الفيروس التنفسي المخلوي: قاتل الرضع الصامت.. أسبابه وأعراضه وطرق للتعامل معه

صورة لرضيع يبكي
رضيع يعاني من أمراض الجهاز التنفسي

في كل شتاء، يزداد القلق لدى الآباء والأمهات عندما يبدأ الأطفال الصغار في السعال وصعوبة التنفس، فالموسم البارد لا يجلب معه فقط نزلات البرد والأنفلونزا، بل يُعيد ظهور عدو صامت وخطير، يُعرف باسم الفيروس التنفسي المخلوي (RSV) للرضع، وهو السبب الرئيسي وراء إصابة الرضع بمشاكل تنفسية حادة، وأحياناً قد يكون قاتلاً إذا لم يتم التعامل معه بحذر.
في هذا التقرير يقوم الدكتور محمد عبد اللطيف أستاذ طب الأطفال بشرح أعراض هذا الفيروس وأسبابه، وطرق الوقاية منه، والعلاجات المتاحة؛ حماية للأطفال من هذا الخطر المقلق.

الفيروس التنفسي المخلوي

هو فيروس شائع يصيب الجهاز التنفسي، ويعتبر أحد الأسباب الرئيسية لأمراض الجهاز التنفسي الحادة لدى الرضع والأطفال الصغار.
على الرغم من أن الفيروس قد يصيب الأشخاص من جميع الأعمار، إلا أن الأطفال دون سن الثانية هم الأكثر عُرضة لمضاعفاته.
يتسبب الفيروس في التهابات الرئة والممرات الهوائية، ويُمكن أن يؤدي إلى حالات خطيرة مثل التهاب القصبات الهوائية والالتهاب الرئوي، خاصة لدى الرضع الذين لم يتجاوزوا الأشهر الأولى من حياتهم.

أسباب كحة الأطفال عند النوم.. تعرفي إليها داخل التقرير

الفيروس قاتل الرضع!

طفل رضيع يعاني من التهاب الأذن

فيروس قاتل للرُضع وخاصة:

  • المولودين قبل أوانهم.
  • الذين يعانون من أمراض مزمنة.
  • لديهم جهاز مناعي غير مكتمل، مما يجعلهم غير قادرين على محاربة الفيروس بفعالية.
  • ضعف الجهاز التنفسي: الممرات الهوائية لدى الرضع صغيرة وضيقة، مما يجعلها أكثر عرضة للانسداد نتيجة الالتهابات التي يسببها الفيروس.
  • صعوبة التشخيص المبكر: غالباً ما تتشابه الأعراض مع أعراض نزلات البرد البسيطة، مما يؤخر التشخيص والعلاج في بعض الحالات.
  • سرعة الانتشار: ينتقل الفيروس بسهولة عبر الرذاذ التنفسي، ما يجعل الأطفال الأكثر عرضة للإصابة به.

انتقال الفيروس التنفسي المخلوي بسهولة

ينتقل الفيروس بسهولة بين الأشخاص من خلال:
الرذاذ التنفسي: عندما يعطس أو يسعل شخص مصاب.
اللمس المباشر: عند ملامسة شخص مصاب أو الأسطح الملوثة بالفيروس، ثم لمس الأنف أو الفم.
الاتصال الوثيق: مثل التقبيل أو العناق.
يُمكن أن يعيش الفيروس على الأسطح الصلبة مثل الطاولات والمقابض لساعات طويلة، ما يزيد من فرص انتقاله في الأماكن العامة وداخل المنازل.

الأعراض الشائعة للفيروس التنفسي المخلوي

تتراوح أعراض الفيروس من خفيفة إلى شديدة، وتعتمد شدتها على عمر الطفل وصحته العامة:

الأعراض الخفيفة:

  • سيلان الأنف.
  • سعال خفيف.
  • ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
  • فقدان الشهية.

