يحتفل العالم في الثامن من سبتمبر كل عام باليوم العالمي للعلاج الطبيعي «الفيزيائي»؛ للتوعية بأهمية العلاج الطبيعي ودوره في شفاء الكثير من الحالات الصحية الصعبة.
فسواء كنتِ تعانين من إصابة حادة، أو تحتاجين إلى إعادة تأهيل ما بعد الجراحة، أو لديكِ حالة مزمنة تؤثر في الوظيفة البدنية، يمكن أن يساعدكِ العلاج الطبيعي في عودتكِ إلى حياتكِ وممارسة مهامكِ بشكل صحيح.
ما العلاج الطبيعي؟
العلاج الطبيعي هو نوع من الرعاية التأهيلية التي تركز على تشخيص وعلاج الإصابات والحالات المزمنة والحادة والخلل الحركي، وفي كثير من الحالات، يُعتبر نهجاً للتعامل مع مشكلات العضلات والعظام المختلفة. والمعالجون الفيزيائيون هم متخصصون في مجال الصحة يستخدمون تقنيات وعلاجات مستهدفة لاستعادة القدرة على الحركة وتحسين نطاق الحركة وتقليل الألم وتحسين الوظيفة البدنية.
وفقاً للجمعية الأمريكية للعلاج الطبيعي «APTA»، يستطيع المعالج الطبيعي تشخيص وعلاج الحالات التي تؤثر في الجهاز العضلي الهيكلي.
وبشكل أكثر تحديداً، يتم تدريب المعالجين الفيزيائيين على العمل مع الأشخاص من جميع الأعمار من خلال استخدام التمارين الموصوفة والعلاج اليدوي وتثقيف المرضى.
وينْصَبُّ تركيز العلاج الطبيعي على المساعدة في تحسين أو استعادة الحركة والقوة ونطاق الحركة والأداء العام ونوعية الحياة، كما يهدف أيضاً إلى تقليل الألم ومنع المزيد من الإصابات.
وهناك أسباب لا حصر لها لرؤية المعالج الطبيعي، بما في ذلك إدارة الألم، والوقاية من الإصابات، وإعادة تأهيل الإصابات، وتحسين الحركة، وإدارة الحالات المزمنة.
التأهيل بعد إصابة رياضية
ليست كل الإصابات المتعلقة بالرياضة تتطلب عملية جراحية، ولكن لمنع المزيد من الضرر، فإنها تحتاج إلى تدخلات مستهدفة يمكن أن تقلل الألم، وتقوي المنطقة المصابة، وتساعدكِ على العودة إلى المنافسة.
وفقاً للمعهد الوطني لالتهاب المفاصل والأمراض العضلية الهيكلية والأمراض الجلدية، قد يتطلب علاج الإصابات الرياضية الأكثر خطورة علاجاً طبيعياً لإعادة التأهيل أو تركيب دعامة أو جبيرة.
ويمكن لاختصاصي العلاج الطبيعي تصميم خطة للمساعدة في إعادة بناء نطاق الحركة والقوة في المنطقة المصابة، وقد يشمل ذلك التمارين المستهدفة، أو العلاج بالتدليك، أو العلاج المائي، أو الموجات فوق الصوتية، أو العلاج البارد والحراري للمساعدة في تقوية العضلات والمفاصل ومنع المزيد من الإصابات.
العلاج الفيزيائي لتقليل الألم
تتطلب بعض أنواع الألم أدوية موصوفة طبياً أو جراحة لتحسينها، بينما يمكن أن تستفيد أنواع أخرى من الألم من العلاج الطبيعي وممارسة الرياضة.
من ناحية أخرى، يستمر الألم المزمن لأكثر من 3 أشهر وينتج عادةً عن إصابة أو مرض أو التهاب أو علاج طبي، أو في بعض الحالات يكون سببه غير معروف، غالباً ما يُنصح باستخدام الأدوية القوية الأخرى لإدارة الألم.
ولكن في الآونة الأخيرة، اقترحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة الأمريكية العلاج الطبيعي كخيار فعَّال لإدارة الألم بدلاً من الأدوية. وتشمل أمثلة تقنيات العلاج الطبيعي المستخدمة لتقليل الألم الحاد والمزمن؛ التمارين العلاجية، والتمدد، والتحفيز الكهربائي، والموجات فوق الصوتية، والتسجيل، والعلاج البارد والحراري، والتدليك.
