التسمم الغذائي، كما يبدو من اسمه، هو حالة تتسبب في دخول سموم إلى الجسم من خلال تناول أطعمة ملوثة، ويشمل هذا التلوث عدّة مسببات.
الأمر السار أنه يمكن علاج التسمم الغذائي بسرعة في غالبية الأحيان والحالات، لكن إهماله ربما يتسبب في وفاة المصاب، لذلك يجب ملاحظة الأعراض سريعاً واصطحاب المريض إلى المستشفى عند حدوث أعراض قوية.
مسببات تلوث الغذاء
هناك أكثر من شكل لتلوث الغذاء، ولكل حالة خطورتها وطريقة علاجها المناسبة. فيما يلي أسباب تلوث الغذاء:
- البكتيريا: وتشمل نوعاً من الإشريكية القولونية، السالمونيلا، والمكورات العنقودية الذهبية.
- الفيروسات: النوروفيروس هو سبب متكرر للأمراض المنقولة بالغذاء.
- الطفيليات: أقل شيوعاً، لكن الطفيليات المنقولة بالغذاء يمكن أن تؤدي أيضاً إلى المرض.
- السموم: يمكن أن تحدث بشكل طبيعي في بعض الأطعمة، كالفطر السام الذي ينتج البكتيريا، مثل المكورات العنقودية الذهبية.
يحدث التلوث غالباً أثناء إعداد الطعام أو تخزينه إذا لم يتم اتباع التعليمات السليمة الخاصة بالتحضير والحفظ، كما أن عدم طهي الطعام بالطريقة الصحيحة وعدم تبريده في الوقت المناسب في درجات حرارة آمنة؛ جميعها أسباب لتلوث الغذاء.
أعراض التسمم الغذائي
تظهر أعراض التسمم الغذائي خلال ساعات أو أيام من تناول الطعام الملوث، وتشمل:
- الغثيان.
- القيء.
- الإسهال.
- تقلصات المعدة.
- الحمى.
- التعب.
- الشعور بالإعياء بشكل عام.
متى تختفي أعراض التسمم الغذائي؟
الشيء الجيد أنه رغم كلمة تسمم التي تثير القلق، لكن في أغلب الحالات يتم الشفاء بسهولة خلال أيام قليلة. ولعل أهم شيء خلال الإصابة هو حماية الجسم من الجفاف، لذلك فالترطيب أساسي للتعافي السريع. ورغم ذلك قد تكون الحالة خطيرة، وهنا يجب استشارة الطبيب سريعاً.
معظم حالات التسمم الغذائي تكون خفيفة، وتختفي عادةً من 12 إلى 48 ساعة، ويتوقف ذلك على عدة عوامل؛ مثل السبب وراء حالة التسمم، وكذلك مستوى مناعة المصاب.
وفيما يلي تفصيل للجدول الزمني:
- في غضون ساعات قليلة: قد يبدأ الشعور بالغثيان والقيء والإسهال وتشنجات المعدة.
- 12- 48 ساعة: هذا هو الوقت الذي سيشعر فيه المصاب بأسوأ حالاته.
- 2- 3 أيام: يبدأ معظم الناس في الشعور بتحسن ملحوظ عند هذه النقطة.
- بعد أسبوع: قد تستمر بعض الآثار المتبقية، مثل التعب والبراز السائل، لفترة من الوقت.
إذا استمرت الأعراض لفترة أطول من ثلاثة أيام، أو أصبحت أكثر حدّة، أو ظهرت عليك علامات الجفاف، يجب استشارة الطبيب.
اقرئي أيضاً: متى تظهر أعراض التسمّم الغذائي؟.. إجابة مفصلة وفق اختصاصية
طرق علاج التسمم الغذائي
صحيح أن معظم حالات التسمم الغذائي تختفي دون علاج شديد، إلا أن هناك خطوات يمكنك اتخاذها للمساعدة في عملية تعافي الجسم، مثل:
الترطيب الداخلي
الجفاف هو أهم عارض خطير يرتبط بالتسمم الغذائي، ويحدث بسبب القيء والإسهال. ركزي على معالجة الجفاف عن طريق شرب السوائل. تشمل السوائل الماء أو المرق الصافي أو محاليل معالجة الجفاف عن طريق الفم.
