عندما يبدأ ظهور أحد الأسنان لأحد الأطفال الرضع المحيطين بالأم فهي تبدأ بالقلق؛ لأن طفلها الرضيع الذي يماثله بالعمر لم تبدأ لديه أعراض التسنين بعد، وتبدأ بالتساؤل عن السن الطبيعية لظهور الأسنان عند الرضع، وتسمع الكثير من المعتقدات الخاطئة حول هذه المرحلة الهامة من نمو طفلها، مثل أن الطفل الذي يجلس لوحده دون أن يستند على شيء هو نفسه الطفل الذي يتأخر في مرحلة التسنين، رغم أن لا علاقة بين هاتين المرحلتين من النمو، فقد يجلس الطفل منفرداً مع ظهور أول الأسنان لديه.
وتعتقد الأم أن طفلها قد تأخر في التسنين بسبب نقص الكالسيوم لديه مثلا، وتبدأ بتقديم الكالسيوم كمكمل غذائي خارجي له دون استشارة الطبيب، وقد تعمد إلى زيادة جرعة فيتامين د المقرره له من تلقاء نفسها، وقد تعتقد الأم أن تأخر طفلها في التسنين أن أسنانه لن تظهر بالترتيب حسب المتعارف عليه لدى الأطفال، ولأن كل ما سبق عبارة عن معتقدات ليست صحيحة، فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالدكتور ضياء نوفل؛ استشاري طب الأطفال حيث أشار إلى الإجابة عن السؤال المقلق لمعظم الأمهات، وهو متى يمكن القلق على تأخر طفلك في التسنين، والعمر المناسب للتسنين الطبيعي، في الآتي:
السن الطبيعي للتسنين عند الرضع
يجب ان تعرف الأم أن السن الطبيعي لظهور أول الأسنان للرضيع، وهي الأسنان الأمامية السفلية هي سن ستة أشهر، والأسنان الأمامية السفلية التي تكون بداية ظهور الأسنان لدى الطفل، وبدء مرحلة التسنين تُعرَف أيضاً باسم القواطع المركزية، ولكن ذلك لا يعني أن سن الستة أشهر هو السن المحدد بالمسطرة والقلم لكي تظهر أسنان الرضيع، فغالبا ما تمتد مرحلة بداية السنين حتى نهاية السنة الأولى من عمره، فإذا ما احتفل الطفل بعامه الأول ولم تبدأ الأسنان بالظهور لديه، فيجب القلق في هذه الحالة، وعلى الأم التوجه للطبيب للوصول إلى أسباب تأخر التسنين عند رضيعها، ومحاولة علاجها؛ لكي ينمو الطفل نمواً طبيعياً، فالطفل بعد عمر السنة يجب أن تقل عدد الرضعات المقدمة له من الأم، أو عن طريق الرضاعة الصناعية، وتستبدل الرضاعة بالوجبات الخارجية أو الطعام التكميلي، والذي يعتمد على الأسنان مع تطور مراحل تقديمه للطفل، ويمكن أن تظهر الأسنان للطفل دون ترتيب لظهورها، ولا يعني ذلك أن هناك مشكلة في تسنين الطفل، فالمهم هو ظهور الأسنان، مما يعني عدم وجود مشكلة صحية لدى الطفل، فغالباً الطفل الذي يتأخر في التسنين هو طفل لا يتعرض للشمس، والتي تسهم بدور كبير في توفير فيتامين د الضروري لصحة العظام والأسنان، كما أنه غالباً يعاني من نقص في الكالسيوم والفوسفور، وفي هذه الحالة يتم تقديم هذين العنصرين للطفل على شكل مكملات غذائية بواسطة الطبيب، ومن الممكن عرض الطفل على طبيب الأسنان للبحث عن تشوهات في الفك مثلاً، أو مشاكل في اللثة تؤدي لتأخر التسنين لدى الطفل أسوة بأقرانه.
قد يهمك أيضاً: أطعمة هامة تساعد طفلك على التسنين وتجاوز آلامه
مراحل ظهور الأسنان عند الطفل
- تعد الأسنان الأمامية السفلية هي أول الأسنان التي تظهر للرضيع ويكون ذلك في سن ستة أشهر، وهي ما تُعرَف أيضًا باسم القواطع المركزية.
