تواجه الأم مشكلة هامة خاصة في مرحلة الطفولة، ما بين سنتي المهد وما بعدها، وهي مشكلة صعوبة نوم طفلها وحيث تكون الأم متعبة وبحاجة إلى الراحة أثناء الليل إضافة لحرصها على أن يحصل طفلها على النوم الليلي المهم لصحته ونموه، ولذلك فهي تبحث عن أسباب صعوبة النوم التي تواجه طفلها والتي تكون غالباً لأسباب صحية في فترة الرضاعة، وحيث من المعتاد أن يصاب الرضع في شهورهم الأولى بنوبات البكاء والأرق خلال الليل.
في مرحلة ما بعد الرضاعة يصاب الأطفال بصعوبة النوم ومشاكله، ولذلك فيجب أيضاً على الأم أن تتعرف على أسباب ذلك وطرق معالجة صعوبات النوم لدى طفلها؛ لكي لا تتسبب بمضاعفات صحية ونفسية عليه لاحقاً، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب الأسرة الدكتورة سميحة عبد الرحمن، حيث أشارت إلى نصائح للأهل للتعامل مع مشاكل النوم عند الأطفال بمختلف أعمارهم ومنها النوم المتقطع وصعوبة النوم والتبول الليلي والكوابيس في الآتي:
لماذا ينام الرضيع بصعوبة؟
- يتسبب إصابة الأطفال الرضع بالمغص والانتفاخ والغازات أن يعانوا من مشكلة عدم القدرة على النوم المتواصل بسببب شعورهم بالضيق والألم، ولذلك يمكن للأم البحث عن علاج المغص عند الرضع في الشهور الأولى بعدة طرق ونصائح، وإن كان ذلك يزول تلقائياً مع تقدم الطفل الرضيع في العمر وتعود جهازه الهضمي على هضم الحليب وغيره من أصناف الطعام.
- يصاب الطفل الرضيع بالضيق بسبب وجود حشرات في فراشه تسبب له اللذع والألم، وهو لا يعرف كيف يعبر عن ضيقه وألمه، وقد يكون هناك دبابيس أو إبر في الفراش ولا تراها الأم ولكنها تضايقه وتؤذيه، وفي بعض الأحيان قد يلتف خيط صغير أو شعيرة قصيرة حول أصابعه أو أعضائه الداخلية، مما يؤدي للألم الشديد وقد يحدث نقص في التروية الدموية في أحد الاصابع وتغفل الأم عن اكتشاف الإصبع المتورم، مما يعرض الطفل للخطر ويظل يبكي بسبب الألم وهي لا تعرف السبب.
- يتسبب شعور الرضيع بالبرد أو الحر الشديد في صعوبة نومه، لأن الأم قد تعتقد أن الرضيع لا يشعر، فتضع فوقه أكواماً من الأغطية في فصل الصيف، أو قد يحدث العكس فالطفل يشعر بالبرد والأم لا تعرف كم عدد طبقات الملابس التي يجب أن يرتديها، كما أنها تهمل تغطية رأس الرضيع بقبعة، وكذلك تغطية أو تدفئة أطرافه، مما يعرضه للبرد ويظل يبكي باستمرار ويجد صعوبة في النوم.
- يصاب الطفل الرضيع بشعور الوحدة، وقد تستغرب الأم ذلك ولكنه يرغب في وجود أمه إلى جواره، فالرضيع وفي سن صغيرة جداً يعتاد أن يشم رائحة حليب الأم، وما يحيط بحلمتي صدرها، وحيث تشبه هذه الرائحة رائحة السائل الأمينوسي في رحم الأم، فيشعر بالراحة والاطمئنان ويخلد إلى النوم، ولذلك فحين تتبعد عنه الأم فهو يبكي وبشدة وليس بسبب الجوع حسبما قد تعتقد الأم ولكن بسبب رغبته في قربها، وعليها أن تضعه على مقربة منها، وفي نفس الوقت تحافظ ألا تنقلب فوقه لو غفلت عنه.
أسباب صعوبات النوم عند الأطفال بعد عمر السنتين
تعرض الطفل للإصابة بالكوابيس
- احتضني طفلك ووفري له جواً من الأمان والحماية؛ لأن الأطفال يصابون بالكوابيس الليلية المخيفة، والتي تسبب لهم النوم المتقطع، حتى أن النوم في بعض الأحيان يكون بمثابة العقاب لهم، ويجب أن تبحثي عن سبب تعرض طفلك للكوابيس والأحلام المفزعة، وقد يؤدي لتعرضهم إلى نوبات هلع ويجب أن تعرفي نصائح لإيقاف نوبة الهلع عند طفلك والتي قد تنتابه ليلاً ولعدة مرات ويبدأ التعامل معها باحتضان الطفل جيداً.
- تحدثي مع طفلك بهدوء لكي تعرفي ما الذي يسبب له الخوف؛ لأن من الطبيعي لأن ما يتعرض له الطفل خلال النهار سوف ينعكس عليه خلال نومه ويسبب له الإصابة بالكوابيس والأحلام المخيفة، مثل تعرضه للتهديد من أطفال يكبرونه سناً، وكذلك مشاهدة الطفل لأفلام مرعبة لا تناسب سنه بحيث تسبب له الخوف ليلاً، بالإضافة لتعرض الطفل للتنمر من الأطفال الآخرين، وفي بعض الحالات يتعرض الطفل للكوابيس بسبب المشاكل العائلية التي تحيط به مثل الشجار بين الوالدين، وتهديد الأم المستمر بترك البيت والأطفال، ورؤية الطفل لمشاهد العنف بين الزوجين، مما يشعره بأن حياته مهددة وأن لا استقرار في حياته، ويرى أن غياب الأم يعني بالنسبة له تعرضه للوحوش والحيوانات المفترسة والخيالية التي تهدد حياته.
- حاولي تخفيف تناول الطفل للأكلات والوجبات الدسمة قبل النوم، حيث أثبتت الأبحاث العلمية أن تناول الإنسان للوجبات الدسمة يزيد من تعرضه للأحلام المزعجة، سواء كان كبيراً أو صغيراً، وفي حال الطفل الصغير فهو يتعرض للكوابيس التي تجعل نومه متقطعاً وتجعله يبكي ويستيقظ عدة مرات، وقد يطلب النوم في سرير الأم.
إصابة الطفل بفقر الدم
- قومي بإجراء فحوصات طبية خاصة لطفلك في حال تعرضه للنوم المتقطع؛ لأن هناك أسباباً صحية تؤدي لإصابة الطفل بالأرق وصعوبة النوم، بالإضافة لأعراض أخرى، مثل فقدان الشهية للطعام وظهور الهالات السوداء تحت العينين، وهناك أسباب غريبة للهالات السوداء عند الأطفال ومن بينها نقص عنصر الحديد وإصابة الطفل بفقر الدم.
- قدمي لطفلك الأغذية الغنية بعنصر الحديد، وكذلك عنصر الزنك؛ لأنهما من العناصر التي تعزز من صحة ومناعة الطفل، كما أن الحديد كعنصر هام يؤدي لتوصيل الأكسجين إلى باقي خلايا الجسم، فهو العنصر الذي يعمل على تعزيز وظائف الأجهزة الحيوية في الجسم، وتناول الأطعمة الغنية بعنصر الزنك، وكذلك فيتامين سي يعزز من امتصاص الحديد في جسم الطفل ويحميه من الإصابة بفقر الدم وما يتبعه من أعراض من بينها صعوبة الخلود إلى نوم متواصل.
إصابة الطفل بالسلس البولي الليلي
- توقعي أن يصاب طفلك بالنوم المتقطع وصعوبات النوم في حال إصابته من التبول أو سلس البول الليلي، وهي مشكلة منتشرة بكثرة بين الأطفال، حيث يتخلصون من هذه العادة المزعجة بعد سنوات طويلة من المعاناة، وذلك بعد أن تتوصل الأم لأسبابها والتي قد تكون أسباباً صحية أو نفسية، والمهم أن يتم علاجها لكي لا يضطر الطفل للاستيقاظ عدة مرات ليلاً، لكي يفرغ مثانته، كما أن قيام الأم باستخدام المنبه لكي يستيقظ الطفل بعد نومه بساعتين مثلاً، وهكذا طيلة الليل يؤدي إلى فشل الطفل في الحصول على نوم متواصل وإصابته بالأرق؛ لأن ساعة جسمه البيولوجية سوف تعتاد على أن تنبه الطفل كل ساعتين أو أقل أو أكثر، والنوم المتقطع للطفل يضر بصحته الجسمية وبمستوى تركيزه وذاكرته وذكائه.
- قومي بفحص عينة من بول الطفل للتأكد من عدم وجود التهابات أو تلوثات في المجاري البولية، والتي تؤدي إلى السلس البولي كما أن وجود أمراض أخرى عند الطفل تؤدي لإصابته بالتبول اللاإرادي، وقد تكون غير متوقعة، ومنها إصابة الطفل بسكر الأطفال، وأيضاً إصابة الطفل بالتهاب الأذن الوسطى يؤدي لإصابته بالسلس الليلي وحيث تكون الأذن الوسطى مسئولة عن توازن السوائل في الجسم.
نصائح للحصول على نوم صحي لطفلك
- اهتمي بألا يشرب طفلك أي مشروبات قبل النوم بساعتين؛ لكي لا يضطر للاستيقاظ طلبا للحمام؛ لأن استيقاظ الطفل بعد استغراقه في النوم يعد مشكلة لدى بعض الأطفال، حيث يجدون صعوبة في العودة إلى النوم مرة ثانية.
- اهتمي بعدم تعويد طفلك على شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين خلال النهار عموما؛ لأنها تضر صحته وقبل النوم خصوصاً، لأنها تسبب له الأرق وصعوبة النوم.
- قدمي لطفلك بعض الأصناف الغذائية التي تساعد على النوم ومنها الموز مثلاً والبطاطا المسلوقة أو المشوية، وكذلك شرب الحليب الدافئ أو تناول كوب من اللبن الزبادي، حيث تساعد هذه الأصناف على الاسترخاء.
- خفضي من إضاءة غرفة الطفل وهيئي الأجواء المناسبة لنومه؛ لأن الطفل لا يحب النوم في غرفة مضاءة إضاءة شديدة مثلاً، كما أن عدم توفير أجواء الهدوء في الوسط المحيط به لا تساعده على النوم، ويلعب تخصيص موعد لنوم كل أفراد العائلة دوراً كبيراً في مساعدة الصغار على النوم الصحي؛ لأن الصغار يقلدون الكبار، ولا يمكن أن تطلب الأم من طفلها أن يخلد إلى فراشه فيما يضج البيت بأصوات الموسيقى والصخب واستقبال الضيوف مثلاً.
قد يهمك أيضاً: أرق الأطفال: الأسباب والأعراض وطرق العلاج
*ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.