التلوين والرسم من الأنشطة الإبداعية الممتعة التي يحبها معظم الأطفال، كما تعد من الأنشطة الترفيهية والمفيدة التي تسهم في تنمية مهاراتهم وقدراتهم المختلفة، وتطوير نموهم الشامل.
إذ لم يعد الرسم والتلوين مقصوراً على تسلية الطفل، بل إن الرسم والتلوين يدربان الطفل على التركيز، بجانب تحفيز العديد من المهارات الحيوية والفكرية والاجتماعية داخل الطفل، لهذا يجب منحها بعض الأولوية والاهتمام في حياة أطفالنا.
في لقاء مع الدكتورة سامية المرسي، أستاذة الطب النفسي للطفل وتعديل السلوك، تعرفنا إلى الرابط القوي بين الطفل المتمرس لفنون الرسم والتلوين، وصفة التركيز لديه.
فائدة الرسم والتلوين
ينمي المهارات الحركية الدقيقة للطفل
وذلك عبر استخدام الأصابع والأدوات، كما يساعد على تطوير الإدراك البصري والقدرة على التنسيق بين العين واليد.
تحسين مهارات التركيز والانتباه
يتطلب الرسم والتلوين من الطفل التركيز لفترات زمنية أطول، ما ينمي قدرة الطفل على الانتباه والتركيز على المهمة المطلوبة، وهذا يساعد على تطوير مهارات إكمال المهام بصورة منتظمة.
طرق كثيرة لتنمية مهارات التركيز عند الأطفال
تنمية الإبداع والخيال
يوفر الرسم والتلوين مساحة للطفل ليعبر عن أفكاره وأحلامه بحرية، كما ينمي قدرات الطفل الإبداعية والابتكارية، ويساعد على تطوير مهارة حل المشكلات وصنع القرارات.
تعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية
إنجاز الطفل لرسومات ملونة يعزز من ثقته بقدراته الذاتية، ويشعر الطفل بالفخر والإنجاز عند إنهاء عمل فنياً، كما يساعد
على تنمية الاستقلالية والاعتماد على النفس.
التعبير عن المشاعر والانفعالات
يمكن للطفل التعبير عن مشاعره وانفعالاته من خلال الرسم والتلوين، كما يخلصه من القلق والتوتر، ويوفر للآباء والمعلمين فرصة لفهم وضع الطفل النفسي بشكل عام؛ حيث إن الرسم والتلوين يلعبان دوراً محورياً في تنمية مهارات التركيز والانتباه لدى الأطفال.
طرق لتشجيع الأطفال على الرسم والتلوين
- توفير البيئة المناسبة: توفير مكان هادئ وآمن للطفل لممارسة الرسم والتلوين، تجهيز الأدوات اللازمة كالأقلام والألوان والأوراق المناسبة، وجعل هذه الأدوات في متناول الطفل واستخدامها بسهولة.
- التشجيع والتعزيز الإيجابي: ثناء الآباء والمعلمين على جهود الطفل ونتائجه في الرسم والتلوين، إظهار الفخر والاهتمام بما ينتجه الطفل وتعليقه في مكان بارز، مع تقديم الجوائز والمكافآت البسيطة كتعزيز لهذه السلوكيات.
- إشراك الطفل في اختيار الموضوعات: إتاحة الفرصة للطفل لاختيار الموضوعات التي يرغب في رسمها وتلوينها، مع تشجيع الطفل على التعبير عن أفكاره وخياله في رسوماته، ومناقشة رسومات الطفل معه وسؤاله عن تفاصيلها.
- ربط الرسم والتلوين بالأنشطة الأخرى: استخدام الرسومات في تزيين الأعمال اليدوية أو الأنشطة الأخرى، إدماج الرسم والتلوين في القصص والألعاب التعليمية، تشجيع الأطفال على إنشاء كتب مصورة أو لوحات فنية.
