يتم التعرف إلى تحديات التعلم لدى الأطفال الذين يعانون من صعوبات في مهارات مثل القراءة والرياضيات والتنظيم أو الانتباه. لكن العديد من الطلاب الذين يعانون من اضطرابات التعلم والانتباه يعانون أيضاً من مشاكل اجتماعية وتواصلية.
عندما تتواصل اجتماعياً، عليك أن تفهم ما قيل، وتنظم أفكارك، وتقرر الرد المناسب، وتجد الكلمات المناسبة لاستخدامها. قد تكون هذه الخطوات صعبة على الأطفال الذين يعانون من مشاكل في التعلم.
قد يواجه الأطفال المصابون باضطراب التعلم غير اللفظي مشاكل في فهم القواعد المتعلقة بالتواصل الاجتماعي، ولا يمكنهم بسهولة رؤية أن الجميع يتصرفون بطريقة معينة، وقد يفوتهم سماع النكات أو لا يستجيبون عند التحدث إليهم.
على الأفراد تحديد القضايا الاجتماعية التي تشكل "مشاكل كبيرة" للأطفال والمراهقين، نوجز هنا أهم القضايا الاجتماعية للأطفال والمراهقين، والتي تتسبب بضعف التواصل الاجتماعي.
التنمر والتنمر الإلكتروني

برز التنمر والتنمر الإلكتروني ضد الأطفال باعتبارهما من مصادر القلق بين الآباء حسب الإحصائيات ورأي الخبراء، وذلك نظراً لتغير سلوكيات الأطفال والمراهقين، وتشير الأبحاث إلى أن معدلات التنمر الإلكتروني بين المراهقين قد تكون أعلى (59%).
حيث حذر الخبراء من مخاطر وتأثيرات التنمر الإلكتروني، التي قد يتعرض لها الأطفال، في الفضاء الإلكتروني، محددين ثلاثة إجراءات مثالية للتعامل مع المتنمر الإلكتروني على وسائل التواصل الاجتماعي، أو أثناء ممارسة الألعاب الإلكترونية أو وجود الطفل عبر الإنترنت، وهي: أولاً: حظر الشخص المتنمر، ثانياً: إلغاء متابعة حساب المتنمر، ثالثاً: إبلاغ إدارة الموقع بواقعة التنمر للتحقيق فيها. وأشاروا إلى أن أبرز المخاطر التي يمكن أن يواجهها الطفل عبر الإنترنت، هي التنمر والاستدراج، والاطلاع على محتوى غير لائق، وفقدان التحكم في البيانات الشخصية، والتعرض لمخاطر التقنية والحاسب الآلي، والإدمان على الإنترنت.
حالة الفقر المدمر
حيث يتسبب الفقر إلى سوء التغذية عند الطفل، وبالضرر على جميع الأطفال، بيد أنه مؤذٍ بصفة خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، إذ يمكن أن يؤدي عدم تناول كمية كافية من العناصر الغذائية الأساسية إلى إلحاق ضرر كبير ببقاء الطفل ونموه البدني وتطوره المعرفي، ما يجعل الأطفال وأسرهم عالقين في شرك حلقة من الفقر والحرمان.
ويعدّ استغلال الأطفال في أي شكل من أشكال العمل وحرمانهم من الطفولة من أسوأ الأمور التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال، في حالة انتشار الفقر، إذ إنه يمس بكرامتهم وإمكاناتهم ويعيق قدرتهم على التمتع بحقوقهم الأساسية كالتعليم و الصحة و التغذية و الحماية، وقد يترك ذلك آثاراً تلازم الطفل بقية حياته على المستويين النفسي والجسدي.
عدم وجود إشراف من قبل الكبار
إن إحدى القضايا المرتبطة بنقص الإشراف من جانب الكبار هي صعوبة الحصول على رعاية أطفال عالية الجودة وتعليم الطفولة المبكرة. بالنسبة للأطفال الذين يبلغون من العمر 14 عاماً أو أكثر، يمكن للوالدين المساعدة في إعداد أطفالهم للبقاء بمفردهم.
وفي النهاية فإن حماية وتعزيز رفاهية الأطفال هي مسؤولية الجميع، فلكل شخص يتعامل مع الطفل وأسرته دور. ومن أجل الوفاء بهذه المسؤولية بشكل فعّال، يجب على كل شخص يتعامل مع الطفل التأكد من أن توجهه ونهجه محوره الطفل. وأنه يولي الاعتبار الأول، في جميع الأوقات، لمصلحة الطفل الفضلى.
العنف في المدارس

يُمثِّل العنف المدرسي العنف الذي يحدث داخل مبنى المدرسة، أو في مُحيطها، أو في طريق الوصول إليها، أو عند حضور نشاط برعايتها، ويُمكن أن يكون مُوجَّهاً من قِبَل طالب، أو إداريّ، أو عُضو هيئة تدريسية ضِدّ الفئات ذاتها، أو ضِدّ ممتلكات المدرسة. وهذا من شأنه الإضرار سلباً بنتائج التعلُّم عند الطفل، وأنّ العقوبة البدنية تحديداً ترتبط بانخفاض النتائج الأكاديمية، لا سِيَّما في الموادّ التعليمية الأساسية، مثل: القراءة، والكتابة، والحساب.
وقد يتسبَّب التأثير السلبي للعنف في زعزعة العلاقات الاجتماعية عند الأطفال، وعدم استقرارها، وضعف مهارات التواصل غالباً؛ نتيجة قِلَّة ثقتهم بالآخرين، وشعورهم بالخوف وعدم الأمان، إلى جانب ضعف تعاطفهم مع الآخرين أو انعدامه في بعض الأحيان، وما يتضمَّنه ذلك من مشكلات اجتماعية كثيرة، الآن ومستقبلاً؛ نتيجة شُعور الطرف الآخر بأنّ مشاعره أو احتياجاته غير مفهومة، ولا مُقدَّرة.
وسائل التواصل الاجتماعي
في عصر يسهل فيه الوصول إلى المعلومات بلمسة واحدة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا. ومع استمرار الأزمات العالمية، وهذا كله يؤدي إلى الضغط العاطفي على الطفل، بسبب التعرض المستمر ومشاهدة الصور ومقاطع الفيديو القاسية لمشاهد الحرب يمكن أن يؤدي إلى الضغط العاطفي بين الأطفال والتي قد تثير الخوف والقلق وحتى الصدمة، التي تتسبب أيضاً بفقدان الحساسية، لأنه مع مرور الوقت، قد يؤدي التعرض المتكرر للمشاهد العنيفة إلى فقدان الحساسية لدى الأطفال، ما يجعلهم أقل حساسية تجاه معاناة الآخرين. يمكن أن يعيق هذا الفقدان تطور التعاطف والرأفة.
وهذا كله في النهاية يؤدي إلى اضطرابات في النوم، حيث يجب أن يحصل الطفل على قسط كافٍ من النوم يومياً للمحافظة على صحته العقلية والجسدية، مشاهدة المحتوى القاسي قد يؤدي إلى مشاكل في النوم لدى الأطفال، مما يؤدي إلى الكوابيس واضطرابات أخرى.
يمكن للوالدين معرفة المزيد حول الوعي الرقمي لحماية أطفالهم من السلوكيات الضارة عبر الإنترنت. هناك أيضاً مصادر لمعرفة المزيد حول تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الأطفال والمراهقون بشكل شائع، وكيفية الإبلاغ عن التنمر الإلكتروني.
السكن غير الآمن
ولا يؤثر مثل هذا الأمر فقط على نفسيات الآباء فحسب ويسبب لهم الضغط النفسي والقلق والحزن عند الطفل، بل يصعب على الأطفال أيضاً التكيف مع هذا الوضع ويضر بسلوكياتهم ونفسياتهم، وقد كشفت الأبحاث أن الأسر التي لا تمتلك منازل أن حياة الأطفال تتضرر بسبب العيش في عقارات مستأجرة، حيث يتم اقتلاعهم من مدارسهم ويبتعدون عن أصدقائهم أو قد يصبحون بلا مأوى بسبب تصاعد تكاليف الإيجار.
