تتمتع عملية تجميل الأنف، وهي إجراء جراحي يهدف إلى إعادة تشكيل الأنف وإعادة بنائه، بتاريخ غني ورائع يمتد لعدة قرون. من الحضارات القديمة إلى التطورات الطبية الحديثة، يعكس تطور جراحة تجميل الأنف التحولات الثقافية والإنجازات العلمية.
يعتبر الأنف نقطة مركزية في الوجه، وجزء أساسي عند الحديث عن الجمال. منذ العصور القديمة، تم توثيق ممارسات وتقنيات مختلفة لتعديل شكل الأنف، التي وضعت أسس عملية تجميل الأنف الحديثة. تشير التقنيات المستخدمة مع مرور الوقت لتحسين جراحة الأنف إلى الإبداع البشري المطلوب لتحقيق النتائج المرجوة وإجراء عملية تجميل الأنف، بالإضافة إلى الجراحة المعقدة والدقيقة، وهي شكل من أشكال الفن الذي يمكن أن يحول جوهر الشخص.
تعرفي الى تطور عملية تجميل الأنف بدءاً من السجلات الأولى لوجودها وحتى تطور التقنيات الحديثة التي سيحدثنا عنها اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة وجراحة الوجه والعنق الدكتور رائد رطيل.
قد يعجبكِ أيضاً: خطوات تجميل وتصحيح شكل الأنف بالمكياج
عمليات التجميل عبر التاريخ
وحول أول عملية تجميل أنف في التاريخ، يذكر رطيل أنها أُجريت "على يد طبيب هندي منذ 800 سنة قبل الميلاد. وقد تطورت تقنياتها منذ ذلك الحين حتى اليوم، أما أشهر تطور طرأ عليها؛ فهو ما قام به الجراح البلغاري البروفسور نيكولبي سيرديف الذي نفذ هذه الجراحة تحت التخدير الموضعي، من دون أي جرح خارجي، وخلال نصف ساعة فقط".
ويتابع: "شهد أوائل القرن العشرين في زمن الحرب، صقل الجراحين لمهاراتهم في أثناء إعادة بناء وجوه الجنود المصابين، حينها اعتمدوا الأساليب الترميمية المتقدمة، التي ابتكرها هارولد جيل خلال الحرب العالمية الأولى، دمجت شرائح جلدية وترقيعات غضروفية لعلاج تشوهات الأنف".
بدائل جراحية في الثمانينيات
شهدت الثمانينيات إدخال بدائل غير جراحية لعملية تجميل الأنف وترددت شائعات عن خضوع نجوم مثل مارلين مونرو وإليزابيث تايلور وهيدي لامار لعمليات جراحية في الأنف، لافتاً د. رطيل إلى أنه "في تلك الفترة استخدم الاختصاصيون حقن الكولاجين والسيليكون البقري لإعادة التشكيل البسيط للأنف. تم لاحقاً استبدالها بمواد أكثر أماناً، مثل حمض الهيالورونيك وهيدروكسيباتيت الكالسيوم". ويرى رطيل أن "الحشوات لها حدودها؛ حيث يمكنها إخفاء نتوء الأنف، ولكن لا يمكنها تصغير حجم الأنف أو رفع طرفه. كما كانت عملية تجميل الأنف التحويلية التي أجرتها جينيفر جراي في هذا الوقت تقريباً بمنزلة تحول نحو تحقيق نتائج أكثر دقة".
تجميل الأنف من خلال التقنيات الحديثة
اليوم ومع تطور الطب، تغيرت أساليب عمليات التجميل من خلال استعمال تقنيات تجميلية أكثر حداثة. ويشير رطيل إلى أنه "مؤخراً، ركز جراحو التجميل على إعداد مظهر طبيعي قدر الإمكان، والعمل على أنف المريض والغضاريف الموجودة لإحداث تغييرات طفيفة على الشكل العام بدلاً من "إنشاء أنف" جديد تماماً لا يكمل مظهر المريض. ويؤكد رطيل أن عمليات التجميل تنقسم اليوم الى شقين:
- تجميل الأنف من دون إجراء جراحة: يتم فصل بشرتك عن الغضروف، ثم تبدأ عملية إعادة التشكيل عن طريق إضافة الغضروف أو الحلاقة أو إضافة العظام. عند اكتمال التشكيل، ستغلق الغرز أو الشقوق، وستحصلين على جبيرة للأنف.
- تجميل الأنف من خلال العمليات الجراحية التي يطلق عليها بعض الناس "عملية الأنف" أو "إعادة تشكيل الأنف" أو "جراحة الأنف". وترتكز على إعادة البناء الجراحي وتشكيل العظام والغضاريف لتحسين مظهر الأنف أو وظيفته.
وبرأي د.رطيل، "إن عملية تجميل الأنف من خلال الجراحة تٌعتبر الأصعب؛ لأنها تتطلب وقتاً أكثر لإعطاء الأنف الشكل المناسب".
ويلفت إلى أن أهمية تطور عمليات تجميل الأنف تكمن في إدخال تقنيات تجميلية جديدة مثل:
- البيزو "Piezo": عملية تجميل الأنف بالموجات فوق الصوتية الذي يعد شكل جديد من أشكال تجميل الأنف الذي يتجنب تقنية المطرقة والإزميل لإعادة تشكيل عظام الأنف. يوفر المزيد من الدقة ويقلل من الصدمات غير المقصودة وتلف الأنسجة الرخوة الذي يمكن أن يحدث في تقنيات تجميل الأنف التقليدية.
- الضغط للأسفل "Push Down": من خلال هذا الإجراء، تتم إزالة الشريط العظمي والغضروفي بحذر من الحاجز الأنفي الموجود أسفل جسر الأنف مباشرةً. بعد ذلك، يتم فصل الهرم الأنفي العظمي بالكامل عن مستوى الوجه؛ ما يسمح بتحريكه ونقله إلى مستوى الوجه "الضغط للأسفل".
- تقنية الخيط: تجميل الأنف بالخيطان من خلال ربط خيط حول نهاية الأنف وحول الجزء الخلفي من الرأس لرفع طرف الأنف. أو، كبديل، يتم استخدام خيط شائك للهدف نفسه. كذلك تُستعمل هذه التقنية كبديل لعملية شد الوجه الجراحية لرفع الجلد المترهل.
اقرئي أيضاً: أبرز عمليات التجميل التي تحتاجها النساء بعد سن الأربعين وفق طبيب تجميل
ملاحظة من "سيدتي": قبل الخضوع لهذا النوع من العمليات، استشيري طبيباً مختصاً.