إذا كانت الأم الحامل سمينة، فهذا لن يؤثر على الحمل إلى حد ما؛ حيث إن النساء المصابات بالسمنة، يمكنهن ممارسة الرياضة بأمان واتباع نظام غذائي لفقدان الوزن من دون أي تأثير سلبي على صحة وأمان أطفالهن.
أما إذا كانت الحامل نحيلة فقد يزيد من نسبه ولادة طفل وزنه أقل من المعدل الطبيعي، وكذلك قد يزيد نسبة حدوث ولادة مبكرة، لذا يُنصح بمراجعة الطبيب للفحص وتقييم الوزن صحياً، ربما كانت الحامل تحتاج لمراجعة أخصائيه تغذية، فمن المهم ألا تنوي الحامل- فعلياً- عمل نظام يقلل من وزنها- حمية-! وأن تأكل الحامل ما يكفي لمنح طفلها العناصر الغذائية الحيوية التي يحتاجها لينمو، ولهذا يشجع معظم الأطباء النساء الحوامل على اكتساب القليل من الوزن أثناء الحمل.
والآن للتعرف على تأثير نقص وزن الحامل على الأم والجنين، كان اللقاء واستشاري النسا والتوليد سيف حسام الدين للشرح والتفسير.
أهمية وزن الحامل
من الطبيعي أن يحدُث زيادةٌ في وزن الحامل كلّما تقدّم عُمر الحمل، ولكن من غير المعتاد نزول وزنها بشكلٍ ملحوظ في هذه الفترة، إلّا أنّه أمرٌ ممكن ويحدث.
بعض السيدات في أولى أشهر الحمل قد يُؤدّي شعورها بالغثيان إلى عدم رغبتها بتناول أي نوعٍ من الطعام، وربما تعاني من التقيؤ المتكرر.
وهذا يفقدها الفائدة من تناولها للطعام، ما يُؤدّي إلى نزول وزنها، وقد تستمر هذه الأعراض لمدة ثلاثة أشهر، وربما تمتد لتصل إلى الشهر السادس من الحمل.
لا يعتبر نقص وزن الحامل أمراً خطيراً في المرحلة الأولى من الحمل، إلّا إذا فقدت الحامل أكثر من أربعة كيلوغراماتٍ خلال هذه الفترة، وهنا يجب الاستشارة. لأنّ هناك خطورة عليها وعلى الجنين، إذ يُفترض أن يزداد وزن الحامل نصف كيلوغرام في الأشهر الثلاثة الأولى.
ثمّ يرتفع ليصل إلى كيلوغرام شهرياً، وذلك بين الشهر الثالث وحتّى السادس، وبين بداية الشهر السابع وحتى انتهاء الحمل يُفترض أن يزداد وزن الحامل كيلوغرام ونصف الكيلو شهرياً.
تأثير نقص وزن الحامل على الأُم والجنين
في حالات النقص الشديد في وزن الحامل، فإنّها معرضةٌ هي وجنينها لعددٍ من المخاطر منها:
- إصابة الحامل بفقر الدم.
- الإصابة بهشاشة العظام.
- الولادة المبكرة والتي قد تُعرّض حياة الجنين للخطر.
- ولادة طفلٍ قليل الوزن، ممّا قد يُعرضه لمشاكل صحية فيما بعد.
- نقص السائل الأمنيوسي حول الجنين، وهو السائل المسؤول عن حمايته من أية أضرارٍ خلال الحمل.
- حدوث مشاكل متعلقة بتطور النمو الجنين، ممّا قد يُؤدي إلى حدوث تشوهاتٍ.
الوقاية من نقص الوزن خلال الحمل
لتفادي مخاطر نقص الوزن الزائد أثناء فترة الحمل، فإنّه يتوجب على الحامل القيام بالأمور الآتية:
- تقسيم الأكل إلى وجباتٍ صغيرةٍ، وتناولها على فتراتٍ مختلفة خلال اليوم.
- تناول قطعةٍ من البسكويت أو الجبن صباحاً للتخفيف من أعراض الغثيان في بداية الحمل.
- الابتعاد عن تناول المشروبات الغازية، والمنبهات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي، الامتناع عن أماكن التدخين.
- تناول الفيتامينات على شكل مكملاتٍ غذائية لتعويض النقص في النظام الغذائي الذي تتبعه الحامل، تحت إشراف الطبيب.
- تناول كمياتٍ مناسبةٍ من الوجبات الغنية بالسعرات الحرارية، مثل: اللحوم، والخضار، والفواكه ، والابتعاد عن الأطعمة التي تزيد وزن الحامل دون فائدة.
- شرب كمياتٍ كبيرةٍ من الماء والعصائر الطبيعية، مع تجنب اتباع حميةٍ غذائية أو محاولة إنزال الوزن دون استشارة الطبيب.
إليك الطرق الفعالة لتهدئة الحالة
دراسة تؤكد: الوزن الزائد للحامل.. يمكن التحكم فيه
وجدت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية أن النساء المصابات بالسمنة، واللواتي التزمن بنصائح الطبيب حول النظام الغذائي والتمارين الرياضية أثناء الحمل، كانت لديهن نتائج أفضل على مستوى الأم والطفل.
إذ وجدت الدراسة أن التغييرات الغذائية ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج بنسبة 33%، وانخفاض خطر الإصابة بسكري الحمل بنسبة 61%، كما قلل الأكل الصحي أيضاً خطر ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل والولادة المبكرة.
خاصة أن نسب الإجهاض لدى النساء ذوات الوزن الزائد أعلى 29% من النساء ذوات مؤشر كتلة الجسم الطبيعي، كما تزيد السمنة مخاطر الحمل بنسبة 73بالمائة.
وكلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم، زادت مخاطر الإجهاض والإصابة بسكري الحمل، وارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل، وجلطات الدم، واحتمالية نزيف أكثر غزارة من المعتاد بعد الولادة.
وقد تزيد السمنة أيضاً خطر حدوث مشكلات لطفلك مثل؛ الولادة المبكرة، وزيادة الوزن، وزيادة دهون الجسم عند الولادة، أو ولادة جنين ميت، وزيادة خطر الإصابة بحالة مزمنة مثل: أمراض القلب أو مرض السكري في وقت لاحق.
تعرفي على كيفية علاج السمنة بفاعلية
كيفية إنقاص الوزن بأمان أثناء الحمل
البدء ببطء
يجب أن تبدئي أي تمرين جديد ببطء، على أن يزداد تدريجياً بمرور الوقت، ومارسي الرياضة لمدة 5 أو 10 دقائق فقط كل يوم، ثم أضيفي 5 دقائق بالتدريج، فالهدف الرئيسي هو البقاء نشطة لمدة 30 إلى 45 دقيقة تقريباً كل يوم.
تجنبي السعرات الحرارية غير المفيدة
يجب على الحامل أثناء الحمل التوقف عن الوجبات السريعة، والطعام المقلي، والمشروبات الغازية، والمعجنات والحلويات، وللعلم فإن التغيرات في النظام الغذائي كانت أكثر فاعلية من ممارسة الرياضة وحدها.
عدم الإفراط في التدريبات
النشاط البدني المعتدل الشدة لن يؤذي طفلك، لكن التمارين الشاقة يمكن أن تكون خطيرة أثناء الحمل، ولمعرفة درجة صعوبة التمارين التي تقومين بها قدرتك على إجراء محادثة بشكل مريح أثناء ممارسة الرياضة، وكذلك إذا كنت تتنفسين بصعوبة شديدة لدرجة لا تسمح لك بالتحدث، فمن المحتمل أنك تمارسين التمارين الرياضية بجهد كبير غير مطلوب.
الابتعاد عن بدع الحميات
حملك ليس الوقت المناسب لتجربة حمية جديدة أو بدعة ما لإنقاص الوزن، تكون هذه الحميات غالباً شديدة التقيد للسعرات الحرارية، وبالتالي لن تستطيعي تزويد طفلك بالعناصر الغذائية التي يحتاجها للبقاء بصحة جيدة، إذ يحتاج طفلك إلى الكثير من الفيتامينات المختلفة، ولا يمكنه الحصول عليها من خلال نظام غذائي مقيد، ومن الأفضل النظر إليه على أنه تغيير في نمط الحياة تأتي نتائجه على المدى البعيد وليس نظاماً غذائياً صارماً.
تناول مكملات ما قبل الولادة
بينما يحتوي النظام الغذائي الصحي والمتوازن على معظم الفيتامينات والمعادن الضرورية لك ولطفلك، فإن تناول مكملات ما قبل الولادة يمكن أن يساعد في سد أي فجوات، ودرء الرغبة الشديدة في تناول الطعام والإفراط في تناوله.
ملاحظة من "سيدتي وطفلك": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.