خطورة فقدان شهية الرضع.. خاصة في الشهور الأولى

الأعراض الشديدة:

  • صعوبة في التنفس.
  • تسارع في معدل التنفس.
  • حدوث صوت صفير أثناء التنفس.
  • شحوب الجلد أو ازرقاقه نتيجة نقص الأكسجين.
  • الكسل والخمول.

متى يجب زيارة الطبيب؟

إذا لاحظتِ أن طفلك يعاني من صعوبة في التنفس أو يتوقف عن التنفس لفترات قصيرة، إذا كانت شفاه الطفل أو أطرافه تميل إلى الزرقة، وإذا كان الطفل غير قادر على تناول الطعام أو السوائل.

المضاعفات المحتملة:

طفل رضيع يعاني من صعوبة التنفس

في بعض الحالات، قد يتسبب الفيروس التنفسي المخلوي في مضاعفات خطيرة، مثل:
التهاب القصيبات الهوائية: يؤدي إلى تضييق الممرات الهوائية وصعوبة التنفس.
الالتهاب الرئوي: وهو من أكثر المضاعفات شيوعاً وخطورة.
فشل الجهاز التنفسي: في الحالات الشديدة، قد يحتاج الطفل إلى دعم تنفسي في المستشفى.
التهابات الأذن: قد يحدث التهاب الأذن الوسطى نتيجة للعدوى.

الأطفال الأكثر عُرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة

  • الرضع الذين ولدوا قبل الأوان (المبتسرين).
  • الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب.
  • الأطفال الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.
  • الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي.

كيفية الوقاية من الفيروس التنفسي المخلوي

المتابعة الطبية ضرورة

رغم عدم وجود لقاح فعّال حتى الآن للفيروس التنفسي المخلوي، إلا أن هناك العديد من الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة:

الحفاظ على النظافة الشخصية

غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، تنظيف الألعاب والأسطح التي يلمسها الطفل بشكل منتظم ودائم.

تجنب الاتصال الوثيق مع المرضى

الابتعاد عن الأشخاص الذين يعانون من أعراض تنفسية، مع تجنب تقبيل الأطفال الرضع، خاصة خلال موسم انتشار الفيروس.

الحد من التدخين السلبي

الابتعاد عن التدخين في المنزل أو بالقرب من الأطفال.

تعزيز المناعة

تقديم تغذية متوازنة تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية، مع الحرص على حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم والراحة.

العلاج الوقائي للأطفال الأكثر عُرضة

في بعض الحالات، قد يوصي الأطباء باستخدام حقن وقائية تحتوي على أجسام مضادة، مثل عقار "باليفيزوماب" للأطفال الذين لديهم مخاطر عالية للإصابة بمضاعفات خطيرة.

خيارات العلاج المتاحة

لا يوجد علاج محدد للفيروس التنفسي المخلوي، حيث يعتمد العلاج بشكل كبير على تخفيف الأعراض ودعم الجسم لمحاربة الفيروس

  • تقديم السوائل بشكل منتظم لتجنب الجفاف.
  • استخدام المرطبات الهوائية لتسهيل التنفس.
  • رفع رأس الطفل أثناء النوم لتخفيف الاحتقان.
  • الرعاية الطبية: في الحالات الشديدة، قد يتطلب الأمر دخول المستشفى لتقديم الأكسجين أو السوائل الوريدية، أو في بعض الحالات استخدام أجهزة التنفس الصناعي.

الأبحاث واللقاحات المستقبلية

في السنوات الأخيرة، بُذلت جهود كبيرة لتطوير لقاحات مضادة للفيروس التنفسي المخلوي، وأظهرت بعض اللقاحات نتائج واعدة في المراحل التجريبية، بالإضافة إلى ذلك، يتم تطوير أدوية مضادة للفيروسات قد تُحدث فرقاً كبيراً في تقليل شدة الأعراض والوقاية من المضاعفات.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.