تظل القراءة معيناً لا ينضب للعلم والمعرفة، ونهراً متدفقاً متجدداً من متعة لا تنتهي، فالقراءة تهبك رؤية ثاقبة للكون، وتمنحك القدرة على التنقل بين الماضي والحاضر والولوج للمستقبل، من بين جنباتها تستكشف آفاقاً لا تنتهي من السعادة والفائدة والخبرة، وبرعايتها تعيش المتعة والوهج والمعارف، وفي ظل الدعوة لاستعادة ألق القراءة وزخمها، تقدم لك "سيدتي" ملخص وقراءة أسبوعية فى كتاب، وكتاب اليوم يحدثنا عن "أخلاقيات الاتصال في الإسلام".
اسم الكتاب: أخلاقيات الاتصال في الإسلام "تطبيقاً على كفاءة التفاوض"
الكاتب: د. سعد الزنط
تبزغ أهمية علم التفاوض وأخلاقيات الاتصال في الحياة في زاويتين الأولى تتعلق بالضرورة والثانية تدور بسياق الحتمية، حيث تظهر ضرورة علم التفاوض عبر الأهمية التي يستمدها من العلاقة التفاوضية بين مختلف الأطراف، فـ"الحياة سلسلة من المواقف التفاوضية تنشأ بحكم الحاجة أو الحتمية والتي تمثل المخرج أو المنفذ الوحيد الممكن لمعالجة قصية التفاوض، والذي يؤدي بالضرورة لحل المشكلة المتنازع بشأنها"، والكاتب د. سعد الزنط يتناول بكتابه وهو بالأساس البحث الذي حصل من خلاله على درجة دكتوراة الفلسفة في إدارة الأعمال من جامعة ليكوود برادنتون الدولية بالولايات المتحدة الأمريكية، يتناول كيف يمكن ان يكون التفاوض نظرية ومنهج وأسلوب حياة وسلوك أخلاقي لشعب "تتلاشى أخلاقيات الاتصال والتواصل فيه بعد أن صاغ للعالم جذور أخلاقياته"
• ثقافة التفاوض الأخلاقي وماهيته كعلم
يبحر د. سعد الزلط في كتابه أو دراسته البحثية مستكشفًا تاريخيًا أدب أخلاقيات الاتصال والتواصل قديمًا من العصر الفرعوني وصولًا للعصر الإسلامي وما بعده، ومتتبعًا الشخصية المصرية القديمة والمعاصرة وسماتها الأخلاقية الأصيلة والعوامل التي كرست لتغيير هذه السمات حديثًا سواء أكانت بيئية أو تاريخية أو اقتصادية، وقد رصد هذه التغيرات فتحدث عن الاختلافات التي شابت المجتمع المصري والعربي عامة من حيث أخلاقيات التواصل وكيف اختلفت بماهيتها وكينونتها في هذا العصر، حيث يسعى د. الزنط من خلال بحثه للإضاءة حول "تعميق ثقافة التفاوض الاخلاقي لدى الإنسان المصري والعربي والمسلم كأحد أهم المعالم التطبيقية في علم أخلاقيات الاتصال".
يتألف الكتاب من أريع فصول اساسية، الاول يتحدث فيه عن أدبيات أخلاق الاتصال في التاريخ الإنساني من خلال الأهداف والمفاهيم، وبالفصل الثاني يتحدث عن الشخصية المصرية وأخلاقيات الاتصال، وفي الفصل الثالث يتناول الإسلام وكيف أثر بأخلاقيات الاتصال، بينما بالفصل الرايع تحدث فيه الكاتب عن نظريات التفاوض الأخلاقي، وفي الفصل الخامس تحدث د. الزنط عن نظرية كفاءة التفاوض الملائمة التي يمكن تطويعها لزرع ثقافة أخلاقيات الاتصال المستمدة قواعدها من الدين الإسلامي، وقد عمد د. الزنط في دراسته البحثية لمنهج البحث الوصفي في محاولة لتشخيص معوقات وحلول اخلاقيات الاتصال تطبيقا على كفاءة التفاوض في مصر (كنموذج) ومستتبعًا موقع أخلاقيات الاتصال في الإسلام فيها، وقد استعان في إطار هذا المنهج بأسلوب التحليل الفلسفي لنماذج التفاوض الأخلاقي ونظريته العالمية ومدى فاعليتها في التهيئة والمساعدة في إيجاد لغة للحوار الأخلاقي في مصر.
• خارج الصندوق
يؤكد الكاتب (حسب ما ذكره) إن ما سطره بالكتاب يخرجه من شكل الكتاب التقليدي الذي يحمل عنوانا لافتاً وعميقا ولكنه إن أُحُسن إنجاز قراءته يكون بمثابة نظرية ومنهج وسلوك أخلاقي يصلح للإنسان أيا كان زمانه أو مكانه أوعرفه أو دينه أو لغته، حيث يرى الكاتب أننا نتكلم لغة يفهمها كل أحفاد البشرية بلا إستثناء، حروفها قيم وفضائل وكلماتها أخلاقيات أهدافها تصلح قبلة لكل إنسان يحمل بداخله إنسانا ويحلم بإعادته للحياة من جديد، بين يدينا رسالة سجلت لأحدي الجامعات الأمريكية وقد كان الهدف هو تقديم ديننا وأنفسنا للآخر الذي لا يعرفنا مطلقا والذي يعرفنا ولكن بمداخل وتصورات خاطئة وتثبت للجميع أن الدين الأسلامي دين لم يترك صغيرة ولا كبيرة في الأفعال الإتصالية علي كافة مستويا تها إلا ووضع لها قواعدها الأخلاقية المنظمة والواقية تماما، لذلك فهذه الرسالة في الكتاب تنادي بجعل أخلاقيات الإتصال ثقافة إنسانية، والمطلوب منا العودة الي الله بمنهج قويم وتربية النشئ علي الأخلاقيات والقيم، وإثراء المناهج العلمية والتربوية علي كل مستوياتها بتوجهات أخلاقية هادفة.
بالنهاية، يهدف الكتاب إلى إيجاد نظرية كفاءة التفاوض الملائمة التي يمكن تطويعها لزرع ثقافة أخلاقيات الاتصال المستمدة قواعدها من الدين الإسلامي.
ويمكنك بالسياق التالي التعرف على مهارات لازمة في عملية التفاوض الناجحة لإتمام أي اتفاق
