عندما تلقَّينا دعوةَ عطورِ أجمل Ajmal لزيارةِ مصانعها بمنطقةِ آسام في الهند، اعتقدتُ أن العطرَ الذي سنكون أمامه، يُحرِّك الذاكرةَ لساعاتٍ فقط قبل أن ينتهي تأثيره، لكنْ ما رآه الفريقُ الصحفي، كان أكبرَ من ذلك بكثيرٍ، فأجمل، لا تعتني بأشجارِ العودِ فقط، حفاظاً على هذا التراثِ التقليدي، بل وتكرِّسُ نفسها أيضاً للعنايةِ بالإنسان، وتفتحُ آفاقَ المودَّةِ والتآلفِ بين قلوبٍ، تجتمعُ تحت مظلَّة أجمل.
اعداد:لينا الحوراني

في رحلةٍ صحفيَّةٍ ساحرةٍ، استضافت عطورُ أجمل Ajaml، الشركةُ العالميَّة الرائدةُ في صناعةِ العطور، جولةً حصريَّةً للعودِ للموسمِ الرابع حيث قدَّمت للعطَّارين العالميين، والمؤسَّساتِ الإعلاميَّة، وكبارِ المؤثِّرين في صناعةِ العطور تجربةً غامرةً في رحلةِ العود من المزرعةِ إلى العطر. أقيمت هذه الجولةُ في هوجاي بالهند، مهدِ العود، وكانت بمنزلةِ تكريمٍ للتراثِ الغني لولايةِ آسام، وقد منحت الضيوفَ فهماً عميقاً للزراعةِ المستدامة، والتقطيرِ التقليدي، والفنِّ وراءَ أحدِ أكثر مكوِّنات العطورِ قيمةً في العالم.
من المزرعة إلى العطر:
تتبع رحلة العود
شارك خبراءُ أجمل رؤى حول عمليَّة الحصادِ الأخلاقيَّة والمستدامة، ما يضمنُ اختيارَ أفضل أنواعِ الخشبِ الغني بالراتنج فقط دون الإخلالِ بالنظامِ البيئي. كانت المحطَّةُ التالية، هي منشأةُ المعالجةِ الخاصَّةُ بـ أجمل حيث تعاملَ الحِرفيُّون المهرةُ بدقَّةٍ مع خشبِ العود الخام، وقاموا بقصِّ الأجزاءِ غير الراتنجيَّة، وفرزها حسبَ شدةِ الرائحة، وتصنيفِ رقائقِ الخشب لاستخراجِ الزيت، وقد ضمنت هذه الدقَّةُ الاحتفاظَ بالأجزاءِ الأكثر عطريَّةً فقط للمرحلةِ التالية. وفي وحدةِ التقطير، اختبرَ الضيوفُ من الإعلاميين، ووجوهِ الـ «سوشال ميديا»، والعطَّارين العالميين عمليَّةَ التقطيرِ بالبخارِ القديمة، وهي تقنيَّةٌ، تمَّ إتقانها على مرِّ الأجيال. جرى تحميلُ رقائقِ خشبِ العود المنقوعةِ مسبقاً في أوعيةٍ تقليديَّةٍ محكمةِ الغلق، وتسخينها ببطءٍ لمدة 30 يوماً، وهو ما يسمحُ للراتنج بإطلاقِ زيته الثمين. وتعملُ طريقةُ الاستخراجِ البطيئة هذه على تعزيزِ عمقِ العود، ودخانه، وثرائه، ما يجعله أحدَ أكثر مكوِّنات العطورِ رواجاً في جميع أنحاءِ العالم.
خطوات تقطير من العود
يُخيَّل للكثيرين أن تحضيرَ زجاجةِ العطر من العود، التي تصلُ إلى أيدينا، سهلةُ التحضير، لكنَّها معقَّدةٌ، تمرُّ بالخطواتِ الآتية:
اختيار المواد الخام: يتمُّ اختيارُ نوعيَّةٍ مناسبةٍ من الموادِّ الخام للتقطير.
تقليل الحجم: تُقطَع رقائقُ خشبِ العودِ يدوياً لتقليل حجمِ الرقائقِ المناسبة للتقطير.
شحن خشب العود: تُشحَن رقائقُ خشبِ العود المنقوعةُ مسبقاً في وعاءِ التقطير الذي يسمَّى DEG.
تحضير DEG: يُغلَقُ غطاءُ DEG لتجنُّب تسرُّب الأبخرة.
تسخين DEG: يتمُّ تسخينُ DEG من الأسفلِ باستخدامِ موقدِ غاز البترولِ المسال لتبخيرِ الماء، أو بدلاً من ذلك، يتمُّ استخدامُ القوالب.
التكثيف: تمرُّ الأبخرةُ عند التسخين عبر المكثِّف الذي يتمُّ تبريده عن طريقِ دوران الماءِ خارجه.
جمع الزيت: يُجمَع خليطُ الماءِ، والزيتِ بعد التكثيفِ في المستقبل، ويطفو الزيتُ منخفضُ الكثافةِ على السطح، بينما يستقرُّ الماءُ في الأسفل. يتمُّ جمعُ الماء المكثَّف، وإعادةُ شحنه في درجةِ حرارة الغرفة. تستمرُّ العمليَّة لمدة 30 يوماً.
