الأشهر الأولى من حياة الطفل تثير الكثير من التساؤلات بذهن كل أمٍّ، ومن أكثر هذه التساؤلات شيوعاً: "هل وزن طفلي طبيعي؟"، "هل طوله يناسب عمره؟"، و"كيف أعرف أن حليبي يكفيه؟"، هنا يؤكد الأطباء أن قلق الأم حول نمو الرضيع وتطور نضجه أمر طبيعي وينتاب غالبية الأمهات، ولكن بالمعرفة والفهم العميق تستطيعين التمييز بين الطبيعي وما يستدعي القلق.
في هذا التقرير يقدم الدكتور محمود حسان أستاذ طب الأطفال دليلاً شاملاً لمراقبة نمو طفلك وتغذيته بشكل سليم؛ من حيث الوزن والطول، وحتى مدى كفايته من الرضاعة الطبيعية.
"سيدتي"ورحلة الأمومة:
رحلة الأمومة تتطلب منك: مراقبة نمو طفلك الرضيع من حيث الوزن والطول، وهي وسيلة رائعة للتأكد من أن طفلك الرضيع ينمو بصحة جيدة، وكل طفل فريد، وقد يختلف معدل نموه عن غيره؛ إذا شعرتِ بأي قلق حول نمو الطفل أو كفاية حليبك، فلا تترددي في استشارة المختصين، والأهم أن تحافظي على هدوئكِ، وتقدمي لطفلكِ الحب والرعاية التي يحتاجها، فالأمومة رحلة مليئة بالتعلم والتجارب.
الوزن الطبيعي للرضع حسب العمر
حديثو الولادة:
متوسط وزن الطفل عند الولادة يتراوح ما بين 2.5كجم و4 كجم، وقد يفقد الرضيع حوالي 10% من وزنه خلال الأسبوع الأول بسبب فقد السوائل، ولكن يستعيد هذا الوزن في غضون أسبوعين.
من شهر إلى ستة أشهر:
في الأشهر الأولى، يزداد وزن الرضيع بمعدل 150-200 جرام أسبوعياً، وبنهاية الشهر السادس، يتضاعف وزنه مقارنة بوزنه عند الولادة.
من ستة أشهر إلى سنة:
تقل سرعة زيادة الوزن قليلاً؛ حيث يكتسب الطفل حوالي 85-140 جراماً أسبوعياً، وعند عمر السنة، يصبح وزن الطفل تقريباً ثلاثة أضعاف وزنه عند الولادة.
أخطاء الرضاعة الطبيعية التي تؤدي لعدم زيادة وزن الرضيع.. التقرير يُعرفك الأسباب
الطول الطبيعي للرضع حسب العمر
حديثو الولادة: الطول الطبيعي عند الولادة يتراوح ما بين 48-53 سم.
النمو خلال السنة الأولى: يزداد طول الطفل بحوالي 2.5 سم شهرياً خلال الأشهر الستة الأولى، وبين الشهر السادس والعام الأول، يزداد الطول بمعدل 1.5 سم شهرياً.
العلامات التي تدل على كفاية حليب الأم:
حليب الأم هو الغذاء الأفضل للرضيع في أول ستة أشهر، ولكن هناك حالات قد يكون فيها الحليب غير كافٍ، إليكِ العلامات التي تساعدكِ على معرفة ما إذا كان طفلك يحصل على ما يكفيه من الحليب:
زيادة الوزن بشكل طبيعي:
إذا كان طفلك يكتسب الوزن وفقاً للمعدلات الطبيعية المذكورة أعلاه، فإن حليبكِ كافٍ.
عدد الحفاضات المبللة:
الطفل الرضيع يحتاج إلى تغيير 6-8 حفاضات مبللة يومياً.
لون البول:
يجب أن يكون شفافاً أو أصفر فاتحاً.
الشعور بالرضا بعد الرضاعة:
نمط الرضاعة الطبيعية:
إذا بدا طفلك سعيداً وهادئاً بعد الرضاعة، فإن ذلك يعني أنه حصل على كفايته؛ فالطفل في الأسابيع الأولى يحتاج إلى الرضاعة كل 2-3 ساعات، ولاحقاً يمكن أن يقل عدد الرضعات لكنها تصبح أطول، والطفل الذي يحصل على تغذية كافية يكون نشيطاً ومهتماً بمنْ حوله.
علامات عدم كفاية حليب الأم
- زيادة الوزن البطيئة أو فقدان الوزن: إذا لم يكتسب طفلك الوزن المتوقع أو استمر في فقدانه بعد الأسبوع الأول، فقد يحتاج إلى كمية أكبر من الحليب.
- عدد الحفاضات القليل: إذا كنتِ تغيرين أقل من 6 حفاضات مبللة يومياً، فقد يكون طفلك لا يحصل على كمية كافية من السوائل.
- البكاء المستمر بعد الرضاعة: البكاء غير المبرر بعد الرضاعة قد يكون علامة على الجوع.
- قلة الرضاعة: إذا كان طفلك يرضع لفترة قصيرة جداً ولا يبدو مهتماً بالرضاعة، فقد يكون هناك مشكلة في إنتاج الحليب أو تدفقه.
- جفاف الجلد أو الفم: الجفاف قد يكون علامة على الجفاف الناتج عن نقص التغذية.
- براز غير طبيعي: إذا كان براز الطفل قليلاً جداً أو قاسياً، فقد لا يحصل على التغذية الكافية.
ماذا تفعلين إذا كان حليبكِ غير كافٍ؟
- زيادة إنتاج الحليب بالرضاعة المتكررة، كلما زادت مرات الرضاعة، زاد إنتاج الحليب.
- الراحة والتغذية الجيدة، وتتم بالحرص على تناول وجبات متوازنة وشرب كميات كافية من الماء.
- حاولي الاسترخاء أثناء الرضاعة؛ فالتوتر يؤثر على تدفق الحليب.
- استشيري طبيب الأطفال أو استشاري الرضاعة؛ إذا شعرتِ أن حليبكِ غير كافٍ.
- يُنصح باستخدام الحليب الصناعي كمكمل، ولكن بعد استنفاد جميع الخيارات الطبيعية.
- اللجوء لتقنيات تحفيز الرضاعة؛ باستخدام مضخة الثدي لزيادة إنتاج الحليب، ويمكن تدليك الثدي أثناء الرضاعة لتحفيز تدفق الحليب.
سؤال الطبيب
علامات تستلزم استشارة الطبيب فوراً:
- عدم زيادة وزن طفلك لمدة أسبوعين متتاليين.
- قلة عدد الحفاضات المبللة والجافة يومياً.
- بكاء مستمر وصعوبة في النوم رغم الرضاعة.
- ظهور علامات الجفاف مثل جفاف الفم أو انخفاض مرونة الجلد.
- رفض الطفل للرضاعة أو صعوبة الإمساك بالثدي.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
