مع قدوم أولمبياد باريس 2024، هذه النشاطات الرياضية التي تجذب الأطفال كما تجذب البالغين، وهي قد تدفع الأطفال تماماً لتقليدها، بشيء من الخيال والمبالغة، اعتقاداً منهم أنهم يمثلون الأبطال في مسابقاتهم الأولمبية، كل ما عليك هو ألا تقللي من قيمة ما يفعله الطفل، لأنه بالفعل قد يصبح ذلك البطل الأولمبي في المستقبل، راقبيه واصقلي موهبته، وتعرّفي من خلال هذا الموضوع الذي تنصح من خلاله ريبيكا برايس، منسقة النشاطات العائلية في ويلفِت، قارئات سيدتي، بأفضل التمارين التي تناسب الأطفال، وحسب أعمارهم.
ما هو العمر المناسب لبدء التمارين للأطفال؟
يمكن للأطفال، كما تقول ربيكا، المباشرة بالنشاط البدني منذ عمر مبكر، إذ إن الأنشطة البسيطة مثل اللعب على البطن والأرض تحت إشراف الأم مفيدة للرضع. ومع نمو الطفل، يمكن تقديم نشاطات أكثر تنظيماً. تتابع قائلة: "وبصفتي أمّاً، فأنا أعتقد أن الطريقة الأسهل والأكثر فعالية لتشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة هي جعلها لعبة يشارك فيها الجميع. اختاري الأنشطة التي يستمتع بها طفلك، سواءً أكانت ممارسة الألعاب أو الرياضة أو الرقص، وانضمي إليهم؛ فأنت قدوة طفلك وبطلته الحقيقية. فكل ما علينا فعله هو أن نكون قدواتٍ لأطفالنا وأن نستمتع باللعب معهم.
وسيكون من المفيد أيضاً وضع جدولٍ منتظم للأنشطة البدنية والتقليل من وقت الشاشات لصالح النشاطات الاجتماعية، مثل وضع مواعيد للعب أو الفصول الجماعية.
كما أن وضع هدف أو مخطط هادف سيشكل دافعاً كبيراً للطفل، حيث إن الاحتفال بالمنجزات الصغيرة يعزز كون اللياقة البدنية للأطفال أمراً إيجابياً لدى الأطفال منذ نعومة أظفارهم.
ما هي التمارين المناسبة للأطفال حسب العمر؟
قسمت ربيكا التمارين حسب العمر، وأدرجتها كالآتي:
التمارين المناسبة للأطفال بين 5 إلى 7 أعوام:
- الجري والقفز.
- الألعاب البسيطة مثل لعبة الملاحقة واللمس أو الحجلة.
- أساسيات الجمباز مثل الشقلبة والتوازن.
- الألعاب التفاعلية باستخدام بعض الأدوات البسيطة لتعزيز ردود الفعل السريعة.
- يوغا الأطفال من أجل المرونة
التمارين المناسبة للأطفال بين 7 إلى 9 أعوام:
- الرياضات الجماعية مثل كرة القدم وكرة السلة والتي تبني العمل الجماعي للأطفال وتعزز القدرة على التنسيق.
- التمارين باستخدام وزن الجسم مثل القرفضاء وتمارين الضغط والارتكاز، والتي تعلمهم أساسيات القوة والتكيّف.
- دورات العقبات البسيطة، والتي تعزز لديهم خفة الحركة.
- وربما أيضاً فنون الدفاع عن النفس، والتي تحسن انضباطهم ولياقتهم البدنية.
التمارين المناسبة للأطفال بين 9 إلى 12 عاماً:
- الألعاب الجماعية المتقدّمة والتنافسية.
- تمارين القوة باستخدام الأوزان الخفيفة تحت إشراف المتخصصين.
- دورة عقبات أكثر تعقيداً لتعزيز القدرة على تقييم المخاطر واختبار المهارات البدنية.
- فنون الدفاع عن النفس المتقدّمة لتعزيز القوة والتركيز والثقة بالنفس.
