مالقة هي مدينة نابضة بالحياة تقع في المنطقة الجنوبية من إسبانيا، والمعروفة باسم الأندلس. تقع مالقة على كوستا ديل سول، والتي تُترجم إلى "ساحل الشمس"، وهي مقصد سياحي شهير بسبب تاريخها الرائع وشواطئها الجميلة وتراثها الثقافي الغني ومناخ البحر الأبيض المتوسط الدافئ.
تشتهر المدينة بمزيجها من المعالم القديمة ووسائل الراحة الحديثة والأجواء المفعمة بالحيوية التي تجذب المسافرين من جميع أنحاء العالم. مالقة هي مسقط رأس الفنان الشهير بابلو بيكاسو، وعلى هذا النحو فهي تضم متحف بيكاسو، الذي يجذب عشاق الفن من كل مكان. يتضمن المشهد الثقافي للمدينة أيضًا العديد من المعارض والمسارح والمهرجانات التي تساهم في جاذبيتها. علاوة على ذلك، تعد مالقة بمثابة بوابة إلى الوجهات السياحية الشهيرة الأخرى في الأندلس، مما يجعلها قاعدة استراتيجية لاستكشاف المنطقة.
مع تاريخ يعود إلى العصور القديمة، تفتخر مالقة بمزيج آسر من الثقافات، بما في ذلك الفينيقيون والرومان والمور. يمكن للزائرين استكشاف قلعة القصبة الأثرية بالمدينة، والتجول في شوارعها الضيقة المزينة بالعمارة الأندلسية التقليدية. يوفر ساحل مالقة ملاذاً لمحبي الشاطئ. توفر شواطئ المدينة النظيفة، مثل شاطئ مالاغيتا الشهير، خلفية مثالية للاسترخاء تحت أشعة الشمس والسباحة في مياه البحر الأبيض المتوسط المنعشة والاستمتاع بمجموعة متنوعة من الرياضات المائية. كما يوفر ملاذًا هادئًا داخل حدود المدينة.
بفضل مناطق التسوق المزدحمة والمطاعم الحديثة، تطورت ماالقة لتصبح مدينة عالمية تلبي مجموعة متنوعة من الأذواق والاهتمامات. تستضيف ماالقة على مدار العام مهرجانات نابضة بالحياة تحتفي بثقافتها وتراثها الغني. تقدم المدينة أيضاً مجموعة لذيذة من الأطباق الإسبانية التقليدية والأطباق الأندلسية الشهية.
معلومات هامة عن السياحة في مالقة
- المواصلات: تتمتع مالقة بنظام مواصلات عام فعال، بما في ذلك الحافلات ومترو الأنفاق. سيارات الأجرة متاحة بسهولة أيضًا.
- ساعات العمل: في إسبانيا، غالبًا ما تفتح المطاعم لتناول طعام الغداء حوالي الساعة 1:30 ظهرًا ولتناول العشاء حوالي الساعة 8:30 مساءً أو بعد ذلك. عادة ما تغلق المتاجر أبوابها لبضع ساعات في فترة ما بعد الظهر، ثم يُعاد فتحها في المساء.
- الوقت المثالي لزيارة مالقة هو خلال فصلي الربيع والخريف، من مارس إلى مايو ومن سبتمبر إلى نوفمبر.
المناخ في مالقة
يعد الربيع (من مارس إلى مايو) وقتاً رائعاً لزيارة مالقة. يكون الطقس معتدلاً بشكل لطيف، حيث تتراوح درجات الحرارة من 15 درجة مئوية إلى 25 درجة مئوية. تنبض المدينة بالحياة مع الزهور المتفتحة، وهو موسم مثالي لمشاهدة المعالم السياحية والأنشطة الخارجية. يعد الخريف (سبتمبر إلى نوفمبر) وقتاً ممتعاً آخر لزيارة مالقة. يبقى الطقس دافئاً، حيث تتراوح درجات الحرارة من 20 درجة مئوية إلى 25 درجة مئوية. إنه أقل ازدحاماً من الصيف، مما يجعله موسماً مناسباً لمشاهدة المعالم السياحية في المدينة. الصيف (من يونيو إلى أغسطس) هو ذروة الموسم السياحي في ماالقة، حيث ترتفع درجات الحرارة إلى حوالي 30 درجة مئوية إلى 35 درجة مئوية أو أعلى من ذلك. إنه مثالي لمحبي الشاطئ، حيث أن المياه دافئة، وتتوفر العديد من الرياضات المائية والأنشطة على شاطئ البحر. ومع ذلك، كن مستعداً للشواطئ المزدحمة وارتفاع الأسعار خلال هذا الوقت. الشتاء (من ديسمبر إلى فبراير) في مالقة معتدل مع درجات حرارة تتراوح عادة بين 10 درجة مئوية إلى 20 درجة مئوية. على الرغم من أنها أكثر برودة، إلا أنها لا تزال أكثر اعتدالًا من العديد من الوجهات الأوروبية الأخرى. يعد فصل الشتاء وقتاً ممتازاً للتجارب الثقافية، حيث تستضيف المدينة العديد من المهرجانات والفعاليات.
