المراهقة ولادة جديدة للفتى أو للفتاة، وتُعد مرحلة مهمة في حياة كل طفل يقف على أعتابها، وإن لم يتعود على عادات صحية وتربوية سليمة؛ فسيفقد الكثير من المواصفات التي تؤثر فيه مستقبلاً؛ وأولى هذه العادات وأهمها: أن تكون له هواية واهتمام بشي ما، وأن يميل لرياضة يسعي لتحقيق إنجاز بها، وأن يحلم ويسعى لتحقيق حلمه، واهتمامات إيجابية أخرى. وبجانب هذا، على الآباء التعرف إلى كيفية شغل أوقات فراغ المراهق.
باختصار، لا بُدَّ من وجود مشاغل وميول محببة لدى المراهق، لا تشعره بوجود فراغ يقلقه، أو ملل وضيق لا يستطيع التخلص منهما، والتقرير التالي يوضح حجم المشكلة ويضع الحلول. اللقاء والأستاذة هبة ناصر، مدربة الاستشارات التربوية؛ للشرح والتوضيح.
إشغال وقت فراغ المراهق.. مهمة تربوية
تؤكد أ. هبة ناصر، مدربة الاستشارات التربوية في بداية حديثها؛ أن إشغال وقت فراغ الأبن المراهق، من أهم أساليب التربية التي لا بُدَّ أن يلجأ إليها الآباء، حتى تمر مرحلة المراهقة بأمان.
وتتابع موجهة كلامها لكل أب: من المهم أن تجعلوا للمراهقين قضايا يتبنونها ويحملونها على عواتقهم، وذلك بعد أن تكتشفوا ميول ورغبات أبنائكم في هذه الفترة، وتشغلونهم بما هو مفيد؛ حتى لا يتجه الأبناء المراهقون إلى العادات والسلوكيات السيئة.
وتضيف: المراهق يميل في هذه السنوات إلى التجربة واكتشاف كل ما هو جديد، وإذا لم يتم إشغال وقت الفراغ؛ فسيتجه إلى أصدقاء السوء، وممارسة الرياضة أو الانغماس في تعلم لغة جديدة أو تحقيق إنجاز رياضي؛ ما يساعد في تكوين وتطوير شخصيته.
وقت الفراغ وملل المراهق
ما أكثر وقت الفراغ لدى المراهق الذي يضيع هباءً! ساعات وربما أيام كاملة، ومن الصعب عليه وحده استغلاله، وهنا تأتي أهمية تربية وتحفيز الآباء من قبل.
المراهقون أكثر فئة تعاني من الملل والتأفف، خاصة في أشهر الإجازات، والملل إن سيطر يفقد صاحبه الرغبة في العمل والعطاء والإنجاز.
وتهيئة الابن المراهق لاستغلال وقت فراغه، وإبعاده عن الأضرار النفسية والاجتماعية والدراسية التي تتبع هذه الحالة، أمر مهم وجاد، وهي وظيفة الآباء.
وعلامات الإحساس بملل وقت الفراغ؛ تظهر جسدياً على المراهق أو المراهقة، في شكل خمول وتكاسل ورغبة في العزلة؛ ما يسبب مشكلات في علاقة الأسرة بابنها.
وأكثر ما يحتاجه المراهق أمام هذه المشكلة هو: المسامرة ووقوف الوالدين بجانبه خلال الصعوبات التي تواجهه، وأن يشرحا لابنهما المراهق مدى إدراكهما لصعوبة مرحلة المراهقة ومشكلاتها التي يمر بها.
منافع استغلال المراهق لأوقات فراغه
وهنا تؤكد أ. هبة نصار مدربة الاستشارات التربوية أن: على الآباء دفع المراهق لأن يستفيد من أوقات فراغه؛ فإذا استغله أفضل استغلالٍ، ومارس فيه العديد من الأنشطة المفيدة، وتدرَّب على ما يقوي شخصيته، حقَّق الكثير من الفوائد:
- يمد المراهق بشعور عالٍ بالثقة بالنفس، وأنه قادرٌ على الإنجاز والعطاء في أي وقت، فيُقدِّر ذاته، وترتفع معنوياته.
