تُعاني بعض النساء من ارتفاع ضغط دم الحامل أو انخفاضه خلال أشهر الحمل، ويؤثر ذلك في كلٍّ من الأم والجنين، ويعرّضهما لخطر حدوث بعض المشاكل، خاصة في حال عدم الالتزام بالعلاج الموصوف.
التقرير التالي يوضح أولاً مشاكل ارتفاع ضغط الدم على الحامل والجنين وطرق لتجنّبه، ونتعرف إلى التشنجات التي تحدث، والمخاض والرضاعة كذلك، وفي الجزء الثاني يعرض التقرير مضاعفات انخفاض ضغط الدم على الأم والجنين.
التقت "سيدتي" مع الدكتور حسن الدالي، أستاذ النساء والتوليد، للشرح والتوضيح حول هذا الموضوع.
1- مشاكل ارتفاع ضغط الدم
- انخفاض تدفق الدم إلى المشيمة، ما يؤدي إلى عدم حصولها على كمية كافية من الأكسجين والمواد الغذائية، وهو ما قد يؤدي إلى بطء نمو الجنين.
- زيادة فرصة الولادة المبكرة، ما يتسبب بولادة الجنين بوزن منخفض وزيادة خطر إصابته بالعدوى، ومشاكل في التنفس ومضاعفات أخرى.
- انفصال المشيمة عن الجدار الداخلي للرحم قبل الولادة، قد يُسبّب نزفاً حاداً يُهدّد حياة الأم وجنينها، ما يزيد من خطر انفصال المشيمة المبكر.
- يعمل ارتفاع ضغط الدم على ظهور بروتين في البول وانتفاخ عامّ في الجسم، يتطور ليسبب نوبات من التشنج، وحينها تصاب الحامل بتسمم الحمل، وتُقدّر نسبة الإصابة بحالة ما قبل تسمم الحمل بما يتراوح بين 3و6%، من إجمالي حالات الحمل.
- الولادة المُبكّرة: وتعني ولادة الطفل قبل بداية الأسبوع 37 من الحمل، وغالباً ما يعاني الأطفال من مشاكل طبية معقدة، كما يتسبب في صعوبة وصول كميات كافية من الأكسجين والعناصر المغذّية المهمة لنمو الجنين، ما يضطر الحامل للولادة المبكرة.
- وقد تزداد فرصة ولادة جنين ميت في حالات انفصال المشيمة، ويُقصد بولادة جنين ميت؛ أن يُولد الجنين ميتاً بعد مرور 20 أسبوعاً على الحمل.
نقترح عليك قراءة المزيد عن المشيمة المنزاحة وما سبب الإصابة بها؟
2- طرق لتجنب المضاعفات
رغم محاولات الباحثين المتواصلة، إلّا أنّهم لم يتوصلوا بعد إلى إستراتيجيات واضحة لمنع حدوث مرحلة ما قبل تسمم الحمل.
- يوصي الطبيب بأخذ جرعة يومية منخفضة من الأسبرين، بدءاً من أواخر الثلث الأول من الحمل، في حال عانت الحامل من ارتفاع ضغط الدم في حمل سابق، ويُعدّ اهتمام الحامل بصحتها الوسيلة الأفضل.
- الالتزام بمواعيد زيارة الطبيب، وزيارته بشكل منتظم خلال فترة الحمل، والالتزام بتناول أدوية الضغط تماماً كما وصفها الطبيب، إذ إنّه يصف الدواء الأكثر أماناً بأنسب جرعة.
- تجنّب التواجد في أماكن التدخين، والحرص على استشارة الطبيب قبل تناول الأدوية التي يُمكن الحصول عليها بدون وصفة طبية.
- ممارسة التمارين الرياضة وإبقاء الجسم نشيطاً، تبعاً لتوصيات الطبيب حول النشاط البدني المسموح به.
- الالتزام بنظام غذائي صحّي، واستشارة اختصاصي تغذية عند الحاجة إلى مساعدة إضافية.
- إعطاء الأم أدوية لمنع حدوث نوبات تشنج خلال فترة المخاض، في حال رافق مرحلة ما قبل تسمّم الحمل ظهور أعراض شديدة.
- تحريض المخاض قبل موعد الولادة المُقرّر؛ لتجنب خطر حدوث مضاعفات، ويعتمد في توقيته على مدى التحكم في ضغط دم الأم.