عناوين جذابة
تعد مالقة وجهة رائعة للسفر إليها، حيث توفر ثقافة ومناظر طبيعية لا نهاية لها. فهي لا تحتوي فقط على مناطق جميلة لاستكشافها وتجارب ثقافية رائعة للتعمق فيها، ولكن لا ينبغي إغفال عروض الطهي التي تقدمها. في الآتي، مجموعة من أماكن السياحة الجديرة بالزيارة في مالقة.
قصبة مالقة
تقع القصبة على قمة تل في وسط المدينة، وهي قلعة مغاربية قديمة تم بناؤها في القرن الحادي عشر. يمكن للمرء الحصول على مناظر رائعة للمدينة بأكملها عند تسلق الأسوار. يوجد قصر صغير في الأعلى يحتوي على العديد من الحفريات والمصنوعات اليدوية التاريخية. القصبة مبنية على أنقاض معقل روماني، وهي قلعة مغاربية قديمة بنيت في القرن التاسع. وكان حكام المدينة المسلمون يترأسون حكومتهم من هذه القلعة لسنوات عديدة. يقع القصر على جبل غيبرالفارو، وقد تم تصميمه بحيث يضم 110 برجاً رئيسياً وثلاث جولات من الجدران الدفاعية. لا تزال هناك بعض الأبراج المتبقية الآن مثل Torre de la Vela وTorre del Homenaje ومدخل Arco de Cristo. توجد أيضاً حديقة جميلة في باحة القلعة. يقع متحف مالقة في القصبة والذي يتكون من متحفين صغيرين: المتحف الإقليمي للفنون الجميلة ومتحف الآثار. يعرض الأول مجموعة رائعة من لوحات القرن التاسع عشر، بينما يعرض المتحف الثاني قطعاً أثرية رومانية، مثل الفخار العربي الإسباني.
المسرح الروماني
يقع المسرح الروماني في وسط المدينة، وهو أقدم نصب تذكاري. تم بناؤه عند سفح القصبة الشهيرة، وهو أحد الآثار القديمة القليلة المتبقية هناك. المسرح الروماني في مالقة هو نصب تذكاري مميز في المدينة. وبصرف النظر عن المسرح الرئيسي، يوجد أيضاً مركز تفسير حديث حيث يتم عرض حياة وعادات الماضي بمساعدة التقنيات الجديدة. إنه أيضاً مكان تقام فيه أنواع مختلفة من العروض. تم اكتشافه عام 1951، وظل مخفياً لسنوات عديدة بسبب مبنى كاسا دي لا كولتورا. من خلال الكشف عن خشبة المسرح، تم التنقيب عن المسرح ومكان أعضاء مجلس الشيوخ وبقايا الأوركسترا والكهف. هناك ثلاثة عشر صفاً من المقاعد. تم بناء المسرح في القرن الأول، في عهد أغسطس، وقد ظل قيد الاستخدام لمدة ثلاثة قرون.
متحف بيت بيكاسو
متحف منزل بيكاسو مخصص لجوهرة مالقة، الفنان الشهير بابلو بيكاسو، حيث ولد في عام 1881. يقع في المدينة القديمة، وهو عبارة عن مبنى مكون من خمسة طوابق يقع في بلازا دي لا ميرسيد ويعرض أكثر من 200 تحفة فنية رائعة للفنان. يعرض المتحف 233 لوحة رسمها الفنان الشهير وتحظى بشعبية كبيرة بين محبي الفن الحديث. تعرض المجموعة الموجودة في المتحف كامل فترة حياة بيكاسو بالإضافة إلى حياته المهنية. يتم عرض جميع أعماله الفنية تقريبًا بين عامي 1892 و1972 في المتحف، وهذا يثبت أيضاً مدى تنوع بيكاسو في أشكال الإبداع المختلفة.
مركز بومبيدو ملقة
يعد "مركز بومبيدو المؤقت" أول فرع لمتحف الفن الحديث المشهور عالمياً خارج فرنسا. تم تشييد هذا المبنى ذو التوجه الثقافي في عام 2013 وتم تعديله في عام 2014 ليصبح موقع مركز بومبيدو المطل على مرسى المدينة. وبتاريخه الغني وبرامجه الفنية المبتكرة، فإنه يدعو الجمهور لتجربة مركز بومبيدو من خلال مختلف التخصصات الفنية المتقاطعة وابتكار فنه الإعلامي. بالإضافة إلى ذلك، كونه متحفاً للفن الحديث، يقدم مركز بومبيدو مكتبة BPI وقاعة احتفالات ومرافق أخرى مخصصة للرسامين والنحاتين، مثل استوديو برانكوسي.