في شهر رمضان تحلو اللمّة والحكايات وأجمل القصص الرمضانية الهادفة للصغار، التي تعلمهم فضل هذا الشهر الكريم، وعباداته، وتصف لهم فضائله، في رفع مستوى السلوك الإيجابي، مثل التعامل مع الآخرين بلطف، والبعد عن النميمة، وعدم التذمر، وكلها فضائل، تعوّد الطفل في هذا الشهر على الاستمرار بها في جميع أشهر السنة، إليكِ هذه القصص القصيرة، التي تعلمين طفلك من خلالها هذه الفضائل الأخلاقية الإيجابية وترسخ فيهم حب التراث، والوفاء.
قصة فانوس رمضان

كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك طفل صغير اسمه مروان يعيش مع أمه بمفردهما في المدينة.
كانا من عائلة فقيرة ليس معهما مايكفيهما خاصة أن الأم مريضة والطفل مروان صغير، غير قادر على إعالتها، ولم يكن لديهما بالمنزل أي ميراث تركه والده يعتمد عليه في العيش، إلا فانوس رمضان، وهو فانوس ورثه والده عن أجداده فظلّ يتوارث جيلاً بعد جيل.
فكّر مروان أنه يتجه لحاكم المدينة يطلب المساعدة؛ لكن للأسف كان الحاكم ظالماً ولايساعد الفقراء، لذلك لم يجد الصبي "صالح" غير أن يعمل أي عمل ليحصل على مال ليأتي لأمه بالطعام والعلاج.
فتذكر مروان الفانوس الذي كان قديماً وشكله وألوانه مميزة فكانت شهرته في المدينة كبيرة لجماله وتصميمه.
ففانوس صالح يعطي ضوءاً أحمر وأخضر وأصفر في نفس الوقت؛ لذا كان الأطفال يغارون كثيراً من مروان لهذا الفانوس العجيب.
فقرر مروان أن يأخذ فانوسه ويذهب للسوق ليلاً، ويتسوّق لأمه بعض الخبز والطعام، بالمال الذي جمعه من عمله بالنهار. وذات يوم من أيام شهر رمضان وهو عائد من السوق بفانوسه ومعه الطعام لأمه المريضة، وجد سائلة طلبت منه رغيفاً من الخبز لتأكله؛ فقام مروان على الفور وأعطاها الرغيف الوحيد الذي اشتراه؛ ولم يتردد لحظة في أن يعطيه للسيدة الفقيرة. وعندما عاد لأمه اعتذر لها وأبلغها بما حدث معه.
رحبت الأم بعمل مروان، وقالت له: لا يهمك يا مروان سنأكل اليوم من غير خبز، فالحمد لله الذي أعطانا وكفانا ورزقنا.
فهناك الكثير، مثل تلك المرأة الفقيرة، الذين لايجدون لاطعاماً ولاخبزاً. ثم رفعت هي ومروان أيديهما إلى السماء، وحمدا الله.
وبعد أيام وأثناء عودة مروان لمنزله بعد يومه الشاق والمتعب وبعد أن اشترى من السوق مستلزمات يومه له ولأمه، وجد في الطريق رجلاً عجوزاً عند أطراف المدينة يبكي، فاقترب صالح منه وسأله : ما بك ياجدي؟
فقال العجوز : أنا أب لأربعة أولاد، ولا أجد عملاً حتى الآن ولم آتِ لهم بطعام اليوم.
صالح : لاتبك، وخذ هذا الطعام كله لأولادك رزقنا الله وإياكم.
العجوز : جزاك الله خيراً، ياصغيري.
عاد لأمه وروى لها ماحدث معه معتذراً منها.
الأم : لا يهمك يا مروان نحن اليوم فقط بلا طعام، هنا أناس لا تجد الطعام ولا الشراب ولا المأوى لفترات طويلة.
أحسنت ياصغيري، ورزقك الله برزق وفير.
