بمناسبة يوم الأم: كوني عصرية وأعيدي رسم علاقتك بابنتك المراهقة/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%88%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D9%88%D9%86/1808552-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7
أسرة تحتفل بيوم الأم
يحتفل العالم العربي منذ عقود مضت بيوم الأم في21 من شهر مارس من كل عام، يوم تُكرم فيه الأمهات اللواتي قدمن لأبنائهن الكثير من الرعاية والاهتمام والحب والحنان، والجميل أن يرتبط الاحتفال بأول أيام فصل الربيع، فصل الإشراق والنضارة وتفتح الزهور؛ لذلك نتقدم بجزيل الشكر على كل ما تفعله الأم من أجل أبنائها، فهي العطاء الذي لا ينفد، ولأن الأم مدرسة كما قال الشعراء عنها؛ نجدها دائماً ما تحرص على ألا يرتكب أطفالها الأخطاء خاصة المراهقين، فترشدهم إلى الطريق الصحيح، وفي هذا التقرير تدعو الدكتورة فاطمة الشناوي استشاري طب النفس كل أم: أعيدي رسم علاقتك بابنتك المراهقة، وإضافة الجديد الذي يتواءم ومستحدثات العصر التكنولوجي.
سبب الاحتفال بيوم الأم
طفلة تحضن أمها
نشأت فكرة يوم الأم في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1908، وتعود الفكرة إلى الفتاة آنا جارفيس، التي نظمت أول احتفال لتكريم والدتها، وكانت والدتها تُردد باستمرار عبارة: «في وقتٍ ما، وفي مكانٍ ما، سينادي شخص ما بفكرة الاحتفال بيوم الأم»، وعندما تُوفيت شعرت «آنا» الابنة بمسؤولية كبيرة لإحياء يوم الأم. فبدأت بحملة دءوب لنشر هذه الفكرة، وكتبت العديد من المقالات، وخطبت في الندوات، وناشدت الشخصيات المؤثرة لدعمها، وقد أحدث هذا صدًى كبيراً في القلوب، وبعد سنواتٍ من العمل الدءوب، أثمرت جهود «آنا» عام 1914، عندما أعلن الرئيس الأمريكي وودر ويلسون يوم الأم عطلة رسمية في الولايات المتحدة. وبمرور الوقت، انتشر الاحتفال بيوم الأم في جميع أنحاء العالم، وأصبح رمزاً للتقدير والامتنان للأم، وإن اختلفت مواعيد الاحتفال من بلد إلى آخر.
قواعد لرسم العلاقة من جديد:
أضيفي مفاتيح جديدة للتربية
فتاة رسمت بطاقة الحب في يوم الأم
جرت العادة على أن الحب والرعاية هما المفتاحان اللذان يربطان علاقة الأم بابنتها المراهقة، ولكن مع تطور العصر واقتحام الأجهزة الذكية لتفاصيل حياة أبنائنا المراهقين والمراهقات؛ فالأمر لا بُدَّ أن يختلف. نعم لا يكفي أن تحب الأم ابنتها وترعاها ثم تترك الأمور تسير بهذا الإحساس الغريزي وحده، بل عليها أن تعيد رسم علاقتها بابنتها المراهقة من جديد على أسس وقواعد مختلفة، فما رأيك سيدتي الأم؟ هيا: اجعلي من الحب ومعه الخوف مفتاحين لسلوك واعٍ وعلاقة إيجابية بينك وبين ابنتك، الفتاة في جميع مراحل حياتها تتأثر بوالدتها، تحاكيها في كل شيء وتعتبرها مرجعيتها في جميع شؤونها وخصوصياتها.
