أسباب كره الأطفال للمعلمات والمعلمين .. ونصائح لتجنب ذلك

كره الأطفال للمعلمات والمعلمين
كره الأطفال للمعلمات والمعلمين

 لا تستغربي إذا عاد طفلك من المدرسة، وهو يصرخ: "أنا أكره معلمتي/ معلمي"، فهذه العبارة تتكرر كثيراً عند الأطفال، وقد أجرى الخبراء بعض الاستطلاعات والأبحاث والتحليلات لمعرفة السبب الذي يجعل بعض الطلاب يكرهون معلميهم؟ إذا كنت معلمة/ معلم (أو أم لديك طلاب من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر) في عائلتك، فبالتأكيد أنك اختبرت بعض الصراعات التي تنشأ عن العلاقات المتوترة أحيانًا بين الطلاب والمعلمين. 

وربما لاحظت، من قصص الطلاب الذين يكرهون معلميهم، أنهم يتبادلون التعليقات الوقحة في الممر؛ فكلمة "الكراهية" كلمة قوية، وإن كانت تُستخدم عادةً من قبل الطلاب الساخطين.

انتقادات الطلاب الشائعة 

انتقادات الطلاب الشائعة 
                                                                       انتقادات الطلاب الشائعة 

عندما سألنا المعلمين والمدرسين والطلاب وأولياء أمور الطلاب والمهنيين الذين تخرجوا حديثًا من التعليم لأكثر من 15 عامًا هذا السؤال - "لماذا يكره بعض الطلاب معلميهم؟" - حصلنا على إجابات مثل هذه:

  • أنانية بعض المدرسين، حيث يشعر الطالب أن أسلوب المدرس في إلقاء الدروس أناني، ولا يستطيع أن يرى أن المدرس يتبع المنهج فقط.
  • يمنح الطلاب درجات سيئة ويغضبون منه بسببها، وهذا مؤشر على الفشل في فهم العلاقة بين الجهد والدرجات؛ ومع ذلك، قد تشير أيضاً إلى فشل المعلم في توصيل كيفية تحسين الدرجات.
  • يعتقدون أن شرح الدرس ممل، رغم أن الدرس قد يكون مثيراً للاهتمام ولكن يشرح بطريقة مملة حقًا، وغالباً ما يكون هذا الاعتقاد شائعاً بين طلاب المرحلة الابتدائية.
  • عدم كفاءة المعلم. في بعض الحالات، قد لا يعتقد الطلاب أن المعلم ذكي أو لديه سلطة جيدة في الموضوع، أو قد لا يأخذ المعلم الفصل على محمل الجد أو يكون غير مستعد بشكل معتاد.
  • الافتقار إلى المشاركة من جانب المعلم. يمكن للطلاب أن يشعروا عندما يكون المعلم في العمل فقط من أجل الواجبات المدرسية، ويستاءون من ذلك؛ فهم بحاجة إلى شخص متحمس للتعلم لإشراكهم. تستكشف هذه الدراسة العلاقة بين الافتقار إلى حماس المعلم واهتمام الطلاب.
  • المحاباة، سواء كان ذلك صحيحًا أم لا، فإن الطلاب يدركون أن بعض المعلمين يفضلون طلابًا معينين ويتلقون معاملة تفضيلية، مما يجعل الفصل غير عادل.

كيف يتعامل المعلمون مع شكاوى الطلاب

حسب رأي الخبراء أن لدى المعلمين، رد فعلين عامين تجاه الطلاب المشاغبين: إما أنهم يزعمون أن الطالب مشاغب لا يصلح للتغيير وأن أي شكاوى تالية غير عادلة وغير مبررة، أو أنهم يرغبون بشدة في فعل شيء لتغيير تدفق الفصل الدراسي ويتحسرون على أنهم لم يجدوا بعد شيئًا ناجحًا. 

