تُعَد مرحلة التسنين من المراحل المتعبة والمؤلمة للأم والطفل؛ فهي مرحلة تطورية مرتبطة بالنمو وبتغيير نمط حياة وتغذية الطفل أيضاً؛ حيث سيتحول من خلالها من طفل يعتمد على طريقة الرضاعة في التغذية إلى طفل يستطيع أن يقطع ويطحن الطعام بمختلف أنواعه بأسنانه، وبالتدريج ومن خلال القواطع والأضراس، ولكنه لن يصل إلى هذه المرحلة من الاعتماد على الذات إلا بعد المرور بالألم والمعاناة.
يجب على الأم أن تتعرف إلى عدة طرق أو حيل كما يُطلق عليها لتخفيف آلام التسنين؛ لأن هذه مرحلة لا فكاك منها وتؤدي إلى متاعب وقلق لدى الأم وكل أفراد الأسرة؛ بسبب بكاء الطفل المتواصل، وكذلك سرعة تهيجه، وعدم تحمله مداعبات الآخرين؛ ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، في حديث خاص بها؛ استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور أيمن رضوان، حيث أشار إلى كيف تستغلين البرودة في تقليل آلام التسنين عند طفلك وتجاوز متاعبها من خلال استخدام اللهاية الباردة والملاعق الباردة أيضاً وغيرها من الحيل والأفكار في الآتي:
وسائل استغلال البرودة في تقليل آلام التسنين
تبريد إصبع السبابة عند الأم وتدليك لثة الطفل به
لفي إصبعك السبابة بقطعة شاش طبي مبللة بالماء بعد وضعها في المبرد لعدة دقائق، ويمكن تبليل الشاش الطبي أيضاً بماء مثلج، ثم لفي الشاشة بعد عصرها قليلاً حول سبابتك، وقومي بدعك لثة الرضيع ببطء بسبابتك، وسوف تلاحظين أنه سوف يتوقف عن البكاء بسبب ألم التسنين، وراعي أنك لو قررت أن تلمسي لثة طفلك بسبابتك دون أن تلفيها بقطعة شاش معقمة أن تغسلي يديك جيداً وتعقميمها، ثم تعيدي غمس سبابتك في ماء مثلج، وتقومي بالخطوة نفسها مع مراعاة أن تكون أظافرك مقصوصة ونظيفة، ويمكنك تكرار هذه الخطوة عدة مرات؛ لكي تقلل من ألم الطفل بشكل متواصل، حيث تُعَدُّ هذه الطريقة واحدة من طرق تقليل أعراض التسنين وكيفية تخفيف آلامه، التي يمكن استخدامها في المنزل دون اللجوء إلى المسكنات التي يشربها الطفل ومفعولها يكون مؤقتاً ويؤثر في نمو الطفل أو تلك التي تُستخدم موضعياً على شكل دهان أو جل، وتكون ذات أعراض جانبية.
الملاعق الباردة
استخدمي عدة ملاعق معدنية صغيرة الحجم؛ لكي تخففي من ألم التسنين عند رضيعك، وذلك بوضعها بالتبادل في مبرد الثلاجة، ثم لمس لثة الطفل العليا والسفلى بالسطح المدبب للمعلقة لثوانٍ معدودة؛ حيث يسهم السطح المعدني البارد في تخفيف ألم التسنين، وحيث إن البرودة بحد ذاتها تعمل على انقباض الأوعية الدموية وتقليل الألم، وسوف تلاحظين أن تهيج الطفل سوف يقل بهذه الطريقة التي يجب أن تكرريها عدة مرات في اليوم، وهي طريقة فعَّالة ولا تسبب أي أعراض جانبية ضارة للطفل.
