عادة ما يبذل الآباء مجهوداً كبيراً من أجل صحة الطفل الجسمانية ودراسة الطفل، وطرق تربية الطفل، بينما يغفل كثيرون منهم الاهتمام بما يتعرض له الطفل من مشاكل نفسية، قد تتطور إلى مضاعفات جسدية؛ كالقلق أو المعاناة من حالة من الاكتئاب، أو شعور بالحزن وفقدان الشغف، أو اضطرابات الطعام، وكلها تعمل على تعطيل قدرة الطفل على المشاركة في أنشطة اجتماعية مع غيره من الأطفال، إضافة إلى تعثره بالأمور الدراسية والحياتية عموماً.
التقرير التالي يعرض بعضاً من الأزمات النفسية التي يتعرض لها الطفل وحلولاً لدعمه، ويضع مجموعة من الحلول لتخفيف أثرها على صحة الطفل النفسية، ويقوم بشرحها الدكتور وائل المرسي، أستاذ التربية والصحة النفسية، لقراء "سيدتي وطفلك".
تأثير الأزمات على الصحة النفسية للطفل
- تسبب له القلق والتوتر الزائد.
- الشعور بالخوف وعدم الأمان.
- زيادة معدلات الاكتئاب.
- تدهور الصحة النفسية للأطفال المصابين بمشكلات سابقة.
- العزلة الاجتماعية والانطواء.
- الصعوبة في التأقلم مع التغييرات الجديدة.
- اضطرابات النوم والأكل.
- الشعور بالعجز وعدم القدرة على التحكم في الأمور.
- زيادة خطر الإصابة بالسلوكيات السلبية المتعلقة بالصحة النفسية.
حلول وعلاجات لتحسين الصحة النفسية للطفل
التواصل المستمر من قِبل الوالدين مع الطفل:
بتخصيص الوقت الكافي للتواصل معه والاستماع له، كما يجب التعبير عن المشاعر من خلال التواصل اللفظي أو لغة الجسد؛ كالعناق أو الابتسامة أو التربيت على رأسه وكتفيه، إضافة إلى ضرورة الدعم المعنوي؛ بمدح الطفل، والثناء عليه وتشجيعه.
الحرص على نوم الطفل لفترات كافية:
ما يُسهم في مساعدة الطفل على تهدئة التوتر والقلق، الذي يساعده على تحسين نفسيته.
ممارسة التمارين الرياضية:
حيث يجب تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة بشكل يومي؛ وذلك لمساعدته على اكتساب اللياقة البدنية والحصول على الطاقة العالية، وشعوره بالرضا تجاه نفسه، إضافةً إلى تفريغ الطاقات السلبية.
تعزيز دور الطفل بالعائلة:
بمعنى طلب رأي الطفل؛ حتى تُشعره بقيمته وأهميته بالعائلة، ممّا يدعم احترامه لذاته ويعزز نظرته لنفسه.
تعزيز العلاقات الاجتماعية الصحية:
بأن تكون هناك علاقات اجتماعية وأشخاص آخرون في حياة الطفل غير والديه؛ كالأصدقاء والأجداد والأقارب، فهذا يسهم بشكل كبير في تحسين الصحة النفسية للطفل.
تدريس إدارة الضغوط لتهدئة الطفل
رغم أن هذه الضغوطات التي يتعرض لها الطفل في حياته، مثل الدراسة أو الخلافات مع الأصدقاء، أمر طبيعي، لكن لا بد من تهيئة الطفل لمواجهة كل ذلك؛ من خلال تعليمه كيفية التعامل مع المشاكل، وتحديد طرق ووسائل فعالة، للتخلص من التوتر والخوف، كل ذلك من أجل بناء شخصية الطفل بشكل سليم.
تنمية احترام الذات لدى الطفل:
يمكن مساعدة الطفل على احترام ذاته؛ من خلال مدحه بشكل واقعي ومميز، مع عدم المبالغة بذلك؛ فمثلاً يجب تجنب المدح في أمور لا يمكن للطفل التحكم بها، كما يمكن تنمية شعور الطفل بالاستقلال النفسي.
ويتم ذلك من خلال منحه فرص القيام بأمور تتعلق به؛ كصنع الطعام وتقديم المساعدة بأمور معينة، ما يشعر الطفل بالاستقلال النفسي والاحترام الذاتي.
منحهم الوقت واللعب:
كما يجب على الأهل تخصيص وقت كافٍ للعب والتواصل مع أطفالهم، بعيداً عن الواجبات المنزلية أو العمل، ما يسهم في تحسين نفسيتهم، وإبعادهم عن الشعور بالقلق. بالإضافة إلى أن ذلك له دور كبير في تقوية العلاقة فيما بينهم.
الاستعانة بمختصين:
قد يتعرض الطفل لصدمات في طفولته؛ كانفصال والديه مثلاً، ولتجنب عواقب ذلك لا بد من التواصل مع أحد المختصين النفسيين، لتقديم الدعم النفسي المحايد للطفل ولتقليل الأعباء على الوالدين.
أسباب الحاجة للدعم النفسي ودور الأسرة
وجود الكوارث والحروب والصراعات تتسبب في حدوث بعض المشكلات النفسية للأطفال، ممّا يؤثر على النمو النفسي والاجتماعي لديهم، ما يعني احتياجهم لدعم نفسي.
لا يقتصر الدعم النفسي للطفل في حالات الحروب فقط، فقد يحتاج الطفل إلى الدعم النفسي عند حدوث عنف أو فقدان أحد الآباء أو انفصال الأبوين أيضاً، وعند عدم القدرة على توفير المتطلبات المادية الأساسية للطفل.
وقد تؤثر أيضاً بعض الأزمات المحيطة بالأسرة، كالأوضاع المادية والسياسية والاجتماعية، في حدوث بعض النزاعات الزوجية التي بدورها تؤثر في نفسية الطفل.
تُعد الأسرة النواة الأساسية للطفل، والخطوة الأولى في إيصال الدعم النفسي له، وطبيعة العلاقة بين الآباء والأبناء، إمّا تعمل على وصول الصحة النفسية، أو إحداث خلل في صحة ونمو الطفل.
سبل العلاج
اللعب العلاجي
يُعد اللعب العلاجي من الطرق المهمة في إيصال الدعم النفسي للطفل، خاصة عند الأطفال الذين يعانون من المخاوف والتوترات النفسية، وتكمن أهمية هذا النوع من اللعب في التقليل من الاضطرابات الانفعالية التي يعاني منها، وهو وسيلة الطفل إلى اكتشاف البيئة والظروف البيئية التي تحيط به، ويستخدم اللعب في مجال التّعليم؛ كالعمل على تعديل سلوكه، ومساعدته على معالجة المشكلات التي يتعرض لها خلال حياته.
النشاط البدني
تكمن أهمية النشاط البدني في مساعدة الطفل على صرف الطاقة التي بداخله، ومن خلالها أيضاً يحدث اتزان بين وظائف الجسم الحركية والانفعالية والعقلية، ويصبح تفكيره أكثر نضجاً؛ فيتدرب على تذوق الأشياء، ويتعرف إلى لونها وحجمها وكيفية استخدامها، ويُفضل أن تكون هذه النشاطات ذات طابع جماعي؛ حتى يشعر الطفل بوجود الجميع حوله، والتقليل من شعوره بالوحدة.
الأشغال اليدوية والرسم والتلوين
تعتبر الأشغال اليدوية والرسم إحدى الطرق التي من خلالها يُعبر الطفل عن صراعاته الداخلية، مثلاً من خلال الرسم أو اللعب بالمعجون؛ يلجأ الطفل إلى التعبير عن مشاعر العدوانية التي تحدث بداخله، ومن الجدير بالذكر أنّ الرسم تحديداً يعتبر من الأنشطة الممتعة عند الأطفال، وفيها يعمل الطفل على تفريغ مشاعر الإحباط التي تواجهه في حياته الواقعية، وقد تسهم الأعمال اليدوية للأطفال -خصوصاً عند الفتيات- بشعورهم بالإنجاز، وفرصة للتعبير عن أنفسهم والتخفيف من الضغوط التي تحيط بهم.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.