الحديد مادة غذائية ضرورية لنموّ الطفل وتطوره بشكل سليم. ولكن بعض الأطفال ليست لديهم نسبة كافية من الحديد، وهذا يعرف بما يسمى بنقص الحديد. يساعد الحديد على نقل الأكسجين من الرئتين إلى باقي الجسم، كما يساعد العضلات على تخزين الأكسجين واستخدامه. وإذا كان نظام طفلكِ الغذائي يفتقر إلى الحديد؛ فإنه قد يُصاب بنقص الحديد. تعرَّفي إلى أسباب نقص الحديد عند الأطفال وأعراضه وكيفية الوقاية منه، كما يضعها لكِ الأطباء والمتخصصون.
نقص الحديد مشكلة شائعة بين الأطفال، تتراوح في شدتها من البسيطة إلى الحادة. يمكن أن يؤثر نقص الحديد غير المعالَج في نموّ الطفل وتطوره. أحياناً، يمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى قلة تعداد كريات الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين في الجسم، عن المعدل الطبيعي. وتُسمى هذه الحالة المَرضية بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
ما مقدار الحديد الذي يحتاجه الأطفال؟
يُولَد الأطفال بمقدار من مخزون الحديد في أجسامهم. ولكنهم يحتاجون أيضاً إلى كمية ثابتة من الحديد المستمَد من الطعام أو من مكملات الفيتامينات الغذائية لنمو الأطفال وتطورهم بسرعة. فيما يلي جدول لاحتياجات الجسم من الحديد لمختلف الأعمار:
الفئة العمرية وكمِّيَّة الحديد المُوصَى بها في اليوم:
- من 7 إلى 12 شهراً يحتاجون إلى 11 غم.
- من سنة إلى 3 سنوات يحتاجون إلى 7 ملغم.
- من 4 إلى 8 سنوات يحتاجون إلى 10 ملغم
- من 9 إلى 13 سنوات يحتاجون إلى 8 غم.
- من 14 إلى 18 سنة، للفتيات يحتجن إلى 15 غم.
- من 14 إلى 18 سنة، للأولاد يحتاجون إلى 11 ملغم.
مَن هم المُعرّضون لخطر نقص الحديد؟
- يبدو الأطفال الأكثر عُرضة للإصابة بنقص الحديد، هم من يتميزون بالآتي:
- الأطفال المولودون قبل الأوان، أو الأطفال ذوو الوزن المنخفض عند الولادة.
- الأطفال الذين يشربون حليب البقر أو الماعز قبل إتمام عامهم الأول.
- الذين لا يتناولون أيّة أطعمة إضافية غنية بالحديد بعد إتمام 6 أشهر.
- الأطفال الذين يشربون حليباً صناعياً غير مدعَّم بعنصر الحديد.
- الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سنة إلى 5 سنوات ممن يشربون ما يزيد على 24 أونصة (710 ملليلترات) من حليب البقر أو الماعز أو حليب الصويا يوميّاً.
- الأطفال الذين لديهم مشكلات صحية معينة، مثل: العَدوى المزمنة أو النظم الغذائية المقيدة.
- الأطفال الذين تعرّضوا لمادة الرصاص.
- الأطفال الذين لا يتناولون ما يكفي من الأطعمة الغنية بالحديد.
- الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن أو السِمنة.
- المراهقات اللواتي يفقدن الحديد خلال فترة الحيض.
ما أعراض نقص الحديد لدى الأطفال؟
قد يؤدي النقص الحاد في معدل الحديد لدى الأطفال إلى صعوبة أداء مهامهم بشكل جيد. إلا أنّ معظم أعراض نقص الحديد لدى الأطفال لا تظهر حتى يُصاب الطفل بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد. إذا كانت لدى الطفل عوامل خطورة للإصابة بنقص الحديد؛ فتحدثي إلى أحد أفراد فريق الرعاية الصحية المعني بحالة طفلك، وقد تشمل أعراض فقر الدم الناتج عن نقص الحديد ما يلي:
- يصبح لون الطفل وردياً باهتاً، وهذا ما يُعرف أيضاً بالشحوب، في الشفتين واللثة وحافة الجفن أو قاعدة الظفر.
- يشعر بالتعب وقلة النشاط، ويُعرف أيضاً باسم الإرهاق.
- يعاني من ضيق النفَس أثناء التمرين.
- يصاب ببرودة اليدين والقدمين.
- يظهر عليه بطء النموّ والتطوّر.
- يتميز بضعف الشهية.
- يعاني من التنفُّس السريع غير المنتظم.
- يمر بمشكلات في السلوك وسرعة الغضب أكثر من المعتاد.
- يصاب بحالات العدوى المتكررة.
- يشعر بالرغبة لتناول المواد الملحّة غير العادية التي لا تحتوي على أيّة عناصر مغذية أو تحتوي على القليل منها، مثل: الثلج أو التراب أو الألوان أو النشا.
هل تدركين علامات نقص الحديد عند الأطفال وأسرع 8 علاجات طبيعية؟
كيف يمكن منع نقص الحديد لدى الأطفال؟
إذا كنتِ تطعمين طفلك حليباً صناعيّاً مدعماً بالحديد؛ فمن المرجّح أنه يحصل على الكمية التي يحتاجها من الحديد. أما إذا كنتِ تعتمدين على الرضاعة الطبيعية؛ فتحدثي إلى طبيب طفلكِ عن مكملات الحديد الغذائية. قد يكون مكمِّل الحديد الغذائي في صورة قطرات تُعطى بكميات معينة، وتُعرف أيضاً بالجرعات. أو قد يكون الحديد مُدرَجاً في مكمّلات الفيتامينات. وفيما يلي بعض ما عليك فعله في حال كان طفلكِ يمر بهذه الحالة الصحية، وذلك حسب عمره وظروف ولادته:
بالنسبة للرُضّع المولودين بعد فترة حمل مكتملة
- ابدئي بإعطاء طفلكِ مكمّل الحديد عند عمر 4 أشهر.
- استمري في إعطاء الطفل المكمّل الغذائي حتى يتناول حصتين غذائيتين أو أكثر في اليوم من الأطعمة الغنية بالحديد، وهي تشمل: حبوب الإفطار المدعمة بالحديد، أو اللحم المهروس، أو البطاطا الحلوة المهروسة.
- توقفي عن إعطائه المكمّل الغذائي، إذا كنتِ ترضعين طفلك رضاعة طبيعية جنباً إلى جنب مع الحليب الصناعي المدعم بالحديد، وكانت معظم وجباته تعتمد على الحليب الاصطناعي.
الرُضّع المبتسرون
- ابدئي بإعطاء طفلكِ مكمّل الحديد في عمر أسبوعين، استمري في إعطائه إياه حتى يُتم سنته الأولى.
- توقفي عن إعطائه المكمّل الغذائي إذا كنتِ ترضعين طفلك رضاعة طبيعية جنباً إلى جنب مع الحليب الصناعي المعزز بالحديد، وكانت أغلبية وجباته تعتمد على الحليب الصناعي.
خطوات أخرى يمكنكِ اتخاذها للوقاية من نقص الحديد
- قدّمي أطعمة غنية بالحديد. يبدأ الوالدان عادةً في تقديم الأطعمة الصُلبة لأطفالهم الرُضّع بين عمر 4 و6 أشهر. عندما تبدأين في تقديم الأطعمة الصُلبة لرضيعكِ، أطعميه الأنواع المدعمة بالحديد. وهي تشمل: حبوب الإفطار المدعمة بالحديد، واللحوم المهروسة والفول المهروس. وبالنسبة للأطفال الأكبر سنّاً، تشمل المصادر الجيدة التي تحتوي على الحديد: اللحوم الحمراء، والدجاج، والأسماك، والبقوليات، والسبانخ.
- لا تقدّمي للطفل كميات كبيرة من الحليب. بين عمر سنة وخمس سنوات، لا تسمحي لطفلكِ بشرب أكثر من 710 ملليلترات (24 أونصة) من الحليب يوميّاً.
- قدّمي الأطعمة الغنية بفيتامين C؛ فهي تساعد الجسم على امتصاص الحديد. وتشمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين C: الفواكه الحمضية، والشمام، والفراولة، والفلفل الحلو، والطماطم، والخضروات الخضراء الداكنة.
كيف يمكن فحص الطفل للتحقق من نقص الحديد؟
استخدام اختبارات فحص الدم. توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بفحص جميع الرُضّع للتحقق من إصابتهم بالأنيميا الناتجة عن نقص الحديد ابتداءً من سن 9 أشهر حتى 12 شهراً.
تكرار الفحص بعمر أكبر بالنسبة لمن لديهم عوامل خطورة للإصابة بنقص الحديد، وبناءً على نتائج الفحص، قد يحتاج طفلك لتناول مكملات الحديد الغذائية عن طريق الفم، أو كبسولات الفيتامينات المتعددة مرة يومياً، أو إجراء المزيد من الفحوصات.
تقديم الأطعمة الغنية بالحديد في وجبات الطعام والوجبات الخفيفة؛ للوقاية من نقص الحديد لدى الأطفال. وللحفاظ على نموّ طفلكِ وتطوره بالشكل الصحيح، تحدّثي إلى طبيب طفلك بشأن الحاجة إلى إجراء فحوصات أو تناول مكملات الحديد للأطفال.
تعلمي معنا نصائح للتعامل مع نقص الحديد لدى الأطفال
أطعمة غنية بالحديد يحتاجها الطفل
عادةً ما يحصل الأطفال الرُضّع الذين يتغذون على الرضاعة الطبيعية، على كمية كافية من الحديد من حليب أمهاتهم. لكن عندما يكبر الطفل ويصل إلى مرحلة تناول الأطعمة العادية، قد لا يتناول ما يكفي من الأطعمة الغنية بالحديد، وهذا يمكن أن يعرضهم لخطر نقص الحديد، وهو السبب الأكثر شيوعاً لفقر الدم. إليكِ فيما يلي قائمة أطعمة غنية بالحديد تحتاجينها لطفلك:
اللحوم الخالية من الدهون: اللحوم والدواجن تُعَد مصادر غنية بالحديد؛ لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الهيم (Heme)، وهو نوع من الحديد يوجد فقط باللحوم والدواجن والأسماك؛ أي يأتي من البروتينات الحيوانية. لكن يُنصح بالتأكد من إزالة الجزء الدهني من اللحوم؛ لأنها ضارة، كما أنها تحتوي على نسب ضئيلة من الحديد فلا داعي لها.
الحبوب المدعمة قليلة السكر: وهي الحبوب التي تُضاف إليها العناصر المغذية التي أُزيلت من الحبوب المكررة مرة أخرى، وتُعرف بالحبوب المعززة. على سبيل المثال: عند تكرير الأرز؛ فإنه يفقد الفيتامينات والمعادن والألياف الموجودة به. أما الأرز الأبيض المعزز فتُضاف إليه هذه الفيتامينات والمعادن مرة أخرى.
الفاصولياء: في حال كان الطفل لا يحب تناول اللحوم؛ فالفاصولياء هي حل مناسب؛ كونها تندرج ضمن قائمة أطعمة غنية بالحديد يحتاجها الطفل. يُمكن محاولة تقديم بعض الفاصوليا المخبوزة مع قطعة من خبز القمح لتناول طعام الغداء من قِبل الطفل.
الخضروات الورقية: مثل: كالي، والقرنبيط، والسبانخ هي من بين أفضل الخيارات النباتية للحديد، يُمكن تقديم السبانخ المغلي أو المجفف للطفل؛ حيث إن نصف كوب يمتلك حوالي 3 ملليغرامات من الحديد.
الزبيب والفواكه المجففة الأخرى: ربع كوب من الزبيب يُمد الطفل بحوالي 1 ملليغرام من الحديد، كما أنه يحد من الإمساك عند الأطفال. ويُعزز صحة القلب والشرايين. ويُساهم في حماية الجسم من الإصابة ببعض أنواع السرطان.
اعلمي أن الجسم يمتص الحديد بشكل أفضل عندما يتم تناول الحديد مع مصدر من فيتامين ج، مثل: البرتقال والطماطم والفراولة والبطاطا الحلوة والفلفل الحلو.
وفي بعض الحالات من المُمكن أن يصف الطبيب للطفل مكملات الحديد؛ لتعويض النقص في مستوياته، لكن يجب العلم أن الإفراط في تناول الحديد يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة. لذلك يجب إعطاء الطفل الجرعة المناسبة من مكملات الحديد، والتي حددها الطبيب.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.