شرائح الجزر المثلجة
قومي بتقطيع بعض شرائح الجزر الطولية، ونظراً لأن الجزر يُعَدُّ من الخضروات القاسية التي لا يستطيع الطفل قضمها دون أسنان؛ يمكن تقديمه له مسلوقاً أو مبشوراً، إلا أن فكرة تقديم الشرائح المثلجة لتقليل آلام التسنين عند الطفل تُعَدُّ فكرة رائعة وفعَّالة، ويمكن أن تستخدمي هذه الطريقة إذا كان طفلك قد تجاوز الأشهر الستة الأولى من عمره، ولذلك فعليك أن تضعي الجزر المقطع على شكل شرائح طولية غليظة في البراد؛ أي الجزء العلوي من الثلاجة، واتركيها حتى تتجمد، ثم اسمحي لطفلك الرضيع المتألم أن يلتقط قطعة واحدة بين أصابعه، ويمكن أن تمسكي أنت بالقطعة، ويقوم بعضِّها بين فكيه على عدة مرات؛ فهذه الطريقة على الرغم من بساطة فكرتها، فإنها من شأنها أن تقلل من آلام التسنين.
العضاضة المثلجة
وفِّري لطفلك عضاضة خاصة بالتسنين من الصيدلية وتتخذ العضاضات عدة أشكال وأحجام، واختاري ما يناسب عمره، وحاولي وضعها دائماً في المبرد، ويمكنك تجهيز أكثر من واحدة للطفل وتغييرها كل مرة، ويكمن سر فعالية هذه الطريقة أن الطفل ينشغل بأي شيء عن حصر تفكيره بالألم الذي يشتد في لثته بسبب بدء تحرك الأسنان وظهورها وتشقق اللثة المؤلم، وحين تصبح العضاضة بين يديه؛ فسوف ينشغل بها، ورغم برودتها فسوف يتمسك بها، في حين سوف تلعب البرودة دوراً كبيراً في تخفيف الألم الذي يشعر به الطفل.
اللهاية الباردة
توقفي مع بداية مرحلة التسنين عن تقديم اللهاية بحالتها المعتادة لطفلك، وعلى الرغم من تحذيرات الأطباء واختلاف آرائهم حول فوائد وأضرار استخدام اللهايات للرُّضَّع؛ فإن مرحلة التسنين الحرجة تحتاج لاستخدام لهاية باردة وليست في جو الغرفة المعتاد، ولذلك قومي بوضعها في رف الثلاجة السفلي بحيث تكتسب القليل من البرودة وقدميها للطفل وسوف تؤدي البرودة اللحظية لحدوث تسكين للألم في محيط اللثة، سواء في الفك العلوي أو السفلي، ويمكن رفعها بعد قليل وإعادة تبريدها مع الحفاظ على نظافتها وغسلها جيداً.
نصائح عامة لتخفيف آلام تسنين الأطفال
- قدمي لطفلك الرضيع في حال استمرار البكاء من آلام التسنين خصوصاً في الليل مسكناً حسب توصية الطبيب، ويُقدم له حسب وزنه وعمره، ولكن مع عدم الإسراف في تقديمه له؛ حيث يقدم في حال اشتداد الألم وصعوبة النوم عند الطفل.
- اهتمي بمسح لعاب الطفل أولاً بأول؛ لأن سيلان اللعاب بكثرة في محيط فم الطفل خلال مرحلة التسنين يؤدي إلى التهاب تلك المنطقة وتهيجها، ويبدأ الطفل بالبكاء من ألم التسنين ومن ألم التهاب محيط فمه ويؤدي ذلك لصعوبات في الرضاعة؛ ولذلك يجب ألَّا تغفلي عن مسح اللعاب الذي يسيل باستمرار.
- ضعي بين يدي طفلك المتألم من التسنين شريطاً طولياً من البصل الأخضر. مهما كان طعمه لاذعاً في اعتقادك؛ فإن البصل الأخضر سوف يجعل طفلك الرضيع يحصل على مركب طبيعي على شكل مسكن حين يلوكه ويختلط بلعابه المتساقط بكثرة والمتجمع في فمه، فعيدان البصل الأخضر الطازجة تُعَدُّ طريقة فعَّالة لتسكين آلام اللثة عند الكبار أيضاً الذين يعانون من تورم اللثة بسبب الالتهابات وانحصار الطعام بين اللثة والأسنان.
قد يهمك أيضاً: متى ينتهي ألم التسنين عند الرُّضَّع؟
* ملاحظة من " سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.