يمر المراهق بتغيرات جسدية وعاطفية ونفسية معقدة، ما يحفزه على البحث عن هويته الخاصة والسعي للتميز والاستقلالية، هذا بجانب ما يواجهه المراهقون من تحديات في التواصل مع آبائهم، وبطبيعة الحال تختلف تجربة التواصل بين الوالدين والمراهقين من أسرة إلى أخرى، فهناك العلاقة الدافئة المبنية على الثقة، أو المتوترة المليئة بالتحفظات والصمت والحواجز، وهذا يتوقف على قدر الاستقلالية التي يشعر بها الطفل.
بالتقرير التالي يتحدث الدكتور أحمد السيد متولي، أستاذ الطب النفسي وتعديل السلوك عن استقلالية المراهق، والتي تعد أبرز صراع يواجهه الآباء مع أطفالهم المراهقين، موضحاً أهم تحديات التواصل بينهما، وكيف يمكن كسر هذه الحواجز بطريقة فعّالة؟
تحديات تصنع حواجز تواجه الآباء
1-التغيرات النفسية والجسدية للمراهق
أولى التحديات التي تواجه الوالدين في التواصل مع المراهقين تكمن في: التغيرات الجسدية والنفسية التي يمر بها أبناؤهم في هذه المرحلة، مثل النمو السريع، والتغيرات الهرمونية، مما يؤدي إلى تقلب بالمزاج قد يكون صعب الفهم على الوالدين.
حيث يشعر المراهق في لحظة بالفرح الشديد، وفي اللحظة التالية يعبر عن الحزن أو الغضب، مما يجعل الآباء يشعرون بالحيرة في كيفية التعامل مع هذه التقلبات.
يبدأ المراهق في محاولة إثبات استقلاليته؛ حيث يسعى لاكتشاف هويته الخاصة ويبدأ في اتخاذ قراراته بنفسه، وهذا السعي يتسبب في تباين بين رغبات المراهق ورغبات الوالدين، ويخلق حاجزاً في التواصل، فيبدأ المراهق في إخفاء مشاعره ورفض نصائح والديه.
نصيحة فعّالة:
لتجاوز هذه التحديات، من الضروري أن يتحلى الوالدان بالصبر والتفهم، ويفضل أن يعبر الوالدان عن احترامهم للمراهق ومشاعره، ويظهروا استماعًا حقيقيًا لما يقوله، كما يجب على الوالدين أن يكونوا أكثر مرونة في التعامل مع المراهقين، وأن يظهروا دعمهم المستمر من دون إصرار على فرض آرائهم.
2- فجوة الأجيال
فارق الأجيال أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى صعوبة التواصل؛ في الوقت الذي نشأ فيه الوالدان في بيئة ثقافية واجتماعية مختلفة تمامًا عن البيئة التي ينشأ فيها المراهق اليوم، بجانب الاختلافات في القيم، والأفكار.
نجد المراهقين يعايشون اليوم عصر الرقمنة والانفتاح على العالم، عصر الذكاء الاصطناعي من خلال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، بينما الوالدان في جيلهم كانوا يواجهون تحديات مختلفة في التواصل والتفاعل.
بجانب أن الوالدين قد يشعران في بعض الأحيان أن أبناءهم المراهقين لا يقدرون القيم التي تربوا عليها، أو لا يعيرون اهتمامًا للأمور التي كانت في وقتهم تعتبر مهمة، مثل احترام التقاليد أو أهمية التعليم الأكاديمي.
و هذا الاختلاف في الاهتمامات والأولويات، يمكن أن يؤدي إلى شعور المراهقين بالرفض أو بعدم الفهم من قبل الوالدين، مما يزيد من عمق الحواجز بينهما.
فوائد الذكاء الاصطناعي تعرفي عليها من خلال هذا التقرير
نصيحة فعّالة:
- أن يسعى الوالدان إلى التعرف على اهتمامات المراهقين ومواكبة التغيرات التي تحدث في عالمهم.
- إظهار اهتمام حقيقي بالأشياء التي تهم المراهقين، مثل التكنولوجيا أو الثقافة الشعبية.
- بناء علاقة قائمة على الفهم المتبادل.
- الاستفادة من هذه الفجوة الثقافية في تعميق الحوار وتبادل الخبرات والتجارب الحياتية مع الأبناء.