- يوصى بالرضاعة الطبيعية لأغلب النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم، حتى اللواتي يتناولن أدوية لتخفيف ضغط الدم.
- مراجعة الطبيب لتحديد التعديلات اللازمة على الأدوية قبل الولادة، فقد تُستبدل الأدوية لتخفيف ضغط الدم بأدوية أخرى.
3- تأثير انخفاض ضغط الدم على الجنين
ضغط الدم هو قوة دفع؛ يقوم بها الدم على جدران الشرايين، من الممكن أن يرتفع ضغط الدم أو ينخفض في أوقات معينة باليوم، أو عند شعور الحامل بالحماس أو التوتر.
لكن خلال فترة الحمل، يعد انخفاض ضغط الدم من الأمور الشائع حدوثها، إذ يحدث نتيجة تمدد الأوعية الدموية بسبب التغيرات الهرمونية.
وغالباً ما يبدأ انخفاض ضغط الدم مع بداية الحمل، ويصل لأدنى مستوياته في منتصف الثلث الثاني.
يقوم الطبيب بفحص ضغط دم الحامل في كل زيارة لها، وذلك نظراً لما تكشفه قراءة ضغط الدم من معلومات مهمة حول صحة الحامل والجنين.
واضطراب الضغط قد يكون مؤشراً لوجود حالة صحية أخرى؛ مثل تسمم الحمل.
وحول مدى تأثير انخفاض ضغط الدم على الجنين، أشارت إحدى الدراسات إلى وجود خطر مباشر على الجنين، بما في ذلك خطر الإملاص، ومن ناحية أخرى قد يتسبب انخفاض ضغط الدم في حدوث بعض المخاطر على الأم، وتأثير مصاحب على الجنين.
-
الإغماء
يعد الإغماء من المخاطر المحتمل حدوثها بسبب انخفاض ضغط الدم عند الحامل؛ إذ قد تسبب حالات الإغماء المتكررة خطورة على صحة الأم في المقام الأول، حيث قد يسبب الإغماء والسقوط المتكرر حدوث ضرر في الدورة الدموية، ومشاكل داخلية من الممكن أن تؤثر على صحة الجنين أيضاً.
-
تلف الأعضاء الداخلية
انخفاض ضغط الدم بشكل حاد يمكن أن يسبب حدوث تلف في الأعضاء الداخلية، مما قد يؤدي إلى مشكلات في إيصال الدم إلى الجنين، وهذا حتماً سيكون له تأثير على صحة الجنين.
تعرفي على أشعة الجوال على الحامل والجنين وأضرارها
4- كيفية تجنب تأثير انخفاض ضغط الدم
لا تحتاج الحامل لعلاج انخفاض ضغط الدم إلا في حال حدوث مضاعفات، أو وجود أعراض جانبية خطيرة، ومن المحتمل أن يبدأ بالارتفاع من تلقاء نفسه خلال الثلث الثالث من الحمل.
يمكن للحامل التي تعاني من انخفاض ضغط الدم أن تلجأ للرعاية الذاتية والالتزام ببعض النصائح، مثل: تجنب الوقوف بسرعة بعد الاستيقاظ، وعدم الوقوف لفترات طويلة، الابتعاد عن الاستحمام بالماء شديد السخونة، الإكثار من شرب الماء، ارتداء ملابس فضفاضة، تناول وجبات صغيرة طوال اليوم.
5- أسباب انخفاض ضغط الدم للحامل
التغيرات التي تحدث خلال الحمل يمكن أن تسبب انخفاض ضغط الدم، وهناك أسباب أخرى مثل:
- الجفاف، النزيف الداخلي.
- أمراض القلب.
- مشكلات في الكلى.
- اضطرابات الغدد الصماء.
- البقاء في الفراش لوقت طويل.
- نقص التغذية، الالتهابات.
- فقر الدم، تناول بعض الأدوية.
6- أعراض انخفاض ضغط الدم
قد تظهر أعراض ضغط الدم بشكل مفاجئ، أو قد تزداد سوءاً بشكل تدريجي مع مرور الوقت، تشمل الأعراض ما يأتي:
- الإغماء، الغثيان.
- تشوش الرؤية.
- التعب، التنفس بشكل سريع.
- برودة الجلد وتعرقه.
- الدوخة أو الدوار.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.