أفضل الطرق للتكيف مع التغيرات المزاجية خلال فترة الحمل

صورة حامل تتشاجر مع زوجها
مزاج الحامل وتقلباته

العواطف جزء من الحياة وبالتأكيد جزء من الحمل!,وبالطبع يُسمح لك بالشعور بجميع المشاعر أثناء رحلتك، وإذا كنت تبحثين عن السبب الدقيق وراء شعورك بكل شيء بشدة، فإليك دليلاً لتقلبات المزاج أثناء الحمل، ولماذا تحدث، وكيفية التعامل معها كما يضعها الأطباء والاختصاصيون.
بمجرد حدوث الحمل، تبدأ المشيمة النامية في إفراز الهرمونات الضرورية لنمو طفلك، وتشمل هذه الهرمونات هرمونات الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG)، والبروجسترون، والإستروجين، هذا التدفق الهرموني، الذي يعود بفائدة كبيرة على الطفل، قد يكون من الصعب عليك أحياناً تحمله، على سبيل المثال، قد يسبب هرمون HCG غثيان الصباح، ومن ناحية أخرى، يمكن أن ينتج هرمون الإستروجين شعوراً بالسعادة، وقد يسبب أيضاً، عواطف مكثفة وتقلبات مزاجية شديدة، قلق واكتئاب، يعني أنك قد تشعرين بمشاعر مماثلة لتلك التي شعرت بها قبل الحمل ولكن بمستوى أعلى، فقد يجعلك حزينة وربما كثيرة البكاء.

المشاعر الشائعة أثناء الحمل وكيفية التعامل معها

فيما يلي بعض المشاعر الأكثر شيوعاً التي تواجهها النساء الحوامل، بالإضافة إلى بعض الاقتراحات للتعامل معها.

قد تكونين سعيدة للغاية

قد تكونين سعيدة للغاية


شعور فائق بالسعادة، قد تلعب به الهرمونات دوراً كبيراً، لذلك حاولي الاستمتاع بالأمر، وتذكري تلك اللحظات التي تشعرين فيها بأنك أقل سعادة، وإذا كنت عكس ذلك تماماً، فهذا أمر طبيعي جداً، اسمحي لنفسك بأن تكوني صادقة بشأن مشاعرك، ومن بين الطرق للتعبير عن نفسك كتابة مذكرات، أو التحدث إلى نساء حوامل أخريات، أو طلب العلاج.

قد تكونين حزينة دامعة العينين وعصبية

مرة أخرى، يمكنك إلقاء اللوم على الهرمونات، على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي مستويات هرمون الإستروجين والبروجسترون المتقلبة في مجرى الدم إلى جعلك متقلبة المزاج بشكل خاص خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
وما عليك إلا أن تشرحي لمن حولك بأنك تمرين ببعض المشاعر الثقيلة، ثم اعتني بنفسك، يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية أثناء الحمل بانتظام واتباع نظام غذائي صحي في تخفيف المشاعر السلبية، وتشجيع المشاعر الإيجابية.
ذلك أن الصحة البدنية الجيدة مهمة للصحة العاطفية، وتشير البيانات الأولية أيضاً إلى أن تناول أحماض أوميجا 3 الدهنية قد يحسن أعراض الحالة المزاجية.
لكن إذا كان لديك تاريخ من الاكتئاب؛ فأخبري طبيبك، لا يمكن أن يتكرر الاكتئاب أثناء الحمل فحسب، بل يمكن أن يستمر أيضاً ويصبح أكثر حدة بعد الولادة.

متعبة وشاردة الذهن

جنباً إلى جنب مع هرمون البروجسترون، قد تكون مستويات هرمون الحمل هي السبب وراء الإرهاق الشديد والغثيان الصباحي الذي تعاني منه العديد من الحوامل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، قد تجعلك تشعرين بالتعب وعدم التركيز، قد تلاحظين أنك تضعين هاتفك في غير مكانه أو تنسين تفاصيل لا تنسينها عادةً.
في هذه الحالة قد يكون من المفيد أن تكتبي أفكارك ومهامك، كما يمكنك تحريك جسدك، حتى لو لم تكوني تشعرين بالرغبة في ذلك.
لتحسين طاقتك ومزاجك، عليك ممارسة الرياضة، فالسباحة مثلاً ستجعلك تشعرين بتحسن كبير، لكن حمام السباحة ليس المكان الوحيد لممارسة بعض التمارين التي تعزز المزاج والطاقة، فالمشي البسيط حول المبنى قد يكون مفيداً بالقدر نفسه (وأكثر ملاءمة).
إذا كنت تشعرين بإرهاق شديد وبطء ذهني؛ فتحدثي إلى طبيبك فقد يجري لك اختبارات لاستبعاد حالات مثل فقر الدم (الناجم عن وجود عدد قليل جداً من خلايا الدم الحمراء)، أو قصور الغدة الدرقية.

قد تكونين مكتئبة

قد تكونين مكتئبة


إن من التحديات العاطفية الأخرى التي قد تواجهينها أثناء الحمل هي مشاعر الاكتئاب أو القلق، فقد أشارت الدراسات إلى أن الحمل يشكل خطراً لتكرار الاكتئاب لدى الحوامل اللواتي لديهن تاريخ سابق من الاكتئاب الشديد.
في حين أن ما يقدر بنحو 10% إلى 20% من النساء الحوامل يعانين من أعراض الاكتئاب الشديد أثناء الحمل، يعتقد البعض خطأً أن مشاعرهن هي نتيجة لتغيرات هرمونية طبيعية ولا يستشرن الطبيب، ولكن عندما تُترك اضطرابات الصحة النفسية أثناء الحمل من دون علاج، فقد تكون خطيرة على كل من الحامل والطفل.
وهذا قد يتسبب بالولادة المبكرة، وانخفاض وزن المولود عند الولادة، وحتى المشاكل المعرفية والعاطفية والتنموية اللاحقة للطفل.