فصل الزيت: يُجمَع الزيتُ من سطحِ المستقبل، أو عن طريقِ شحنه في قمعِ فصلٍ.
الفلترة والتجفيف: يتمُّ ترشيحُ زيتِ العود الذي تمَّ جمعه بدرجاتٍ مختلفةٍ من خلال قطعةِ قماشٍ، أو ورقِ فلترةٍ لإزالة أي رواسبَ. يتمُّ إبقاءُ الزيتِ الذي جرى جمعه مفتوحاً لإزالةِ آثارِ الماء.
مراقبة الجودة: يتمُّ اختبارُ عيِّنةِ دفعةٍ من زيتِ العود على جهازِ GCMS للتأكُّد من الامتثالِ لمواصفات أجمل.
يمكنك الاطلاع على طوال 40 عاماً.. رجل هندي واحد يحول الصحراء إلى غابة مليئة بالحياة
نساء يعملن في استخراج العود
وما لفت نظرنا وجودُ كثيرٍ من النساء اللاتي أتاحت معاملُ أجمل لهن فرصةَ العملِ الكريم من أجل إشراكِ المرأةِ في إعالة أسرتها. ولمسنا من الحديثِ معهن القوَّةَ في شخصيَّاتهن حيث كشفن عن الإيجابيَّات الأساسيَّة للعملِ بالنسبة للمرأة، وكيف أنهن يُحقِّقن ذاتهن، ويُسهمن في تحسينِ الإنتاجِ، ويُطوِّرن مهاراتهن، كل هذا مع مراعاةِ ظروفِ المرأة في الحملِ والولادة، وتربيةِ الطفل، إذ أوجدت لهن معاملُ أجمل ظروفاً مثاليَّةً، ليتمكَّن من الاستمرار. تقولُ إحدى العاملات: «القيامُ بعملٍ ما، يُشعِر الإنسانَ بالرضا والسرورِ والنجاح، وفي ذلك مكافأةٌ مهمَّةٌ، وتدعيمٌ للنفس، كما أن العملَ، يعطي النساءَ الاستقلال المادي».
ما وراء صناعة العطور تعزيز المجتمع
إن التزامَ عطورِ أجمل بالتعليمِ، والرعايةِ الصحيَّة، والاستدامةِ البيئيَّة متأصُّلٍ بعمقٍ في إرثها من خلال المؤسَّسة. في كليَّة مريم أجمل للسيِّدات للعلوم والتكنولوجيا، جمعت مراسمُ غرسِ الأشجار الطلابَ، وأعضاءَ هيئةِ التدريس، والضيوفَ في لفتةٍ رمزيَّةٍ للاستدامة، وسلَّطت التفاعلاتُ الجذَّابة في مدرسةِ أجمل الحديثةِ السكنيَّة الضوءَ على تركيزِ المؤسَّسة على التعليمِ، وتنميةِ المهارات، وتشكيلِ الأجيالِ القادمة من خلال فرصِ التعلُّم الجيِّدة حيث قمنا بزيارةِ هذه الكليَّة، واستمتعنا بالعروضِ الفنيَّة من فتياتها. وعرَّفتنا زيارةٌ إلى مستشفى حاجي عبدالمجيد التذكاري (HAMM) على استثمارِ أجمل في الرعايةِ الصحيَّة لضمانِ وصولِ الدعمِ الطبي الأساسي إلى المجتمعاتِ المحرومة. وفي معاهدِ تنميةِ المهارات للمسؤوليَّة الاجتماعيَّة، اطَّلعنا على برامجِ التدريبِ المهني للأفرادِ التي تُوفِّر المهاراتِ ذات الصلةِ بالصناعة، ما يخلقُ مساراتٍ لسبلِ العيشِ المستدام. واختتمنا التجربةَ بجولةٍ عبر غاباتِ العود حيث أتيحت الفرصةُ لكلِّ صحفي لزرعِ شجرةِ عودٍ، وإطلاقِ اسمه عليها، أملاً في العودةِ بعد 25 عاماً عندما يؤتي العودُ خيره.
إرث متجذر

في تأمُّله للتجربة، شارك عبدالله أجمل، الرئيسُ التنفيذي لشركةِ أجمل للعطور، قائلاً: «هوجاي، هي عاصمةُ العودِ في العالم حيث أتقنت الأجيالُ فنَّ زراعةِ العود. وُلِدَ جدي، حاجي أجمل علي، هنا، وعلى الرغمِ من أن عطورَ أجمل، نمت لتصبحَ علامةً تجاريَّةً عالميَّةً إلا أن هذه الأرض، تظلُّ روحنا. صُمِّمت هذه الجولةُ للتثقيفِ بعالمِ العطور، وتكريمِ الجذورِ التي شكَّلت إرثنا». وتستمرُّ عطور أجمل رمزاً للأصالةِ، والحِرفيَّة والفنِّ الشمِّي منذ أكثر من سبعةِ عقودٍ حيث تجلبُ جوهرَ العودِ الأسطوري إلى العالم.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط