تهتم الأم وبعد الولادة مباشرة بعملية الرضاعة الطبيعية، وذلك لحرصها على صحة مولودها، ولأن الرضاعة الطبيعية هي مصدر تغذية مجاني، ويمكن أن يتوافر في كل وقت، إضافة لفوائده الصحية والنفسية للطفل وللأم المرضعة في نفس الوقت، فيزداد حرص الأمهات يوماً بعد يوم على نجاح الرضاعة الطبيعية.
تحرص الأم خلال قيامها بإرضاع طفلها على التعرف إلى علامات وجود كمية كافية من الحليب في صدرها، وكذلك التعرف إلى علامات شبع رضيعها، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، باستشارية التغذية العلاجية الدكتورة غدير رضوان، حيث أشارت إلى علامات إدرار الحليب بكثرة على الأم والمولود بعد الولادة؛ لكي تطمئني على نجاحك في الرضاعة الطبيعية مع مولودك، وذلك من خلال ظاهرتين هما "سكرة الحليب" و"هجمة الحليب"، في الآتي:
تعريف "هجمة الحليب" وعلاقتها بشبع الرضيع
- لاحظي أن صدرك سوف يمتلئ بالحليب بعد الولادة بيومين أو ثلاثة، وحتى الأسبوع الأول من الولادة، وتعرف هذه المرحلة بأنها "هجمة الحليب" أو "عرس الحليب"، كما يطلق عليها عند العامة؛ بسبب كثرة الحليب في صدر الأم، لدرجة أنها قد لا تستطيع أن تتحرك يمنة أو يسرة، فيما يكون معدل تفريغ الصدر من الحليب قليلاً، فرضاعة الطفل لا توازي الكمية المنتجة من الحليب.
- راقبي زيادة احتقان صدرك ابتداء من اليوم الثاني حتى السادس بعد الولادة، وهذه حالة طبيعية؛ حيث قد تشعرين خلالها برعشة في جسمك أو حدوث ارتفاع طفيف في درجة حرارتك، وخلال هذه الأيام ينزل ما يعرف بحليب اللبأ أو السرسوب، وهي مسميات للحليب الذي يكون ذا لون مائل للصفار أو يميل إلى لون الصدأ؛ بسبب ما يحتويه من عناصر غذائية مهمة للمولود، وكذلك فهو يحتوي على مضادات حيوية ضرورية لتعزيز مناعة مولودك، ويجب ألا تتخلصي منه بالتعصير، ولا تستمعي لنصائح الأخريات حول ضرر هذا الحليب، فعلى العكس من ذلك تماماً؛ فهو صحي ومفيد، ويجب أن تقدميه للمولود مهما كنت متعبة.
- لاحظي أن الشعور باحتقان صدرك سوف يختفي خلال الأسبوع الثاني ومع بداية الأسبوع الثالث بعد الولادة، ويصبح ثدي الأم أكثر طراوة وليس قاسياً كما كان في بداية مرحلة تجمع الحليب، حتى مع وجود الحليب الوفير، ويمكن القول إن هجمة الحليب قد انتهت، والسبب أن الرضيع قد كبر قليلاً، وأصبح قادراً على الرضاعة أكثر، مما يقلل من احتقان صدر الأم وشعورها بالتعب وصعوبة تحريك جذعها العلوي.
- حاولي أن تختاري طريقة رضاعة مناسبة؛ لكي تقللي من الألم الذي تشعرين به بسبب هجمة الحليب، وما تسببه لك من ضيق وثقل، وهو ما يعرف بـ تحجر الثدي بعد الولادة، ويفضل أن ترضعي المولود وأنت مستلقية على جانبك، وقومي بوضع المولود على السرير وألقميه صدرك.
- ابتعدي تماماً عن محاولة استخدام القنينة لإرضاع المولود بدعوى أنك تشعرين بالتعب والثقل؛ بسبب هجمة الحليب، فسوف يؤدي ذلك لزيادة تراكم الحليب في صدرك وزيادة الاحتقان، والحل هو تقديم صدرك للمولود أطول مدة ممكنة، وكلما نام المولود لساعات طويلة، قومي بإيقاظه كل ثلاث ساعات؛ لكي يرضع مجدداً، مما يخفف من الاحتقان ويزيد من حصول المولود على الحليب المخزون خلال فترة هجمة الحليب، وهي أهم فترات الرضاعة في حياة المولود.