تعرفي إلى ملامح مرحلة المراهقة
الورود أجمل الهدايا
المراهقة هي الفترة التي يحدث فيها التغير البيولوجي والهرموني والجسماني للمراهق، فيحدث نوع من التغيير أو التحول من دون حدوث نمو متوازٍ للقدرات العقلية. يصاحب هذه المرحلة اندفاع في السلوك والتصرف من جانب المراهق، في محاولة لإثبات الذات من خلال المظهر والتقليد والمحاكاة، وبالتالي قد يحدث نوع من التباعد والحوار غير السوي بين الأم وابنتها. وبالتالي فإن علاقتها بأمها يجب أن تكون دائماً حذرة ومتوازنة؛ أي تكون أسس التعامل فيها واضحة؛ بمعنى أن تدرك الأم خطورة المرحلة التي تمر بها ابنتها وتحتويها وتراقبها من دون أن تشعرها بذلك. لهذا على الأم أن تقترب من ابنتها وتصبح صديقةً ودوداً لها؛ حتى تحميها من تيارات الفساد، هذه الصداقة ستحمي البنت وتصونها وتطمئن الأم من أن تفقد علاقتها بابنتها.
الأم إن كانت بعيدة عن ابنتها غير متفهمة لمشاعرها ومشاكلها، قاسية في تعاملاتها معها؛ فستتحول العلاقة بينهما إلى صراع، وقد تفقد كل منهما الأخرى. على الأم إن وجدت خطأً أن تعالجه بطريقة الإيحاء غير المباشر أو بضرب المثل والقدوة؛ حتى لا تجنح الفتاة، مع الاعتماد على منهج الصراحة والمكاشفة. وفي هذا الإطار ينبغي أن يكون لدى الأم وعي كافٍ بدورها بوصفها أماً تحب وتخاف معاً، تفكر وتتصرف بدراية واعية، وأن تبث الخوف الآمن في قلب طفلتها من ارتكاب الخطأ.
كوني الأم الحازمة والأم الرقيقة اللينة
اجمعي بين النقيضين؛ الرقة واللين والحزم الشديد في أوقات أخرى، احكي لابنتك المراهقة مواقف أو مشاكل خاصة بك بطريقة غير مباشرة.
اهتمي بالخصائص الجسمية الظاهرية للمراهقة التي تتسم بالنضج، والخصائص النفسية والعقلية لها أيضاً التي لم يكتمل نضجها بعد.
تفهمي أن الابنة المراهقة تقلدك في جميع سلوكياتك، ورغم تذبذب وتردد العواطف، التي لم تنضج بعد؛ فالمراهقة تغضب بسرعة وتصفو بسرعة وتميل لتكوين الصداقات.
اتسمي بالنضج والتفهم وسعة الأفق واستوعبي أي سلوك يصدر عن ابنتك؛ وإن أخطأت فلا داعي للعقاب الشديد المباشر حتى لا تنفر منك.
لا تنشغلي عنها ولا تتعاملي معها بالطباع الحادة التي تخلو من العاطفة، ولا تفرقي في المعاملة بين الأبناء؛ فتتولد الغيرة المرضية بينهم.
تصرفات عليك تجنبها
أولاً: تجنبي العنف مع الأبناء والخلافات الزوجية أمامهم؛ لأن كل ذلك يحول دون تكوين علاقة صداقة وحب وتفاهم بينكم. ثانياً: لكي تكسبي ود ابنتك يجب أن يكون هناك تقارب بينكما وتبادل للرأي؛ فتقدمي لابنتك الخبرات التي تُعِدُّها أماً للمستقبل. ثالثاً: يجب أن تتعرف الأم إلى صديقات ابنتها وأسرهن وتعطي للابنة قدراً من حرية الاختيار، وإذا حدث خلاف؛ تتناقش معها بود. رابعاً: حالة عدم التوافق النفسي مع الأم ينتج عنها بعض الآثار على الابنة، تتمثل في البحث عن أم بديلة قد لا تحسن الابنة اختيارها. خامساً: قد تُصاب المراهقة بإحباطات كثيرة تؤدي إلى الاكتئاب نتيجة للحرمان العاطفي. سادساً: كما قد تنحرف المراهقة أخلاقياً، ويصبح لديها دوافع عدوانية تجاه نفسها والآخرين. سابعاً: وقد يترتب -أيضاً- على عدم التوافق إصابة الفتاة بأمراض نفسية جسمانية مثل: الربو والأمراض الجلدية والتوتر المستمر. ثامناً: إذا تفاقمت هذه الحالة من عدم الانسجام؛ قد تكره البنت المنزل، وتصبح شخصية غير سوية في المجتمع. * ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.