كيفية التعامل مع التغيرات الهرمونية خلال الحمل.. وما هي مشاكلها؟

صورة لحامل قلقة
التغيرات الهرمونية تؤثر على مزاج الحامل

من الأمور الشائعة أن تمر الحوامل بتقلبات وتغيرات هرمونية، بسبب ارتفاع مستويات هرمون البروجيستيرون، والتي تترك أثرها على الحامل بشكل يصعب تحمله أحياناً، وقد تشعر بالتعب، ولكن بالتقرير التالي نتعرف إلى نوعية هذه المتاعب، وعدة طرق لكيفية التعامل مع التغيرات الهرمونية خلال الحمل.
اللقاء مع الدكتور أحمد عبد اللطيف، أستاذ النساء والتوليد، لتوضيح مشاكل التغيرات الهرمونية على الحامل خلال فترة الحمل، وكيفية التعامل معها.

معلومات تهم الحامل

حامل تبتسم

الحمل في حياة المرأة من المراحل التي يصاحبها الكثير من التغيرات النفسية والجسدية؛ وذلك بسبب التغير في مستويات الهرمونات وفي النشاط المناعي.
الضحك من دون سبب، والتأثر لأبسط المواقف، والرغبة في الضحك، يليها مباشرة الرغبة في العزلة، جميعها صور من التقلبات المزاجية تحدث خلال الحمل.
وذلك بسبب التغيرات الهرمونية السريعة، خاصة هرمون الإستروجين والبروجسترون؛ حيث تزداد بأكثر من 100 مرة
خلال الأسابيع الـ12 الأولى من الحمل.
كما يزيد هرمون البروجسترون أيضاً بسرعة في أثناء الحمل، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى، هرمون الإستروجين يرتبط عادة بالطاقة، بينما يرتبط البروجسترون بالاسترخاء.
بعض النساء يعانين من مشاعر الغضب المتكررة خلال شهور الحمل، ويرجع ذلك أيضاً إلى التغيرات الهرمونية التي من شأنها أن تؤثر على المرأة الحامل.
ولكن من خلال اتباع بعض الممارسات اليومية البسيطة، واتباع نظام غذائي صحي، وطرق أخرى بسيطة، تتمكن الحامل من التعامل مع التغييرات الهرمونية بسلاسة ودون متاعب.

علامات تطرأ على الحامل بسبب التغيرات الهرمونية

علامات تمدد الجلد أثناء الحمل

التغيرات الهرمونية

تحدث علامات التمدد أثناء الحمل بشكل كبير خلال الثلث الثاني من الحمل، نتيجة تمدد الجلد ليواكب زيادة الوزن، وتظهر علامات تمدد الجلد في المناطق الأكثر عرضة لزيادة الوزن والتمدد السريع؛ مثل منطقة البطن، والثدي، والأفخاذ.
يقل إفراز الكولاجين والإيلاستين المسؤوليْن عن مرونة الجلد نتيجة التغيرات الهرمونية خلال الحمل، وللوقاية من علامات التمدد، يجب المحافظة على ليونة ورطوبة الجلد من الداخل والخارج، بالإكثار من شرب السوائل، وتناول الأطعمة التي تحفز إنتاج الكولاجين؛ مثل الأغذية الغنية بفيتامين سي (فيتامين ج).
كما ينصح أيضاً بترطيب البشرة من الخارج؛ عن طريق وضع كريمات أو زيوت مرطبة، وفي بعض الأحيان يمكن أن تظل هذه العلامات حتى مع استخدام الزيوت أو الكريمات المرطبة ولكنها تقلل من حدتها ومظهرها.

الأوردة العنكبوتية والبواسير أثناء الحمل

حامل تتناول الدواء

خلال الحمل يزداد حجم الدم، في حين يقل تدفقه للأطراف ومنطقة الحوض نتيجة التغيرات الهرمونية.
بالإضافة إلى ضغط الرحم على الأوعية الدموية الحاملة للدم من الأطراف إلى القلب.
ومن أحد أشكال الأوردة العنكبوتية هو البواسير، التي يمكن أن تصاب بها المرأة الحامل نتيجة الإمساك.

للتقليل من احتمالية حدوثها على المرأة الحامل:

تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة.
تجنب ارتداء الكعب العالي.
ممارسة التمارين الرياضية.
تجنب وضع ساق على ساق خلال الجلوس ورفع الرجلين على مستوى الجسد قدر المستطاع.
التقليل من تناول الأملاح للتقليل من انتفاخ الشرايين.
شرب كميات كافية من الماء، وتناول الألياف.
مراجعة الطبيب إذا كانت هناك أعراض أخرى مصاحبة لها كالألم الشديد أو الحرارة.

