رحلة سياحية بين الأزقة التاريخية في مدينة فاس المغربية

إطلالة على مدينة فاس
إطلالة على مدينة فاس

فاس مدينة ذات تاريخ قديم، كانت مركزاً للعلماء والمثقفين من مختلف المجالات، مثل الرياضيات والقانون والفلسفة... اجتذبت هذه الطفرة الفكرية والثقافية أفضل الحرفيين لبناء المنازل والقصور والمساجد والمدارس للملوك. كما ازدهرت التجارة مع التجار الذين جلبوا البضائع الغريبة من طرق الحرير وطرق التجارة جنوب الصحراء الكبرى، مما رفع فاس إلى واحدة من أكبر المدن في العالم في العصور الوسطى.
على الرغم من مرور الوقت، لا يزال قلب المدينة دون تغيير إلى حد كبير، ويحتفظ بجوهره التاريخي ويستمر في كونه نقطة اهتمام رئيسة للزوار. وتعد مدينة فاس أكبر منطقة حضرية خالية من السيارات في العالم، وتقدم تجربة فريدة تنقلك إلى الوراء في الزمن.
فاس هي واحدة من المدن الإمبراطورية الأربع في المغرب (مع مراكش ومكناس والرباط). تقع في الجزء الشمالي من البلاد، بعيداً عن الساحل، بالقرب من سفوح جبال الأطلس، وعلى مفترق طرق القوافل القديمة.
من مايو إلى سبتمبر هو أفضل وقت لزيارة فاس، وذلك نظراً لدرجات الحرارة الملائمة في الصيف وأوائل الخريف. يبلغ متوسط درجات الحرارة خلال هذه الأشهر 24 و28 درجة، مما يجعلها وقتاً مثالياً لمشاهدة المعالم السياحية. عادة ما تهطل الأمطار بين ديسمبر وفبراير في فاس، ويجب تجنب هذه الأشهر للسفر.

تاريخ فاس

شارع أبو بكر بن العربي في فاس


تأسست مدينة فاس عام 789 على يد إدريس الأول، الذي جاء من بغداد وقاد البربر المحليين لغزو المنطقة وتأسيس مملكة المغرب. بعد فترة وجيزة، وصل المسلمون من إسبانيا، هرباً من الاسترداد الكاثوليكي، ثم التونسيين. في القرن التاسع، تم بناء جامعة القرويين، وهي الأقدم الآن في العالم. وهذا يعني أن فاس كان بها عدد كبير من السكان بحلول القرن الحادي عشر، يتألف من المغاربة والبربر واليهود والأتراك والمسيحيين. في عام 1250، أصبحت عاصمة المغرب ونمت كمركز للتعلم والتجارة خلال حكم المرينيين. تم بناء الكثير من المباني الرائعة والآثار والمدارس الدينية خلال هذه الحقبة في مزيج مميز من الأساليب العربية والأندلسية.
كانت القرون التي تلت ذلك أكثر اضطراباً. استولى الوطاسيون على المدينة بدعم من الأتراك ثم في عام 1579، غزتها الإمبراطورية العثمانية أخيراً. وفقدت مدينة فاس مكانتها كعاصمة لمراكش ثم استعادتها خلال عهد مولاي عبد الله في القرن الثامن عشر، لكنها خسرتها مرة أخرى (لصالح الرباط) عندما أصبحت المغرب محمية فرنسية في عام 1912. ومع ذلك، اكتسبت المدينة أيضاً مدينة جديدة، ذات شوارع واسعة، مختلفة تماماً عن المدينة القديمة.

محلات تبيع السلع التقليدية في أسواق فاس

يومان في فاس

عند التخطيط لزيارة المغرب، ينصح بقضاء يومين في مدينة فاس الغنية بالمعالم السياحية والكنوز التاريخية.


اليوم الأول في فاس

  • ابدأ اليوم بزيارة القصر الملكي (متحف دار البطحاء) لرؤية العمارة المغربية التقليدية والتعرف إلى تاريخ البلاد.
  • قم بالسير إلى جامعة القرويين الشهيرة، أقدم جامعة عاملة في العالم، تأسست عام 859م.
  • استكشف فاس البالي النابضة بالحياة، أقدم جزء من المدينة وموقع مدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو. قم بالسير عبر الأزقة الضيقة وقم بزيارة مدرسة البوعنانية، وهي مدرسة إسلامية من القرن الرابع عشر.
  • توقف ظهراً لتناول غداء مغربي تقليدي في مطعم محلي.
  • قم بزيارة ضريح مولاي إدريس، المخصص لمؤسس المدينة، مولاي إدريس الثاني.
  • استكشف مدابغ فاس؛ حيث يتم إنتاج السلع الجلدية باستخدام الطرق التقليدية.
  • قم بزيارة متحف النجارين للفنون والحرف الخشبية لمشاهدة النجارة التقليدية في المغرب.
  • أنهِ اليوم بتجربة حمام تركي مريحة في أحد الحمامات التقليدية.
  • تناول العشاء في أحد المطاعم المحلية واستمتع بالموسيقى والرقص المغربي التقليدي.
لقطة لأحد الشوارع في فاس

اليوم الثاني في فاس

  • ابدأ يومك بزيارة قصر بوجلود، وهو قصر جميل يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، يتميز بأعمال البلاط المعقدة والجص المزخرف.
  • توقف لتناول الغداء في أحد المطاعم المحلية.
  • استكشف حي الخزافين، وشاهد الفخار التقليدي المصنوع يدوياً.
  • قم بزيارة مدرسة العطارين، وهي مدرسة إسلامية من القرن الرابع عشر، لمشاهدة أعمال البلاط المذهلة والزخارف المزخرفة.
  • قم برحلة بالسيارة إلى التلال القريبة لمشاهدة المناظر الخلابة لمدينة فاس والريف المحيط بها.
  • العودة إلى المدينة والاستمتاع بعشاء وداع في مطعم محلي، وتذوق المأكولات المغربية التقليدية.

نصائح لزائري فاس

  • قم بإلقاء نظرة على المنتجات الجلدية الرائعة والنحاس والأواني النحاسية عند وجودك في المدينة.
  • للحصول على تجربة مغربية أصيلة، حاول العيش في رياض بوتيك.
  • جرب القطار المحلي.
  • الشارع المركزي هو شارع الطلعة الكبيرة، الذي يربط باب بو جلود بمسجد القيروان في قلب المدينة. أيضاً، بدءاً من باب بو جلود، يلتقي شارع الطلعة الصغيرة في النهاية مع شارع الطلعة الكبيرة.
  • يمكنك أيضاً الخروج من المدينة عن طريق التحرك باستمرار إلى الأسفل بمجرد وصولك إلى داخلها المزدحم والمتعرج. سيأخذك هذا في النهاية إلى ساحة الرصيف، وهي محطة للحافلات وسيارات الأجرة؛ حيث يمكنك ركوب سيارة أجرة صغيرة لمغادرة المنطقة.