كيف أتعامل مع سلوك طفلي العصبي وما هي طرق تعديله؟

صورة لطفلة عصبية
الطفل العصبي نتيجة لاضطرابات وضغوط يتعرض لها

يشكو العديد من الآباء والأمهات من عصبية الطفل وسرعة غضبه وتصرفاته التي يصعب التعامل معها أو إيقافها، وهو ما يدفعهم للبحث عن الأسباب التي تؤدي به لهذه العصبية، والطرق التي تُساعدهم على تقويم سلوك أبنائهم العصبيين عموماً، وتصحيحه للأفضل. وللوصول إلى هذه الغاية يجب التعامل مع الطفل العصبي بشكل مناسب للمساعدة على تغييره. في هذا التقرير يستعرض معنا الدكتور أحمد محرز الطبيب النفسي والمتخصص في تعديل السلوك، مفهوم شعور العصبية وأسبابها، والفرق بينها وبين القلق، وعدد من طرق تعديل السلوك.

ما هو شعور العصبية؟

العصبية بعض اضطرابات القلق التي تواجه الطفل


علمياً هو شعور ورد فعل للضغط ولبعض اضطرابات القلق، ينتج عنه زيادة في إفراز مستوى هرمون الأدرينالين في الجسم، مما يتسبب في زيادة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وضيق التنفس، فيتكون الشعور بالعصبية.

أسباب العصبية والفرق بينها وبين القلق

 

من أسباب العصبية

فرط نشاط الحركة للأطفال، أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، أو نتيجة لنشاط الغدة الدرقية، و الإكثار من تناول المشروبات المحتوية على الكافيين أو الإفراط في تناول السكريات كالشيكولاتة.

ألعاب للتعامل مع الأطفال مفرطي النشاط

الفرق بين العصبية والقلق

العصبية استجابة ورد فعل لأمر متعب للطفل أو نتيجة لضغط ما بين أقرانه بالحضانة أو المدرسة، وتعد أمراً مؤقتاً وتزول بزوال المؤثر المسبب للضغط أو التوتر، كما يمكن السيطرة عليها والتخلص منها.
بينما القلق أو ما نسميها اضطرابات القلق، هي أحد الاضطرابات النفسية والتي تسببها العديد من العوامل؛ مثل الوضع النفسي والاجتماعي والجيني، ويحتاج هذا الاضطراب للعلاج.
وتوثر اضطرابات القلق على الحياة الشخصية للطفل؛ بسبب الأعراض المتكررة، والتي تتضمن الصداع، والتعرق، وتسارع ضربات القلب، ضيق الصدر، واضطرابات المعدة، والإسهال، والتعب العام، وصعوبة التركيز، والخدران.

طرق تعديل سلوك الطفل العصبي تشمل ما يلي:

تقبلي مشاعر طفلك ولا تلجأي للعدوانية

المرونة وتقبل مشاعر الطفل

يتوجب على الأهل الاتسام بالمرونة وتقبل مشاعر الغضب التي تنبعث من أطفالهم، ومحاولة إشعارهم بالاهتمام والتقرب أكثر منهم
خاصةً في حال كان الوالدان يُدركان الدافع والمُسبب الذي أدى لانفجار بركان الغضب لدى الطفل.
إشعار الطفل بأنه لا مشكلة من غضبه، وأن عواطفه طبيعية، ولا يتوجب عليه إخفاؤها والاستياء منها، لكن يجب التعامل معها بحدود وبشكل معتدل.
تجنب العنف، أو السلوكيات العدوانية، والألفاظ المسيئة؛ حتى لا يؤثر ذلك على الأطفال، والأشخاص المحيطين بهم، ولأنّ قدرة الكبار على ضبط النفس تفوق قدرة الصغار، فعلى الأهل التحكم في أنفسهم، واستيعاب مشاعر أبنائهم، مع محاولة تفسير المواقف لهم للحد من عصبيتهم الزائدة، وكسب ودهم وتعاونهم مستقبلاً.

التواصل مع الطفل وتشجيعه على الحوار

قد يجهل الأطفال كيفية خلق حوار هادف يُعبرون من خلاله عن مشاعرهم، وبالتالي يُمكن للأهل تعليمهم وشرح كيفية التحدث عما يدور في خاطرهم، وكذلك عما يُزعجهم والإفصاح عنه؛ ليتمكنوا من فهمهم أكثر ومساعدتهم، ما يحد من عدوانيتهم، ويسمح لهم بالتنفيس عن أنفسهم.

السيطرة على غضب الطفل والتحكم فيه

عند الشعور بأن الطفل على وشك أن يبدأ نوبات الغضب، يُمكن للأهل تهدئته والتحدث معه بأسلوب لطيف، وإيجاد حلول بديلة له بعيدًا عن الرفض والاستفزاز والصراخ.
فهذا قد يُهدئ من روعه، ويكبح مشاعر وعصبية الطفل ويحد منها، ويُمكنهم استخدام وسائل تشتيت صحية تصرف نظر الطفل وانتباهه، وتشتت مشاعره، وتُمكّن الأهل من التحكم في الموقف وإدارته.
خاصةً إذا كانوا على علم مسبق بأنه يزعج طفلهما ويُسبب غضبه، كاصطحابه لمكان هادئ واحتضانه والحديث معه، وإذا كان هنالك داعٍ لرفض سلوك الطفل فيُمكن الرفض بشكل إيجابي غير مباشر.
حيث أنّ قول كلمة "لا" وغيرها من عبارات الرفض القوية والمباشرة قد تُهيّج مشاعر الطفل، وتجعله يشعر بخيبة أمل، وعدم الثقة في قدرة الوالدين على مساعدته، فتنتابه نوبة غضب عارمة.

السماح للطفل بالبكاء والصراخ ضمن حدود

اسمحي لطفلك العصبي بالبكاء والصراخ في حدود

الطفل يحتاج مثل الكبار للتعبير عن مشاعره بالبكاء والصراخ أحيانًا، ولكن يتوجب على الآباء محاولة السيطرة على غضب أبنائهم وميولهم للصراخ والبكاء.
بحيث لا يحدث ذلك في مكان غير مناسب، ويُسبب لهم الإحراج ويُزعج الآخرين، ويُمكنهم الذهاب لمكان هادئ ومحاولة التواصل معه؛ لتجنب بكائه.
يجب الإشارة إلى أنّ بعض الأطفال يستخدمون الغضب والصراخ متعمدين الإزعاج كوسيلة للتلاعب، والضغط، والحصول على ما يُريدونه.

وضع القواعد والحدود والضبط الإيجابي للطفل

عززي سلوكيات طفلك الجيدة وقدمي له هدية بسيطة

يجهل الأطفال القواعد ما لم يُعلمهم أهاليهم إياها، وبالتالي لا يتوجب على الآباء فرض عقوبات أو وضع توقعات عالية في حال لم يسبق لهم تعليم أبنائهم القواعد والضوابط والتزموا أمامهم بها. 
ومن بين هذه القواعد تجنب الصراخ المزعج، أو تحطيم الألعاب والأدوات، أو استخدام العنف أو غيره، وفي حال مخالفة الأطفال للقواعد الأساسية أثناء غضبهم، يجب اتخاذ إجراءات عقابية مرنة بحق الأطفال؛ كتوبيخهم أو عقابهم، حتى يُدركوا أخطاءهم ويتجنبوها مستقبلًا، لكن بعيدًا عن أسلوب التهديد، مع ضرورة الثبات على الموقف وعدم الشعور بالذنب.
وفي حال قيام الطفل بسلوكيات جيدة، يجب تعزيزها ومكافأته بطرق إيجابية مختلفة، ومدحه بالعبارات المميزة التي تجعله طفلًا لطيفًا وتُحفزه لكي يُحسن التصرف، وتُساعد على تقويم سلوكه.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.