تصبغات البشرة أثناء الحمل

تحدث بنسبة 90% للنساء الحوامل تقريباً، إذ تظهر بشرة الحامل أغمق لوناً بالمناطق المحيطة بحلمات الثدي وفي طيات الجسم، مثل: الرقبة، والإبط، والمنطقة الداخلية من الفخذ، ومنطقة الأعضاء التناسلية، ومنطقة أسفل البطن.

الكلف أو النمش أثناء الحمل

عبارة عن تصبغات بنية اللون تظهر على بشرة الوجه في المناطق المعرضة لأشعة الشمس مثل؛ الوجنتين، والجبهة، والذقن، والأنف، والمنطقة التي تعلو الشفاه تحت الأنف.
يظهر الكلف نتيجة التغيرات الهرمونية، بالإضافة إلى تأثير عوامل خارجية؛ مثل: أشعة الشمس واستخدام مواد التجميل.

الزوائد الجلدية أثناء الحمل

تؤدي هرمونات الحمل إلى زيادة في إنتاج خلايا الجلد، مما يؤدي إلى ظهور زوائد جلدية صغيرة في مناطق مثل الإبط، والعنق، وداخل السرة، وتحت الثدي، ولكن لا يوجد ما يدعو للخوف فهي غير مؤذية، ويمكن للطبيب إزالتها بكل سهولة ودون ألم.

البثور وحب الشباب أثناء الحمل

تبدأ البثور بالظهور في الشهور الأولى من الحمل نتيجة تأثير الهرمونات على زيادة إنتاج الزيوت الطبيعية في البشرة، والذي يؤدي إلى زيادة احتمالية انسداد المسام، وتكاثر البكتيريا، وتكوين البثور.
والعلاج يكون بالاهتمام بتنظيف البشرة جيداً، وتناول الغذاء الصحي المتوازن، وشرب كميات من الماء لتفادي تكون البثور، وفي حال تكونت البثور، فهناك خيارات يمكن أخذها بعد استشارة الطبيب.

تغيرات تطرأ على الشعر أثناء الحمل

تعمل هرمونات الحمل على إبطاء معدل تساقط شعر الرأس، مما يؤدي إلى تمتع المرأة الحامل بشعر أكثر كثافة، إضافة إلى أن تناول الفيتامينات والغذاء الصحي خلال الحمل يزيد من صحة الشعر، ويجعله أكثر لمعاناً، أما بالنسبة لشعر الجسم؛ فإن هرمونات الحمل تزيد من سرعة نمو شعر الجسم، وأحياناً نموه في أماكن غير مرغوبة فيها مثل الذقن.

طرق للتعامل مع التغيرات الهرمونية

الدعم والمساندة مطلوبان
  • إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية: بمعنى أن تمارس الحامل الأنشطة التي تحبها، والتي تحسّن من نفسيتها ومزاجها وصحتها كذلك، مثل اليوغا والتأمل.
  • الحصول على جلسة تدليك: سيكون مفيداً لها، إضافة إلى اختيار الطعام الصحي الغني بالفيتامينات والمعادن، والحصول على أكبر قسط من الراحة عند الحاجة، والنوم لمدة 7-8 ساعات يومياً.
  • المحافظة على رطوبة جسمكِ: من خلال شرب الماء والسوائل باستمرار، مع القيام بتمارين رياضية معينة لمدة 30 دقيقة يومياً مثل المشي والسباحة؛ لتحسين الصحة الجسدية والنفسية وتنظيم الهرمونات.
  • التواصل والدعم مع شريك حياتكِ وعائلتكِ وأصدقائكِ: الحصول على الدعم منهم يساعد في التغلب على التقلبات المزاجية والقلق وغيرهما، وتحدثي معهم عن مشاكلكِ واهتماماتكِ وعبّري عن مشاعركِ باستمرار.
  • الانضمام إلى مجموعات الدعم والتواصل: مع الأمهات أو النساء الحوامل للحصول على الدعم الذي تحتاجينه، والحصول على إجابات حول استفساراتكِ المتعلقة بالحمل والولادة ورعاية المولود الجديد.
  • المكملات الغذائية: قد لا يكون الطعام الصحي كافياً في بعض الأحيان أو غير متوفرٍ في أحيانٍ أخرى، وهنا يأتي دور طبيبتكِ التي ستصفِ لك بعض المكملات الغذائية؛ مثل فيتامين د3 والمغنيسيوم وفيتامين ب.
  • تجربة الحمل تختلف من امرأة إلى أخرى: لذلك استمعي إلى جسدكِ جيداً ولا تقلقي، واعتني بنفسكِ استعداداً لقدوم فردٍ جديد إلى العائلة، ولا تترددي في استشارة الطبيب حول أي شيء يقلقكِ.

* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.