تعد الأنانية لدى الأطفال أمراً طبيعياً، خاصة في السنوات الأولى من عمر طفلك، ويعد التعامل مع الأطفال الأنانيين ليس بالأمر السهل، فأنتِ كأمّ تحتاجين بالطبع إلى توفير الفهم والتوجيه؛ لأن ذلك يمكن أن يتسبب في العديد من المشاكل الاجتماعية لطفلك عند الكبر.
إلا أنه في المقابل، يعد بإمكان الأم تعليم أطفالها وتوجيههم؛ ليتمتعوا بشخصية جيدة. إليكِ، وفقاً لموقع "raisingchildren"، بعض النصائح التي يمكنك تجربتها للتعامل مع أنانية الأطفال.
تنمية شخصية الأطفال

لا تصفي طفلك بأنه "أناني"، خاصة أمامه. سيكون هذا متأصلاً في ذهنه، ولن يكون جيداً لتطوره، ويجب في المقابل تخصيص الوقت لرواية القصص ومشاركتها مع أطفالك، واستكشاف أشياء كثيرة مع طفلك، وغرس العديد من القيم الإيجابية منذ الصغر؛ للمساعدة في تنمية شخصية طفلك.
ربما تودين التعرف إلى تقوية شخصية الطفل في عمر 3 سنوات
الثناء المناسب
هناك طريقة أخرى للتعامل مع الأطفال الأنانيين؛ وهي عدم الثناء عليهم كثيراً، إلا أنه في المقابل قد يساعد الثناء على طفلك في منحه الشعور بالسعادة والثقة بالنفس، ويجب الانتباه إلى أن الإفراط في الثناء ليس جيداً أيضاً، فيجب الثناء فقط في الأوقات التي تحتاج حقاً إلى تقدير طفلك، لقيامه بسلوك إيجابي أو إكمال إحدى المهام اليومية بنجاح.
كوني قدوة جيدة
الأطفال مقلدون رائعون، فإذا كان الآباء أنانيين في المنزل ولا يظهرون التعاطف، فبالطبع سيفعل أطفالهم نفس الشيء أيضاً. أعطي أمثلة على المشاركة والاستسلام والتعاطف وغيرها؛ حتى يعتاد الأطفال على رؤيتها ومحاكاتها.
تعليم الأطفال التعاطف
يمكن تنمية سمة التعاطف لدى طفلك مع الآخرين، وذلك من خلال بعض الأنشطة اليومية، أو من خلال سرد بعض القصص لطفلك أو الحكايات الخيالية التي تشجعه على التعاطف مع الآخرين.
يمكن أيضاً إظهار التعاطف؛ من خلال زيارة المرضى، أو مساعدة أصدقائهم في بعض المواقف الصعبة، ومشاركة الطعام عندما يكون الأصدقاء جائعين، وإعطاء الصدقات للمحتاجين.
زيادة الأنشطة الاجتماعية
الأطفال الذين لا يتواصلون اجتماعياً أو يلعبون مع الأصدقاء من نفس العمر؛ يميلون إلى أن يكونوا أنانيين؛ لأنهم لا يفهمون كيفية المشاركة، لذلك اجعلي طفلك يعتاد على التواصل الاجتماعي مع الأشخاص والأطفال الآخرين منذ سن مبكرة. يمكنكِ أيضاً تعليم أطفالك المشاركة؛ مثل التناوب في اللعب على الأرجوحة، أو استبدال الألعاب، وما إلى ذلك.
على الجانب الآخر، عندما يُظهر طفلك سلوكاً أنانياً، فاسأليه عن شعوره، واستمعي له، وامنحيه فرصة للتعبير عن مشاعره.
الحد من تقديم الهدايا

يجب الحد من تقديم الهدايا للأطفال الأنانيين؛ لأن الإفراط في تقديم الهدايا يمكن أن يجعلهم يطلبون المزيد؛ لأنهم يشعرون أنه من السهل الحصول عليها.
يجب تقديم الهدايا فقط في أعياد الميلاد، أو إذا حقق الأطفال إنجازات أكاديمية في المدرسة.
استمعي إلى آراء طفلك
التواصل مع الأطفال يعد أفضل وسيلة للتعامل مع الأطفال العنيدين. إذا كنتِ تريدين أن يستمع إليكِ طفلك الصغير؛ عليكِ أن تكوني على استعداد للاستماع إليه أولاً.
ولأن الأطفال العنيدين يميلون إلى أن تكون لديهم آراء قوية ويحبون الجدال لتحقيق رغباتهم، لذا حاولي التقرب من طفلك الصغير، والاستماع إلى ما يريد، هذا سيجعله يشعر بالأهمية والهدوء من دون غضب.
ربما تودين التعرف إلى كيفية التواصل بفعالية مع طفلك الصغير
عدم إجبار الطفل
عندما تميلين إلى إجبار طفلك على القيام بشيء ما، عادة ما يتمرد طفلك الصغير ويفعل ما لا ينبغي عليه فعله.
على سبيل المثال، يمكنك إجبار طفلك على التوقف عن اللعب لساعات بالأدوات الذكية والذهاب في المقابل إلى النوم، إلا أن تعليم الطفل العنيد بهذه الطريقة لن يساعده، بل سيثير عناده.
من ناحية أخرى، عندما تُظهرين اهتمامك بما يشاهده طفلك، سيعطي ذلك مزيداً من الراحة، وأن والديه يهتمان به.
أعطي الأطفال خيارات
الأطفال لديهم طريقتهم الخاصة في التفكير، ولا يحبون أن يقال لهم ما يجب عليهم فعله، أما كيفية تربية الطفل العنيد؛ فيمكن أن تكون باستخدام حيل خاصة من خلال منحه الاختيارات.
على سبيل المثال، عندما تريدين أن ينام طفلك الصغير وتبعديه عن التلفاز، حاولي إعطاء طفلك الصغير خيار انتقاء كتاب قصص الأطفال، ويختار القصة التي ستُحكى له قبل النوم.
اصرفي انتباه طفلك بقصة مثيرة للاهتمام، فإذا كان طفلك لا يزال يرفض، فحافظي على هدوئك مع تكرار نفس الشيء عدة مرات قدر الإمكان، وعدم إظهار الانفعال.
التحلي بالصبر
تغيير سلوك الطفل يحتاج إلى وقت وصبر، ويجب تطبيق القواعد والعواقب بشكل متسق؛ حتى يفهم الأطفال الحدود، فبالصبر يمكنك مساعدة طفلك على النمو؛ ليصبح أكثر تعاطفاً مع الآخرين.
يجب الانتباه أيضاً إلى أن كل طفل يختلف عن الآخر، فالبعض يستجيب بشكل أسرع، والبعض الآخر يستغرق وقتاً أطول، ويعد الشيء الأكثر أهمية هو تقديم ما يكفي من الحب والاهتمام والدعم.
في النهاية، يجب الانتباه إلى أن الأنانية هي إحدى مراحل النمو العاطفي للطفل، ولا يزال من الممكن توجيهها حتى تختفي هذه السمة في المستقبل، ويمكنك القيام بذلك تدريجياً، من دون إجبار الطفل، وبطريقة ممتعة.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.