العنصرية والتمييز

إن الحرمان والتمييز خلال الطفولة يسببان ضرراً قد يدوم مدى الحياة. وهذا يؤذي الجميع.
إن العنصرية والتعصب يهدمان القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية، ولا يجلبان سوى إثارة النعرات القبلية والتميز الطبقي، وهما تربة صالحة، لشحن الناس، ويأخذهما نحو دوائر الرجعية والتخلف، خصوصاً على الأطفال، ذلك إن التحيز والتمييز يحدان بشكل خطير من نمو الأطفال وتطورهم . ويؤديان إلى استبعاد بعض الأطفال وحرمانهم من فرصة تكوين صداقات وتعلم أشياء جديدة... وفي النهاية، يخسر الجميع من آثار التحيز والتمييز.
صعوبة في التواصل مع الأطفال الآخرين وتكوين صداقات
قد يفهم الأطفال المصابون باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط أو صعوبات في الوظائف التنفيذية ما يحدث، لكنهم يجدون صعوبة في تنظيم إجاباتهم. وقد يواجهون صعوبة في الاستماع إلى الأطفال الآخرين دون مقاطعة، أو انتظار دورهم. أو قد يتصرفون بشكل غير لائق بناءً على اندفاعاتهم.
كما قد يواجه الأطفال المصابون بعسر القراءة صعوبة في فهم اللغة المعقدة. وقد يكون من الصعب عليهم أيضًا العثور على الكلمات المناسبة لاستخدامها. وقد يبدو الأمر بالنسبة للآخرين غير متطورين أو غير ناضجين. وعندما يواجه الأطفال صعوبة في التعلم، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض احترامهم لذواتهم. ربما قيل لهم إنهم لا يبذلون جهدًا كافيًا. أو قد يقلقون من أنهم ليسوا أذكياء مثل الأطفال الآخرين . وإذا شعروا بالخجل من معاناتهم، فقد يصبح التواصل الاجتماعي أكثر صعوبة.
ولكن بمساعدة أحد المتخصصين، يستطيع الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم بناء مهارات اجتماعية. تأكدي من أن طفلك يعرف أنه ذكي مثل الأطفال الآخرين. وإذا حصل على الدعم المناسب لمواجهة صعوبات التعلم، فسوف يشعر بمزيد من الثقة. كما أن العمل مع متخصص يمكن أن يساعد الأطفال على تعلم المهارات الاجتماعية التي لا تأتي إليهم بشكل طبيعي كما هي الحال مع الأطفال الآخرين.
مشاكل في الفهم
الأطفال الذين يعانون من مشاكل في فهم المعلومات الاجتماعية هم أولئك الذين يعانون مما نسميه اضطراب التعلم غير اللفظي. هؤلاء الأطفال يعانون من مشاكل في فهم الأنماط الاجتماعية ولايدركون بشكل حدسي قواعد السيناريوهات الاجتماعية، سواء كانت مجموعة من الأشخاص ينضمون إليها، أو تحية يحتاجون إلى الرد عليها أو نكتة تفلت منهم. إنهم غير قادرين على وضعها في نمط يخبرهم بنوع السلوك المتوقع. والخبر غير المتوقع أن مثل هؤلاء الأطفال يميلون إلى أن يكونوا جيدين في التعلم عن ظهر قلب، وهذا يعني أنه يمكنك تعليمهم الأنماط التي يفتقدونها. على سبيل المثال، يمكن تعليم الأطفال الذين يعانون من صعوبة في التعرف إلى تعبيرات الوجه التي تتوافق مع المشاعر المختلفة أن يطابقوا التعبيرات مع ما ينقلونه. يمكنهم التدرب حتى يصبح الأمر سهلاً، لكنه سيكون دائماً ميكانيكياً بدلاً من أن يكون سهلاً.
