لايخفى على أحد الفوائد الغذائية العظيمة لثمرة التمر، ولولا هذه الفوائد لما ورد ذكره في القرآن الكريم، ولما حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث لا زال العلم الحديث يكتشف هذه الفوائد بالمزيد من الأبحاث العلمية يومًا بعد يوم، وقد دأب الناس على عادة وهي تحنيك المولود أي وضع قطعة من التمر في فم المولود بمجرد ولادته، وذلك للحث والتأكيد على فوائده العظيمة والتي يجب ألا تغفل عنها الأمهات.
يجب على الأم أن تهتم بتقديم هذا الكنز الغذائي العظيم لطفلها الرضيع، وعليها أن تعرف فوائده للرضيع وطريقة تقديمه؛ لكي يستفيد منه الطفل بصورة صحيحة ومتكاملة. ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية التغذية العلاجية الدكتورة رشا عبد العظيم، حيث أشارت إلى فوائد منقوع التمر للرضع ومحاذير الإكثار منه وكذلك الفرق بين المنقوع وتحنيك المولود وموعد تقديم المنقوع للرضيع في الآتي:
الفرق بين التحنيك وتقديم منقوع التمر
- لاحظي أن هناك عادة قديمة ولا زالت متوارثة وهي تحنيك المولود، ويمكن أن تتم هذه الخطوة بعد ولادة المولود مباشرة، وعادة ما تتم عن طريق وضع ثمرة التمر على مقدمة فم المولود الجديد، ولكن الطريقة الصحيحة تكون بوضع إصبع سبابة لشخص غير مريض بعد أن يبلل ريقه بالقليل من مستحلب تمرة وحيث تعمل هذه الطريقة على تقوية اللثة عند الرضيع وتحفيزه على الرضاعة، وقد أجريت دراسات كثيرة على مواليد خدج رفضوا الرضاعة من الأم ولكنهم أقبلوا عليها بعد تحنيكهم، كما بينت الأبحاث أن التحنيك يسهم في ضبط مستوى السكر في جسم المولود ويساعده على تنظيم عمل أجهزته الحيوية استعدادًا لعملية هضم حليب الرضاعة.
- اعلمي أن منقوع التمر يختلف عن التحنيك، حيث إن تقديم المنقوع يتم في مرحلة لاحقة من عمر الرضيع، وضمن الوجبات التكميلية المقترحة للرضع، والتي تسهم بدور كبير في تغذيتهم ومدهم بالصحة والعافية، حيث إن تقديم التمر يكون بصور وأشكال مختلفة حسب تقدم عمر الرضيع، فيجب أن تحرص الأمهات على عدم التوقف عن تقديمه لهم بعكس عملية تحنيك المولود التي تتم مرة واحدة بعد الولادة فقط.
متى يقدم منقوع التمر للرضيع؟
- ابدأي بتقديم منقوع التمر للرضيع مع بدء إدخال الطعام التكميلي له، ويمكن ان تفعلي ذلك بعد انتهاء الشهر الرابع أو السادس، حيث تختلف الأمهات في موعد إضافة الطعام الصلب لأطفالهن وبعضهن يفضلن الانتظار حتى الشهر السادس، ولذلك يمكن ترشيح منقوع التمر كأول الوجبات الخارجية التي يجب أن تضاف إلى حدول تغذية الرضع.
- قومي بوضع حبتين من التمر المنزوع النوى في كوب من الماء الساخن واتركيها لعدة ساعات، ثم قومي بهرسها بواسطة شوكة، وسوف تلاحظين أنها قد أصبحت سهلة الهرس، ولكن يجب تصفية المنقوع بعد ذلك بمصفاة ضيقة الثقوب؛ لكي لا تتسرب أي قطع من قشرة التمر إلى المنقوع وتؤدي لأن يغص بها الرضيع؛ أي قد تسبب له القيء أو الاختناق، وقد تتسرب إلى مجرى التنفس فيجب ملاحظة أن الرضيع في عمر ستة أشهر لا يعرف سوى بلع السوائل التي تتراوح سماكتها ما بين اللينة والأقل ليونة فقط.
