صحّة نمو الطفل بشكل طبيعي من أهمّ الأمور التي تشغل ذهن الأمهات والآباء معاً، فالطفل بطبيعته قد يتعرّض للعديد من مسبّبات الأمراض؛ نتيجة ضعف جهازه المناعي، ولعبه المتكرّر، أو لميله إلى وضع أيّ شيءٍ في فمه، بالإضافة إلى اختلاطه بغيره من الأطفال الذين ربما يحملون أمراضاً مختلفة، وفي هذا التقرير سنتحدث عن مؤشرات الصحّة الجيّدة للطفل، وعلاماتها، بداية من مولده. اللقاء مع استشاري طب الأطفال الدكتور إبراهيم شكري؛ للشرح والتوضيح.
علامات التحقق من نمو الطفل الطبيعي في الشهور الأولى
- حاجة الطفل المتكرّرة للرضاعة إحدى علامات نمو الطفل السليم؛ إذ يدّل ذلك على شهيّته الجيدة وعلى سلامة جهازه الهضميّ، ومن الطبيعي سماع صوت البلع أثناء رضاعة الطفل، كما أن نوم الطفل بعد الرضاعة يدل على شعوره بالشبع.
- تمييز الطفل لصوت الأم وهدوؤه واستجابته عند سماع صوتها، أو بعد لمسها؛ يعدّ من علامات النمو السليم؛ إذ يدل ذلك على النمو العاطفيّ للطفل الرضيع، وبداية تكوين الروابط العاطفية بين الأم والطفل.
- استهلاك الطفل الرضيع لما يتراوح بين 4 و6 حفاضات في اليوم، يدل على سلامة الطفل وحصوله على كميّة مناسبة من الحليب، سواء أكان الحليب طبيعياً أو صناعياً، كما يُدلّ ذلك على رطوبة جسم الطفل.
- عدم سرعة اكتساب الطفل الرضيع للوزن خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، وعدم اكتسابه للوزن بشكل ملحوظ؛ دليل على عدم حصوله على كميّة مناسبة من حليب الرضاعة.
- نظرة الطفل المصحوبة بالابتسامة بعد انقضاء شهرين من عمر الطفل، والتي تلاحظها الأم، ويُطلق الأطباء على هذه الابتسامة مصطلح الابتسامة الاجتماعيّة؛ إذ تكون صادرة من الطفل كرّدة فعل، وهذا يعني قدرته على التفاعل.
- يحاول الطفل إجراء محادثة مع الأم؛ من خلال إحداث بعض الأصوات بقدر استطاعته في هذه السنّ، ومجاراة الأم لهذه الأصوات وتقليدها قد يعني الكثير للطفل، ما يدلّ على نمو الطفل بشكل طبيعي، وإدراكه لمحيطه الخارجي.
- يصل معدّل التبرّز إلى 10 مرّات في اليوم الواحد مع نهاية الأسبوع الأول من الولادة؛ فقد يتبرّز الطفل بعد كلّ عمليّة رضاعة خلال هذه الفترة، وينخفض هذا العدد مع نمو الطفل وتطوّر جهازه الهضميّ خلال الشهر الأول.
- لا يتبرز الطفل بشكلٍ يوميّ بعد مرور شهر ونصف تقريباً على الولادة، ويعدُّ ذلك طبيعياً في حال لم يكن البراز صلباً، وكان الطفل يتمتع بصحة جيدة، ويشعر بالراحة.
- نوم الطفل بشكلٍ جيد، من العلامات التي تدل على نمو وتطور الطفل بشكلٍ طبيعيّ، ويدلّ أيضاً على سعادة الطفل ورضاه، بالإضافة إلى تطور جهازه العصبيّ، بحيث يكون قادراً على تنظيم أولويّات الطفل.
إشارات النمو الطبيعي للطفل في السنة الأولى بعد الولادة:
في الشهر السادس: يزيد وزن الطفل خلال هذه المرحلة بما يتراوح بين 140و200 غرام في الأسبوع، لذلك قد يتضاعف وزن الطفل بعد الولادة بما يقارب خمسة أشهر، بينما يزيد طول الطفل بما يتراوح بين 1.5و2 سنتيمتر في الشهر.
ومن الشهر السادس للشهر الثاني عشر: يقل معدّل نمو الطفل في الأشهر الستة الأخيرة من السنة الأولى من عُمُر الطفل؛ فيزيد وزن الطفل بما يتراوح بين 85 و140 غراماً في الأسبوع، ويزيد طول الطفل بما يقارب 1 سنتيمتر في الشهر.
ملاحظة تركيز الطفل على الأجسام المحيطة به مع تقدّمه في العُمر؛ كأن يثبت الطفل نظره على السقف لمراقبة المروحة، يصبح الطفل قادراً على تمييز الأصوات المهمّة؛ مثل صوت المكيّف في الغرفة، وصوت الضحك.
كما يمكن ملاحظة استجابة الطفل بشكلٍ ملحوظ لصوت الموسيقى، وملاحظة استجابته للأصوات المختلفة وبحثه عن مصدر الصوت، ما يدلّ بدوره أيضاً على قدرة دماغ الطفل على تمييز الأصوات وعلى تطوّر حاسّة السمع لديه.
تحمُّل الطفل لوزن جسده: تتطوّر قدرة الطفل على تحمّل وزن جسده مع الأيام؛ حيث يكون الطفل قادراً على الجلوس بعد تقديم المساعدة والدعم له بحلول الشهر السادس بعد الولادة تقريباً.
وعند وصوله للشهر السابع أو الثامن؛ يكون الطفل قادراً على الجلوس دون مساعدة في أغلب الأحيان، وهنا يجدر البدء بمساعدته بلطف وعناية على الوقوف.
وعندما يقترب الطفل من بلوغ السنة تقريباً قد يكون قادراً على الوقوف باتزان دون الحاجة للمساعدة، ودون الحاجة للاستناد على أحد الأشخاص أو على أثاث المنزل.
طفرات نمو الطفل في العام الأول
على الأم التعرف إلى وقت طفرات نمو الطفل، والتي تشير إلى فترات سريعة ينمو فيها الطفل ويتطور بشكل مفاجئ؛ مثل الزيادة المفاجئة في الطول والوزن والشهية، وغالباً ما تصاحب هذه الطفرات تغيرات في السلوك وأنماط النوم وعادات تغذية الطفل.
وتحدث هذه الطفرات عادةً في مراحل مختلفة خلال السنة الأولى من عمر الطفل، و يمكن ملاحظة بعض طفرات النمو بعد حوالي أسبوعين، و3 أشهر، و6 أشهر، و9 أشهر من العمر.
علامات طفرات النمو
تظهر علامات طفرات النمو بطرق مختلفة، ولكن هناك بعض المؤشرات الشائعة التي ستساعدكِ على معرفة ذلك، مثل:
- زيادة شهية طفلك بشكل غير مسبوق، تكرار الرضاعة أكثر من المعتاد ولفترات أطول، وقد يظهر الأطفال الأرق والانزعاج، ويبدون أكثر انفعالاً من المعتاد، ويتطلبون مزيداً من الهدوء والاهتمام.
- الاستيقاظ المتكرر أثناء النوم، مما يغير أنماط النوم الثابتة ويؤدي إلى المزيد من الليالي غير المستقرة للطفل والأم، وقد يُظهر الأطفال حاجة أكبر للراحة والطمأنينة؛ من خلال الاتصال الجسدي الوثيق مع الأم أو الأب.
- تغيرات سريعة في مقاس الحفاضات التي يحتاجها طفلك ومقاس الملابس كذلك، حيث يشهد جسمه نمواً سريعاً قد لا تلاحظينه في بعض الأحيان، لهذا احرصي على تزويده بالتغذية والراحة والدعم خلال هذه الفترات.
دواعي مراجعة الطبيب
تجدر مراجعة الطبيب في حال ملاحظة أيّ من العلامات الآتية على الطفل الرضيع:
- الإسهال أو التقيؤ المتكرّر، الطفح الجلديّ غير الممتثل للشفاء من تلقاء نفسه، رفضه لشرب لحليب لعدّة مرات متتالية.
- المعاناة من اليرقان؛ والمتمثل باصفرار لون الجلد وبياض العينين. - إصابة الطفل بالزكام غير الممتثل للشفاء، أو الذي يزداد سوءاً.
- معاناة الطفل من الجفاف؛ ويمكن معرفة ذلك من خلال هبوط المنطقة الطريّة في رأس الطفل، أو انخفاض عدد مرات تغيير الحفاضات.
- ملاحظة حدوث أيّ من التغيرات غير الطبيعيّة على الطفل أو في حالة القلق على صحة الطفل.
* ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.