الشعور بآلام خفيفة بالمعدة أو بأعلى المعدة أثناء الحمل من المشكلات الطبيعية الشائعة، ولا تشكّل مصدراً للقلق، وغالباً ما يسهل التعامل معها، ويحدث هذا الألم نتيجة التغيرات المرتبطة بالحمل؛ بحرقة المعدة، وقد يحدث الألم أيضاً لأسباب مرضية، ما يتطلب استشارة الطبيب قبل تفاقمها، مثل: حصوات المرارة، والتهاب البنكرياس، والركود الصفراوي داخل الكبد.
اللقاء مع الدكتور حسام الزيات، أستاذ النساء والتوليد، لشرح ألم أعلى المعدة عند الحامل وأسبابه وعلاماته وطرق التعامل معه، ومتى يستلزم الأمر استشارة الطبيب؟
أعراض ألم أعلى المعدة
عادةً ما يكون الألم مصحوباً بظهور أعراض أخرى مزعجة؛ كالتقيؤ وغثيان الصباح، وفي حالات معينة يكون الألم شديداً، ويدل على وجود مشكلة قد تشكل خطراً على الحمل.
أسباب ألم أعلى المعدة عند الحامل
معظم الأسباب مرتبطة بالتغيرات التي تحدث خلال فترة الحمل، وقد تكون هذه المشكلات سبباً في ظهور أعراض مزعجة خلال هذه المرحلة.
حرقة المعدة نتيجة الحمل:
تعدّ حرقة المعدة من المشكلات الشائعة خلال فترة الحمل، بداية من الشهر الرابع إلى الولادة، ويظهر ألم أعلى المعدة في هذه الحالة بسبب ارتداد الأحماض المعدية.
وقد يمتدّ الألم إلى منطقة الصدر والحلق، ويُصاحبه شعور بالحرقة، وفي الحقيقة، يمكن علاج حرقة المعدة بسبب الحمل باستخدام بعض الطرق المنزلية.
زيادة حجم الرحم مع تقدّم الحمل:
وهذه الزيادة تسبب الضغط المؤثر على المعدة، وحدوث ارتداد الأحماض إلى المريء وبطء عملية الهضم.
تأثير هرمون البروجيستيرون على العضلات: والذي يمنع ارتداد أحماض المعدة إلى المريء، والمساعدة على ارتخائها.
غازات البطن والإمساك:
تزداد حالات الإصابة بالإمساك خلال الفترة الأولى من الحمل (أول 3 أشهر) جرّاء التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة.
ومع تقدم الحمل قد يحدث الإمساك نتيجة الضغط الكبير للرحم على الأمعاء فيُعيق حركتها، وبكل الأحوال يُصاحب الإمساك الشديد شعورٌ بألم في أعلى المعدة.
أو حتى مجرد امتلاء في الجزء العلوي من المعدة، إلى جانب تراكم الغازات في البطن، ونزول البراز صلباً، ويُنصح في هذه الحالة بمراجعة الطبيب لمعرفة كيفية علاج مشكلة الإمساك والتعامل معها.
فمثلاً يمكن تعديل طبيعة النظام الغذائي من زيادة كمية الألياف التي يتم تناولها، أو زيادة كمية الماء المتناولة يومياً، أو تناول الحامل لأنواع من الملينات الفعالة والآمنة خلال الحمل.
تمدد البطن:
قد تشعر الحامل بألم خارجي في الجزء العلوي من المعدة نتيجة زيادة حجم البطن مع تقدم الحمل، فهو يسبب تمدّد وشدّ الجلد الذي يغطي البطن، فيبدو جلد البطن مشدوداً وقد يصاحبه شعورٌ بالحكة والانزعاج.
كما أنّ تمدّد البطن يعني زيادة مقدار الضغط الذي تتعرض له عضلات الجسم، والشعور بألم في أجزاء مختلفة، بما في ذلك أعلى المعدة.
أسباب مرضية تحتاج لاستشارة طبية
تعاني الحامل في بعض الأحيان من ألم في أعلى المعدة؛ نتيجة لإصابتها بحالة مرضية لا علاقة لها بالحمل، وتستدعي هذه الحالة مراجعة الطبيب ووصف علاج مناسب؛ لتفادي حدوث أي مضاعفات، وأبرز هذه المشكلات:
مشكلات في الكبد أو المرارة: وذلك عندما يحدث ألم بالجزء الأيمن العلوي من المعدة أو بالقرب من الضلوع.
حصوات المرارة: تسبب لدى البعض انسداداً في مجرى تدفق العصارة الصفراوية، وقد يُصاحبها ألم في منطقة أعلى البطن، وقد ينتشر ويصل إلى الكتف اليمنى أو الظهر، إلى جانب الشعور بالغثيان أو التقيؤ، وغير ذلك.
