ترى الأمهات ويعتقدن بصورة قاطعة أن اللحوم هي المصدر الأساسي والهام لتغذية الطفل، وتهتم الأم بتقديم اللحوم بنوعيها سواء اللحوم الحمراء أو البيضاء للطفل ولباقي أفراد العائلة؛ ولأن الاعتقاد الراسخ لدى الأمهات أن اللحوم هي أهم مصادر التغذية لأفراد عائلتها، وفي حال اهتمامها بتقديم اللحوم لهم فيعني ذلك اهتمامها بصحتهم وتغذيتهم، وفي الغالب تبدأ الأم بتقديم اللحوم للطفل الرضيع في سن مبكرة تتوافق مع سن إدخال الطعام التكميلي له.
ونظراً لحرص الأمهات على تقديم اللحوم للأطفال خصوصاً لأنهم يكونون في مرحلة النمو والبناء لأجسامهم فهن لا يعرفن الوقت الأمثل لتقديم اللحوم لهم، ويعتمدن وجبة الغداء كأفضل وقت، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية وخبيرة التغذية العلاجية الدكتورة أميرة والي؛ حيث أشارت إلى الوجبة المفضلة التي يجب تقديم اللحوم بها للطفل وأسباب اختيارها وكذلك طرق تقديم اللحوم للطفل حسب عمره مع شرح أهم فوائد اللحوم لصحة الطفل في الآتي:
فوائد اللحوم للأطفال
- تحتل اللحوم الحمراء والبيضاء المقدمة على القائمة الرئيسية في نظام تغذية الأطفال؛ نظراً لما تحتويه من فوائد عظيمة، وحيث تحتوي على نسبة كبيرة من البروتين سواء الحيواني أو المستخلص من الطيور، والذي يلعب دوراً في بناء جسم الطفل بشكل عام، وبناء الدماغ بشكل خاص.
- يفيد البروتين الحيواني المتوافر في لحم البقر والخراف في بناء العضلات وتقوية الكتلة العضلية، وكذلك تعزيز الجهاز المناعي للجسم؛ لمحاربة مختلف الأمراض التي قد تواجه الطفل على مدار مراحله العمرية.
- يساعد البروتين بأنواعه سواء كان حيوانياً أو نباتياً في تزويد الجسم بالأحماض الأمينية، ومد الجسم بالطاقة، ويعمل على توصيل الأكسجين إلى مختلف أعضاء الجسم، كما يعمل على تقوية عضلة القلب، وبناء باقي عضلات جسم الطفل وتقوية الكتلة العضلية عامة.
- تحتوي اللحوم الحمراء المنتجة من لحم الخراف والأبقار على نسبة كبيرة من المعادن والفيتامينات، وخاصة معدن الحديد الذي يفيد في حماية وعلاج الطفل من فقر الدم، وإن كانت اللحوم البيضاء تحتوي على نسبة أعلى من الحديد المتمركز في كبد الدجاج مثلاً، كما تحتوي اللحوم الحمراء على عنصر الزنك الذي يعزز مناعة الجسم، وتُعد اللحوم الحمراء مصدراً ممتازاً لفيتامين «ب 12» وهو الفيتامين الذي يلعب دوراً في الحفاظ على صحة الخلايا العصبية في الجسم وحماية الطفل من أعراض نقص هذا الفيتامين التي منها عدم حصوله على نوم مشبع وكافٍ؛ مما يؤثر في معدلات نموه ومستوى ذكائه.
- تتفوق اللحوم الحمراء بما تحتويه من قيمة غذائية عالية مقارنة باللحوم البيضاء، ولكن كلتيهما تتمتع بمذاق طيب ومحبب للكبار والصغار، ويمكن التنويع في تقديمهما للطفل؛ لكي لا يشعر بالملل، حيث يملون أصناف الطعام سريعاً رغم قيمتها الغذائية، كما يجب أن تكون هناك أكثر من حصة أسبوعية من كلتيهما للطفل وذلك حسب المستوى المعيشي للأسرة.
قد يهمك أيضاً: أهمية تقديم البروتين الحيواني بأنواعه مبكراً للرضيع
التوقيت المناسب لتقديم اللحوم للأطفال
ترى الأمهات وحسبما جرت العادات أن وجبة الغداء وهي الوجبة التي تقدم عادة في منتصف النهار هي الوجبة المناسبة لتقديم اللحوم بنوعيها للطفل كمصدر تغذية له، ولكن الأبحاث والدراسات العلمية قد جاءت على عكس المتوقع فالأفضل تقديم اللحوم على العشاء، والسبب في ذلك أن هناك فترة زمنية طويلة ما بين وجبة العشاء ووجبة الإفطار في اليوم التالي، ولذلك فتناول اللحوم في وجبة العشاء يتيح فرصة أكبر للهضم قبل أن يحين موعد الوجبة الصباحية التالية، فاللحوم عموماً تحتاح لوقت أطول في الهضم بالنسبة للجهاز الهضمي عند الأطفال مقارنة بالخضار والفاكهه والنشويات التي يحصل عليها خلال وجبات أخرى، وبالتالي نضمن زيادة وزن الطفل وفي نفس الوقت نضمن عدم حدوث تلبكات معوية وعسر هضم وإمساك عند الطفل.
أما بالنسبة للكمية المناسبة من اللحوم فالطفل تحت عمر السنة يحتاج إلى جرام واحد من البروتين لكل كيلو جرام من وزنه؛ لكي يحصل على الحصة اليومية من البروتين اللازم لنموه وزيادة وزنه.
مع تقدم نمو طفلك قدمي له مقدار 25 جرام لحم أحمر أو أبيض في اليوم بحد أقصى أي ما يعادل (ملعقة- ملعقتين كبيرتين) وذلك من عمر السنة حتى عمر السنتين، وقدمي له من عمر 3 سنوات حتى 5 سنوات ما يعادل 50 جراماً من اللحم أو ملعقتين-3ملاعق كبيرة بحد أقصى في اليوم وهي تعادل قطعة واحدة بحجم قبضة يده.
وفي العموم ينصح الأطباء وأخصائيو التغذية الأمهات بتقليل عدد مرات تقديم اللحوم للطفل قبل سن 5 سنوات إلى مرتين في الأسبوع؛ لأن كثرة تقديم اللحوم للطفل قد تؤثر على قدرات التمثيل الغذائي لديه وتأتي بنتائج عكسية وليس على حسب ما تتوقع الأم من زيادة صحته والحصول على فوائد أخرى من تناول اللحوم.
طرق تقديم اللحوم للطفل حسب عمره
اعتمدي طريقة تقديم اللحوم لطفلك حسب عمره، ويجب أن تعرفي أن طريقة تقديم اللحوم للأطفال تعتمد على مرحلة ظهور الأسنان، فمن الطبيعي أن اللحم يحتاج إلى المضغ في حال تقديمه ناضجاً بدرجة مناسبة، ولذلك فهو يرتبط بمرحلة نمو الأسنان، وقبل ذلك يمكن أن تبدأ الأم بتقديم المرق أي شوربة اللحم المطبوخ للطفل سواء لحم الأبقار والخراف أو لحم الدجاج، ويمكن إضافة بعض قطع الخضار للمرق وسلقها وتقديمها على شكل حساء للطفل حتى يستسيغ مذاق المرق والدسم في فمه.
كما ترتبط عملية تقديم اللحوم للأطفال بقدرة الطفل على البلع ونموه نمواً سليماً يعني أن قدرته على البلع تكون صحيحة، ولذلك يجب أن تختاري الحوم المطبوخة بشكل جيد، وأن تكون من الأجزاء الطرية وسهلة البلع للأطفال، فهناك أجزاء في لحم الابقار مثلاً تكون خشنة وغليظة ويجب عدم تقديمها للطفل، لأن بلع الطفل لقطعة اللحم دون مضع يعني أن يصاب بعسر الهضم والمغص والإمساك، وفي حال حاول مضغها وكانت قاسية فوق أسنانه فسوف يشعر بألم في لثته.
وبالنسبة لعمر ما قبل السنة يمكن تقديم اللحوم مسلوقة ثم تهرس مع الخضار المسلوقة أيضاً مثل الكوسة والمشروم" الفطر" وكذلك البطاطس، وبعد ذلك يمكن طحنها بالخلاط لتصبح ناعمة، ويمكن أيضاً استخدام فكرة أخرى بأن نضيف بعض اللحم المفروم والمسلوق إلى البطاطس المهروسة بالشوكة أو بعض الفول المسلوق والمهروس، ونشكلها على شكل كرات صغيرة ووضعها في فم الطفل لكي يقوم ببلعها مع الحرص ألا تكون كبيرة تسبب الاختناق له.
لاحقاً وفي عمر السنة وحين تكون أسنان الطفل قد بزغت وظهر معظمها يمكن سلق اللحم بعد تقطيعه لقطع صغيرة ومحاولة تدريب الطفل على تناول القطع الصغيرة بالشوكة بعد وضع الطفل في كرسي الأطفال المخصص له وتخصيص مكان له حول مائدة طعام الكبار.
تجنبي تقديم اللحوم المجمدة والمصنعة والمعلبة للطفل مهما كان نوعها أو إغراء شكلها وطعمها فهي تحتوي على نسبة كبيرة من المواد الحافظة والأملاح، مما يضر صحته ويؤثر على كليتيه، وقومي بتقديم اللحوم الناضجة تماماً وتجنبي اللحوم النيئة التي تعد في بعض المطابخ حول العالم كطريقة في الأكل وذائقة خاصة ببعض الشعوب.
كما يمكن تجربة تقديم نوع واحد من اللحوم للطفل لعدة أيام ومراقبة تحسس الطفل منه وكذلك تقبل الطفل له، وبعد ذلك يمكن إضافة نوع آخر من اللحم مع مراعاة عدم تحمير اللحوم لأنها تصبح قاسية وصعبة البلع، وكذلك تجنب تسخين اللحوم أكثر من مرة.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.