العلاج الطبيعي لدعم الحالات العصبية
قد تساعد تقنيات العلاج الطبيعي في دعم الأعراض الناجمة عن الحالات العصبية مثل السكتة الدماغية، والتصلب المتعدد، ومرض باركنسون، والقضايا المتعلقة بإصابات النخاع الشوكي.
وجدت مراجعة أُجريت عام 2017 أن 4 أسابيع من التدريب على المشي أو 8 أسابيع من التدريب على التوازن يمكن أن تكون لها آثار إيجابية تستمر لمدة 3 إلى 12 شهراً بعد انتهاء جلسات العلاج الطبيعي.
وبشكل أكثر تحديداً، لاحظ الباحثون انخفاضاً في حالات السقوط لمدة تصل إلى 12 شهراً وتحسناً في أداء المشي والقدرة على المشي لمدة تصل إلى 6 أشهر بعد التدريب.
يمكن أن يساعد المعالج الطبيعي أيضاً في إدارة الأعراض للأشخاص الذين يعانون من مرض التصلب المتعدد؛ فوفقاً للجمعية الوطنية لمرض التصلب المتعدد، يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في الأعراض الشائعة، بما في ذلك التوازن والضعف والتنسيق والتشنج والمرونة والتحمل الهوائي والتعب ووظيفة الجهاز التنفسي.
يمكن أن تساعد برامج العلاج الطبيعي داخل المستشفى في إعادة تأهيل السكتة الدماغية وعلاج إصابات العمود الفقري قبل مغادرة الشخص المستشفى، وفقاً لجونز هوبكنز ميديسن.
هل ترغبين بالتعرف إلى تأثير آلام المفاصل في النساء؟
تخفيف الأعراض المرتبطة بالتهاب المفاصل
يمكن أن يكون التهاب المفاصل والألم والتورم والتصلب من الأعراض المنهكة الناجمة عن التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل العظمي، وقد يساعد العلاج الطبيعي في تقليل شدة الأعراض وتعزيز جودة الحياة بشكل عام. ووفقاً لمؤسسة التهاب المفاصل، يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تحسين الحركة وإعادة استخدام المفاصل المتضررة، وزيادة القوة الإجمالية للمساعدة في دعم المفاصل، والحفاظ على مستويات اللياقة البدنية.
تقليل المضاعفات المتعلقة بخلل قاع الحوض
يمكن أن يؤثر الحمل والولادة في عضلات قاع الحوض، وكذلك قد يؤدي انقطاع الطمث، وجراحات البطن، وغيرها؛ إلى تغير الضغط داخل البطن أو توتر عضلات قاع الحوض.
وعندما يكون الضرر كبيراً، تضعف عضلات قاع الحوض وتفقد القدرة على دعم أعضاء الحوض بشكل كامل؛ ما يسبب تسرب البول، وآلام أسفل الظهر، والخلل في أداء العلاقة الزوجية، وضغط الحوض، والهبوط. ويمكن أن يؤدي الخلل الوظيفي في قاع الحوض إلى عدم القدرة على ممارسة مهام الحياة اليومية، ولكن العلاج الطبيعي لقاع الحوض أو PFPT؛ يمكن أن يساعد في العلاج بشكل فعَّال.
تقصير فترة التعافي بعد الجراحة
قد يوصي طبيبكِ بالعلاج الطبيعي في الأسابيع التالية للجراحة، اعتماداً على الإصابة والإجراء الجراحي والصحة العامة، ويمكن أن يستمر العلاج من بضعة أسابيع إلى عدة أشهر.
تمَّ تصميم العلاج الطبيعي للعظام لتحسين نطاق الحركة، وتقليل الألم، ومنع تراكم الأنسجة الندبية المفرطة، واستعادة الأداء الطبيعي بعد جراحة العضلات والعظام.
على سبيل المثال، توصي الأكاديمية الأمريكية لجراحي العظام «AAOS» بالعلاج الطبيعي للمساعدة في التعافي الكامل من الجراحة، واستعادة القوة، والسماح بالعودة التدريجية إلى الأنشطة اليومية.
علاوة على ذلك، أثبت العديد من الدراسات أن العلاج الطبيعي للمرضى المصابين بأمراض خطيرة الذين تمَّ إدخالهم إلى المستشفى؛ أدى إلى تحسين نوعية الحياة، وزيادة احتمال المشي لمسافات أطول، وتحسين وظائف العضلات عند الخروج من المستشفى.
ربما يهمكِ أيضاً التعرف إلى عدد الساعات الأسبوعي المطلوب لبناء كتلة العضلات.
* المصدر: «healthline».
** ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.