المهارات الحياتية لا تُولد مع الطفل، يجب أن نعلّمه إياها على مراحل، وانطلاقاً من مواقف يومية بسيطة وبحسب عمره، ليتمكن قبل بلوغه سن الثانية عشرة من التواصل والتفاعل مع الآخرين، وأن تُعينه على تحقيق أهدافه، وتمهد له حياة اجتماعية سعيدة، والأمر ليس صعباً؛ فهذا هو دور الوالدين، ثم الحضانة فالمدرسة، فالحياة المفتوحة بعد ذلك.
والمعروف أن المهارات الحياتية كثيرة ومتنوعة ولا تحصى؛ وكلها تصب لصالح الطفل منذ بداية حياته وحتى نهايتها، ما يضمن له مستقبلاً سعيداً ناجحاً، واندماجاً في المجتمع بإيجابية.
وتقرير اليوم يحوي الحديث عن أهمية اكتساب الطفل للمهارات الحياتية، مع ذكر لبعضها، وشرح لآثارها. اللقاء والدكتور عاطف المهدي أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث للشرح والتفسير.
أهمية المهارات الحياتية عند الطفل
- تساعد الطفل في تطوير ثقته بنفسه، والتأقلم بنجاح مع تغيرات الحياة، ومواجهة التحديات التي تعترض طريقه يومياً.
- تُمكّنه من تطوير خبرة تفهم المسؤوليات، وكيف يكون قادراً على مواجهة التحديات والفرص والمشاكل مستقبلاً.
- تُمهّد للطفل الطريق لحياة مزدهرة ومستقبل باهر، ورغم اختلاف المهارات إلا أنها تشكل ما تريده كل أم لصغارها.
- تمكِّن الطفل أو البالغ من أن يعيش حياة أكثر استقلالاً بذاته، مندمجاً في المجتمع بإيجابية.
- تمكن الطفل من الاعتناء بنفسه والبيئة المحيطة به، ومعها يستطيع التعاون مع المجتمع، وتحمل المسؤولية بشكل أكبر.
- يكتسب قدرة أكبر على مقاومة الضغوط السلبية، خاصة إذا امتلك خبرات صحية.
- تساعد التلاميذ على التكيف مع المجتمع الذي يعيشون فيه، وتركز على النمو اللغوي، والتفاعل الاجتماعي.
التواصل
تضمن مهارة التواصل تمكين الطفل من التعامل مع أقرانه والمحيط، بشكلٍ أكثر راحة ووضوحاً، حتّى عند امتلاكهم اهتمامات وأفكار مختلفة، كما يُمكّن الطفل من التعرّف على الآخرين المشابهين له بالأفكار.
تعزيز التواصل عند الطفل بمتابعة اهتماماته وتعزيزها؛ ومنحه فرصة الانضمام إلى نادٍ رياضي؛ ليمارس رياضته المفضلة، أو تمكينه من المشاركة في مركز موسيقي للعزف على الآلة التي يحبها أو يهتم بها.
كما يُمكن تشجيع الطفل على التواصل؛ بتعليمه طريقة بدء المحادثات مع الآخرين ومتابعتها، وكيفية طرح الأسئلة على الطرف الآخر، على أن تكون أسئلة مفتوحة، وكذلك تحديد الأسئلة التي لا يجب توجيهها للآخرين.
المشاركة
تُساعد مهارة المشاركة على بناء صداقات بشكل جيد، وجعل الصداقات الموجودة بالفعل تستمر أطول أمداً، الأطفال -أقل من سنتين- يُظهرون ميلاً لمشاركة الآخرين، لكن عندما يمتلكون الأشياء بوفرة فقط عادةً.
بينما يتصرّف الأطفال بين عمر الثالثة والستة أعوام غالباً بأنانية فيما يتعلّق بمشاركة الأشياء، إذا ما نتج عنها قدر أقل من الاستمتاع؛ لذا يُمكن أن يمتنع الطفل عن مشاركة جزء من البسكويت لأنّه سيُصبح أقل.
وفي كلّ الأحوال لا يجب إجبار الطفل على مشاركة لعبة معينة أو تطبيق المشاركة مع طفل بعينه، بل يُمكن الإشارة إلى المشاركة عند وجودها، ومدح الطفل عند تطبيقها.
التعاون
التعاون هو العمل المشترك بغرض تحقيق هدف معيّن، ويُعتبر مهماً بالنسبة للطفل لتمكينه من التوافق مع أقرانه، ويُشار إلى إمكانية البدء بتعليم هذه المهارة منذ سن الثالثة والنصف.
ولتحفيز هذه المهارة بالإمكان التحدّث عن العمل الجماعي وأهميته في جعل المهام أسهل، ونتائجها أفضل عندما يتشارك الجميع في صنعها أو تنفيذها، كما يُمكن خلق وظائف تتطلّب تعاون أفراد العائلة معاً لإنجازها.
الاستماع
الاستماع لا يقصد به الصمت فقط؛ إنّما يعني فهم ما يقوله الآخرون فعلاً، وهو أهم عناصر التواصل الفعّال في المجتمع؛ إذ يعتمد الأخير على قدرة الطفل على الاستماع إلى المعلم في الفصل الدراسي.
ولتعزيز هذه المهارة بالإمكان البدء بقراءة كتاب للطفل، والتوقّف بين الفترة والأخرى وسؤاله عمّا تم قراءته، ومساعدته على سرد أي أحداث مفقودة مع التشجيع المستمر على الاستماع أثناء القراءة.
الاستكشاف
يبدأ الطفل في التحرّك أكثر كلّما أصبح أكبر، وهذا ما يجعله فضولياً لاستكشاف محيطه، وتُعتبر هذه المهارة ضرورية لنموّه الجسدي، والعاطفي والاجتماعي؛ إذ من خلالها يبدأ الطفل بتطوير مفهوم الاستقلالية.
ولتعزيز الاستكشاف عند الطفل، يُمكن تزويده بالألعاب المحفّزة للحواس، والسماح له بالتعرّض لتجارب جديدة ومثيرة بشكلٍ يومي، وتمكينه من التجول بحرية مع ضمان أمان المحيط.
التعبير عن المشاعر من حب وتقدير أو احترام
يُعتبر التعبير عن المشاعر ضرورياً للطفل؛ لتكوين صداقات أفضل قائمة على الصدق والوضوح، ويُمكن مساعدته على اكتساب هذه المهارة بالاستعانة بالعديد من الأنشطة.
منها: الغناء والرقص، وعرض مسرحية خيالية، وقراءة الكتب التي تتحدّث عن المشاعر وتصوّرها، والاطلاع على صور أطفال يُعبّر كل منهم عن مشاعر معينة وتسميتها.
ملاحظة من"سيدتي وطفلك": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.