في السحور، استيقظ صالح؛ ليشرب ماءً؛ ليبدأ صيام اليوم التالي فينتظره يوم عمل شاق.
لكنه اكتشف أن فانوسه غير موجود، فخرج مسرعاً من البيت؛ ليبحث عن فانوس أبيه وأجداده، فقد يكون نسيه في أحد الشوارع وهو عائد ليلاً. لكنه لم يجده، وفي الشوارع قابل المسحراتي، وسأله : هل رأيت فانوسي بألوانه المميزة؟
المسحراتي : لا يا صغيري لم أرَ شيئاً.
وفجأة رأى مروان ألواناً مختلفة تظهر خارج المدينة تشبه ألوان فانوسه، فجرى إلى هناك مسرعاً، حتى اقترب ووجد فانوسه، لكنه وجد بجانبه صندوقاً قديماً، فأخذ مروان الفانوس وحاول فتح الصندوق فوجد فيه كنزاً كبيراً به كثير من المجوهرات ومشغولات الذهب وورقة مكتوبة بحبر قديم: "بالإيمان والصبر والتواضع والعدل.. ليس هناك مستحيل".
فقد خلف الله عطاء صالح للفقراء بكنز كبير ساعده في تغيير حياته، حيث لم ينس أحداً من الفقراء في المدينة.
وعالج أمه المريضة، وعاش في سعادة ورضا بالعدل والصبر والعمل.
في اليوم العالمي لرواية القصص.. 5 كتب رمضانية اختاريها لطفلك
قصة طفلة قاومت العطش

كانت الطفلة أسماء مهذبة وخلوقة، كانت دائمة الاستماع بفضائل الصوم وشهر رمضان، انتظرت أسماء كثيراً حتى تبلغ العشر سنوات، حتى تتمكن من الصوم مثلما يفعل والداها، وسيشهد هذا العام صيام جميع الأفراد أسرة أسماء وهو ما حفزها على استقبال شهر رمضان الكريم.
عندما رأت أمها تعلّق لوحة قرآنية جميلة بالمنزل مكتوباً عليها قال تعالى :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)،
أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ، ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184).
فرحت أسماء بأنها ستشارك أهلها تجربة الصيام للأطفال هذا العام، فقد حلّ شهر الكرم والغفران، وبدأ استعداد المنزل لسحور أول يوم، فاستيقظت أسماء قبل أذان الفجر وتناولت السحور مع أسرتها، ثم نامت واستيقظت في الصباح، ولكنها شعرت بالرغبة في الشرب، كما اعتادت بشكل يومي على شرب كوب من الماء في الصباح.
فدخلت أسماء إلى والدتها في المطبخ، وقالت لها : أنا عطشانة جداً يا أمي والجو في غاية الحر، أريد أن أشرب كوب ماء بارد واحد فقط.
قالت لها الأم: من الطبيعي يا صغيرتي أن تشعري بالعطش، ولكن الفرق هنا يكمن فيمن يستطع التغلب على جوعه وعطشه في سبيل مرضاة الله، والآخر الذي يستسلم ولا يقاوم. وهنا نصحتها أمها بأن تشغل نفسها بالصلاة وقراءة القرآن، أو القيام بأي شيء يشغلها عن الشعور بالعطش، خرجت أسماء من المطبخ ودخلت غرفتها محاولة مقاومة الشعور بالعطش، وبعد وقت قررت أسماء أن تتسلل من وراء أمها إلى المطبخ؛ لتشرب الماء البارد بدون أن يشعر بها أحد.
