الشهر التاسع هو آخر شهور الحمل، وفيه تزداد سرعة نمو الطفل ووزنه؛ لتحضير نفسه للحياة خارج الرحم، ويزداد وزن الأم بسرعة أيضاً في هذه الفترة، لكن لا داعي للقلق والخوف من هذه الزيادة في حال اتباع الحامل لنظام غذائي صحي ومتوازن، دون إفراط أو مبالغة.
ولا جدال في أن وجود أطعمة خاصة بالشهر التاسع للحامل، مع تحديد الحصص التي يجب تناولها، تعد خير ضمان لسلامة الحامل والجنين، ولهذا يوصى بتناول الكثير منها.
اللقاء مع الدكتورة صفية حامد، أستاذة النساء والتوليد، للحديث عن نوعيات هذه الأطعمة، والحصص المطلوب تناولها.
أهمية الشهر التاسع
يجب اتباع نظام غذائي صحي متوازن خلال فترة الحمل بشكلٍ عام، وفي شهور الثلث الثالث من الحمل خاصةً؛ لضمان التغذية السليمة للجنين مع زيادة وزنه.
ويتم ذلك من خلال اختيار مجموعة متنوعة وكميات كافية من الأطعمة الصحية من المجموعات الغذائية الخمس، مع ضرورة تجنب بعض الأطعمة التي قد تضر بالجنين والأم، لإكمال فترة الحمل كاملة بصحة جيدة.
الأطعمة المفيدة خلال فترة الحمل
اللبن: يحتاج الجنين إلى كميات ثابتة من الكالسيوم للحفاظ على نمو عظامه، بالإضافة إلى أهميته في الحفاظ على قوة الأم، وتعزيز عمل الأعصاب والعضلات لديها.
يحتوي كوب اللبن على نفس المقدار من الكالسيوم الموجود في كوب من الحليب، بالإضافة إلى نسب عالية من البروتين والفولات.
البيض: يعد البيض من المصادر الغنية بالبروتين، وفيتامين د الذي يسهم بشكلٍ رئيسي في تعزيز عمل الكالسيوم على بناء عظام وأسنان قوية للطفل، بالإضافة إلى الحفاظ على عمل جهاز المناعة.
الخضار: تعد الخضروات من المصادر الغنية بالألياف التي تساعد مع شرب كمية كافية من السوائل على التخلص من الإمساك، الذي يعد أحد الأعراض الجانبية السيئة خلال الحمل،
بالإضافة إلى احتوائها على مضادات الأكسدة، والمغذيات النباتية، والفيتامينات، والمعادن التي تساعد في الحفاظ على صحة الخلايا ودعم جهاز المناعة.
الفواكه: تحتوي الفاكهة الطازجة على نسبة عالية من فيتامين ج والألياف، مثل: الكيوي، والفراولة، والبطيخ، والبابايا.
البذور والمكسرات: تحتوي البذور والمكسرات، كبذور دوار الشمس والجوز والبندق، على نسبة عالية من الثيامين وأحماض أوميغا 3 الدهنية.
لذا يُنصح باختيار الأطعمة التي تحتوي عليها، مثل: الخبز، وحبوب الإفطار، وألواح الحبوب، في حال عدم الرغبة بتناولها كوجبة خفيفة.
كما يجب أيضاً تجنب تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، والسكريات المضافة، والملح، مثل: الكيك، والبسكويت، والشيبس.
الحصص الغذائية الموصى بها
وهي صالحة للثلث الثاني والثالث من الحمل:
- الحبوب: 227 غراماً منها، 1 رغيف خبز، أو ½ كوب من الأرز، أو المعكرونة، أو الحبوب المطبوخة.
- الخضار: 3 أكواب من سلطة الخضروات، أو ½ كوب من الخضروات المطبوخة.
- الفواكه: 2 كوب، أو ½ كوب من العصير، أو 30 غراماً من الفاكهة المجففة، أو حبة فاكهة متوسطة الحجم.