قد يهمك أيضاً: علامات نجاح الرضاعة الطبيعية وشبع الطفل
كيف تدل "سكرة الحليب" على شبع الرضيع؟
- لاحظي أن طفلك قد حصل على رضعة كاملة ومشبعة، من خلال حدوث "سكرة الحليب" لديه، حيث يبدو الطفل مسترخياً، وتبدو عليه علامات الشبع، وتبدو على وجهه الصغير أمارات السرور والسعادة، وينام نوماً متواصلاً بلا تقطع لعدة ساعات متتالية، وهذه الأعراض تعرف بـ"سكرة الحليب"، وهي من دلائل نجاح الرضاعة الطبيعية، خصوصاً في الأيام الأولى من حياة المولود، وفي أحيان كثيرة يبتسم المولود أثناء نومه، وتكون ابتسامته عشوائية بلا معنى، ولكنها من علامات الشبع، ولكن لهذه الأسباب لا تتركي مولودك نائماً طول الوقت وهي أن طفلك يجب أن يستيقظ لكي يرضع ويستفيد من حليب اللبأ الذي لا يعوض، ولكي لا يحدث لديه نقصان في وزنه.
- احرصي على أن يكون طفلك مكتفياً بالرضاعة منك، ولا تحاولي أن تقدمي له أي وسيلة مساعدة، مثل الرضاعة من القنينة، بناء على نصائح الأخريات، أو رغبة منك في الراحة من الرضاعة، وقد تعتقدين أن الحليب الصناعي سوف يزيد من وزن مولودك، ولكن ذلك ليس صحيحاً؛ لأن حليبك يحتوي على مضادات حيوية ربانية، لإضافة لاحتوائه على مضادات أكسدة وبريبيوتك، مما يساعد على تعزيز مناعة الطفل، وتقيه من الأمراض المعدية التي تنتشر بين الرضع، مثل التهابات المعدة، وهي تصيب الرضع الذين يرضعون حليباً صناعياً، وكذلك الإسهال، والالتهاب الرئوي وأمراض الحساسية، وما يتبعها من التهابات في الأذن.
نصائح عامة لنجاح الرضاعة الطبيعية
- حافظي على تغذيتك الصحية والسليمة والمتوازنة، فهناك أطعمة عليك تناولها أثناء الرضاعة الطبيعية، مثل تناول حصص يومية من البروتين بنوعيه، وكذلك تناول كمية من الخضروات والفواكه وتقليل النشويات والكربوهيدرات إلى الحدود المعقولة، بحيث تحصلين على سعرات حرارية مناسبة؛ لكي لا تصابي بالدوخة والإرهاق؛ بسبب فقدان السعرات الحرارية خلال مرحلة الرضاعة.
- احرصي على تناول كمية كبيرة من الماء والسوائل بأنواعها، مثل العصائر الطبيعية غير المحلاة بالسكر الصناعي؛ لكي تزيدي من إدرار الحليب في صدرك، وابتعدي تماماً عن العناصر الصناعية والمشروبات الغازية، والتي تسبب السمنة لك، وتسبب الغازات والمغص والانتفاخ لرضيعك.
- ابتعدي تماماً عن الأغذية التي تغير طعم الحليب، مثل البصل والثوم والكرات، وكذلك الأصناف التي تسبب الانتفاخ لك وتنتقل لرضيعك؛ بسبب محتواها العالي من الكبريت مثل القرنبيط والكرنب.
- خصصي مكاناً هادئاً ومريحاً لإرضاع طفلك، ولا تعتبري أن الرضاعة هي مهمة، ويجب الانتهاء منها، بل على العكس ففترة الرضاعة هي فترة لقاء روحي ونفسي بينك وبين رضيعك، فإلى جانب أنك تقدمين له الحليب المغذي والمفيد، فأنت تقدمين له أواصر وروابط روحانية تعزز من شخصيته مستقبلاً، حيث تشعره بالحنان والأمان، ولأن الرضيع بطبعه أنانياً، ويحب الخصوصية فلا تتوقعي أن يقبل على الرضاعة في وجود الآخرين، أو خلال انشغالك عنه بعمل ما وأنت تحملينه على ذراعك أو خلال حديثك أو حتى صراخك على باقي إخوته.
- استخدمي بعض الأعشاب المغلية الدافئة، والتي تزيد من إدرار الحليب مثل بذور الحلبة، ويمكنك شربها مرة واحدة في اليوم؛ لكي لا تتغير رائحة العرق لديك، كما تغير رائحة البول عند الطفل، ويمكنك أيضاً شرب مغلي بذور الشومر، ويطلق عليها الحبة الحلوة، فهي تزيد من إدرار الحليب، وهناك عشبة برية تعمل على زيادة حليب المرضع بشكل كبير تعرف بالقريص، ويمكن شرب مغلي أوراقها بعد تنظيفها جيداً.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.