انتهت الأم من أعمالها داخل المطبخ ثم غادرت، فدخلت أسماء المطبخ بعد خروج والدتها وفتحت باب الثلاجة ثم ملأت كوباً من الماء البارد، فدخلت الأم المطبخ فجأة فشاهدت أسماء وهي تمسك بيدها كوب الماء، فتعجبت وسألتها: ماذا تفعلين هنا يا صغيرتي؟
قالت بتوتر: لا شيء يا أمي، فقالت الأم: هل ستنهي صيامك يا بطلتي الصغيرة بسهولة من أجل شربة ماء؟
فقالت أسماء: ولكني أشعر بالعطش الشديد يا أمي ولا يمكنني التحمل.
قالت الأم: علينا أن نتحمل يا أسماء، فلصيام فوائد صحية كثيرة أقرها الأطباء وأقلُّها أنه يخلّص جسم الإنسان من السموم، وهو ركن من أركان الإسلام الخمس، صوم شهر رمضان يا صغيرتي يجعلنا نشعر بتعب الفقراء ونحس بجوعهم لنرفق بهم، فإحساسك بالجوع والعطش في بداية اليوم يعتبر شعوراً طبيعياً في أول أيام الصيام لكِ، وفيما بعد ستعتاد معدتك على ذلك وسينتهي شعورك بالعطش، وستشعرين بفرحة عارمة عندما تكملين صومك للنهاية وتأتي لحظة الإفطار، خاصة وإني جهزت لكِ كل ما تشتهي نفسك من طعام لذيذ.
فرحت أسماء بكلام أمها وقررت أن تشغل نفسها بالصلاة وقراءة القرآن، وقراءة كتاب حكايات إسلامية الذي أهداه لها والدها، وها هي تنهي يومها الأول وتفطر مع أسرتها عند أذان المغرب مرددة الدعاء معهم "ذهب الظَّمأ، وابتلَّت العروق، وثبت الأجرُ إن شاء الله تعالى”.
قصص وحكايات شيقة ومفيدة لطفلك في نهار رمضان
قصة الطفل الكسول في رمضان

كان الحاج مبروك يحرص على حضور دروس العلم، وابنه أحمد يحب الذهاب معه؛ لحضور هذه الدروس.
وذات يوم، تحدث شيخ المسجد عن صيام شهر رمضان المبارك، وعن الأجر العظيم الذي يناله الصائمون، وعندما هلّ هلال شهر رمضان المبارك قرر أحمد صيام هذا الشهر كاملاً، ففرح والده بهذا الأمر.
وفي اليوم الأول من شهر رمضان صلی أحمد الفجر مع والده الحاج مبروك في المسجد، وظل به حتى جاء وقت شروق الشمس. وعندما رجع أحمد إلى بيته، ساعد أمه في بعض الأعمال المنزلية، ففرحت به أمه فرحاً كبيراً.
استأذن أحمد من أمه لكي يزور صديقه باسم، ليهنئه بقدوم شهر رمضان المبارك.
ذهب أحمد إلى صديقه باسم، فوجده يشاهد التلفزيون من أول النهار؛ ليستمتع بما يقدمه التلفزيون من برامج وأفلام ومسلسلات الشاشة في شهر رمضان، ولم يؤد باسم الصلوات المفروضة، فقد استيقظ من نومه متأخراً، وقرر أن يكمل صومه أمام التلفزيون متحججاً بصيامه، وأنه لا يستطيع أن يكمل صيامه إلا أمام التلفزيون.
حزن أحمد من تصرف باسم في شهر رمضان، ورفض ما يفعله صديقه وقال له : إن الصائم يقضي وقته في عبادة الله تعالى، وإقامة الصلوات المفروضة في أوقاتها، وقراءة القرآن الكريم، وعمل الخير الذي ينفع الناس، وطاعة الوالدين ومساعدة الآخرين ممن يحتاجون إلى مساعدة، وينبغي أن يكون هذا سلوك كل الناس في شهر رمضان، وفي كل شهور السنة، فخجل باسم من نفسه، وقرر الالتزام بنصيحة صديقه الذي يحبه.
أجمل ما قرأت للأطفال..7 قصص عن الصدق من التراث العالمي