مشاكل في التنظيم
قد يفهم الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الوظائف التنفيذية، بما في ذلك أولئك الذين تم تشخيصهم باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، المعلومات التي يحاولون الاستجابة لها ولكنهم يواجهون صعوبة في تنظيمها أو تحديد أولوياتها. قد لا يختارون المحفزات الصحيحة للاستجابة لها - على سبيل المثال، وضع سؤال المعلم جانباً، والانتباه إلى التعليق الذي يهمس به أحد زملائهم في الفصل بدلاً من ذلك. أو قد يرضون الدافع لقول شيء وقح لأن أدمغتهم لا تشير إلى أن العواقب لن تكون جيدة.
هؤلاء الأطفال ليسوا أغبياءً اجتماعياً؛ لكنهم لا يتخذون بالضرورة الاختيارات الصحيحة فيما يتعلق بالإشارات التي يجب الاستجابة لها، أو كيفية تنظيم استجابتهم بشكل فعال. إن التنظيم الذاتي، أو الإدارة الفعّالة لسلوكهم، هو شيء يحتاجون إلى العمل عليه.
عدم وجود فرص عمل كافية للآباء

حيث أشار أخصائيو علم الاجتماع إلى أن فقدان الوظيفة يؤثر على الأسرة بأكملها، لكن الأطفال يسقطون غالباً من المعادلة رغم تأثرهم المباشر بتغيير كبير كهذا. ويفضل العديد من الآباء تجنب مصارحة أبنائهم بشأن هذا الأمر، وعندما يخبرون أطفالهم فإنهم لا يعرفون ماذا يقولون أو كيف يبدأون.
كما أن عمر الطفل يلعب دوراً كبيراً في كيفية التعامل مع موضوع فقدان وظيفة الأب أو الأم. وبالنسبة إلى الأطفال قبل عمر المدرسة، يمكن أن يكون الأمر بسيطاً، أما بالنسبة إلى الطفل الأكبر قليلاً، فيمكن التعامل مع بعض التفاصيل الإضافية بنوع من التقبّل. في حين أن المراهقين يدركون أن فقدان الوظيفة يعني فقدان الأموال، وتعطيل خططهم الترفيهية.
فقدان الثقة
من المؤكد أن الثقة بالنفس قد تكون مشكلة بالنسبة للأطفال الذين لا يعانون من أي مشاكل في النمو على الإطلاق. ولكن بحلول الوقت الذي يكافح فيه الأطفال الذين يعانون من عوائق خطيرة في التعلم في عدة صفوف، حيث ينصب التركيز الرئيسي على إتقان القراءة والكتابة، قد يتضرر تقديرهم لذاتهم بشدة.
إذا لم يتم تشخيصهم، فمن المحتمل أن يتهموا بعدم بذل جهد كافٍ للتعلم، أو الضغط عليهم لإنهاء واجباتهم - ومن المؤكد أنهم سيقلقون من أنهم ليسوا أذكياءً مثل الأطفال الآخرين. يحاول العديد من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو عسر القراءة (أو كليهما) إخفاء صراعاتهم، والعمل بجدية أكبر لمنع الأطفال الآخرين من رؤية أن هناك خطأ ما فيهم.
كما أن الأطفال الذين يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم ويخجلون من فشلهم في إتقان المهارات الأساسية سوف يواجهون صعوبة في التفاعل مع أقرانهم.
بالنسبة لهؤلاء الأطفال، فإن الخطوة الأولى هي مساعدتهم على فهم أنهم أذكياء مثل الأطفال الآخرين، وأنهم قادرون على اللحاق بأقرانهم إذا حصلوا على الدعم المناسب. وبالطبع، فإن الخطوة التالية هي توفير هذا الدعم، لمساعدة الأطفال على تطوير المهارات والاستراتيجيات اللازمة للتعامل مع المشكلة الأساسية حتى تتاح لهم الفرصة للنجاح - أكاديمياً واجتماعياً.
مهارات التواصل الاجتماعي عند الأطفال
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص