يصاب الأطفال في مراحل عمرهم المختلفة بالحمى، ورغم أن الحمى بحدّ ذاتها تعد عرضاً لمرض أي أنها نتيجة لمرض ما يصيب الطفل، إلاّ أن ارتفاع درجة حرارة الطفل أكثر من الطبيعي يشكل خطورة على حياته بسبب تأثير الحرارة المرتفعة على الأجهزة الحيوية في الجسم وخصوصاً الدماغ، ولذلك يجب أن تعرف الأمهات طرق التعامل مع ارتفاع درجة حرارة أطفالهن بدءاً من مرحلة الرضاعة وخصوصاً في الطقس البارد.
يجب على الأم تلافي بعض الأخطاء التي ترتكبها في التعامل مع ارتفاع درجة الحرارة، أي الحمى، والتي تؤدي لتفاقم الحالة وليس تقليل أعراضها، وكذلك التعرف إلى الطرق الصحيحة للتعامل مع حمى الأطفال خاصة في ظل الطقس البارد، ولذلك فقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور محمد أبو داوود، حيث أشار إلى كيفية التعامل مع الحمى عند الأطفال في الطقس البارد من حيث التعامل مع أعراضها وأسبابها وطرق تخفيفها خوفاً من مضاعفاتها في الآتي:
أسباب إصابة الأطفال بالحمى
- يصاب الأطفال في مراحل عمرهم المختلفة بالحمى لعدة أسباب، فمثلاً الطفل الحديث الولادة الذي يقل عمره عن الشهر يصاب بالحمى بسبب عدوى بكتيرية قد تكون انتقلت إليه من الأم خلال عملية الولادة أو بعدها، ومن أنواع العدوى البكتيرية التي قد تصيب المولود بكتيريا المكورات العقدية من نوع ب، وبكتيريا الليستيريا المولدة للخلايا الوحيدة وبكتيريا الأشريكية القولونية وكذلك فيروس الهربس.
- يصاب الرضع بالحمى فيما بعد عمر الشهر حتى عمر ثلاثة أشهر، بسبب التهاب المجاري البولية وكذلك التهاب القصبات الهوائية.
- يصاب الأطفال من عمر ثلاثة أشهر إلى عمر ثلاث سنوات بالحمى بسبب وجود بكتيريا في الدم حيث تصل البكتيريا إلى دم الطفل بسبب إصابة الطفل بعدوى بكتيريا العقدية الرئوية، وكذلك بكتيريا المستدمية النزلية من نوع ب وتؤدي لعدة أعراض، منها التهاب الأذن الوسطى عند الطفل والتهاب الرئة والتهاب سحايا الدماغ.
- يصاب الأطفال بالحمى لسبب غير العدوى، مثل الإصابة بما يعرف بداء كاواساكي، وكذلك الإصابة بالإنهاك الحراري والتعرض للتسمم ببعض الأدوية، مثل الأدوية المضادة للفعل الكوليني مثلاً.
- تتسبب بعض الأمراض بإصابة الأطفال بحمى مزمنة، بمعنى أنها تستمر لأكثر من أسبوعين، ومن هذه الأمراض إصابة الطفل بمرض السرطان أو إصابته بمرض الأمعاء الالتهابية أو بمرض السكري الكاذب وكذلك في حالات الجفاف الشديد، وأيضاً في حال إصابة الطفل بمرض الأمعاء الالتهابية.
طرق منزلية لقياس حرارة الطفل
- قومي بقياس حرارة طفلك الرضيع عن طريق فتحة الشرج، حيث يجب عليك استخدام مقياس الحرارة بعد تعقيمه جيداً وإدخاله في فتحة الشرج لمسافة لا تزيد عن 2,5 سنتيمتر والانتظار لمدة ثلاث دقائق للحصول على قراءة دقيقة.
- جرّبي قياس حرارة طفلك عن طريق الفم، وذلك بوضع مقياس الحرارة تحت لسان الطفل مع مراعاة خطر ميزان الحرارة الزئبقي على الأطفال، وذلك حين يكون الطفل أكبر سناً من سن الرضاعة ويمكنه أن يتعاون معك مع ملاحظة أن درجة الحرارة التي سوف تحصلين عليها سوف تتأثر بعدد مرات تنفس الطفل من فمه خلال عملية القياس.
- استخدمي مقياس الحرارة الإلكتروني عن طريق الأذن مع التأكد من خلو الأذن من الصمغ الشمعي، وكذلك يمكنك استخدام جهاز قياس حرارة عن طريق الأشعة فوق الحمراء وهو من الأجهزة الحديثة التي تعطي نتائج دقيقة.
مضاعفات ارتفاع الحرارة عند الطفل
- لاحظي أن ارتفاع حرارة الطفل قد يؤدي إلى مضاعفات في حال عدم استخدام طرق منزلية ودوائية لخفص حرارة الطفل واكتشاف سبب ارتفاع درجة الحرارة والسيطرة عليه، فيجب أن تعرفي متى يكون ارتفاع درجة حرارة الطفل مقلقاً وما طرق العلاج؟ حيث قد يصاب الطفل بما يعرف بحالة الاختلاج الحراري، وهي حالة تحدث عند 5% من الأطفال بدءاً من سن الرضاعة وما فوق، فهي تصيب الأطفال ما بين سن 6 أشهر إلى 5 سنوات خاصة لدى الأطفال الذين يعانون من استعداد عائلي وراثي للإصابة به.
- توقعي أن يؤدي ارتفاع حرارة الطفل الخطر والحمى الشديدة إلى إصابة الطفل بالجفاف وحدوث حالة من تسارع بالتنفس وارتفاع عدد دقات القلب، وفي حالة إصابة الطفل تحت عمر ثلاثة أشهر بحمى شديدة يجب إدخاله إلى المستشفى على الفور لإجراء فحوصات مهمة، وخاصة ما يرتبط بأمراض تصيب الدماغ مثل التهاب السحايا ويتم الحصول على خزعة من حبله الشوكي.
أخطاء علاج الحمى عند الأطفال
- توقفي عن وضع جهاز قياس حرارة الطفل من منطقة تحت الإبط، وفي حال قيامك بقياس حرارة طفلك من منطقة تحت الإبط، فيجب أن تتركي ميزان الحرارة تحت إبطه لمدة خمس دقائق ولكنك لن تحصلي على نتيجة دقيقة إضافة لأن قياس الحرارة عن طريق جبهة الطفل سواء باليد أو بأي جهاز آخر مثل الشريط اللاصق، يعد من الطرق الخاطئة فهو لا يعطي نتائج أو معلومات عن حرارة جسم طفلك الدقيقة من الداخل والتي تؤثر على أجهزته الحيوية.
- لاحظي أن ارتفاع درجة الحرارة ليس دائماً يتطلب علاجاً أو تدخل الطبيب، لأن الطفل يعتبر مصاباً بارتفاع درجة الحرارة، أي الحمى ويجب القلق في حال تجاوزت حرارة جسمه ال 38 درجة مئوية، ويعد مصاباً بفرط الحرارة المقلق والخطر في حال إذا تجاوزت درجة حرارة جسمه ال 40 درجة مئوية.
- خففي ملابس طفلك الثقيلة وكذلك الأغطية، ولا تزيدي من الملابس فوقه حتى لو كان الطقس بارداً، لأن ذلك يعرضه لارتفاع الحرارة أكثر، كما يجب عدم استخدام الخل على الجبهة بعد تخفيفه بالماء لعلاج حرارة طفلك المرتفعة على الإطلاق لأنه يؤدي لأضرار على صحة طفلك.
طرق التعامل مع حمى الأطفال في المنزل
- قومي بإعطاء طفلك المصاب بالحمى جرعة من شراب الباراسيتامول، وهو مستحضر دوائي آمن يعمل على خفض الحرارة وتسكين الألم وذلك حسب وزن الطفل، حيث تحتسب الجرعة المقررة للطفل بحوالي ما بين 10-15 ملليمتراً لكل كيلو جرام من وزن الطفل وبمعدل مرة كل أربع ساعات، وتعد هذه الجرعة المقررة معادلة لنصف ملليمتر لكل كيلو جرام من وزن طفلك من شراب الباراسيتامول من عيار 125 مليغراماً، ويمكن إعطاء لبوس للطفل في حال توافره ويمكن أن تكون التحميلة من عيار 150 ملغ.
- قدمي لطفلك إذا كان عمره فوق ثلاثة أشهر شراب الآيبوبرفين بجرعة تكون في حدود 10 ملليمترات لكل كيلو جرام من وزن طفلك كل ست ساعات خلال اليوم، كما يمكنك إعطاء الطفل شرابي الباراسيتامول والآيبوبروفين معاً في حالات ارتفاع الحرارة الشديد، أو في حالة عدم استجابة طفلك لنوع واحد من خافضات الحرارة، ويمنع منعاً باتاً استخدام الأسبرين لخفض حرارة الأطفال.
- استخدمي كمادات الماء الفاترة أو قومي بتحميم الطفل في حمام ماء فاتر ووضعه في مغطس من الماء الفاتر واكثري من تقديم السوائل له، واستمري بالرضاعة الطبيعية واهتمي أيضاً بتجديد هواء غرفته.
- امتنعي عن استخدام الماء المثلج لخفض حرارة طفلك، لأن تعرض الجلد للبرودة يعمل على منع تبخر الحرارة الزائدة ويؤدي إلى تقلص الأوعية الدموية، وتعطي الأم إشارات خاطئة لمركز الحرارة في الجسم بأن درجة حرارة الجسم قد انخفضت؛ مما يؤدي لتحفيز الأجسام المسببة للحرارة وزيادة حدّة المرض على الطفل.
- اصحبي طفلك فوراً إلى الطبيب إذا كان عمر الرضيع أقل من ثلاثة أشهر، ولم تنخفض درجة حرارته مع استخدام الاحتياطات السابقة في أسرع وقت.
قد يهمك أيضاً: حمى الجفاف غير المقلقة عند الأطفال وطرق التعامل معها ومتى تصبح خطرة؟
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.