- التأكيد على عملية الإبداع وليس النتيجة: التركيز على استمتاع الطفل بالعملية الإبداعية أكثر من النتيجة النهائية، مع تشجيع الطفل على التجريب والاستكشاف دون الحكم على نتائجه، وإظهار التقدير للجهود بغض النظر عن مستوى الإنجاز.
طرق لتشجيع الأطفال على الاستمرار
- تقديم مواضيع وأساليب رسم وتلوين جديدة للطفل باستمرار، وإتاحة الفرصة للطفل لاكتشاف وسائط فنية متنوعة؛ كالطباعة والتصوير الفوتوغرافي.
- إشراك الطفل في مشاريع فنية جماعية كلوحات وأعمال فنية كبيرة الحجم، وربط الرسم والتلوين بالاهتمامات الشخصية للطفل، وتحديد ما يستمتع به الطفل ويهتم به، ودمجه في رسوماته وأعماله الفنية.
- تشجيع الطفل على إنشاء رسومات لشخصياته المفضلة أو لمواضيع تهمه، والاستفادة من مواهب الطفل الفنية في إنشاء لوحات أو تصاميم لغرفته أو أغراضه الشخصية.
- إقامة معارض دورية لعرض أعمال الأطفال الفنية في المدرسة أو المنزل، مع تنظيم ورش عمل فنية وأنشطة إبداعية للأطفال بشكل منتظم، وإشراكهم في مسابقات فنية محلية أو إقليمية.
- تسجيل تطور مهارات الطفل الفنية عبر الوقت من خلال حفظ أعماله، مع مناقشة التطور الملحوظ في رسومات الطفل وتشجيعه على الاستمرار، ولا تنسي تقديم التغذية البناءة للطفل؛ لتحفيزه على التحسن والإبداع.
- إظهار تقدير وحماس حقيقييْن تجاه إبداعات الطفل الفنية، وتشجيعه على المشاركة في اختيار الأماكن والأوقات المناسبة للرسم، مع تعزيز إحساس الطفل بالفخر والاعتزاز بإنجازاته الفنية.
من خلال اتباع هذه الطرق، يمكن للآباء والمعلمين المساعدة في إذكاء حماس الأطفال للرسم والتلوين، والحفاظ على اهتمامهم به على المدى الطويل.
التشجيع وفقاً لمراحلهم العمرية المختلفة
للأطفال الصغار (من 3 إلى 6 سنوات)
وفري لهم ألوان وأقلام تلوين سميكة وسهلة الاستخدام.
شجعيهم على التلوين وإنشاء رسومات بسيطة؛ باستخدام الأشكال الأساسية كالدوائر والمربعات.
اقترحي موضوعات وأنشطة رسم وتلوين تناسب اهتماماتهم؛ كالحيوانات أو الشخصيات الكرتونية المفضلة.
قدمي لهم الإطراء والتشجيع المستمر على جهودهم الإبداعية.
للأطفال في سن المدرسة الابتدائية (من 6 إلى 11 سنة)
وفري لهم أدوات رسم وتلوين متنوعة؛ كالأقلام الملونة والألوان المائية والصبغة.
شجعيهم على التجريب وتنمية مهاراتهم الفنية؛ من خلال موضوعات أكثر تعقيداً.
أتيحي لهم الفرصة للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم من خلال رسوماتهم.
قومي بتنظيم ملفات لأعمالهم الفنية وتقديم التغذية البناءة.
للمراهقين (من 12 إلى 18 سنة)
قومي بتشجيعهم على استكشاف أساليب وتقنيات فنية أكثر تعقيداً.
اسمحي لهم بالتعبير عن هوياتهم وقضاياهم الشخصية من خلال أعمالهم الفنية.
ناقشي معهم الأفكار والمفاهيم الفنية والثقافية التي تُلهمهم.
أشركيهم في تنظيم معارض أو مسابقات فنية للحصول على التقدير والتشجيع.
تذكري أن المهم هو تقديم الدعم والتوجيه المناسب لكل مرحلة عمرية، وإتاحة الفرصة للأطفال للاستكشاف والتجريب الفني بحرية.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.