- الحليب والألبان قليلة الدسم: كوب من الحليب، أو 200 غرام من اللبن.
- اللحوم والبقوليات: 184 غراماً، 65 غراماً من اللحوم المطبوخة، أو 2 بيضة كبيرة الحجم، أو كوب من البقوليات المطبوخة.
هل هناك أطعمة تساعد على تسهيل عملية الولادة؟
الجواب: لا يوجد طعام محدد يؤدي إلى الولادة، إلا أن العديد من الأطعمة تسبب انقباضات معوية معدية أو إسهالاً، مما قد يسهم في حدوث انقباضات في الرحم.
أما في حال جاهزية الحامل للولادة؛ فإن هذه الانقباضات قد تساعد على بداية عملية الولادة بشكلٍ أسرع، إلا أنها قد تؤدي إلى بعض الآثار الجانبية؛ من عدم الراحة عند دخول الحمام إلى احتمالية خطر حدوث الجفاف.
لذا يوصى بالتحدث إلى الطبيب المتابع، قبل تجربة أي شيء قد يؤدي إلى الولادة؛ لتفادي أي مخاطر أو مضاعفات محتملة.
أمثلة على أعشاب ينبغي تجنبها
وذلك لأن بعضها قد يُسبب الولادة المبكرة، والتي يُنصح بتجنبها خلال فترة الحمل كذلك، بالإضافة إلى تجنب منتجات الألبان غير المبسترة، واللحوم غير المطبوخة جيداً، والمأكولات البحرية النيئة، واللحوم الباردة.
ومن الأمثلة عليها بعض أنواع الأعشاب، مثل:
جذور عرق السوس: أظهرت دراسة، ضمت 95 امرأة تعرضت للولادة المبكرة خلال أقل من 37 أسبوع من الحمل، وجود علاقة بين حدوث الولادة المبكرة ومادة الجلاسيريزين الكيميائية الموجودة في جذور عرق السوس، بالإضافة إلى المخاطر الصحية للطفل على المدى الطويل، التي قد تحدث عند استهلاكها بكميات كبيرة.
نبتة الأقتى العنقودية: قد تستخدم بعض النساء نبتة الأقتى العنقودية لبدء عملية الولادة، إلا أن الأطباء يحذرون من استخدامها؛ لأنها تحتوي على مواد كيميائية نباتية قد تعمل مثل عمل الإستروجين في الجسم.
وتجدر الإشارة إلى أن الكوهوش الأزرق قد يسبب تقلصات وآثاراً جانبية أكثر خطورة، قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة على الأم والطفل.
ويجدر على الحامل عامةً أن تستشير الطبيب قبل استخدام شاي الأعشاب، حتى الأنواع التي يُروّج لها بأنها خاصة للحوامل، وذلك لأنه لا يوجد الكثير من المعلومات حول تأثير بعض الأعشاب على نمو الأطفال.
نصائح مفيدة للأشهر الأخيرة من الحمل
هناك العديد من الأمور التي قد تساعد على إكمال فترة الحمل بصحة جيدة، مثل:
- اتباع نظام غذائي صحي، حيث ارتبط الحمل الصحي بالتغذية الجيدة.
- تجنب المواد الخطيرة على الصحة مثل الدخان.
- زيارات الطبيب المنتظمة قبل الولادة تساعد على مراقبة صحة الأم والطفل.
- زيادة نسبة الحديد بمعدل 27 مليغراماً يومياً، يمكن الحصول عليها من الحبوب الكاملة، والأرز المدعم، ولحم البقر، والدجاج، والسبانخ، والفاصوليا.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، بسبب عدم توفر الوقت للنوم بعد الولادة. تجنب الشرب قبل 2-3 ساعات من النوم، لتفادي الاستيقاظ من النوم من أجل الذهاب إلى الحمام، والحصول على أكبر قدر من الراحة.
- ممارسة السباحة في أواخر الحمل تُشعر الحامل بانعدام الوزن، وتساعد في التخفيف من الآلام، إلا أنه يجب استشارة الطبيب قبل ممارستها.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.