدياً مطلوباً، والبيئة الخالية من المخاطرة يعني أن الأطفال سيفقدون فرصة ممارسة مهارة تقييم المخاطر التي تمكنهم من مواءمة مهاراتهم مع أي من التحديات.
- وهنا يأتي دور الآباء والمعلمين كمربين ومشرفين على الأطفال ومسئولين عن أماكن اللعب، وتحديد المخاطر الآمنة مقابل المخاطر غير الآمنة، بجانب الإشراف وتشجيع الأطفال على المخاطرة الآمنة.
- واستكشاف الفرص، ووضع قيود واضحة حتى يفهم الأطفال ما قد يفعلونه وما لا يفعلونه في بيئة اللعب.
الصفات الشخصية للطفل المغامِر
- يعرف المغامر بعاطفته الشديدة ولطفه في التعامل مع الناس والاهتمام بمشاعرهم.. كما يتمتع بروح المغامرة والاستكشاف والتحديات وتجربة غير المألوف.. وإن كان في عالم الطيور أو الحيوان.
- لديه قيم داخلية قوية قد لا يشاركها بسهولة مع الآخرين، وهي أساس أفعاله.. كما يمتلك موهبة حسية، وعيناً حريصة على الجمال والتفاصيل.
- غالباً ما ينجذب إلى وظائف تسمح له بالتعبير بصرياً أو خلق للجمال.. لديه طبيعة قابلة للتكيف والاسترخاء ويحب اكتشاف تجارب وأجواء جديدة.
- هو مثالي يتكلم بهدوء ويتناغم بشدة مع العالم من حوله.. لديه تقدير للجمال عميق وفهم قوي لكل ما يؤثر على قلب الإنسان.. لدى المغامر إحساس متطور للغاية بما يحبه وما لا يحبه.
أخلاق الطفل المغامر
- شخصية المغامر تتمتع بالحيوية والقدرة على التكيف.
- لديه شعور قوي بالذوق والجمال.
- يمتلك إحساساً داخلياً موجهاً لما هو صواب أو خطأ.
- شخصية المغامر لديها اهتمام عميق بالتفاصيل.
- هو شخص متعاطف مع المستضعفين أو عديمي الحيلة.
- يتمتع بالمرونة والمرح.. وهما من صفات الذكاء.
- غالباً ما يكون قادراً على قراءة الأشخاص والمواقف.
- تركيزه على اللحظة أكثر من المستقبل.
- يميل إلى الهدوء في حالات المصاعب أو الأزمات.
أربع نقاط ضعف
- مفرط الحساسية.. بعض المغامرين يمتلكون مشاعر حساسة جداً، وقد يتأثر الطفل بأي نقد يوجه له، ويعتبره هجوماً شخصياً.
- يكره القواعد.. فهي تشعره بالقمع، لذا فهي ليست دائماً أمراً جيداً؛ وهو ضد أي نوع منها، ما يوقعه في الأخطاء التي من الممكن تجنبها.
- قراراته عاطفية.. والتركيز كثيراً على قيمه والحفاظ على الانسجام، بحيث يغفل عن المنطق الموضوعي الذي ينطوي عليه اتخاذ القرار.
- يمكن أن يواجه صعوبة في تقبل النقد البناء، وقد يتعامل مع الآخرين بقسوة عندما يتطلب الأمر ذلك.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص