يحدث أن يتكلم بعض الأطفال بطلاقة ووضوح ومن دون تلعثم أو تأتأة، قبل دخول المدرسة، وما إن تمر أيام قليلة على دخول الطفل الصف الدراسي والتعايش وسط زملائه، إلا وتشعر الأم بعلامات تشير إلى معاناة طفلها من بعض المشاكل في النطق والكلام.
وهنا يؤكد علماء اللغة وتعديل الحروف أن هذه الحالة تحدث فقط مع دخول الطفل المدرسة لأول مرة، أو في البيئات الاجتماعية التي يحتك فيها الطفل الصغير بالآخرين، ليصبح الأمر مقلقاً، وهو ما يسمى لدى المتخصصين في علاج التلعثم بـ"اضطراب تدهور النطق والكلام عند الأطفال"، وهو مختلف تماماً عن تأخر الكلام.
"سيدتي وطفلك" التقت الدكتور محمود السكري، أخصائي النطق والكلام، لشرح معنى الخرس الانتقائي، والفرق بين تدهور النطق ومشكلات تأخر الكلام، بجانب توضيح علامات تدهور الكلام، وطرق العلاج المناسبة.
معلومات تهمك
يعد تأخر النطق عند الأطفال أمراً شائعاً، حيث يعاني حوالي 10% من الأطفال في جميع أنحاء العالم من نوع من ضعف الصوت أو الكلام في بداية حياتهم، لكنهم عادة ما يتغلبون عليها بشكل طبيعي في وقت لاحق.
بينما قد يكون من المزعج ملاحظة أن الطفل القادر على النطق واستخدام الكلمات يتوقف فجأة عن الكلام، وهو ما يسمى انحدار الكلام واللغة عند الأطفال.
من الضروري عند ملاحظة تراجع قدرات الطفل على النطق أو على استخدام الكلمات التي كان يتقنها سابقاً، استشارة متخصصي النطق والتخاطب.
وبمجرد أن يستبعد الطبيب احتمال المشكلات السمعية، والسيناريوهات المحتملة؛ كأن يعاني الطفل من المعاناة من طيف التوحد، يبدأ في اختبار الخرس الانتقائي.
والخرس الانتقائي هو حالة معقدة، حيث لا يتحدث الطفل إلا في ظروف معينة، وغالباً ما ترتبط بالقلق والرهاب الاجتماعي، وقد يكون لها بعض العوامل الوراثية.
قد يحدث الخرس الانتقائي فقط في المدرسة أو في البيئات الاجتماعية التي يحتك فيها الطفل الصغير بالآخرين، وأحياناً يرتبط بالخوف من شخص ما داخل الأسرة.
ماهي العلاقة التي تربط بين: فرط الحركة عند الأطفال وتأخر الكلام ؟
طرق علاج الخرس الانتقائي
- فهم الفارق بين تدهور الكلام عند الأطفال ومشكلة تأخر الكلام المعتادة.
- تقليل الإجهاد العام في بيئته.
- زيادة الانخراط في الأنشطة المريحة.
- العلاج باللعب وقضاء الوقت المباشر مع الأبوين.
- استخدام التواصل البديل مثل لوحات التأشير.
- العلاج المعرفي والعقاقير بوصفة طبية.
الفارق بين تدهور النطق ومشكلات تأخر الكلام
من المهم فهم الفارق بين تدهور النطق أو الكلام عند الأطفال، ومشكلة تأخر الكلام المعتادة التي تحدث في سنوات الطفل الأولى.
إذ يُعد تأخر الكلام أو اللغة أمراً شائعاً إلى حد ما، ويمكن أن ينتج عن عدة عوامل مختلفة.
ومع ذلك، من الضروري معرفة أن كل طفل يتعلم ويتطور وفقاً لسرعته الخاصة، وقد يلحق بعض الأطفال المتأخرين بأقرانهم بمفردهم من دون حاجة للتدخل الطبي أو العلاجي.
ولكن إذا كان الطفل يعاني تأخراً شديداً ومقلقاً في الكلام، فغالباً يكون من المفيد البحث عن تقييم من اختصاصي أمراض النطق ولغة الطفل.
فعلى عكس تأخر الكلام، يُعد تدهور النطق ولغة الطفل تراجعاً مفاجئاً أو اختفاء للمهارات التي كان الطفل يتقنها بالفعل لفترة معينة.
علامات تدهور النطق
توجد عدة علامات على تدهور النطق، ومنها:
- توقف الطفل عن استخدام الكلمات أو أصوات الكلام، والعلامات الصوتية التي سبق أن تعلمها، والتي كان يعبر بها عن احتياجاته.
- عودة الطفل الذي كان يستخدم كلمتي "ماما" و"بابا" إلى الغرغرة وإصدار أصوات غير مفهومة، وكأنه فقد قدرته على استخدام الكلمات.
- يتوقف الطفل فجأة عن البحث عن أطفال ليلعب معهم ويظل منزوياً، بعد أن كان يظهر المهارات الاجتماعية مع أقرانه والأطفال من حوله.
- يتوقف عن محاولة جذب انتباه الآخرين بالطريقة المعهودة، بعد أن كان الطفل قادراً على الإشارة إلى الأشياء من حوله بدافع الحاجة أو الضرورة. وينصح بالاستعانة باختصاصي التخاطب لعلاج أي مشكلات، قد تكون مسؤولة عن تراجع قدرة الطفل على الكلام.
أسباب إصابة الطفل بتدهور النطق المفاجئ
في حين أن العامل الرئيسي لتدهور النطق والكلام عند الأطفال؛ هو أنه غالباً ما يكون علامة على التوحد أو اضطرابات النمو الأخرى التي تصيب الطفل، إلا أن هناك بعض الأسباب الأخرى التي تجعل الطفل يتقدم بمهارات اتصال أقل مما كان عليه في السابق.
ما رأيك في الاطلاع على: تجربتي في علاج ابني من التوحد؟
إتقان الطفل مهارات أخرى:
في بعض الأحيان، يظهر الأطفال علامات انحدار في مجال واحد من مجالات التنمية المعهودة عليهم، عندما يعملون على إتقان مجال آخر، على سبيل المثال، قد يعاني الطفل بعض الانحدار في الكلام عند البدء في تلقي التدريب على استخدام الحمام بمفرده.
حدوث تغيرات شديدة في الحياة:
قد يعاني الطفل من تراجع الكلام في أثناء حدث كبير في حياته أو بعده، مثل انتقال الأسرة إلى مسكن جديد، أو دخوله حضانة جديدة، أو حصوله على أشقاء جدد، وقد يعاني الطفل تدهوراً في قدراته الطبيعية على النمو، عندما يصاب بالمرض والحمى، وغيرهما، على فترات متقاربة.
طرق التعامل مع المشكلة
- مساعدة الطفل عن طريق تعزيز الاسترخاء والتدريب على التحدث مرة أخرى، إذ يمكن للإجهاد أن يخلق كثيراً من الضغط داخل المنزل، والأطفال يدركون ذلك مهما بدا أنهم صغار وغير واعين أو غير منتبهين لحال الوالدين في البيت.
- تبادل المحادثة الطبيعية التي لا تضغط الطفل أو تشعره بالتوتر، وأنه يجب أن يثبت نفسه ويتحدث للوالدين، بل يُنصح بالتعامل الطبيعي معه وملاحظه التحسن التدريجي مع الوقت.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.