من الضروري أن تقوم الأم بتشجيع طفلها على الأعمال الجيدة التي ينجزها، وعلى أنه طفل مؤدب ويسمع كلام الكبار؛ فهذا ما تعارفنا عليه منذ زمن، ولكن المديح والتشجيع قد ينقلبان إلى الضد تماماً؛ في حال استخدمت الأم عدة أخطاء في تشجيع الطفل وترديد الكلمات الطيبة على مسامعه، وعليها أن تتفادى هذه الأخطاء بشكل تام.
يهتم الطفل بسماع كلمات الإطراء، ويكون حساساً لكل كلمة رغم صغر سنه، ولذلك فيجب أن نحاسب كأمهات على كل كلمة وموقف تجاه الطفل، وأن نمتدحه ضمن شروط أيضاً، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالمرشد التربوي عارف عبد الله، حيث أشار إلى 5 أخطاء لا تقعي بها عند مديح طفلك لكي لا يصاب بالغرور، ومنها تعميم المديح، والمبالغة فيه، ومقارنته بأطفال آخرين، وغيرها، في الآتي:
تعميم المديح
![](https://static.sayidaty.net/2025-02/405670.jpg?VersionId=g6Mi0oHYX1mNRPbKdlvx3R4LxU0Xbzlh)
- توقفي عن أسلوب غير تربوي تستخدمه الكثير من الأمهات أثناء مدح وتشجيع أطفالهن، فمن الطبيعي والمهم من أجل أن يحقق طفلك المزيد من النجاح، ويكون لديه تطور في الإنجاز؛ أن تمتدحي الفعل الذي قام به، ولكننا نرى أن الأمهات يقمن بتعميم المديح، فمثلاً لو قام الطفل برسم رسمة جميلة وملونة بألوان متناسقة، وكذلك بدقة عالية؛ فالأم تُلقي المديح العام للطفل بقولها: "أنت رائع، أنت مبهر، أنت مدهش"، وهذا يسمى المديح المعمم؛ الذي سوف يوقف الطفل عن ممارسة الرسم بجودة أكثر.
- قومي بتخصيص المديح، فمثلاً في مثل هذا الموقف قولي لطفلك: "رسمك رائع"، "حلك للمسائل الرياضية متقن ومرتب"، "شكراً لأنك قمت بترتيب غرفتك"، فالأم في هذه الحالة تمتدح الحالة أو الموقف، ويصبح الطفل حريصاً على الحصول على درجات عالية، وحريصاً على ترتيب غرفته، أما المديح العام؛ فهو يجعل الطفل مغروراً، ويستقر في ذهنه أنه سواء قام بأفعال طيبة وجيدة، أو لم يفعل، فأمه تحبه وسوف تمتدحه ولن تغضب منه، ويبدأ شعور الغرور يتسرب للطفل، وقد يتحول إلى إنسان اتكالي وأناني؛ لأنه يرى أن الأم هي المحامي الأول عنه، وتتساءل الأم في هذا الوقت: ابني يتصرف بغرور ونرجسية.. ماذا أفعل معه؟ والحقيقة أنها السبب في تحويله إلى هذه الصورة؛ لأنها جعلته يشعر أنه إنسان خارق لا يخطئ، وليس بحاجة للعمل لكي يثبت نفسه.
المبالغة في المديح
- توقفي تماماً عن استخدام المبالغة في مديح طفلك؛ بأن تقولي له: "رسمك هو أجمل رسم في الكون"، "طريقة ترتيبك لسريرك لا يفعلها أي شخص آخر"، "طريقة إلقاء الشعر التي تقوم بها لا يضاهيها كبار الشعراء"، فهذه المبالغة مؤذية، وسوف يكتشف الطفل أنها مبالغة، وأن الأم تفعل ذلك لا شعورياً؛ لأن هذا الطفل هو ابنها وأقرب انسان إلى قلبها، ولا تحب أن ترى شخصاً أفضل منه، ولكنها يجب ألا تبالغ وتضع الطفل في قالب أوسع منه وأكبر من قدراته، ولذلك فيجب أن تكون معتدلة وتمتدحه على قدر العمل.
- قومي باستخدام أسلوب معتدل لا يوصل تصوراً خاطئاً للطفل؛ بأنه مهما فعل فسوف يعجب أمه ومن حوله؛ لأن الأم تنقل الطفل إلى خانة الإهمال، وعليها أن تتوقف عن ذلك تماماً، وأن تختار عبارات تشجيعية لطفلك تؤدي لتحفيزه على النجاح والإنجاز منذ صغره وتكون بقدر العمل؛ لكي لا تحصل على نتائج عكسية.