الركود الصفراوي داخل الكبد: من مشكلات الكبد الشائعة خلال فترة الحمل، وقد يُعزى حدوثه إلى ارتفاع بعض الهرمونات كالإستروجين، وتأثيرها على تدفق العصارة الصفراوية في الكبد، فيؤدي إلى إبطائه أو توقفه تماماً.
وتعدّ الحكة من أكثر الأعراض شيوعاً لهذه الحالة، ولكنّها قد تكون مصحوبة أيضاً بألم في أعلى البطن (منطقة رأس المعدة) أو غثيان وفقدان للشهية.
التهاب البنكرياس: أحد الأسباب المحتملة للشعور بألم أعلى المعدة عند الحامل، أو الجزء العلوي من البطن، وإلى جانب هذا الألم قد تظهر أعراض أخرى لالتهاب البنكرياس تختلف من شخص لآخر، من هذه الأعراض:
الغثيان، التقيؤ، الحمى، تسارع النبض، الألم عند لمس البطن، بينما أعراض التهاب البنكرياس المزمن تنحصر في: زيادة حِدة ألم البطن بعد الأكل، نزول البراز الدهني ذي الرائحة الكريهة، نزول الوزن غير المبرّر.
تسمم الحمل: قد يُعزى حدوث ألم أعلى المعدة الشديد عند الحامل إلى الإصابة بحالة مرضية خطيرة تُعرف باسم "تسمم الحمل" أو "ما قبل تسمم الحمل"، وتحدث هذه الحالة عند ارتفاع ضغط الدم فترة الحمل، والذي قد يكون مصحوباً بارتفاع مستوى البروتين في البول.
وغالباً ما يحدث تسمم الحمل بعد مرور 20 أسبوعاً على الحمل، لكنه قد يحدث قبل ذلك أو بعد الولادة، وفي بعض الحالات لا تظهر أي أعراض لما قبل تسمم الحمل.
ولكن في حال ظهرت؛ فإنها قد تظهر على صورة ألم في رأس المعدة، إلى جانب أعراض أخرى مثل: تغيرات في الرؤية، انتفاخ غير طبيعي في اليدين والوجه، زيادة مفاجئة في الوزن، ألم مستمر في الرأس.
نصائح لتخفيف ألم أعلى المعدة
- الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف؛ كالخضروات والفواكه، وشرب كمية كافية من الماء، وذلك لحل مشكلة الإمساك.
- تجنب أي أطعمة تسبب حرقة المعدة؛ مثل: القهوة، والأطعمة الحامضة، والأطعمة المقلية والحارة، والأطعمة الدسمة.
- تجنب النوم مباشرة بعد تناول الطعام؛ وذلك لمنع ارتداد الأحماض إلى المريء وحدوث الحرقة.
- تدليك البطن برفق للتخفيف من الشعور المزعج الذي يسببه شد البطن.
- استشارة الطبيب حول الأدوية التي يمكن استخدامها للتخفيف من هذه المشكلة.
- تناول 6 وجبات صغيرة موزعة على مدار اليوم بدلاً من 3 وجبات كبيرة.
أعراض تستدعي مراجعة الطبيب
يجب مراجعة الطبيب بشأن ألم أعلى المعدة خلال الحمل إذا رافقه أي من الأعراض الآتية:
- إحساس بالدوخة.
- ألم شديد أو مستمر.
- حدوث نزيف أو نزول قطرات من الدم.
- حمى، ونزول إفرازات مختلفة.
- إحساس بانزعاج أثناء التبول.
- تقيؤ وغثيان، قشعريرة.
- انقباضات تحدث على فترات منتظمة.
- اصفرار الجلد أو العينين.
- تغير حركة الجنين.
خطوات تخفيف آلام البطن أثناء الحمل
- تغيير طريقة الجلوس أو النوم، والوقوف بمحاذاة جيدة؛ لتقليل الضغط على الظهر والبطن.
- الحفاظ على رطوبة الجسم، واتباع نظام غذائي متوازن، يحتوي على الكثير من الألياف.
- القيام ببعض التمارين البسيطة، مثل اليوجا للحفاظ على العضلات مرنة، ما يقلل من آلام المعدة.
- الضغط الدافئ على أسفل معدة الحامل، يمكن أن يهدئ ويخفف العضلات، كما تعتبر الحمامات الدافئة خياراً آخر للاسترخاء.
- استخدام أحزمة دعم البطن تسبب راحة كبيرة، خاصة في المراحل المتأخرة من الحمل.
- تقليل أو تجنب تناول الأطعمة التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم حرقة المعدة، مثل الأطعمة الغنية بالتوابل والدهون والحمضيات.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.