الراحة ضرورية
خلال حال التسمم، يجب ترك المجال لجسمك أن يقاوم العدوى، لذلك امنحيه فرص الراحة التامة، لا داعي خلال أيام الإصابة لممارسة الحياة الطبيعية من عمل ومهام.
النظام الغذائي
بمجرد أن تتمكني من تحمل السوائل، قومي بتناول الأطعمة الخفيفة وسهلة الهضم. يعد النظام الغذائي الغني بالعناصر الغذائية الأساسية أمراً في غاية الأهمية لمساعدة الجسم على التعافي. قومي بإضافة الأطعمة الخفيفة تدريجياً، مثل البسكويت واللبن والخضروات المطبوخة، عندما تشعرين بالتحسن. أيضاً، تناولي البروبيوتيك، وهي بكتيريا حيّة؛ يمكن أن تساعد في استعادة توازن البكتيريا الجيدة في أمعائك.
تجنّب بعض الأطعمة والمشروبات
يجب التوقف عن تناول منتجات الألبان، مادة الكافيين، الأطعمة الدهنية أو الحارّة، والمشروبات السكرية؛ لأنها تحسس الجهاز الهضمي.
الاستماع إلى الجسم
لا داعي إلى إجبار جسمك على تناول أكل معين أو القيام بمجهود قبل أن تشعري بالتعافي التدريجي.
لكن تذكري أنه إذا تفاقمت أعراضك، وأصبحت شديدة، أو استمرت لأكثر من ثلاثة أيام؛ استشيري الطبيب.
طرق الوقاية من التسمم الغذائي
التسمم الغذائي حالة مرهقة تترك الجسم في حالة إعياء، لذلك يفضل تجنبها من البداية، وهناك العديد من الطرق للوقاية منها، مثل:
غسل اليدين
هذه هي الخطوة الأكثر أهمية، اغسلي يديك جيداً بالصابون والماء الدافئ قبل إعداد الطعام، وبعد التعامل مع اللحوم النيئة أو الدواجن أو المأكولات البحرية، وبعد استخدام الحمام.
تطهير الأسطح والأواني
حافظي على نظافة أسطح العمل وألواح التقطيع والأواني بالماء الساخن والصابون أو بمحلول مطهر.
فصل الأطعمة النيئة عن الأطعمة المطبوخة
وهذا يمنع التلوث، لذلك استخدمي ألواح التقطيع والأواني المنفصلة للّحوم وأخرى للخضروات. احتفظي باللحوم النيئة في أوعية محكمة الإغلاق في الثلاجة لتجنّب تلويث المرق للأطعمة الأخرى.
طهي الطعام إلى درجات حرارة آمنة
استخدمي مقياس حرارة الطعام؛ لضمان الوصول إلى درجات الحرارة الداخلية المناسبة للحوم والدواجن والأسماك، هناك درجات حرارة محددة موصى بها للأطعمة المختلفة للقضاء على البكتيريا الضارّة.
التبريد أمر بالغ الأهمية
لا تتركي الأطعمة القابلة للتلف في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ساعتين، لأنها ستتعرّض للتلف.
تذويب الطعام بشكل آمن
قومي بتذويب الطعام المجمد في الثلاجة أو في إناء من الماء البارد أو في الميكروويف. لكن لا تقومي أبداً بإذابة الطعام في درجة حرارة الغرفة.
اختيار مطاعم آمنة
إذا قررت تناول الطعام خارج المنزل، عليك أن تختاري الأفضل من حيث النظافة. إذا كانت لديك مخاوف، لا تترددي في طرح الأسئلة.
ومن خلال اتباع هذه النصائح، يمكنك تقليل خطر التسمم الغذائي بشكل كبير والاستمتاع بطعامك بأمان.
* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب مختص.
*المصادر:
- Houston Methodist Hospital
- NHS- England