بكاء الطفل ليس دائماً بسبب الألم الناتج عن سقوطه أو ضربه لشيء ما، فقد يبكي الأطفال عندما يشعرون بالحزن والإحباط علاوة على ذلك، فإن التطور العاطفي للأطفال لم ينضج بعد، لذا فهم لا يفهمون مشاعرهم حقاً ويكون من الصعب التعبير عن المشاعر بالكلمات، مما يجعلهم يلجأون إلى البكاء ويعد الخطأ الأكبر الذي يقوم به بعض الآباء في بعض الأحيان، هو محاولة إيقاف بكاء الطفل بشتى الطرق أو حتى منعه من البكاء، ومع ذلك إن منع طفلك الصغير من البكاء في كثير من الأحيان ليس مفيداً لنموه العاطفي. فيما يلي وفقاً لموقع "raisingchildren "تأثير منع الطفل من البكاء على صحته النفسية والعقلية.
شعور الطفل بأنه مهمل
يميل الآباء إلى تجاهل أبنائهم أو توبيخهم عندما يبدأون البكاء، فلا يزال بعض الآباء يعتقدون أن الأولاد يجب أن يكونوا أطفالاً أقوياء وأن البكاء لن يكون إلا مضيعة للوقت مما يتسبب في شعور الطفل باستهانة والديه بمشاعره .
إلا أنه في المقابل كل عاطفة تنشأ لدى الطفل تعد مهمة، و يجب على الآباء عدم تدعيم المشاعر الإيجابية فقط لدى أطفالهم ومحاولةإيقاف مشاعرهم السلبية مثل البكاء.
تعرفي إلى المزيد حول السلامة العاطفية للطفل.. وطرق الحفاظ عليها
التقليل من ثقة الأطفال بأنفسهم
عندما يمنع الآباء أطفالهم من التعبير عن مشاعرهم، مع مرور الوقت، تقل ثقتهم بأنفسهم ويخافون من مقابلة أشخاص آخرين، ويمكن للأطفال أيضاً رفض المساعدة من الآخرين عندما يشعرون أنهم في حاجة إليها لأنهم يخافون من أن يُنظر إليهم على أنهم ضعفاء وعاجزون.
على الرغم من أن طلب المساعدة أمر طبيعي، خاصة بالنسبة للأطفال الصغار إلا أن من الآثار الجانبية الأخرى لمنع الاطفال من البكاء جعل الأطفال يلومون أنفسهم عندما يحتاجون إلى المساعدة ويمتنعون في الوقت نفسه من طلب المساعدة من الآخرين.
شعور الطفل بخطأ ما
عندما يمنع الآباء أطفالهم في كثير من الأحيان من البكاء، سيشعر الأطفال أن المشاعر التي يشعرون بها خاطئة، مما يجعلهم يشعرون أيضاً بالحرج والخجل وفي وقت لاحق، يعتاد الأطفال على كتم مشاعرهم وعدم البوح بها ويحاول الأطفال بإقناع أنفسهم بأنهم بخير، على الرغم من أنهم يشعرون خلاف ذلك.
صعوبة التعاطف
عندما يعتاد الأطفال على عدم البكاء للتعبير عن مشاعرهم، فإنهم سيفعلون الشيء نفسه مع الآخرين وسيجدون صعوبة فقدان الشعور بالتعاطف عندما يرون الأشخاص من حولهم يبكون أو لديهم شعور بالإحباط.
القلق والتوتر
منع الأطفال من البكاء يمكن أن يسبب القلق والتوتر لدى الأطفال، وذلك لأن البكاء يعد وسيلة طبيعية للأطفال للتعبير عن مشاعرهم، فعندما يشعر الطفل أن قدرته على التعبير عن عواطفه مقيدة أو غير مقبولة، فقد يشعر بالاكتئاب ومشاعر القلق أو التوتر.
طرق أخرى للتعبير عن مشاعره
إذا مُنع الطفل من البكاء، فقد يبحث عن طرق آخرى للتعبير عن مشاعره، مثل السلوك العدواني ويمكن أن تكون هذه عادة غير صحية وخطيرة على نمو الأطفال وفي النهاية، سيكون الأطفال أكثر عرضة لخطر القيام ببعض التصرفات الخاطئة التي قد تضر بأنفسهم.
عدم القدرة على التعامل مع المشاكل
غالباً ما يكون البكاء استجابة طبيعية عندما يشعر الأطفال بالإحباط أو بعدم القدرة على حل بعض المشاكل وقد يتسبب منع طفلك من البكاء، في التأثير على قدرة طفلك على التغلب على المشاكل أو الصعوبات التي يواجهها.
على الجانب الآخر الأطفال الذين اعتادوا على عدم البكاء يعتقدون أن الخوف والغضب من المشاعر السيئة التي يجب عليهم تجنبها.
فوائد ترك الأطفال يبكون
- للبكاء فوائد عديدة للجسم فعندما يبكي الطفل، يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، وذرف الدموع التي تساعد على تخليص الجسم من الهرمونات وخفض التوتر.
- ينتج الجسم هرمونات الكورتيزول والأدرينالين عندما يشعر بالحزن أو التوتر، وكلا النوعين من الهرمونات يمكن أن تزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم، وإذا امتنع الطفل عن البكاء فإن هذا الهرمون يسبب ضيق الصدر، ولهذا السبب يعاني الأطفال الذين يمنعون البكاء من صعوبة في التنفس.
- كبح الطفل للبكاء في كثير من الأحيان لن يجعل الطفل يشعر بالتحسن، بل سيؤدي في الواقع إلى زيادة التوتر في الجسم.
في النهاية من المهم محاولة فهم الأسباب الكامنة وراء بكاء الطفل. هل هو جائع أم لديه بعض الضغوط الدراسية على سبيل المثال، أم يحتاج فقط إلى الاهتمام والمودة، فإذا كان البكاء ناجماً عن حاجة جسدية أو عاطفية ملحة، فيجب على الأم الاستجابة على الفور.
على الجانب الآخر ، يجب الاستماع إلى أسباب بكاء الطفل فوراً و محاولة تهدئته بنبرة صوت هادئة ولكن حازمة. وسؤاله عن الأسباب التي تجعله يبكي ومهما كان السبب، يجب الاستماع إلى الطفل حتى ينتهي من سرد الأسباب.
يمكن للأمهات والآباء أيضاً تكرار الأسئلة، فيعد هذا حتى يشعر الطفل أنك تهتمين به حقاً ويمكن للآباء طمأنة الطفل أن البكاء أمر طبيعي ومحاولة احتضان الطفل وفرك رأسه بلطف حتى تبدأ حالة الطفل النفسية في التحسن قليلاً.
ربما تودين التعرف إلى أهم طرق فعالة لتهدئة طفلك عندما يبكي
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.