منتجع أليلا حينو مرباط في سلطنة عُمان رفاهية عربية على المحيط الهندي

لقطة لمنتجع أليلا حينو مرباط وقت المغيب
لقطة لمنتجع أليلا حينو مرباط وقت المغيب

ترتبط السعادةُ بالتجاربِ التي يعيشها الإنسان، فالتجاربُ هي المحرِّكُ الأساسُ لحياةِ مشوِّقةٍ بعيدةٍ عن الرتابة، وهذا ما ننشده حينما نبدأ بترتيبِ حقيبةِ سفرنا، لنذهبَ في رحلةٍ جديدةٍ، نُدلِّلُ فيها حواسنا، ونعيشُ أوقاتاً ممتعةً، خاصَّةً بالمنتجعاتِ الراقية التي توفِّرُ كلَّ ما نحتاج إليه من أساسيَّاتِ الرفاهيَّة.

لقطة خارجية لمنتجع أليلا حينو مرباط

 


ويعدُّ السفرُ في مواسمِ الكتف الأفضل بسببِ الطقسِ اللطيف، والازدحامِ الخفيفِ في المطارات، وهذا ما حصل معنا بالفعلِ بمنتجعِ أليلا حينو مرباط في سلطنة عُمان، إذ ذهبنا أخيراً في رحلةِ نهايةِ أسبوعٍ طويلةٍ إلى الولايةِ الواقعةِ في محافظةِ ظفار، شرقَ مدينةِ صلالة، على الشريطِ الساحلي الطبيعي المُطلِّ على المحيط الهندي.

 

ديكورات عربيَّة منسجمة مع الطابعِ العصري


وجاءت انطلاقتنا من مطارِ دبي الدولي حيث أقلعنا برحلةٍ مباشرةٍ، استغرقت ساعةً من الزمن إلى أن هبطت الطائرةُ في مطارِ صلالة الدولي، من ثم انتقلنا إلى المنتجعِ بسيارةٍ رباعيَّة الدفع، واستغرقنا أيضاً مدةً مماثلةً لمدةِ الطيران. مع ذلك لم أشعر بالمسافةِ لوجودِ طبيعةٍ خلَّابةٍ، وحياةٍ بريَّةٍ رائعةٍ، تتنوُّع بين قوافلَ من الإبل، وقطعانٍ من المواشي على طولِ الطريق. وعندما وصلنا إلى المنتجعِ الراقي قبيل غروبِ الشمس، استقبلتنا أنواره المتناغمةُ مع تدرُّجاتِ ألوانِ السماء في مشهدٍ مذهلٍ، وسريعاً تمَّت عمليَّة تسجيلِ دخولنا في بهو المنتجع، الذي يتميَّز بديكوراته العربيَّة المنسجمةِ مع الطابعِ العصري، كما كانت لنا وقفةٌ مع الضيافةِ الأصيلة، بدءاً من القهوةِ والتمر، ثم العصير، فتلك هي عاداتنا العربيَّةُ الجميلةُ لدى استقبالِ الضيوف، عقب ذلك انتقلنا للفيلا بسيارةٍ كهربائيَّةٍ، وهي خدمةٌ متاحةٌ لضيوفِ المنتجعِ الكبير في أي وقتٍ لسرعةِ الوصولِ بين مرافقه.

إطلالة جذابة من غرف منتجع أليلا حينو مرباط

 

 

 

غرفة فاخرة في  منتجع أليلا
                                  ديكورات هادئة منتجع أليلا حينو مرباط

 

الفيلا الفاخرةُ، وهي واحدةٌ من 16 فيلا مع مسبحٍ يحتضنها المنتجع، تتميَّزُ بالديكوراتِ الهادئة، والألوانِ الترابيَّة التي تعكسُ طبيعةَ المنطقة، كما يضمُّ المنتجعُ 96 غرفةً للضيوف بمساحاتٍ مختلفةٍ ومبتكرةٍ، تحتوي على كلِّ متطلَّباتِ الرفاهيَّة. وفي البدايةِ تناولنا وجبةَ عشاءٍ شهيَّةً في الهواءِ الطلق بمطعمِ ذا أورشارد The Orchard، وهو أحدُ مطاعمِ المنتجعِ الثلاثة، ويمتازُ بمأكولاته التي يتمُّ تحضيرها من منتجاتٍ محليَّةٍ وخاصَّةٍ بعد دقائقَ من حصادها، وخلال عودتنا إلى الفيلا، صادفنا الإبلَ التي تتجوَّلُ بين أرجاءِ المنتجعِ بمنتهى الجمالِ والهدوء.