- استخدمي طريقة أخرى لتقديم منقوع التمر لرضيعك، وذلك عن طريق نزع النوى والقشر من حبتين من التمر وهرسهما جيدًا بالحليب، سواء حليب الأم أو الحليب الصناعي وبعد ذلك يمكنك أن تقومي بتصفيته أيضًا بمصفاة ضيقة الثقوب وتقديمه لرضيعك كوجبة غذائية مشبعة ومغذية.
فوائد منقوع التمر للرضيع
تعزيز مناعة الطفل
اعلمي أن التمر بشكل عام وبكل أنواعه يحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن التي تساعد على تعزيز صحة الإنسان بشكل عام، والأطفال الرضع بشكل خاص، حيث أن منقوع التمر يحتوي على مضادات الأكسدة التي تعمل على محاربة الالتهابات، وتقوية جهاز المناعة عند الطفل وخاصة في حال إصابته بالحمى والسعال وأمراض الرشح والأنفلونزا، ويعمل أيضًا على مساعدة الجسم في العلاج من بعض الأمراض الجلدية وحمايته من الإصابة بها مثل مرض الجدري.
حصول الطفل على وزن مثالي
استخدمي منقوع التمر في حال كان طفلك الرضيع يعاني من نقص الوزن قياسًا لمعدلات الوزن الطبيعية عند الرضع، حيث إنه يحتوي على نسبة كبيرة من الكربوهيدرات غير المعقدة والسكريات الصحية التي تحقق زيادة طبيعية وصحية للرضيع، حيث إن التمر يمد الطفل عمومًا بالطاقة ويعزز نشاطه الحركي وأداءه وخاصة في مرحلة تطور المهارات الحركية له، مثل مهارات الجلوس والحبو ثم الوقوف منفردًا والمشي بعد ذلك، حيث يحتوي التمر بشكل خاص على نسبة جيدة من فيتامين "ب"، الذي يعمل على تحسين معدل التمثيل الغذائي لديه، ويقلل من شعوررضيعك بالتعب حين يحاول أن يقوم بحركات جديدة وحيث يمنحه الشعور بالحيوية والنشاط.
تحسين صحة الجسم العامة عند الرضيع
احرصي على استهلاك رضيعك للتمر على شكل منقوع وأعديه لجميع أفراد أسرتك لأن منقوع التمر يسهم بشكل كبير في تعزيز الصحة العامة للأطفال، حيث يحتوي التمر على مستوى عالٍ من الحديد الذي يعزز نسبة الهيموجولبين في خلايا الدم الحمراء، إضافة لاحتواء منقوع التمر على نسبة مرتفعة من البوتاسيوم والذي يعمل على دعم الجهاز العصبي، والذي ينظم معدل ضربات القلب ووظائفه التنفسية وكذلك وظائف العضلات.
اهتمي بتقديم منقوع التمر للطفل خلال مرحلة التسنين، حيث يعمل التمر بمحتوياته العالية من الكالسيوم والفوسفور على تعزيز صحة الأسنان والعظام عند الطفل وتقليل أعراض التسنين المزعجة، إضافة إلى أنه يقلل من تهيج اللثة وانتفاخها المؤلم الذي يسبب البكاء والتهيج للطفل الرضيع، في هذه المرحلة المزعجة من نموه.
أضرار الإفراط في تقديم منقوع التمر للرضع
- احذري الإسراف في تقديم منقوع التمر أو التمر بحد ذاته ضمن وجبات الرضيع اليومية؛ لأن هناك بعض الأطفال الرضع الذيم قد يعانون من الحساسية من الكبريتات، حيث يحتوي التمر على مستويات عالية منها ويجب أن تلاحظ الأم أعراض الحساسية عند الطفل وتشمل ظهورالطفح الجلدي، واحمرار العين، وكذلك سيلان الأنف، وظهور الاحمرار الجلدي وقد يعاني الطفل من الحكة الجلدية.
- لاحظي ان التمر يحتوي على مادة البوليفينول بالإضافة إلى نسبة كبيرة من الألياف، التي يمكن أن تسبب مشاكل لبعض الأطفال، كما أن التمر المجفف يحتوي على نسبة مرتفعة من السكر، مما يزيد من مخاطر ارتفاع سكر الدم عند الأطفال المصابين بما يعرف بسكري الأطفال.
قد يهمك أيضًا: كيفية العناية بطفلك المصاب بالتهاب المعدة
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