تشعرين بالغضب دائماً

تعاني بعض الحوامل من الانفعال والغضب أثناء الحمل، والتغيرات الهرمونية هي أحد أسباب هذه التقلبات المزاجية، بالإضافة إلى ذلك، عندما لا تشعرين بصحة جيدة، تقل قدرتك على البقاء هادئة، ونتيجة لذلك، فإن إرهاق الحمل وعدم الراحة الجسدية من الأسباب الرئيسية للغضب أثناء الحمل.
في حين أن الشعور بالإحباط العرضي أمر طبيعي، فلا تتجاهلي الغضب إذا كان متكرراً أو يعيق قدرتك على التعامل مع الحياة اليومية، أيضاً إذا كان غضبك متجذراً في الاستياء (على سبيل المثال، أنت غاضبة من الحمل)، فإن الحصول على العلاج قبل ولادة الطفل أمر ضروري، وإلا فقد يتأثر الارتباط المبكر بينك وبين طفلك سلباً.
تابعي المزيد: الضغط النفسي أثناء فترة الحمل وطرق تخفيفه

كيفية التعامل مع تقلبات المزاج أثناء الحمل

اقرئي كتب الحمل التي تعلمك كل ما تحتاجينه


قد تكون تقلبات المزاج جزءاً لا مفر منه من الحمل، ولكن يمكنك جعلها أكثر قابلية للإدارة، إليك بعض النصائح، التي يضعها الأطباء والاختصاصيون.

كوني صبورة مع نفسك

تذكري أنك لست وحدك في هذه التجربة، وأن الهرمونات هي المسؤولة إلى حد كبير عن مشاعر الحمل، لا توجد طريقة مثالية للحمل، لذا تعاملي مع نفسك بلطف وحاولي تقبل مشاعرك، امنحي نفسك الإذن بالبكاء، أو أخذ فترات راحة، أو القيام بكل ما يلزم للشعور بتحسن، وسوف تمر التقلبات مع الوقت.

كوني صادقة بشأن ما تشعرين به

تحدثي بصراحة مع أصدقائك وشريكك وأفراد أسرتك الآخرين عن مشاعرك، فقد يساعدك ذلك على الشعور بأنك أقل وحدة، ويساعدهم على أن يكونوا أكثر تفهماً، أيضاً إذا فقدت أعصابك أو بدأت في البكاء أثناء الحمل بشكل غير متوقع، فأخبري شريكك وأطفالك أن هذا ليس خطأهم، اعتذري مقدماً عن تلك الفترات اللحظية من الانفعال.

أحيطي نفسك بأشخاص داعمين

قد يكون الحمل تحدياً على العديد من المستويات، وقد يكون إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين وداعمين ومشجعين أمراً رائعاً ولتحسين حالتك المزاجية، فكري في اصطحاب شخص ما معك إلى مواعيد ما قبل الولادة، أثناء التسوق لشراء ملابس الأمومة.

اقرئي كتب الحمل التي تعلمك كل ما تحتاجينه

بالطبع، ترغبين في أن تتمتعي بحمل صحي، وأن تتخذي خيارات مدروسة فيما يتعلق برعاية ما قبل الولادة، والنظام الغذائي، والولادة القادمة، ابحثي عن كتب الحمل التي تساعدك على الشعور بالتثقيف والتمكين، وتجنبي الكتب التي تسبب لك القلق أو التوتر، اسألي طبيبك عن الخيارات الصحيحة.

أعطي الأولوية للنوم

في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، من المرجح أن تشعري بالتعب بغض النظر عن مقدار النوم الذي تحصلين عليه، وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، قد تجدين صعوبة في الحصول على الراحة، وهو ما قد يؤدي أيضاً إلى قلة النوم، ولكنك تحتاجين إلى النوم لتكوني قادرة على مهمتك، فالتعب هو طريق ذو اتجاه واحد يؤدي إلى تقلبات مزاجية أكثر حدة أثناء الحمل، أعطي الأولوية للحصول على قسط كاف من النوم من خلال القيلولة، والذهاب إلى النوم في وقت مبكر، وغير ذلك من الاستراتيجيات.

خذي دورة ولادة وتواصلي مع الحوامل الأخريات

من الطبيعي أن تخافي من يوم الولادة، ولكن كلما زادت معرفتك وشعرت بدعم أكبر؛ قل شعورك بالقلق، يمكن أن تساعد دروس تعليم الولادة في تقليل هذا القلق، وقد يساعدك التحدث مع الحوامل الأخريات، حول تقلبات مزاجك على الشعور بتحسن، ابحثي عن المنتديات ومجموعات الوسائط الاجتماعية للآباء والأمهات؛ يمكنك أيضاً مقابلة أشخاص آخرين من خلال دورة تعليمية حول الولادة.

جربي اليوجا أو التأمل

يمكن أن تساعد ممارسة اليوجا والتأمل في تقليل القلق وزيادة الشعور بالسعادة والهدوء، هناك العديد من تطبيقات التأمل المجانية على الإنترنت، إذا قررت حضور فصل يوجا؛ فتأكدي من أنه مناسب للحوامل.

استشيري متخصصاً

يساعد المستشارون والمعالجون الحوامل على التكيف مع التغيرات الكبرى في الحياة، والحمل والولادة -سواء كان طفلك الأول أم الخامس- يشكلان دائماً تغييراً كبيراً في الحياة، لا تترددي في التواصل مع متخصص إذا كنت بحاجة إلى دعم إضافي، يمكن لطبيبك أيضاً أن يوجهك إلى الاتجاه الصحيح.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص