عندما يذهب طفلك إلى المدرسة فهو يخرج من أجواء البيت ومحيط الأسرة، ولكنه لا يخرج وحيداً فهو يكون قد تعلم منك ومن الأب، وكذلك من الأشقاء في حال وجودهم بعض السلوكيات والمبادئ الاخلاقية التي سوف ينقلها معه إلى المدرسة، ولأن طفلك سيكون صورة عنك وعن عائلته فمن الضروري ان ترسخي لديه القيم والمبادئ والأخلاق التي يجب أن يتربى عليها كل طفل في سنه لكي يكون إنساناً ناجحاً ومحبوباً في حياته.
على الأم تقع مسؤولية تعليم الطفل الأخلاق وتربيته قبل رعايته لأن هناك فرقاً بين الرعاية والتربية، ولأن دور المردسة يكون مكملاً لدور الأم، فيجب أن تكون لها وقفات مع طفلها قبل حلول العام الدراسي لكي تتحدث معه حول صفات وقيم تربوية يجب أن يتحلى بها، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية هدى صالح، حيث أشارت إلى أهم القيم التربوية التي يجب أن تُعززيها بطفلك مع بداية العام الدراسي مثل المحافظة على النظام والتحلي بالصدق والأمانة كالآتي:
المحافظة على النظام والنظافة
- تحدثي مع طفلك حول أهمية النظام والنظافة في حياته الدراسية والتعليمية وأن النظام هو أساس النجاح وعليه أن يكون منظماً منذ صغره، لأن هذه الصفات الجميلة تستمر مع الطفل ولا يمكن أن يكتسبها في سنٍ متقدمة، بل على العكس فطفلك حين ينشأ منظماً ومحافظاً على نظافته الشخصية فسوف يستمر كذلك طيلة حياته، وتذكري أن التعليم في الصغر كالنقش في الحجر.
- كوني قدوة لطفلك ولا تتساءلين كيف أعلِّم أطفالي النظام؟ وأنت لست منظمة في شؤون حياتك، فيجب أن تكوني نموذجاً له في النظافة والنظام، وعليكِ أن تريه مدى حرصك عليهما في كل تصرف وفي كل ركن في البيت مع البعد بالطبع عن الهوس بهما، فهناك أمهات لديهن هوس مرضي بالنظافة ويصل بهن إلى المرض النفسي، وهذا ما لا يجب أن ينتقل للأطفال، ويجب أن تعالج الأم نفسها منه وتعيش حياة وسطية بدون مبالغة.
- عودي طفلك على جمع ألعابه في صندوقها وإعادتها لمكانها المخصص، وذلك قبل بدء العام الدراسي لكي يعتاد على خلع ملابسه ووضعها في الخزانة أو تعليقها على المشجب، وكذلك لكي يتعود على وضع حذائه في خزانة الأحذية وحقيبته المدرسية في مكانها المخصص.
- راقبي طفلك حين يفرغ من طعامه وحين ينتهي من اللعب، وتأكدي أنه يقوم بغسل يديه جيداً بالماء والصابون، واحرصي على أن يقوم بهذه السلوكيات التي تحافظ على نظافة جسمه وتحميه من الأمراض في المدرسة أيضاً وتحدثي معه عن طرق العناية بنظافة جسمه ويديه وعدم لمس الأشياء الغريبة في حديقة وفناء المدرسة مثلاً.
قد يهمك أيضاً: أهم القيم التي يجب غرسها في الأطفال
التحلي بالأمانة
- اختبري طفلك أكثر من مرة وفي أكثر من موقف لكي تكتشفي أمانته لأنه في المدرسة سوف يتعرض لمواقف تتطلب منه الأمانه، ويجب أن تعرفي أن حرمان الطفل هو أول الطرق لكي يصبح الطفل منحرفاً مثل أن يتعلم السرقة، ولذلك يجب أن تعرفي لماذا يسرق الأطفال وماذا تفعل الأمهات حيال ذلك؟ وذلك من خلال طريقتك في التعامل مع طفلك وهل أنت تبخلين عليه وتحرمينه؟، وبالتالي يشعر بالنقص أمام أصحابه.