مقارنة إنجاز الطفل بالآخرين
- توقفي تماماً عن مقارنة طفلك بالأطفال الآخرين، وذلك خلال مديحه أو حتى عقابه، وتذكري أن هناك فروقات فردية بين الأبناء، حتى لو كانوا توائم، وهناك فروق فردية بين الأطفال الذين يكونون قد ولدوا في نفس اليوم، مثل أبناء الأقارب والجيران والأصدقاء، ولذلك فمن الخطأ أن تقارني طفلك بأي طفل آخر، مهما كان، ولا يعد ذلك تحفيزاً على الإطلاق، فالأم تكون أمام كائن واحد، لديه قدراته العقلية والإدراكية والمهارية، وهو يفعل كل ما يستطيعه، ولذلك فمن الخطأ أن تقارنه الأم بأي طفل آخر.
- امتنعي عن إحباط طفلك؛ بأن تقولي له "أنت جيد وعلاماتك ممتازة ولكن فلان حصل على درجات أكثر"، أو "ليتك تكون مثل فلان"، فالأم هنا محبطة وغير مشجعة لطفلها، وسوف يشعر الطفل بأنه مهما فعل فلن يُرضي أمه، وهو في سنه الصغيرة يكون حريصاً على رضاها، ولذلك فالمقارنة تكون في غير صالحه، ويجب أن تتبع الأم أساليب تربية الأبناء الصحيحة ومن أولها معاملة الطفل حسب قدراته، والبعد عن مقارنته بالآخرين بدعوى التشجيع أو حتى الاحباط.
عدم احتضان الطفل أثناء المديح
![](https://static.sayidaty.net/2025-02/405666.jpg?VersionId=yZahOaGH8pAfcU.tmtmpFKSCUDcgjFNr)
- اهتمي باحتضان طفلك أثناء تقديم المديح له وتشجيعه؛ لأن الاحتضان له فوائد نفسية كثيرة، وتعود بفائدة على الطفل، بحيث إنه يعزز من شعوره بالاحتواء والانتماء، ولا يمكن أن تقولي لطفلك "أنت رائع" من دون أن تضميه بين ذراعيكِ، فهذا التعبير يكون ناقصاً، ويجب أن تعرفي ما هي فوائد احتضان الطفل والتربيت على رأسه عدة مرات يومياً؟ ويكفي أن الاحتضان والتربيت على رأس ووجنتي الطفل وكتفه؛ من وسائل التعزيز التي حث عليها الإسلام، وكان لنا في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أكبر قدوة، حيث كان يفعل ذلك مع الأطفال، خاصة اليتامى منهم.
- قومي باحتضان طفلك حين تقولين له "أنت رائع"، والأفضل أن تقولي له "درجاتك رائعة"، واسبغي عليه كلمات الإطراء والدعم وأنتِ تحملينه مثلاً، ولا تهملي تقبيل الطفل ولمسه ونقل شعور الحب والفخر إليه، ومن المهم أن تحتضني الطفل أمام الآخرين؛ لكي تعززي ثقته بنفسه، ومثلما يحب أن يكون فخوراً بنفسه أمامك؛ فهو سوف يكبر على تقدير ذاته، وبذلك تبنين له ثقة عريضة؛ تتسع يوماً بعد يوم بنفسه وبمن حوله.
إهمال استخدام لغة الجسد أثناء المديح
![](https://static.sayidaty.net/2025-02/405665.jpg?VersionId=acpnQtcUvol51_r1dhzKT3yO7z9B5S3C)
- لا تهملي استخدام لغة الجسد مع طفلك حين تقومين بمدحه وتشجيعه، وإلا سوف تتحولين إلى إنسان آلي أو إلى آلة تلقي ردوداً، ولذلك فحين يعود طفلك من المدرسة مثلاً وهو يحمل شهادته، أو كراساته التي حصل بها على علامات مرتفعة، فيجب أن تتركي كل ما تنشغلين به وتقومي بحمل الطفل، أو التلويح بكراسته عالياً واحتضانه، أو تعليق شهادته على صدرك، والقيام بعدة حركات توصّل للطفل سعادتك، ولا يكفي أن تقولي له كلاماً مثلاً، أو أن تقومي بتقبيله بآلية، أو حتى أن تؤجلي الاحتفال به وتقولي له "سوف نحتفل بك حين يعود الأب من العمل".
- اختمي بنقل لغة جسدك إلى طفلك؛ لكي يشعر فعلاً أنه إنسان منجز وفعال، وأنك تفرحين بتفوقه ونجاحه، وأن ما يقوم به من نجاح وتفوق يُحدث فرقاً فعلياً لديكِ؛ يظهر على اهتمامكِ به؛ من خلال التصفيق له، وإطلاق عبارات المديح في وقتها، وحسب الموقف، وفي الوقت نفسه عدم إهمال تعبيرات الوجه والوعود الجميلة التي تنتقل من خلال المشاعر، ويجب أن تعرف الأم أن الطفل يكون حساساً ويقيس درجة حرارة مشاعر أمه، وإن كانت تهتم بشكل جدي وحقيقي، أم أنها مشغولة بأمور أخرى. كل هذه الأفكار تدور برأسه، وتقرر خطوات نجاحه القادمة في المستقبل.
قد يهمك أيضاً: أفكار لتحفيز الطفل على التعلم بشكل أفضل