- وبعد 4 إلى 8 أسابيع أي من شهر إلى شهرين يبدأ ظهور الأسنان العلوية الأربعة الأمامية، التي تُسمى القواطع المركزية والجانبية.
- بعد حوالي شهر أي عندما يصبح الرضيع في الشهر الثامن من عمره تقريباً تظهر القواطع الجانبية السفلية، التي تحيط بالأسنان الأمامية السفلية.
- وفي النهاية تظهر الأضراس التي تساعد في طحن الطعام، وكل هذه الأسنان يطلق عليها اسم الأسنان اللبنية لأنها ترتبط بمرحلة رضاعة الحليب ولا تكون دائمة.
- وقد يظهر لدى الطفل ما يعرف بالتسنين المختلط، وقد أطلق عليها في طب الأسنان "أسنان التمساح"، ولكن هذه الحالة ليست مرعبة أو مقلقة، حيث أن الطفل يمر بثلاث مراحل من التسنين؛ وهي مرحلة ظهور الأسنان اللبنية، وتبدأ بالظهور في سن ستة أشهر بعد الولادة، أو قبل أو بعد هذا العمر بقليل؛ نتيجة لعوامل عدة، وعددها عشرون ضرساً، أما مرحلة ظهور الأسنان الدائمة، وتبدأ بالظهور في عمر ست سنوات، وعددها ستة وثلاثون ضرساً، وهي تكون أقوى وأكثر متانة من الأسنان اللبنية، وتكون موزعة بالتساوي بين الفكين العلوي والسفلي، ويحتاجها الطفل؛ لأنه يكون قد بدأ بتناول أطعمة أكثر صلابة من الحليب والمهلبية والشوربة، وفي حال التسنين المختلط وهي تظهر في حالات نادرة تبدأ الأسنان الدائمة واللبنية في الظهور في صفين متتالين في أحد الفكين بحيث تشبه أسنان التمساح تماماً ويضطر الطبيب للتدخل بخلع الأسنان اللبنية تحت تأثير المخدر لكي يحافظ على المظهر العام لفم وأسنان الطفل حيث يؤثر هذا المظهر على حالته النفسية ويتعرض للسخرية والتنمر من المحيطين، كما أن ظهور السن الدائم خلف السن اللبني يعرض السن الدائم للاعوجاج مستقبلا فيلجأ الطبيب لحل الخلع في عيادته وتحت الرعاية الكاملة.
نصائح لتقليل آلام التسنين عند الطفل
- يجب أن تعرف الأم أن ظهور السن الأول لطفلها يكون مؤلماً، كما أن ظهور الضروس يكون مؤلماً أكثر من القواطع مثلاً أي أن درجة وحدة آلام التسنين تكون متفاوتة حسب نوعها.
- يجب على الأم تعريض الطفل للشمس وتقديم فيتامين د له حسب الجرعات المقررة له؛ لكي تمر مرحلة التسنين بآلام وأعراض أقل.
- يمكن للأم أن تتبع عدة نصائح وحلول لمواجهة أعراض التسنين المزعجة التي تظهر على الطفل ويجب أن تعرفها لكي تستعد لها ومنها سيلان اللعاب بكثرة مما يعني أن تستعد الأم لبزوغ أسنان طفلها ويترافق ذلك مع زيادة توتره وقلة نومه، وقد تظهر أعراض التسنين قبل شهر أو شهرين من بزوغ الأسنان وعلى الأم أن تتوقعها، كما تظهر عليه مرحلة العضعضة فهو يرغب بعض أي شيء يراه أمامه، ويكثر لديه النكد و البكاء وفرك الأذن، وليس بسبب الالتهاب ولكنه من أعراض التسنين، ولذلك يمكن أن تقوم الأم بعدة خطوات واتباع عدة نصائح تقلل من هذه الأعراض، فمثلا يمكن أن تقومي باجراء مساج للثة الطفل، واستخدام العضاضة الباردة ويمكن الاستعاضة عنها بجزرة باردة تهديء من آلام التسنين، ويمكن أن يعطى الطفل المسكن عند اللزوم مثل "أدول أو أكامول"، ولكن يمنع منعاً باتاً استخدام الجل الذ يباع في الصيدليات والذي تدهن به اللثة بغرض تقليل التهيج لأن أعراضه الجانبية مقلقة ولم تثبت فعاليته الآمنة على صحة الطفل.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.