في أولمبياد باريس 2024: كيف تناسب هذه الألعاب الأطفال الرياضيين؟
ما هي المخاطر المحتملة لممارسة التمارين الرياضية على الأطفال؟
إنّ فوائد التمارين الرياضية للأطفال تتعدى أية مخاطر محتملة.
ويمكن أن ينشأ الضرر المحتمل لأي شكلٍ من أشكال التمرين في أي مرحلة عمرية إذا لم يكن هناك إشراف صحيح على النشاطات التي يمارسها الطفل، أو إذا تم دفع الطفل لأداء التمارين بشكلٍ مفرط. ويعد الالتواء أو الإجهاد أو الكسور البسيطة الناجمة عن استخدام التكنيكات غير الصحيحة أو الإرهاق المفرط من الإصابات الأكثر شيوعاً.
ومرة أخرى، فإذا تم دفع الأطفال لأداء التمارين بشكلٍ مفرط، فربما يعانون من الإرهاق الزائد أو فقدان الاهتمام بممارسة الرياضة. وإذا شعر أطفالك بالضغط فربما يعانون من مشاكل نفسية تبعدهم عن ممارسة الرياضة، فالاعتدال مطلوبٌ دائماً.
ما هي فوائد ممارسة التمارين للأطفال؟
- تساهم التمارين في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية وزيادة قوتها ومرونتها، مما يؤثر إيجاباً على الصحة البدنية للطفل.
- تحد التمارين من القلق وتحسين الحالة المزاجية وإدارة الإجهاد بشكل جيد، وكل ذلك مفيد للصحة العقلية، والتي أصبحت في وضعٍ حرجٍ بشكل متزايد في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والمخاطر التي ترتبط باستخدام الإنترنت.
- تعزز المشاركة في الرياضات والنشاطات الجماعية من التفاعل الاجتماعي وتكوين الصداقات، حيث يظهر الأطفال الذين يقومون بالنشاط البدني قدرة أفضل على التركيز والاحتفاظ بالمعلومات، مما ينعكس بدوره على تحسين الأداء المدرسي للأطفال.
- تشجع الرياضة إيجاد روتين من التمارين المنتظمة على تعزيز العادات الصحية لدى الأطفال مدى الحياة.
هل تنصحين بتسجيل الطفل في النادي أو ممارسة التمارين في المنزل؟
إنّ لكلا الأمرين فوائدهما الخاصة، ويعتمد الاختيار على اهتمامات الطفل والموارد المتاحة وجدول أعمال الأسرة. حيث توفر التمارين المنزلية مزيداً من المرونة في وضع الجداول، ويمكن للوالدين المشاركة في تلك النشاطات ومراقبة مدى تقدّم أطفالهم. وتقدّم الأندية الرياضية برامج منظمة في مجموعات متنوعة من النشاطات والتخصصات؛ حيث يمكن للأطفال التفاعل مع أقرانهم ومنافستهم وتطوير المهارات تحت إشراف المدربين المحترفين.
وبشكلٍ عام، فبالنسبة للأطفال الأصغر سناً، فأنا أوصي بالنشاطات الخفيفة والمرحة في المنزل أو الحديقة، أو ربما استكشاف الملاعب، أو الانتظام في دروس تمهيدية في نوادي اللياقة البدنية.
أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، فأنا أنصح بتوفير البرامج الأكثر تنظيماً مع التركيز على تنمية المهارات وتعزيز اللياقة البدنية للأطفال. ومن المفضل القيام بذلك تحت إشراف مدربين محترفين. ولكن إن لم يكن ذلك متاحاً، يبقى الهدف هو الحفاظ على حركة دائمة. وتعتبر رياضة المشي لمسافات طويلة مع العائلة أو ركوب الدراجات وممارسة كرة القدم أو كرة السلة أو السباحة في مسابح الحي من الخيارات الجيدة.
وفي نهاية المطاف، فإن هدفنا يكمن في تعزيز حب النشاط البدني والحركة في أية بيئة تلائم العائلة وضمان مشاركة الأطفال وسلامتهم واستمتاعهم بما يقومون به.
كيف تحضرين دورة الألعاب الأولمبية 2024 إلى ملعب حديقة الحي؟
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص