اعتادت مجموعة من الصديقات المتزوجات، والأمهات المربيات على الاجتماع بشكل دوري، في البداية كانت تدور الجلسة في السلام والسؤال، والاطمئنان على صحة الصغار، وتمر السنوات ويكبر الأبناء ليصبح حديثهن عن تجارب ناجحة في تربية الأطفال، هي المحور الأساسي للجلسة، وكل واحدة تضيف وتحكي تجربتها المثمرة لتستفيد الأخريات، لتصدق مقولة الحكماء "ما يفعله الآباء اليوم مع أطفالهم، سوف يظهر أثره بعد أعوام".
اللقاء ومدربة التنمية البشرية هبة ناصر للحديث عن تجربتها مع هؤلاء الأمهات المربيات، والنتائج التي توصلت إليها.
معلومات تعرفي إليها
بداية تؤكد مدربة التنمية البشرية "هبة ناصر": أن الحوار مع الأبناء من أنجح وأفضل الطرق التربوية بالإجماع، ما يجعل منهم أطفالاً أسوياء، وعلى قدر عال من الثقة بالنفس؛ ما يؤكد تجربة التربية الناجحة.
الحوار يصنع من الأطفال أشخاصاً قياديين قادرين على اتخاذ القرار، وتحمل المسؤولية وعدم الانجراف تجاه السلوكيات الخاطئة؛ فالحوار يجعل الطفل مدركاً أنه مسؤول عن قراراته ومُحاسب عليها من قبل ذاته.
ليس من الوعي إصدار الأوامر دون نقاش؛ فالأبناء الصغار أو الكبار، ليسوا آلة تتلقى تعليمات، لهذا على الآباء الاهتمام بالحوار الأسري.
هيا، قومي بتخصيص وقت للجلوس مع الابن، ومع كل طفل على انفراد في أوقات متباعدة، وتُعد هذه الجلسة بمنزلة تفريغ نفسي للطفل.
والهدف هو تحفيز الابن على أن ينطق بكل ما يريد؛ بلا قيود ولا مقاطعة أو توبيخ خلال الكلام.
على أن تنتهي الجلسة بعد ثلاث دقائق فقط ولا تطول، وأن يدور النقاش في شكل سلس ومرح ومتبادل من الطرفين.
على الآباء والأمهات ملاعبة الطفل حتى سن السابعة، ثم تأديبه سبع سنوات لاحقة، ومصادقته بعد عمر الرابعة عشرة.
على الأم أن تعرف أن العناية بالصحة النفسية للطفل، تعادل العناية بصحته الجسمانية، وعليها تتبع عدة خطوات وقواعد لضمان نجاح تجربتها في التربية.
تابع: أساسيات وخطوات للتربية الناجحة
اهتمي بقواعد وأصول الحوار مع الطفل
يجب على الأم والأب عدم إهمال الحوار اليومي، وتخصيص وقت له مع الأبناء؛ فالصحة النفسية تبدأ من التفاهم والمصارحة بين أفراد الأسرة الواحدة، بحيث يكون خالياً من النصائح والتوجيهات المباشرة مع مراعاة ألا تقل المدة المخصصة للحوار عن 20 دقيقة يومياً.
كما يجب تخصيص وقت للجلوس مع الابن في مكان هادئ، وكذلك يفضل الجلوس مع كل طفل على انفراد في أوقات متباعدة، وهذه الجلسة بمنزلة تفريغ نفسي للطفل؛ بأن تطلب الأم من طفلها أن يقول كل ما يريد بلا قيود ولا نقاش ولا مقاطعة ولا تطول عن 3 دقائق.
عبري عن حبك باللمس
على الأم أن تعرف أن لمس الطفل في أماكن مختلفة من جسمه يعبر عن شعور مختلف من مكان لآخر.
رأس الطفل: هذه اللمسة تعني مد الطفل بالرأفة والرحمة والفخر بالطفل.
وضع اليد على الجبين من عوامل التهدئة؛ لكي تهدأ نفسيته.
ووضع اليد على الوجنتين تعبير عن الشوق والترحيب.
أما مسك اليدين الاثنتين بين كفي الكبير؛ فيدل على تقوية العلاقة والحب بين الأم وطفلها.
وفي حال لاحظت الأم أن طفلها حزين أو غضبان أو يعاني من مشاعر سلبية؛ فيمكن مسح صدره باليد مع تقبيله أربع مرات يومياً.
وإذا كان غاضباً أو يعاني من وجود مشاعر سلبية؛ فيمكن للأب أو الأم المسح باليد على صدره أربع مرات مع التربيت يومياً.
كما يجب على الأم والأب مراعاة احتضان الصغير؛ وتكون هذه المرات متفرقة خلال اليوم.
عناق الآباء لأطفالهم نتائجه تفوق الخيال
تثبيت القيم التربوية
على الأم أن تعرف أن الطفل يقوم بعدة نشاطات وسلوكيات خلال ساعات النهار، ومع اقتراب موعد النوم، على الأم مسؤولية تثبيت القيم الجيدة والإيجابية.
يمكن أن تقول له الأم: لقد شعرت بالسعادة عندما رأيتك تساعد أختك الصغيرة، أو إنني شعرت بالسعادة لأنك التزمت بموعدك.
مكافأة ومدح الطفل
يجب على الأم مدح الأبناء يومياً خمس مرات على سلوك إيجابي فعلوه، ويمكن أن يكون المدح جماعياً أو فردياً، أو تقديم هدية بسيطة، وكذلك مدح الأبناء يومياً خمس مرات على الشكل الخارجي للطفل؛ لبناء الثقة بالنفس، مثل مدح شكل وجهه الجميل، وملابسه النظيفة المهندمة.
إشاعة الجو الأسري
إشاعة الجو الأسري من الأسس التربوية المهمة، من الممكن الحرص على تناول وجبة في اليوم مع الطفل في حال وجود الأب في العمل، ويُفضل تناول العشاء مرتين أسبوعياً مهما كان جدول الأب، فتماسك الأسرة له دور في تحسين نفسية الطفل.
قيم أخلاقية أساسية تشمل:
التعاون: يعلم الأطفال كيف يتعاملون مع الآخرين، فهذا هو المفتاح داخل وخارج المدرسة.
التواصل: ويشمل القدرة على التحدث والقراءة والكتابة والاستماع، كأدوات للتواصل مع المعلمين والزملاء والأصدقاء.
التفكير النقدي: هو أيضاً أسلوب تربية، يعتمد على بث حرية الرأي، ومعها الثقة في نفس الطفل؛ ليدلي بفكره ورأيه.
الابتكار الإبداعي: وهو الخطوة التالية لتعليم الابن الفنون، وتشجيعه على ممارسة بعض الهوايات.
الثقة: وهي أمر بالغ الأهمية من أجل تدريب الأطفال على خوض المخاطر بطريقة آمنة.
تشجيع فضول الطفل: لا تُسكت طفلك عندما يبدأ في إلقاء الأسئلة، بل عليك تشجيع فضوله ورغبته في المعرفة.
*ملاحظة من "سيدتي وطفلك": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.