- يستطيع أن يكشِف عن هواياته، وأهم الأنشطة المُحبَّبة لديه، التي يرغب في تطويرها والاستمتاع بها.
- شخصية المراهق تظهر وتتضح معالمها في أوقات فراغه؛ فيُقدِّر ذاته، ويعبِّر عنها بالطرق التي يراها مناسبةً.
- الإجازات تُعد فرصة للمراهق لتعلُّم مهاراتٍ عديدةٍ، قد لا يجدها في ساعات دراسته الطويلة، وبهذا يُحقِّق الذات ويُنمِّيها بشكلٍ إيجابي.
- وقت الفراغ يُظهر التحدِّي الحقيقي للمراهق، وتتضح قدرته باستغلاله لأوقاته في ما هو مفيدٌ له، ولطموحه وتطلُّعاته المستقبلية.
تابع: فوائد استغلال المراهق لوقت الفراغ
- عند استغلال المراهق لوقته؛ سيجد الوقت الكافي للراحة والاسترخاء بشكلٍ منظَّم، وتحسين علاقاته الاجتماعية من خلال الأنشطة الجماعية للترويح عن النفس.
- استغلال المراهق لوقت الفراغ بشكل جيد ومفيد، يُخفف من ضغوطات الدراسة ويُجدد النشاط والحيوية؛ لمواصلة الدراسة أو العمل الشاق.
- يمكن للمراهق ممارسة الكثير من النشاطات في وقت فراغه، كالبدء بتنظيف غرفته وتنظيم ممتلكاته، أو مشاركة والديه المهام المنزلية اليومية.
- يساعد التدوين على تصفية الأفكار وتنظيمها في فترة المراهقة، ويمكن تعلم لغة جديدة من الإنترنت، أو عن طريق أخذ دروس خصوصية.
- تنظيم الوقت واستغلال الوقت يحفز على ممارسة الرياضة؛ حيث اتضح أن العديد من المراهقين يعانون من مشكلات صحية بسبب قلة نشاطهم.
- يحتاج المراهق من 8 ساعات إلى 9 ساعات من النوم؛ فمن المهم أن ينام لعدد ساعات كافٍ لضمان النشاط البدني والذهني طوال اليوم.
- القراءة ضرورية للغاية لزيادة مستوى التركيز، وتحسين الاستيعاب والفهم عند المراهقين؛ ما يساعد في زيادة تحصيلهم العلمي في المدرسة.
- التعاون مع الأقران تكمن أهميته في أنه يعلم المراهق العمل بروح الفريق، وينمي في نفسه حب العطاء ومساعدة الغير.
أنشطة جديدة لملء وقت الفراغ
الأنشطة الشائعة بالنسبة للكثيرين تشمل: قضاء وقت فراغهم في التسوق، وقضاء الوقت مع الأصدقاء، واستخدام الحاسوب للألعاب، أو مشاهدة الأفلام، والقراءة وغيرها، إلا أنه من المهم أن يستغل المراهق أوقات فراغه باستثمارها بأنشطة تعود بالفائدة عليه.
من المهم أن يشغل المراهق وقته بممارسة مختلف النشاطات وتجربتها، بأن يتعلم العزف، أو أن يمارس الرياضة، بشكل مبكر، ليستثمر وقته.
يمكن للمراهقين تحقيق تطور كبير في أي هواية، عندما يركزون على ممارستها بشكل مستمر ومكثف في وقت فراغهم.
ويمكن أيضاً تكوين صداقات والتعرف إلى أناس جدد ومشاركتهم اهتماماتهم، والتعلم منهم.
عندما ينجح المراهق في تعلم شيء جديد؛ مثل تعلم العزف على آلة موسيقية، أو تعلم الكتابة، أو رياضة ما؛ فإنه يبني ثقته بنفسه.
أهمية الصداقة للطفل
* ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.