أي مجموعة من المعلمين هي الصحيحة؟ هل هناك طلاب يعانون من مشكلات بطبيعتهم، على النقيض من أولئك الذين يتفاعلون ببساطة مع البيئة المحيطة بهم باستخدام آليات التكيف العقلية (التي لم تتطور بعد)؟

لا بد أن تظل هذه الأسئلة بلا إجابة، حيث لا يوجد سوى القليل من الأبحاث العلمية في هذا المجال. وقد وجدت إحدى الدراسات البريطانية، أن المواقف تجاه المعلمين تميل إلى التشابه مع مواقف الطلاب تجاه شخصيات السلطة الأخرى، مثل الآباء وضباط الشرطة. ومع ذلك، فإن هذا لا يخبرنا إلا أن الطلاب الذين يحترمون والديهم هم الطلاب الذين يحترمون معلميهم. لا يمكننا أن نستنتج أن أحدهما يسبب الآخر، وبالتأكيد لا يمكننا أن نعرف كيف يؤثر هذا على مشاركة الطلاب واهتمامهم بالمدرسة. ومع ذلك، فإن ما يمكننا معالجته هو الشكوى الشائعة من أن بعض المعلمين ــ أو المواد التي يدرسونها ــ مملين.

أسباب رفض طفلك حل واجباته المدرسية وطرق علاجها

 كيفية التعلم من معلم ممل

 كيفية التعلم من معلم ممل
                                                                كيفية التعلم من معلم ممل

يتعين على الطلاب والمعلمين أن يتذكروا أن ديناميكية الفصل الدراسي لا ينبغي أن تكون في اتجاه واحد. فمن المرجح أن يتولى المعلمون معظم الحديث، ولكنهم لا يحتاجون إلى القيام بكل الحديث (وفي الواقع، يفضل معظمهم عدم القيام بذلك). ووجد الخبراء التربويون، أن الطلاب يكرهون بشكل خاص أخذ الملاحظات من عرض تقديمي أو محاضرة وقراءتها، لأنهم يشعرون وكأنهم مضطرون ببساطة إلى حفظ الحقائق من دون أي سياق. ومن المؤسف أن ليس كل المعلمين يدركون أن هذه الطريقة الشائعة في التدريس لا تلقى آذاناً صاغية. وبالتالي، فمن الضروري أن يتوسل الطلاب إلى التغيير.

أفضل طريقة يمكن للطلاب من خلالها التأثير على تجربة التعلم الخاصة بهم هي طرح الأسئلة. حتى المواد الدراسية الأكثر مللاً يمكن أن تصبح مثيرة للاهتمام من خلال طرح الطالب لأسئلة مباشرة. 

على سبيل المثال، ربما يكون التاريخ موضوعًا مملًا بالنسبة للعديد من الطلاب. فبالنسبة للمتعلم السلبي، يبدو درس التاريخ  وكأنه قائمة لا نهاية لها من التواريخ والأسماء، من دون أي أهمية للعصور الحديثة. ولكن الناس كانوا دائمًا يعانون من نفس المشاكل والشخصيات على مر التاريخ، وتذكر هذا يمكن أن يساعد الطلاب في العثور على المؤامرات في العصور القديمة. يمكن للطالب الذي يستمتع بألعاب الفيديو القائمة على الحرب أن يسأل مدرس التاريخ عن الأسلحة، وأكثر المقاتلين مهارة، والقصص المثيرة للاهتمام من الفترة الزمنية التي يتم دراستها. يمكن للطالب الذي يستمتع بالأفلام الرائجة، وأن يبدأ بسهولة محادثة ممتعة في فصل الفيزياء بسؤال المعلم عن كيفية عمل مقلاع الجاذبية، وكيف يمكنها السماح بالسفر بسرعة سخيفة.

إذا كان المعلمون قادرين على ربط كل المواد الدراسية باهتمامات كل طالب، فلن يكون هناك شكاوى من "المعلمين المملين". ولكن من المؤسف أن أحجام الفصول الدراسية كبيرة للغاية بحيث لا يمكن أن تكون هذه هي الحال، وبالتالي فإن العبء يقع غالبًا على الطلاب في التعامل مع معلمهم وتشجيع فضولهم. ففي نهاية المطاف، يجب على كل طالب أن يجد وقتًا للقيام بدور نشط في التعلم.

كيف يمكن للمعلمين إثارة حماسة الطلاب

ولكن لماذا يكره بعض الطلاب معلميهم؟ إن شكاوى الطلاب من المعلمين والفصول الدراسية شائعة، وكثيراً ما تتبع نفس المسار: إما أن المعلمين مملون، أو أنهم يدرسون مواد مثيرة للاهتمام بطريقة مملة. فكيف يستطيع المعلم أن يجعل التعلم أكثر إثارة للاهتمام؟ إن أكبر متهم في أساليبهم هو أي شكل من أشكال تدوين الملاحظات التي لا تجذب الطلاب، بما في ذلك الدروس، والقراءة المباشرة من الكتاب المدرسي. 

يمكن للمعلمين تغيير هذا من خلال فتح المزيد من الأنشطة الترفيهية الجذابة، وعندما لا يكون المعلمون منخرطين، يمكن للطلاب طرح الأسئلة وتقديم طلبات للتحدث عن مادة الموضوع بطريقة أكثر إثارة للاهتمام. إذ يمكن أن يتسبب التوتر بين المعلمين والطلاب في حدوث مشكلات في الفصل الدراسي، ولكن إذا تمت معالجة الأسباب الكامنة وراء ذلك، فيمكن التخفيف من حدة هذه المشكلات من خلال التعاون بين المعلمين وأولياء الأمور والإداريين والطلاب.

نصائح للأمهات لسد الفجوة بينهم وبين المعلمين

نصائح للأمهات لسد الفجوة بينهم وبين المعلمين
                                                      نصائح للأمهات لسد الفجوة بينهم وبين المعلمين

 لا تغفلي قبل بداية العام الدراسي عن تهيئة الطفل لجو المدرسة بشكل عام. فالمدرسة هي المعلمة والزملاء الصغار والأدوات المدرسية والحصص والجرس والانتظام. وكل هذا يجب أن يكون الطفل على معرفة به، عبر الإرشادات الآتية:

  •  عرفي طفلك بأشياء تؤدي إلى احترام المعلمة. وبالتالي فهو سيتقبل ما تمليه عليه من أوامر قد يراها قاسية لو لم يتعرف مثلاً أن هناك حصة معينة للرسم، وليس عليه أن يرسم طوال الوقت فتوبخه فيصيح: أنا أكره المعلمة.
  •  زوري المدرسة والتقي بالمعلمات فهي خطوة مهمة تغفلها الأم؛ لأن عليها تهيئة الطفل لوجود الأم الثانية في حياته.
  •  لا تبالغي في تخويفه وترهيبه من المعلمة. وكلما ارتكب خطأ في البيت تقولين له مثلاً: غداً تضربك المعلمة لو فعلت كذا، أنا لست المعلمة لأعاقبك...
  •  تأكدي أن وضعه الصحي يلعب دوراً في مشاركته في الصف، وبالتالي حب معلمته له وعدم توبيخه ثم كراهيته لها، فهو يبحث عن نسخة منك، ولكن أحياناً يكون الطفل مصاباً بفقر الدم مثلاً، ويعاني من الكسل والخمول عند الطلاب فتؤنبه المعلمة على عدم تفاعله مع رفاقه. وهكذا يكرهها. وعلى ذلك يجب أن يخضع طفلك للفحص الطبي الشامل قبل بدء الدراسة وعلاج أي شكوى صحية.
  •  تحدثي معه بأن الإنسان الطيب ليس بمظهره، فالمتخيل أن يكون لديه معلمة صغيرة ونحيفة كما يرى في الأفلام التي يقوم ببطولتها الشباب، وحين يصطدم بمعلمة كبيرة السن وبدينة فهو سيشعر بالصدمة فعلاً، ويجب أن تتوقعي تصريحه بكراهيتها.
  • اعلمي أن الهدايا والجوائز المتفق عليها بين المعلمة والأم وسيلة ناجحة؛ لكي يحب الطفل معلمته خاصة حين تقدم له هدية طالما طلبها من أمه، وتأخرت بها عليه.

*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص

فيس بوك