- تحدثي مع طفلك عن فضيلة الأمانة وأن الإنسان الأمين يحبه الناس وأنه من الخطأ أن يحصل الإنسان على أشياء ليست ملكاً له ودون الحصول على إذن من صاحبها، ويجب أن يكون حديثك معه حاسماً بحيث تنمي لديه الضمير في عمر مبكر.
- اقرئي لطفلك قصصاً تدور حول تعزيز صفة الأمانة عند الطفل، وكذلك علميه الأناشيد والأغاني التي تُعزز صفة الأمانة، وخصصي له وقتاً ليتابع بعض أفلام ومسلسلات الكرتون التي تُعرض وتهتم بالقيم التربوية عند الأطفال، وذلك من خلال قنوات الأطفال المتخصصة.
التحلي بالصدق
- حاوري طفلك وصارحيه وعلميه أن يصارحك، فهذه الطريقة المثلى لكي يتعلم الطفل الصدق ويبتعد عن الكذب، فعندما يتعلم الطفل الكذب فذلك يكون بسبب الأم، فهي لم تكن قدوة له في المقام الأول، ولذلك يجب عليك الحرص على أن تكوني صادقة في حديثك وتتخلي عما يُعرف بالكذب الأبيض ولو على سبيل المزاح أمامه.
- لا تبالغي في عقاب الطفل فيتعلم الكذب لكي يهرب من العقاب، وفي نفس الوقت لا تعاقبيه على كل صغيرة وكبيرة وعلميه أنه حين يقول الصدق فأنت لن تعاقبيه ولا تقعي في خطأ العقاب بعد أن تعطيه الأمان فسوف يتعلم الطفل الكذب أيضاً، واعلمي أن الكذب عند الطفل صفة سيئة تنتقل معه إلى المدرسة وتتسبب له بالمشاكل وتحوله إلى طفل منبوذ، وتذكري أن طفلك هو صورة مصغرة عنك، ولذلك فيجب أن تحافظي على نقل صورة مشرفة ومصغرة عنك خارج البيت.
- ابحثي عن قصص تعلم الصدق للأطفال من 5 - 7 سنوات فطفلك في سن ما قبل المدرسة يكون لم يكمل عامه السادس بعد وبإمكانك أن تقرئي له هذه القصص التي يمكن الحصول عليها من المكتبات أو من خلال مواقع الإنترنت، ويمكنك أن تقرأيها ثم تُعيدها على مسامعه بطريقة لطيفة ومحببة تجعله يحب أن يكون صادقاً لكي يكون محبوباً.
مساعدة الغير
- علمي طفلك أنه ليس من العيب أو الخطأ لو ساعد أحد زملائه في فهم مسألة أو درس يصعب عليه، ولا تجعليه يعتقد أن زميله سوف يسبقه دراسياً أو سوف يتفوق عليه، فمن آداب الإسلام التي تعلمناها منذ صغرنا ويجب أن نعلمها لأطفالنا هي مساعدة الآخرين، وكذلك فقد حث الإسلام على تعلم العلم وتعليمه للآخرين، ومساعدة الآخرين تُعد طريقة من طرق لتربية الأطفال وتعليمهم مفهوم الحياة وبأن الحياة أخذ وعطاء ومشاركة وأن الحياة لا تعني أن نأخذ فقط، بل هناك العطاء والبذل والمساعدة.
- احرصي على تعليم طفلك التواضع وحب الآخرين مهما كان وضعهم المادي أو الاجتماعي، فالطفل المتواضع يحرص على مساعدة الفقراء والمحتاجين ويكون قلبه ليناً ولديه مشاعر إنسانية بعكس الطفل المغرور والمتكبر، ولذلك فيجب أن تزرعي في طفلك صفة التواضع لكي يكون محباً للآخرين وراغباً في مساعدتهم بكل ما أوتي من قدرات، وبالتالي فأنت تزرعين زرعاً حسناً لأن الطفل لو كان متكبراً في صغره فسوف تجنين نتائج ذلك في كبره، لأنه سوف يتحول لإنسان أناني لا يهمه سوى نفسه.