ما رأيك بالاطلاع على تاريخها موغل في القدم ..ظفار طبيعة خلابة على مدار العام

«أسرار البوريه وقناع الوجه» الطريق إلى الاسترخاء

 

تجربة فريدة تستحضر تفاصيل الماضي


وفي اليوم التالي، كان موعدنا مع وجبةِ فطورٍ في المطعمِ الجميلِ نفسه، لكنْ في المساحةِ الداخليَّة حيث يوجدُ بوفيه، يقدِّمُ أصنافاً مختلفةً، إضافةً إلى أطباقٍ أخرى، اخترنا منها «البانكيك»، و«الأومليت»، وكانت الاختياراتُ مبهجةً ففي الفنادقِ والمنتجعاتِ لا ندم، إذ دائماً ما تُكسَرُ الحمية، وإثر ذلك توجَّهنا إلى سبا المنتجع حيث استمتعنا بجلسةٍ سريعةٍ، استُخدِمَت فيها منتجاتٌ طبيعيَّةٌ من المنطقةِ بعنوان «أسرار البوريه وقناع الوجه»، وقد تعرَّفنا على مقشِّراتٍ وخلطاتٍ طبيعيَّةٍ لصفاءِ البشرة، وإزالةِ السموم من التوابلِ والأعشابِ التي تخفِّفُ التوتُّر أيضاً، وهي وصفاتٌ تقليديَّةٌ، تعود لقرونٍ مضت، بعدها ذهبنا إلى جلسةٍ أخرى، وهي التدليك (المساج) في المنتجعِ الصحِّي «سبا أليلا» لمدة ساعةٍ، وكانت رائعةً جداً، خاصَّةً أن وقتها كان مناسباً عقب رحلةِ الطيران. أمَّا الغداءُ فتميَّز بوجودِ الطاهي «براكاش» الذي أعدَّ لنا بمطبخٍ مكشوفٍ في الهواءِ الطلق الطبقَ العُماني التقليدي «المصانف»، وهي وجبةٌ محليَّةٌ تتكوَّن من فطيرةٍ شهيَّةٍ محشوَّةٍ بالدجاج، وهذه المرَّةُ الأولى التي أتذوَّق الأكلة، وأنصحُ بها.

متعة مشاهدة الجمال


وفي تجربةٍ فريدةٍ، التقينا أحدَ أهالي المنطقة ممَّن يتقنُ اللهجةَ الجباليَّة، وهي لهجةٌ بمفرداتٍ مختلفةٍ قليلاً عن اللغةِ العربيَّة الدارجة، وتعرَّفنا منه على بعض المفرداتِ التي يستخدمها الأهالي في حياتهم اليوميَّة، وبعد غروبِ الشمس، ولأن فعالياتِ المنتجعِ الفاخر وتجارَبه المميَّزة لا تنتهي، فقد كان لنا موعدٌ في بارِ مسبحِ الواحة حيث شربنا عصائرَ الموكتيل بحليبِ الإبل الغنيَّة بالنكهات، وتعرَّفنا على أهميَّة الإبلِ في الحياةِ اليوميَّة في هذه المنطقةِ العربيَّة الجميلة، وفي المساء، تناولنا العشاءَ في «ذا لاجون» The Lagoon الوجهة الشاطئيَّة على خليجِ حينو التي تنفردُ بجلساتٍ أرضيَّةٍ، ووجباتِ عشاءٍ ذات أصنافٍ متنوِّعةٍ من مشاوي اللحومِ والأسماك، وثمارِ البحر تحت أنوارٍ خافتةٍ لنتمكَّن من مشاهدةِ انعكاسِ ضوءِ القمر على صفحةِ الماء.

واستكملنا ما عشناه مساءً في صباحِ اليومِ التالي، إذ شاهدنا شروقَ الشمس من جهةِ المحيط، لتكتمل المناظرُ الطبيعيَّة التي أبهرتنا على ضوءِ القمر في تلك الليلة، ثم تناولنا فطوراً صباحياً شهياً، كان حسبَ الطلبِ من القائمة، وتوجَّهنا بعدها إلى سوقِ المدينةِ القديمة في مرباط الذي يعدُّ فعلياً متحفاً مفتوحاً في الهواءِ الطلق، وقد ذُهلت حقاً وأنا أقرأ على بوَّابتها، وتحديداً على الأقواسِ، بيتاً من قصيدةٍ قديمةٍ، يقولُ:

«مرباط أنشودة التاريخ والأدبِ ومربط الخيل في الأزمان والحقبِ
سلوا الصحائف عن مرباط إن لها ذكراً هنالك في الأسفار والكتبِ»

رحلة ممتعة إلى مرتفعات جبلِ سمحان


وخلال تجوُّلنا في المكان، استمتعنا كثيراً بالعمارةِ التقليديَّة، ومتحفِ مرباط، وهو حصنٌ قديمٌ، يحتضنُ تاريخَ المدينة، ثم استكملنا رحلتنا إلى جبلِ سمحان على ارتفاعِ 1800 مترٍ فوق مستوى سطحِ البحر، وفي الطريقِ إليه شاهدنا النقطةَ التي يُطلَقُ عليها «انعدام الجاذبيَّة»، وعشنا تجربةً مهيبةً حيث المنحدرُ للأسفل، والسيارةُ تصعدُ بنا إلى الأعلى، والعكسُ صحيحٌ بسبب انعدامِ الجاذبيَّة في هذه النقطة! أمَّا في أعلى قمةِ الجبل فشاهدنا ممرَّاتٍ مهيَّأةً لهواةِ «الهايكنج»، وهي رياضةُ المشي في الطرقِ المتعرِّجة، ومطلاً، يوفِّرُ مشاهدةَ المناظرِ الخلَّابة للطبيعة، والمحيط، ويحتوي على جلساتٍ، فانتهزنا الفرصةَ، وتناولنا وجبةً خفيفةً، تمَّ إعدادها لنا في الفندق، بينما رأينا في أسفله وادي دربات الذي يزخرُ بالينابيعِ، والشلالاتِ المتدفِّقة، وبحيراتِ المياه، وأماكنِ الترفيه العائليَّة، واختتمنا الرحلةَ بمشاهدةِ الإبل، وهي ترعى في كلِّ مكانٍ، وبعد عودتنا إلى المنتجع، تناولنا وجبةَ الغداءِ في المطعمِ الآسيوي سي سولت Sea Salt الذي يقدِّمُ أطباقاً ذات نكهاتٍ آسيويَّةٍ شهيَّةٍ مع أوراقِ الليمون، وزيتِ السمسم، وإضافاتٍ أخرى، تُميِّز المطبخ الآسيوي.

أجواء لطيفة ترافق "عشاء طريق اللبان"


وقبل غروبِ الشمس، انطلقنا إلى منصَّةِ مشاهدةِ الغروب البديعِ في المنتجع، وحظينا بجلسةِ يوغا، ساعدتنا في الاسترخاءِ، وزادت من تركيزنا الذهني، وفي نهايةِ اليومِ الجميل، خضنا تجربةً مختلفةً، يُطلِقُ عليها المنتجعُ اسمَ «عشاء طريق اللبان»، والسببُ أن الأطباقَ التي أعدَّها لنا الشيف، كانت من مكوِّناتٍ وبهاراتٍ من هذا الطريقِ القديمِ الذي يمرُّ بالمنطقة، في حين أن النكهاتِ والأطباق، لا تقلُّ روعةً عن جمالِ المكان، والأجواءِ اللطيفة.

