بكاء الطفل حديث الولادة والرُّضَّع، له الكثير من المعاني والأسباب؛ فهو أداة تعبيرهم الوحيدة التي يستخدمونها للإفصاح عما يحتاجون إليه، من تغيير للحفاضة أو رغبتهم في النوم أو معاناتهم من مغص بالبطن، وغيرها من الأسباب المتعددة. وكثير من الأمهات يقفن حيرى أمام أطفالهن، لا يعلمن ماذا يريدون ببكائهم هذا، خاصة في الأشهر الأربعة الأولى من حياتهم.
وبعد دراسات عدة تبين أن لكل حاجة نغمة وزمناً، وربما صاحبها توضيح بحركة من اليدين أو الساقين أو هما معاً، بجانب تعبيرات الوجه كذلك؛ ما يتيح للأم معرفة متطلبات طفلها.
عن تفاصيل الحاجات والنغمات والإشارات التي يطلقها الرضيع، يتحدث الدكتور رامي عبد العزيز أستاذ طب الأطفال، مع الشرح والتفصيل.
أنواع البكاء ودلالة كل نغمة وطريقة التعامل
بكاء النوم والنعاس:
وهذا البكاء يصدر عن الرضيع بشكل متقطع، ويكون فمه متخذاً شكلاً دائرياً، إلى جانب التثاؤب أو فرك العين، الذي يصاحبه فتح الفم وتسطح اللسان، وهذه علامات تدل على رغبة الطفل في النوم؛ لذا عليكِ أن تقومي بحمله أو هزه أو ضمه إلى حضنك حتى يهدأ وينام.
بكاء لحاجته إلى "التكريع":
ستلاحظين أن نغمة بكائه بصوت ضعيف، وغالباً سيكون ذلك بعد الرضاعة؛ فعليكِ بحمله والطبطبة على ظهره حتى يخرج الهواء، وفي هذه الحالة ينخفض الحجاب الحاجز، وتُغلق الحنجرة، ويخرج الهواء قصيراً ومتشنجاً إلى حدٍّ ما، وفي هذه الحالة تجب مساعدة الطفل على التجشؤ واستكمال رضاعته إن أراد، إذا لم يعد يصدر هذا الصوت.
بكاء لامتلاء الحفاضة:
إذا شعر الطفل بعدم الراحة؛ فسيقوم بتحريك قدمه ويده، في هذه الحالة قومي بتغيير الحفاضة.
بكاء المرض:
في حالة مرض الطفل تجدينه يصدر بكاءً مختلفاً عن بكائه المعتاد، ويهدأ قليلاً ثم سرعان ما يعود إليه، عند مصادفة هذا النوع من البكاء على الأم القيام بقياس درجة الحرارة، أو أن تقوم بإرضاعه.
بكاء النداء:
سيبكي الطفل باستمرار لمدة 5-6 ثوانٍ، ثم سيتوقف 20 ثانية كما لو أنه ينتظر قدومهم، وسيكرر الأمر في حال لم يستجيبوا لندائه.
تابعي أسباب بكاء الرضيع
بكاء الجوع:
يمكن أن يبدأ ببكاء النداء، ولكن إن لم تحملي طفلك وتطعميه؛ فسيستمر في البكاء ويصبح هستيرياً، قد يحرك الطفل رأسه مراراً؛ ما ينتج عن ذلك أصوات من الفم، وتكون نغمة البكاء بصوت مرتفع، بالإضافة إلى قيامه ببعض الحركات ليرشدك بأن هذا البكاء سببه الجوع، مثل مص الأصابع أو تحريك اليدين تجاه الفم.
قال خبراء الأطفال إنه عندما يكون الطفل جائعاً، فإنه عندما يبكى يلتصق لسانه بحنكه، وقد يحاول أن يظهر كما لو كان يرضع، وهذه علامة على أن الطفل يحتاج إلى تناول الطعام.
علامات تدل على أن طفلك الرضيع جائع
بكاء ألم المغص:
هذا أقوى وأطول صرخات البكاء، ويظهر فيه الصوت أجش ومتقلصاً وطويل الأمد، وستكون هناك نوبات هستيرية منتظمة تدل على شدة الألم، لكن عندما يكون على وشك المرض، قد تكون أيضاً بنبرة واحدة؛ لأنه لا طاقة لديه لكي يصدر أصواتاً عالية.
الصوت الذي يصدر عن الطفل قد يكون متقطعاً طبقاً لنوبات المغص، ويحرك فيه الطفل قدميه بشكل كبير، في هذه الحالة قومي بإرضاعه أعشاباً مهدئة كالينسون أو غيره، أو قومي بعمل مساج بشكل دائري على بطنه.
بكاء بسبب العمليات الفسيولوجية:
وهي الغازات والتبول والتبرز، التي تسبب شعوراً بعدم الراحة عند الطفل، هذا النوع من البكاء يشبه الأنين والصرير.
بكاء الضيق:
هذا البكاء غاضب ومتقطع ومصحوب بالكثير من الحركة مثل صنع قوس بظهره، وهذه إشارة على أن الوقت قد حان لفحص الحفاض، أو أنه يشعر بالبرد الشديد أو الحر.
كما يمكن للأطفال الصغار أن يبكوا عندما يريدون تغيير محيطهم، وعندما يشعرون بالإحباط أو الملل.
صرخة التسنين والشعور بعدم الراحة:
وتعني أن الطفل لا يشعر بالراحة سواء عند شعوره بالحر أو البرد، أو بأن وضعه غير مريح أو يعاني من طفح جلدي من الحفاضة.
وصرخة التسنين التي تصاحبها دائماً زيادة في اللعاب.
الصرخة الليلية للطفل أثناء النوم
صرخة الرغبة في الاهتمام:
عندما يشعر الطفل بتجاهل والديه ويرغب في الشعور باهتمامهم؛ فإنه يصدر صوت بكاء يبدو هادئاً وحزيناً.
أسباب أخرى لبكاء الطفل
- مروره في الفترة الانتقالية التي تمتد من اليوم الأول حتى نهاية الأسبوع، إثر انتقاله من الرحم وسكونه إلى العالم الخارجي، وما به من تغيرات جديدة، كاختلاف الضوء والظلام واختلافات درجة الحرارة، والنغمات والأصوات والمؤثرات المختلفة.
- بلوغه الشهر الثاني إلى السادس خلال فترة التأقلم وقرب حلول فترة الاستقرار؛ حيث يبدأ الطفل في تنويع بكائه حسب مطالبه؛ فقد يبكي بعد الرضاعة من الثدي تحديداً، لرغبته في الاستمرار في مص الحلمات، ويستعيض عن ذلك بمص أصابع يديه.
- رغبته في التجشؤ مرة ثانية، ويبكي كذلك لبرودة الجسم والأطراف في فترة الشتاء، أو برودة الفراش وملايات السرير، وربما يبكي بسبب الدفء الزائد نتيجة لتدفئة الحجرة أو تعدد الأغطية وكثرتها.
- ضيق فتحة البول؛ وتبوله الليلي ما يستلزم توسيعها طبياً، ومرات يبكي لانسداد الأنف وصعوبة التنفس، أو لتسرب بعوضة أو برغوث إلى مكان نومه ولدغه، أو شعوره بألم ناتج عن شكة دبوس في ملابسه.
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.