3- أهم حاجز.. الصراع بين استقلالية المراهق والسلطة الأبوية
يبدأ هذا الصراع مع بداية مرحلة المراهقة؛ حيث يشعر المراهق المستقل بالحاجة الملحة للابتعاد عن سيطرة الوالدين.
ويبدأ المراهق في اتخاذ قراراته الخاصة، مما يثير في بعض الأحيان الصراع مع سلطة الوالدين.
قد يتفاجأ الوالدان من تصرفات أبنائهم، مثل رفضهم لإتباع القواعد أو اعتراضهم على التوجيهات.
هذا الصراع بين رغبة المراهق في الاستقلال وبين رغبة الوالدين في الحفاظ على سلطتهم يمكن أن يؤدي إلى الكثير من النزاعات والاحتكاك، وإذا لم يتم التعامل مع هذا الصراع بحذر، فقد يؤدي إلى تدهور العلاقة بين الطرفين.
نصيحة فعّالة:
- على الوالدين أن يعترفوا بالحاجة الطبيعية للمراهقين للاستقلال، بدلاً من فرض القرارات عليهم.
- أن يتم إشراك الأبناء المراهقين في اتخاذ بعض القرارات العائلية، ما يشعرهم بأنهم محل تقدير وأنهم مسؤولون.
- على الوالدين أن يوازنوا بين منح المراهقين مساحة من الحرية، وبين التأكد من وجود قواعد واضحة.
4- الخوف من الفشل أو العقاب
في بعض الأحيان، يتجنب المراهقون التواصل مع الوالدين بسبب الخوف من أن يتم معاقبتهم أو اللوم عليهم، هذا الخوف قد يتسبب في إخفاء الحقائق أو حتى في الكذب، وقد يظن المراهق أنه إذا اعترف بخطأ أو مشكلة، فإنه سيتعرض للانتقاد أو العقاب، مما يعزز من الحواجز بينه وبين الوالدين.
نصيحة فعّالة:
- على الوالدين خلق بيئة يشعر فيها المراهق بالأمان التام عند التحدث عن مشكلاته، بدلاً من فرض العقاب بشكل قاسٍ، من الأفضل أن يتعامل الوالدان مع الأخطاء بشكل بناء.
- وعلى الوالدين -أيضًا-أن يشجعوا أبناءهم على تعلم الدروس من أخطائهم، و قد يساعد الوالدان في تقديم حلول عملية أو استراتيجيات للتعامل مع المشاكل بدلاً من التركيز على العواقب السلبية.
5- الافتقار إلى مهارات التواصل الفعّال
أحيانًا، يواجه الوالدان صعوبة في فهم كيفية التواصل مع المراهقين بطريقة فعالة، في بعض الحالات، قد تكون أساليب التواصل التي استخدمها الوالدان في الماضي غير ملائمة لمراحل النمو التي يمر بها المراهق، فالتواصل القاسي أو النقد اللاذع قد يؤدي إلى تقليل رغبة المراهق في الانفتاح على والديه.
نصيحة فعّالة:
- أن يتعلم الوالدان كيفية التواصل مع المراهقين بأسلوب هادئ وغير قاسٍ.
- أن يتجنب الوالدان التحدث بشكل هجومي أو توجيه اللوم المباشر، و أن يتبنوا أسلوبًا يشجع الحوار المفتوح.
- أن يظهروا اهتمامًا حقيقيًا بمشاعر المراهقين؛ من خلال الاستماع بعناية لما يقولونه من دون مقاطعة أو إبداء أحكام فورية.
6- التعامل مع التأثيرات الخارجية
يواجه المراهقون اليوم تحديات إضافية نتيجة للتأثيرات الخارجية التي تأتي من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. قد يشعر الوالدان بالعجز أمام هذه التأثيرات أو يظنون أن أبناءهم قد أصبحوا عرضة للمؤثرات السلبية التي تؤثر في سلوكهم. هذا يمكن أن يؤدي إلى توتر إضافي في العلاقة بين الطرفين.
نصيحة فعّالة:
- على الوالدين التحدث مع أبنائهم المراهقين حول تأثيرات وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، بدلاً من محاولة فرض قيود صارمة على استخدام التكنولوجيا.
- على الآباء توعية المراهقين بالأضرار المحتملة لهذا الانفتاح، كما يمكن للوالدين مساعدتهم في اتخاذ قرارات أكثر وعيًا وتحمل المسؤولية في استخدام هذه الوسائل.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.