يمكنك أيضًا الاطلاع على المشي لمسافات طويلة نشاط مرغوب في الجبل الأخضر بعُمان

لقطة من العمارةِ التقليديَّة

 

لقطة من العمارةِ التقليديَّة


وفي اليومِ الأخيرِ لرحلتنا، وبعد تناولِ وجبة الفطورِ في المطعم، اصطحبنا الطاهي إلى سوقِ السمك في البلدةِ القديمة، هذا المكانُ الذي يوفِّرُ صيدَ اليومِ من المراكبِ المصفوفةِ في الميناءِ القديم، وقدَّم لنا معلوماتٍ قيِّمةً عند اختيارنا الأسماك، وساعدنا في انتقاءِ ما يناسبنا منها، وعند عودتنا للمنتجع، طبخ لنا الأسماكَ التي اخترناها، كما عرَّفنا على أنوعِ البهاراتِ المستخدمة.

هذا كلُّه كان جزءاً بسيطاً مما يقدِّمه المنتجعُ الفاخرُ من تجاربَ، إذ هناك أيضاً رحلاتُ قواربِ الكاياك في بحيرةِ خليج حينو الهادئة، ومشاهدةُ الأبقارِ وطيورِ الفلامينجو الرشيقة وهي تتجوَّلُ بحريَّةٍ في المكان، كما يحتضن الملاذُ الراقي 112 غرفةً مريحةً، وفيلاتٍ فسيحةً مع أحواضِ سباحةٍ خاصَّةٍ، ما يتيح للضيوفِ تجربةَ الرفاهيَّةِ والمغامرةِ معاً.

تجربة تذوق الطعام في منتجع أليلا حينو مرباط

الاستمتاعُ بإقامة فاخرةٍ في أكثر الفنادقِ روعةً بالعالم

من جانبٍ آخر، يعدُّ منتجعُ أليلا حينو مرباط أحدَ فنادقِ مجموعة Hyatt الفندقيَّة التي توفِّرُ برنامجَ الولاء الذي يمكن من خلاله الحصولُ على ليالٍ مجانيَّةٍ في فنادقِ Hyatt الشهيرة، والاستمتاعُ بإقاماتٍ فاخرةٍ في أكثر الفنادقِ روعةً بالعالم من خلال الحجزِ باستخدامِ نقاطِ برنامج الولاء World of Hyatt. ويجسِّد البرنامجُ مفهومَ Be More Here (كن أكثر هنا)، ليكون الضيفُ أكثر حضوراً واستكشافاً للمدينةِ مع مزيدٍ من الاختياراتِ لأعضاءِ برنامج «الولاء»، ويستطيع الأعضاءُ استخدامَ النقاطِ في World of Hyatt ليعثروا على تجاربَ، تتجاوزُ الأنشطةَ السياحيَّة النموذجيَّة، وتميلُ إلى الرفاهيَّة، من المنتجعاتِ الصحيَّة إلى الجولاتِ المحليَّة، في حين تتيح لهم جائزةُ Brand Explorer الحصولَ على ليلةٍ مجانيَّةٍ من الفئةِ 1 إلى 4 لكلِّ خمسِ علاماتٍ تجاريَّةٍ فريدةٍ يقيمون فيها. أمَّا مكافآتُ Milestone من Hyatt، فتقدِّمُ امتيازاتٍ مثل ترقياتِ الأجنحة، أو الدخولِ إلى النادي، بينما تمنح جائزةُ ضيفِ الشرف Guest of Honor Award مزايا Globalist داخل الفندق، منها إقامةٌ مدفوعةٌ، وجائزةٌ مؤهلةٌ لمدةٍ تصل إلى سبعِ ليالٍ، وعبر مشاركتك في العروضِ الترويجيَّة، في الإقاماتِ وتناولِ الطعام وغير ذلك، يمكنك زيادةُ نقاطِ World of Hyatt، وأيضاً زيادةُ نقاطك إلى أقصى حدٍّ عبر الحجزِ على موقع Hyatt الإلكتروني، أو تطبيقه، ما يمنحك إمكانيةَ الوصولِ إلى عروضٍ حصريَّةٍ، واستبدالَ النقاطِ بليالٍ مجانيَّةٍ، أو استخدامها لترقياتِ الأجنحة وتجاربِ تناولِ الطعام.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط

تجربة تذوق الطعام تحت ضوء النجوم في منتجع أليلا حينو مرباط